الخميس، 28 يونيو 2012

جنرالات مصر قرروا الاستيلاء على السلطة لاستنساخ النموذج التركي


الجيش سيكون موجه لسياسة البلاد في المستقبل 
بطريقة مباشرة أو غير مباشرة 
 مصر تتجه لاستنساخ النموذج التركى ما بين عام 1980 و1990 
 بنى الجيش امبراطورية اقتصادية واسعة 
تمثل أكثر من ربع الناتج المحلي الاجمالي بمصر


رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مصر تتجه لاستنساخ النموذج التركي في الفترة ما بين عام 1980 و1990 حينما سيطر الجنرالات على مقاليد الأمور وسمحوا للنظام المدني بالحكم، ولكن مع سلطات محدودة وأصبح لهم الكلمة الفصل والعليا في كافة الامور المتعلقة بمستقبل البلاد. وقالت الصحيفة الآن بعد أن أصبح لمصر أول رئيس منتخب تبدو قوة الجنرالات أخذة في الترسخ وتتجه لاستنساخ النموذج التركي خلال العقود الماضية ، وهو الإبقاء على القوى الكاملة في يديه ، في وقت يسمح لنظام مدني بالحكم ولكن مع زخارف من الديمقراطية، ليس هذا هو النموذج الذي تتفاخر به تركيا اليوم ، ولكنه ما كان يحدث خلال الفترة ما بين 1980 و 1990 عندما كانت الامور تدار كلها من خلال الجيش.

وأضافت إن جنرالات مصر قرروا الاستيلاء على السلطة حتى قبل إعلان الفائز في الانتخابات الرئاسية، ويعتقد الآن أن على الجانبين التفاوض على اتفاق لتقاسم السلطة وراء الأبواب المغلقة، فالجيش يحتفظ حاليا بالسلطات التشريعية كاملة، وأيضا على عملية صياغة دستور جديد ودائم ، ولها القول الفصل في السياسة الخارجية والأمنية.
وتابعت إن بذور هذا الترتيب بعد وقت قصير من الإطاحة بالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في فبراير 2011، عندما أمر الجنرالات في مصر بالترجمة العربية لدستور عام 1982 في تركيا، بحسب "ستيفن كوك" الخبير في منطقة الشرق الأوسط بمجلس نيويورك للعلاقات الخارجية ، فقد خولت وثيقة عسكرية في تركيا للجيش مراقبة الساحة السياسية.
ونقلت الصحيفة عن وحيد عبد المجيد الخبير المصري والذي كان لاعبا رئيسيا في تحول مصر قوله :إن" المشير طنطاوي وجنرالات آخرين في المجلس العسكري الحاكم يسعون لتكرار النموذج التركي، وأضاف "الجنرالات يريدون أساسا حالة فريدة من نوعها في الدستور لتكون مستقلة عن السلطة التنفيذية، بل وأقوى من ذلك .. الجيش سيكون موجه لسياسة البلاد في المستقبل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة".
وأوضحت الصحيفة أن المؤسسة العسكرية التركية سعت خلال الفترة منذ عام 1980 و 1990 للهيمنة وحماية الطبيعة العلمانية للدولة، ورغم أن مصر لم تكن علمانية مثل تركيا ، إلا أن الجنرالات يتحركون على نحو مماثل إلى حد كبير بدافع رغبتها في منع الاخوان المسلمين من الحصول على احتكار السلطة. ولكن تغير الأمر في تركيا على مدى العقد الماضي، حيث تم الحد بشكل كبير من النفوذ السياسي للجيش ، وجاءت حكومة يقودها الإسلاميين، ونقلت الصحيفة عن "كامر قاسم" نائب رئيس المنظمة الدولية للأبحاث التركية وقوله:" نموذج قد لا تكون كلمة واحدة مناسبة، ولكن تركيا يمكن أن تكون نقطة طموح للدول العربية .. تركيا لديها عدد كبير من السكان مسلم وعلماني وتشهد ديمقراطية منذ فترة طويلة وأعتقد أن الدول العربية يمكن أن تأخذ دروسا عظيمة من التجارب السيئة في تركيا"، مثل سلسلة الانقلابات العسكرية على مدى عقود.
وشددت الصحيفة على أن سعي الجيش المصري على السلطة في نهاية المطاف أمر مفهوم بالنظر إلى دوره بوصفه الحاكم الفعلي للبلاد منذ الاطاحة بالنظام الملكي منذ 60 عاما، وكان جميع الرؤساء الأربعة منذ ذلك الحين ذو خلفيات عسكرية ، وفي الآونة الاخيرة بنى الجيش امبراطورية اقتصادية واسعة تمثل أكثر من ربع الناتج المحلي الاجمالي بمصر، بحسب بعض التقديرات.


ليست هناك تعليقات: