السبت، 21 يناير 2012

شيعة السعودية، القنبلة الموقوتة ولا أحد يريد أن يغامر بالملك.


الشباب السعودي المتعلم واع بضرورة التغيير
الربيع الثوري العربي لم يصل إلى السعودية



لم تصل أصداء الربيع الثوري العربي إلى السعودية كما كانت الحال مع ممالك عربية أخرى باستثناء بعض الاحتجاجات في منطقة القطيف في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي اعتبرها البعض احتجاجات طائفية. فما هي الأسباب وراء ذلك؟ لم تشهد السعودية احتجاجات على النظام الحاكم فيها، كما هو الأمر في العديد من الدول العربية الأخرى. بل حتى أن بعض الملكيات في العالم العربي كالأردن والمغرب، لم تكن بمنأى عن رياح الربيع العربي، إذ نزل الناس إلى الشوارع وطالبوا بالتغيير لكن دون المطالبة بإسقاط النظام، كما هو الشأن بالنسبة لحركة 20 فبراير المغربية. فلماذا لم تشهد السعودية هذا النوع من الحراك السياسي؟
 هل لأن الشباب في هذه المنطقة يعيشون حياة مستقرة ماديا، وهم ليسوا بحاجة إلى التغيير؟
وإذا كان هذا الاحتمال صحيحا، فهل هؤلاء الشباب ليسوا بحاجة إلى الحريات السياسية والاجتماعية، التي يتمتع بها نسبيا أقرانهم في باقي أنحاء العالم العربي؟ وبينما يستطيع الشباب في العالم العربي ممارسة عدة أنشطة ترفيهية، فإن ذلك قد لا يكون ممكنا بالنسبة للشباب السعودي، لذلك فإن سياقة السيارات تعد إحدى الهوايات المفضلة للشباب السعودي، المنتمي إلى الطبقة المتوسطة. كما تعتبر المحلات التجارية الكبرى (المولات) أيضا نوعا من الأماكن الترفيهية التي من الممكن للسعوديين والسعوديات أن يرفهوا فيها عن أنفسهم. فلا وجود لدور السينما ولا للعروض الموسيقية أو المسرحية.
أية تظاهرة غير دينية هي ممنوعة في أرض الرسالة الإسلامية. وهذه المحلات التجارية مطبوعة بطابع غربي وعصري، ويمكن اعتبارها متنفسا أكثر للنساء، اللواتي تضيق بالنسبة لهن هامش الحرية أكثر من الرجال. رغم ذلك فإن مبدأ الفصل بين الجنسين ساري حتى في هذه الأماكن التجارية، وبالطبع فإن النساء يرتدين الحجاب أو النقاب..

الوضع المادي الجيد للشباب في السعودية



الموارد المالية السعودية تلعب دورا في الحياة السياسية

 أحمد شاب سعودي يبلغ من العمر 26 سنة، وقد درس في الولايات المتحدة وهو حاليا يعمل كبائع كتب. الدخل الشهري لأحمد هو 5 آلاف دولار، لذلك فالمال لا يُعتبر مشكلة بالنسبة له. لكن رغم ذلك فإن رغبة السعوديين في التغيير هي رغبة تتفتح شيئا فشيئا، ويمكن للمرء أن يدرك ذلك. يقول أحمد: "الناس الذين يريدون التغيير هم الناس المثقفين أو الذين درسوا في الخارج ورجعوا
كما أن هناك نساء يرغبن أيضا في حرية أكبر، ولعل من أبسط هذه الحريات: قيادة السيارة. لكن الغريب أنه يوجد وفي المجتمع السعودي نفسه وجود نساء يوصفن بـ "عدوات للنساء" أنفسهن؛ فهؤلاء يعترضن على حصول المرأة على أبسط الحقوق. وفي روبورتاج لتلفزيون دويتشه فيله عربية في الشارع السعودي، حاول الصحفي الألماني أن يستطلع آراء بعض النساء في الشارع لكنهن رفضن، إلا واحدة قالت: "هناك مشاكل في قيادة السيارات لدى الرجال أنفسهم فكيف يمكن للمرأة السياقة. طبعا لا".

هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 
والشباب السعودي المتعلم واع بضرورة التغيير


في إطار ندوة "منتدى الرياض الاقتصادي" التقينا ببعض المثقفين المنتمين إلى النخبة الاقتصادية، أغلب هؤلاء يدركون جيدا أن بلادهم في حاجة إلى التغيير، كما يدركون تماما أن بعض المظاهر الدينية المتشددة تشكل عائقا اقتصاديا، كمنع الاختلاط بين الجنسين. الغريب أن الندوة كذلك كانت منقسمة إلى شطرين، قاعة للرجال وقاعة أخرى خاصة بالنساء. تقول آسية الشيخ إحدى المشاركات في الندوة: "في المنطقة كلها، وليس في بلدنا وحده، يشكلالشباب قنبلة موقوتة، لكننا أرض غنية ولدينا الموارد الأولية، ولابد أن يكون هناك حل ما".
ثلثا الشعب السعودي هم من فئة الشباب تحت سن 25، في الغالب ليس لهم منظور محدد عن مستقبلهم العملي وخاصة النساء. لكن السعودية بقدراتها المادية والاجتماعية تستطيع أن تتغلب على هذا الأمر. المشكلة بالنسبة لهؤلاء تكمن في الوصاية الدينية التي يعيشون فيها.
 حيث إن الشرطة الدينية أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تراقب ما تعتبره قيما أخلاقية ودينية، لا ينبغي أن تمس أو أن تنتهك داخل المجتمع السعودي. يقول أحمد بهذا الصدد: "لا يحتاج المرء كل مرة إلى رجل ملتح يملي عليه الأوامر ويقول له ما الذي يجب أن يفعله أو لا يفعله".
رغم ذلك فإن أحمد لا يؤمن بالعنف من أجل التغيير، كما أن هذا أيضا ما يراه صحفيون كانوا جالسين في مكتبه ببرج المملكة. فأحمد الآن في طور إنشاء قناة تلفزيونية جديدة تسمى"العرب".
كما يعتقد أحمد أن أغلب السعوديين يعرفون أن "نجاح النموذج السعودي" مرتكز على الارتباط الوثيق بين الشعب والمؤسسة الملكية، ولا أحد يريد أن يغامر بالملك.

شيعة السعودية، القنبلة الموقوتة


غير أنه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي شهدت منطقة القطيف بغرب السعودية احتجاجات من الأقلية الشيعية في البلد، والتي يعتبر البعض أنها أقلية مضطهدة من العنصر السني المهيمن في البلاد.
وقد اعتبر الجانب الرسمي السعودي أن هذه الاحتجاجات هي من صنيع إيران. يقول غيدو شتاينبيرغ، الباحث في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن، ردا على سؤال عن مدى تأثير المشكل الشيعي في إمكانية حدوث احتجاجات في السعودية: "إنه مشكل حقيقي لأن 10 في المائة من السعوديين هم من الشيعة، و50 بالمائة منهم يعيشون في المناطق التي يوجد فيها بترول.
المشكلة تكمن في أن الشيعة في السعودية يتعرضون للتمييز الديني والثقافي والسياسي وأيضا الاقتصادي". ويتابع شتاينبرغ قائلا: "الحكومة السعودية تسعى جاهدة إلى حل المشكل حتى لا تقع هذه الطائفة في أيدي إيران".
مظاهرات الشيعة بالسعودية
لحد الساعة ليس هناك من أدلة على أن لإيران يدا في الأحداث التي شهدتها المنطقة الغربية من السعودية، لكن إمكانية حصول احتجاجات أخرى قد تكون محتملة أيضا. تجدر الإشارة أن السعودية شهدت بعد نجاح الثورة الإيرانية وتحديدا في سني 1979 و 1980 مظاهرات ومواجهات بين قوات الأمن والشيعة أسفرت عن مقتل العشرات واعتقال نشطاء في صفوف الشيعة.



ليست هناك تعليقات: