الخميس، 28 يونيو 2012

بزنس الشخصيات القذرة أهل الفجور وحكم اللصوص .فيديو



بزنس الشخصيات القذرة 
هل يستطيع مرشح الدولة البوليسية الديكتاتورية 
القول نحن سفلة مأجورون 
نقف مع مرشح الدولة البوليسية، لأننا عاطلون 
عن الموهبة، كما أننا اعتدنا العمل فى معية الفاسدين!



أؤمن أن كثيرا من المواطنين البسطاء ممن منحوا أصواتهم للفريق شفيق فى الانتخابات الرئاسية كانوا حَسَنى النية وكانوا يتصورون أن هذا الخيار يحقق مصلحة البلاد بأكثر مما يحققها اختيارهم للمرشح الآخر. ولكنى لا أؤمن أبدا أن الإعلاميين الذين خاضوا معركة عمرهم إلى جانب شفيق، وكذلك ضيوف هؤلاء الإعلاميين من الكتّاب والصحفيين ورجال الأحزاب والسياسيين .. لا أؤمن أبدا بأن كل هؤلاء الذين جاهروا بتأييدهم لتلميذ مبارك النجيب كانوا من أصحاب النوايا الحسنة أو يصدقون فعلا أن شفيق هو مرشح الدولة المدنية! لماذا إذن اندفعوا فى مخاصمة المنطق ومعاداة الأخلاق والنُّبوِّ عن الفطرة السوية بتأييد مرشح هم يعلمون أنه مرشح الدولة البوليسية الديكتاتورية، كما يعلمون أن الحزب الوطنى بكل ميراثه القذر يصطف خلفه، وأن المنحرفين من رجال أمن الدولة يديرون حملته الانتخابية ويزودونه بالمعلومات وبالأفكار الشيطانية لضرب خصمه؟
لماذا قبلوا أن يكونوا فى هذا الموقف المهين وهم يستمعون إلى شفيق يتهم جماعة الإخوان بأنها هى التى قتلت الثوار يوم موقعة الجمل، ولا ينبسون ببنت شفة، بما يشير إلى موافقتهم على اتهاماته الفالصو الباطلة؟ لماذا سكتوا وهم يعلمون أن قناصة الداخلية وبلطجية الحزب الوطنى هم القتلة وأن شباب الإخوان كانوا أغلب ضحايا هذه الموقعة؟ لا يكفى أن تجيب عن هذه الأسئلة بالقول بأنهم لا يحبون الإخوان، ولهذا فقد فعلوا ما فعلوا.. ذلك أنك تستطيع أن تكره الإخوان وتعاديهم كما تشاء، وتستطيع أن تحجب عنهم تأييدك وتمنح صوتك لشفيق، ولكن دون أن تسمح بتمرير الأكاذيب فى حق الأبرياء وتستخدم المنابر الإعلامية للترويج للباطل، وأنت موقن أنه باطل وتبيع دماء الشهداء.. كل ذلك وأنت تدَّعى الموضوعية وتزعم الغرام بالثورة ومناصرة الدولة المدنية! فى الحقيقة أن أهل الفجور من الشخصيات العامة الذين اتخذوا هذا الموقف لم يكونوا يستطيعون أن يخرجوا على الناس بالأسباب الحقيقية التى دعتهم إلى تأييد عودة نظام مبارك، لأن الأسباب الحقيقية مخزية وليس فى الإمكان إعلانها.. فهل يستطيع الإعلامى الوضيع أن يقول للناس: أنا أؤيد شفيق، لأننى محدود القدرات وعاطل عن الموهبة، وليست هناك فرصة فى الظروف الطبيعية، لأن أعمل فى هذا المكان وأتقاضى هذا الأجر، ولذلك فإننى قد أجّرت نفسى لصاحب القناة الذى يملك المال المسروق، ومنحته حرية أن يعبث بشرفى ويفعل به ما يشاء؟
وهل تستطيع المذيعة الغبية أن تقول للناس أنا أقف فى صف نظام مبارك، لأننى جزء من المنظومة الملوثة ولا مكان لى فى أى عالم نظيف..
هل يستطيع أحد أن يعترف أنه فى ظل الحكم الديمقراطى العادل الشفاف، فإن صاحب القناة التليفزيونية وصاحب الجريدة سيكون مكانه السجن، ولهذا فإنه من الأفضل العيش تحت حكم اللصوص الذين يسرقون الشعب ويقدمون مرتبات أسطورية من العودة للظل. وهل يتوقع أحد من الضيفة التى تتنقل من هذا الاستوديو إلى ذاك طوال اليوم تردد حنكا ناصريا تجاوزه الزمن وتحكى حواديت لا علاقة لها بموضوع الحلقة، وتقوم بسب الإخوان وتستحضر أقوال المهاويس والمخابيل وتقوم بتلبيسها لهم، ثم تزعم أن شفيق هو الملاذ والأمل.. هل يتوقع أحد منها بعد أن حفرت لنفسها مكانا كان يشغله من قبل قطط جمال مبارك السيامى أن تقول الحقيقة، فتعلن أنها تعرف أن حكم العسكر ليس مدنيا بحال، وأن أحمد شفيق مسؤول عن تهريب الأموال والأشخاص بعد الثورة بنفس حجم مسؤوليته عن موقعة الجمل، وأنها إنما تفعل هذا لأجل أن تضمن لنفسها لقمة عيش طرية بعد أن يفوز شفيق، كما كانت تفعل على زمن صفوت الشريف الذى منحها برنامجا تافها فى تليفزيون الريادة! لقد كتبت قبل الثورة مقالا عن بزنس الشخصيات القذرة قلت فيه إن «الشخص القذر» أصبح حرفة فى التليفزيون، وهذه الحرفة مطلوبة من أجل تسخين الحلقات، فلو أردت مثلا أن تستضيف عبد الحليم قنديل، فبطبيعة الحال أنت تتوقع منه أن يهاجم مبارك وعائلته، لهذا فمن المفيد للبرنامج أن يستحضر فى مواجهته شخصية قذرة تؤيد مبارك وتصف إجرامه بالإنجازات وبلادته بالحكمة.. وهكذا. فى ذلك الوقت راجت أعمال الشخصيات القذرة الذين كانوا يحدثون توازنا فى البرامج ما بين وجهة النظر الوطنية الشريفة ووجهة نظر الأعداء التى تبناها نفر من أبناء جلدتنا.
والحقيقة أنه بعد قيام ثورة 25 يناير وبعد أن استوعب نظام مبارك الضربة الأولى جرى تجميع كل الشخصيات القذرة التى تعشق الأضواء وتحلم بمساحة من الظهور، وتم إطلاقهم على الصحف والقنوات ليعبثوا بعقول الغلابة ويضربوا الثورة.. فعلوا ذلك لمدة عام ونصف بشكل متواصل، وساعدهم على ذلك أن الأموال المطلوب غسيلها تم ضخها بوحشية فى صناعة الإعلام وأصبحت اليغمة مغرية للغاية.. حتى إذا أتى أوان الانتخابات الرئاسية رأينا جانبا كبيرا ممن أغراهم المال الملوث يقفون لمناصرة نظام مبارك، وكانت حجتهم اللطيفة أنهم يفعلون ذلك، لأنهم يقفون ضد الدولة الدينية! هذا بطبيعة الحال ليس دفاعا عن الإخوان، وإنما محاولة لتوضيح حقيقة النعال الذين لا يتوقع منهم أحد أن يقولوا: نحن سفلة مأجورون نقف مع مرشح الدولة البوليسية، لأننا عاطلون عن الموهبة، كما أننا اعتدنا العمل فى معية الفاسدين!



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛

ليست هناك تعليقات: