الجمعة، 6 أبريل 2012

حيلة وضيعة وخطوة ساذجة - أمن إسرائيل مهدد من الأراضى المصرية



الصيـــد الإسرائيلى 
الرهان الإسرائيلى خاسراً، إن أقدمت على أى سياسات حمقاء تجاه سيناء، 
تحت دعوى حماية أمنها من تطورات الأوضاع الداخلية فى مصر


تخطئ إسرائيل إن توهمت أن الارتباك والانقسام السياسى الداخلى فى مصر، قد يصب لصالح مؤامراتها الأمنية على الحدود فى سيناء، وتجرم إسرائيل إن تصور قادتها أن تسخين الأجواء الداخلية عبر الاتهامات بإطلاق الصواريخ من الأراضى المصرية، قد يصير جزءا من معادلة الصراع السياسى الداخلى فى البلاد، فى البرلمان أو الرئاسة أو الدستور.
تل أبيب تعلم أن هذا الشعب ربما تتصارعه الرؤى فى السياسة الداخلية، أو تعتصره محن التصنيف والاستقطاب بين التيارات، وقد يغضب إلى حد الإطاحة بالرؤساء والحكومات، وقد ينقلب على الظالمين من قياداته ومسؤوليه، لكنه أبدا لا يتردد فى وحدة الصف، عندما يطغى عدو على كرامته، أو يراهن أصحاب المطامع على شق بنيانه الداخلى. التصريحات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ على إيلات من أرض سيناء مكشوفة فى التوقيت والدلالة إلى درجة تثير السخرية من هذا العقل السياسى والأمنى الأحمق فى حكومة بنيامين نتنياهو، إسرائيل أرادت أن تبرق بإشارة مبكرة على (خلل أمنى مزعوم) فى سيناء، وعلى (اختراق حدودى) من عناصر المقاومة الفلسطينية، أو أنصارها الجاهزين للفداء فى الداخل، والمعنى الذى تستهدفه هنا، هو تسويق صورة مفادها أن (أمن إسرائيل أصبح مهددا من الأراضى المصرية، بسبب غياب القبضة الأمنية على الحدود)، أو ربما بسبب تنامى القوى الإسلامية فى الداخل، حسبما تردد الصحافة الإسرائيلية التى تحركها أجهزة (الشاباك) و(الموساد).
 هذه حيلة وضيعة، وخطوة ساذجة، وتأكيد لعدم معرفة هذه الأجهزة الاستخباراتية بالطبيعة الوطنية للشعب المصرى، فأيا كانت خلافاتنا الداخلية، فالشعب لا يقبل هذا النوع من التخويف الخارجى، خاصة إذا كانت إسرائيل مصدره الأول، وهذا البلد يعرف متى يختلف فى التفاصيل، ومتى يتوحد على الغايات المشتركة، وسيكون الرهان الإسرائيلى خاسراً، إن أقدمت على أى سياسات حمقاء تجاه سيناء، تحت دعوى حماية أمنها من تطورات الأوضاع الداخلية فى مصر، الكل عندها سيصبح واحداً، والخلاف ساعتها سنرميه وراء ظهورنا، وسيكون بأسنا على عدونا شديداً. مصر ووحدتها من وراء القصد.


ليست هناك تعليقات: