السبت، 9 يونيو 2012

امرأة هزت عرش مصر . فى مأمن من المسائلة وماذالت المرأة الحديدية .فيديو


وراء كل ديكتاتور فاسد 
امرأة تدفعه إلى السير في طريقه 
 سوزان..رأس الأفعى 
التي لم تقطعها الثورة قدمت لزوجها فنون طبخ الفساد 
سيدة القصر التي ساهمت في خراب مصر، وراعية الفساد


في خمسينيات القرن الماضي وعلي إحدي صفحات مجلة «الجيل» نشرت صورة لسوزان ثابت زوجة الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهي طالبة بمدرسة سانت كلير وعمرها لا يتجاوز 15 عاما، وتتحدث عن هواياتها المفضلة وعلي رأسها رقص البالية، حيث كانت رئيسة فرقة البالية في مدرستها تحت عنوان «تذكروا هذا الاسم». 
 صدقت النبوءة، وسيتذكر التاريخ سوزان ثابت لسنين طويلة قادمة، فهي لم تكن زوجه لرئيس فقط، بل كانت سيدة القصر التي ساهمت في خراب مصر، وراعية الفساد في القصر الرئاسي وأحد الذين وضعوا المطبات في طريق التغيير والإصلاح. يقولون إن وراء كل ديكتاتور فاسد امرأة تدفعه إلى السير في طريقه، وهذا ما فعلته سوزان، فمبارك لم يكن وحده الذي صنع وخطط للفساد السياسي والتخريب الاقتصادي بل إن سوزان كانت العقل المدبر بعد أن قدمت لزوجها فنون طبخ الفساد، ثم زرعت في عقل مبارك والمحيطين به مشروع التوريث الذي ساهم في كتابة هذه النهاية المأساوية للرئيس المخلوع. سوزان مازالت الرقم الخفي في سلسلة فساد أسرة مبارك، فرغم عشرات الاتهامات التي تحاصرها والجرائم التي ارتكبتها، مازالت حرة طليقة دون محاكمة لم يقترب منها أحد، حتى عندما قُدمت إلى المحاكمة في قضايا كسب غير مشروع وصدر قرار بحبسها احتياطيا لمدة 15 يوما، تمارضت وقضتها داخل غرفة بمستشفى شرم الشيخ، وهددت من يقترب منها بنشر فضائح شخصيات كبيرة تحتفظ بمستندات ضدهم مع أحد أقاربها هرب إلى الخارج فحصلت علي حريتها علي الفور بعد أن تنازلت عن جزء يسير من ثروتها فخرجت بلا ضمانات من القضايا. 
 هل العدالة فى مصر كسيحة حتى بعد الثورة..


سوزان تدير مخطط تبرئة مبارك وولديه جمال وعلاء وهي في الخارج، حتى أنه بعد صدور حكم بالسجن المؤبد على الرئيس المخلوع.. ظلت تهدد باللجوء إلى المنظمات الدولية وطلبت وساطة من القادة العرب حتى تظل بجوار مبارك في طره، وكانت النتيجة أن زارته مع خديجة وعلاء زوجتي علاء وجمال في اليوم الثاني لدخوله مستشفى طره رغم أن لوائح السجون تمنع عنه الزيارة في الشهر الأول من دخوله. والغريب أن سوزان لم توجه إليها أي اتهامات رغم أن مرافعة النيابة في محاكمة الرئيس المخلوع، وجهت لها اتهامات صريحة كانت كافيه بأن تضمها إلى ملف القضية كمتهمة وفاعل في جرائم مبارك، إذ قالت النيابة بالنص «إن مبارك خضع لأوامر زوجته سوزان ثابت التي كانت من يدير شئون مصر، والتي جعلها الطمع لا تكتفي بأن تكون زوجة رئيس جمهورية بل كانت تسعى بكل جهدها لتكون أما لرئيس جمهورية أيضا». بدأت سوزان حياتها عام 1961 كمدرسة في إحدى المدارس براتب لا يتعدي بضعة جنيهات، لكنها مع بداية عام 2000 دخلت نادي المليارديرات وكونت ثروة تصل إلى مليار دولار وتملك عدة عقارات في لندن وباريس وفي إمارة دبي.
 وزاره العدل السويسرية كشفت في التحقيقات التي تجريها بشأن غسيل الأموال أن سوزان فتحت أول حساب جاري لها عام 1982 بمبلغ 15 مليون دولار، لكن الأخطر من ذلك أن سيدة القصر رغم التحفظ على أموالها في مصر، إلا أنها تنفق بسخاء علي تنقلاتها وعلي متابعه قضية مبارك ونفقات المحامين ومطالب الأسرة، وذلك من خلال حساباتها الموجودة في 4 بنوك سويسرية، وضعت فيها أموالها بنظام الشفرة وتسحب منه بحرية خاصة أن القانون لا يلزم البنوك التي تتعامل بهذا النظام بكشف حسابات عملائها، ولكن التحقيقات التي تجري الآن كشفت بعضا من حساباتها الموجودة في البنوك. نالت سوزان الجانب الأكبر من السخط الشعبي، خاصة أنها أصبحت عصية علي المحاكمة رغم عشرات البلاغات التي قدمت ضدها، فكانت في البداية تحلم بدور اجتماعي صغير ولكنها امتلكت كافة مقاليد الحكم وأمسكت بكافة مفاتيح السلطة حتى إنها في كثير من الأحيان كانت تتدخل لتعيين الوزراء.
 كونت سوزان مبارك ما يقرب من 13 جمعية أهلية أفرغت فيها طاقاتها، فكانت تحلم بأن تكون سيدة مجتمع تحصل علي جائزة نوبل، لكن عشقها للمال كان أكبر من طموحها فجمعت التبرعات والمساعدات ووضعتها في حسابات لتنفق منها فقط علي سفرياتها وشراء مجوهراتها حتى إن جمعية محبي السلام التي أقيمت لدعم العلاقات بين الطلاب المصريين والأجانب أنفقت عليها من ميزانية الدولة وأقامت معسكرات علي حساب الدولة لترضى.
 بل إنه تم الكشف عن حساب خاص بمكتبة الإسكندرية قدره 145 مليون دولار كانت تنفق منها بموجب تفويض من الرئيس السابق ولا يعرف احد شيئا عن هذا الحساب حتى الدكتور إسماعيل سراج الدين رئيس المكتبة قال إنه لم يكن يعلم شيئا عن هذا الحساب قبل أن يتم الكشف عنه. ولم تكتف سوزان بذلك بل إنه بحسب بلاغ تقدمت به مؤسسة الهلالي للحريات إلى النائب العام حمل رقم 6879 لسنة 2011، قامت سوزان بحيازة مقتنيات أثرية من المكتبة بالمخالفة للقانون. 
وبلاغ آخر قُدم إلى النائب العام وحمل رقم 8408، اتهم سوزان مبارك بإسناد مشروعات إلى بعض أقاربها بالأمر المباشر، وأنها هددت صاحب شركة ليتنازل عن مشروع أسند إليه إلى أحد أقاربها عام 2002. واتهم اتحاد شباب الثورة سوزان ثابت في بلاغ إلى النائب العام حمل رقم 669 لسنة 2012 بإهدار مليار جنيه علي مشاريع جمعية مصر الجديدة والتي تشمل متحفا للطفل ومكتبة المستقبل ومكتبة مصر الجديدة وحديقة الطفل، كما اتهمتها بلاغات أخري بإهدار أموال مشروعي الأمومة والطفولة والقراءة للجميع. وتواجه سوزان اتهاما آخر حمل رقم 249 لسنة 2012 إلى النائب العام بجمع 6 مليارات جنيه تبرعات للجمعيات النسائية وقامت بالاستيلاء علي تلك المبالغ بحجة دعم قضايا المرأة، وتحفيز مشاركاتها السياسية، بالإضافة إلى عشرات البلاغات الأخري التي تتهمها بالحصول علي مبالغ دون وجه حق ولكن لم يتم التحقيق معها. سوزان بدأت تتقدم إلى قمة السلطة في نهاية التسعينيات عندما بدأ دور مبارك ينسحب حتى صارت الملكة التي تتربع علي عرش السلطة فتحكمت في تعيينات المسئولين وأدارت مخطط توريث الحكم واستعانت بكل المسئولين الذين يمكنهم تنفيذ هذا السيناريو وقامت بتصعيدهم إلى المواقع القيادية. وبعد القبض على مبارك وحبسه في المركز الطبي العالمي، استخدمت كل أوراق الضغط التي تملكها لتسانده، فقامت بتمويل حركة آسفين ياريس وتقوم بالاتصال بقادة الدول للضغط علي المجلس العسكري للحصول على امتيازات خاصة، فكانت تقيم بجوار مبارك في المركز الطبي العالمي بالمخالفة لكافة لوائح وقوانين السجون وكانت تزور علاء وجمال حتى في غير التوقيت الرسمي حتى وصلت عدد الزيارات حتى الآن إلى 28 زيارة.
 وأدارت سوزان ملف تهريب أموال مبارك، وأشرفت علي عمليات إخفاء الأرصدة في الخارج، فجزء كبير من الأموال خرج عن طريق حركة سوزان مبارك للسلام، وتجري الحكومة السويسرية تحقيقات في هذا الشأن مع علية البنداري صديقة سوزان التي وقّعت علي مبلغ 962 مليون دولار حصيلة التبرعات التي حصلت عليها حركة سوزان مبارك، وقام النائب العام السويسري بتجميد الحركة ومصادرة أموالها لحين انتهاء التحقيقات. وتعتمد سوزان في تحركاتها علي اللواء مصطفي سليمان، أحد سكرتارية مبارك وهو الذي يستخرج لها تراخيص الزيارة وينظم تحركاتها، بالإضافة إلى شريف البنا زوج شقيقة هايدي راسخ، وأحد أصدقاء جمال مبارك، ويتولي البنا مع رجل الأعمال محمود الجمال الإنفاق علي سوزان مبارك وإدارة شئون العائلة. 
 وكانت تقيم زوجة الرئيس المخلوع في فيلا علي طريق مصر الإسماعيلية الصحراوي تابعة لجمعية أحمد عرابي خاصة بابنها علاء أثناء إقامة مبارك في المركز الطبي العالمي، لكنها نقلت إقامتها إلى إحدى الفيلات بالقطامية بصحبة هايدي راسخ، وفي أحيان كثيرة تنتقل إلى فيلا منير ثابت في مساكن الشيراتون المكونة من طابقين. 
 محاكمة سوزان وتحديد أقامتها أصبحت مطلبا ملحا الآن من ثوار التحرير، فمازالت لديها بعض الأسلحة التي تناور بها، وكان آخرها تهديد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بكشف رجالهم في القاهرة، إذا لم يتدخلوا للإفراج عن الرئيس المخلوع مبارك، وهي نفس الأساليب التي تهدد بها الشخصيات السيادية في مصر بعد الضغط عليهم بحجة عدم تسريب المستندات التي تمتلكها. وبحسب تأكيدات اللواء محمد ربيع الدويك، فإن سوزان مبارك هي المسئولة عن كل عمليات الفوضي، بداية من أحداث ماسبيرو وحتى شارع محمد محمود ومجلس الوزراء، فهي تقوم بعمل لقاءات مع عصابة طره لتتلقي الأوامر وتقوم بتنفيذها وهي المسئولة عن معظم عمليات التخريب التي تحدث في مصر. رأس الأفعى التي لم تقطعها الثورة..

ليست هناك تعليقات: