السبت، 31 ديسمبر 2011

بناء " أعلى منارة في أوروبا " للدفاع عن المنقبات في فرنسا


تشييد أطول منارة في أوروبا تحمل إسم ساركوزي
  تقيمها جمعية تدافع عن حقوق المنقبات



تسعى جمعية "لا تمس بدستوري"، التي أسست للدفاع عن المنقبات، في فرنسا إلى بناء "أعلى صومعة في أوروبا" و من المقرر أن تحمل، اسم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
فيما عبر كثيرون عن استغرابهم من هذه الخطوة التي تتزامن مع قرب الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
 هدية خاصة تريد جمعية "لا تمس بدستوري"، التي أسست للدفاع عن المنقبات، أن تقدمها إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمناسبة عيد ميلاده القادم، بعد أن قررت بناء منارة ستكون الأعلى في أوروبا، بحسب تصريحات رئيسها، تحمل اسم سيد الإليزي.
 عملية البناء هذه، بحسب إفادات من يقفون وراءها، ستتم بمسجد، سبق أن أثار اهتمام الإعلام الفرنسي عقب أن قررت السلطات المحلية استرجاع الأرض التي أقيم عليها بناء على اتفاق سابق مع الجمعية التي تسيره. 
 يوجد هذا المسجد بمنطقة "جانفيلي" بضاحية باريس، غير بعيد عن الطريق الدائرية المعروفة أ 86، التي ستطل عليه هذه المئذنة الضاربة في الطول ب خمسة و ثلاثين مترا، كما أفاد أصحاب المشروع لوسائل الإعلام الفرنسية، إن تمت العملية كما يخططون لها.
 رئيس جمعية "لا تمس دستوري"، رشيد نكاز، المقاول المثير للجدل في الأوساط الإعلامية الفرنسية، ينفي أن تكون هذه "الالتفاتة" تجاه الرئيس الفرنسي المراد منها هو الاستفزاز أو ما شابه ذلك، و إنما يؤكد أنها جدية، و يراد منها، بحسب قوله، "تكريم الرئيس الفرنسي على الخدمات التي أسداها للمسلمين..." واعتبر في حديث له لصحيفة لوباريزيان أن هذا المنارة ستشيد بعيدا عن المجال الحضري، و بالتالي لا يمكن لها أن تزعج أي كان، على حد تحليله للأمور. 
الصحيفة الباريسية أشارت إلى أن هذه العملية التي انخرط فيها أصحابها بحماس، تعود إلى كون الإليزي قد يكون عبر عن معارضته لهدم هذا المسجد وفقا لما كانت السلطات المختصة بالمنطقة تعتزم القيام به، و هم يرون فيه شيئ من التقدير للرئاسة لما قامت به من أجل بقاء مسجدهم منتصبا على الأرض. واستغرب لهذه الخطوة عدد من المتتبعين كل من منطلقاته، إذ ينظرون إليها جميعا بشيء من الحذر، لأن الغرض منها، بحسب فهمهم للأشياء، قد يكون أبعد من الذي أعلن عنه أصحاب الفكرة، كما يجمعون أن خطوة من هذا القبيل لا يمكن أن يجني من ورائها المسلمون في فرنسا إلا المزيد من المشاكل.
 المرابط: العملية مجرد حملة تسويق عمر المرابط الذي شغل سابقا مهمة الكاتب العام في مكتب الجمعية التي تدير هذا المسجد له رأي آخر في الموضوع. ففي تصريح له لإيلاف، يؤكد أن العملية هي مجرد "حملة تسويق لساركوزي من أحد محبيه والمتعاطفين معه..." و أوضح المرابط أنه لا يمكن بناء هذه المنارة لأن "البلدية لم تعط أي ترخيص والمسألة مجرد دعاية لصاحبها لتحسين وجه ساركوزي الذي أساء للمسلمين بشكل غير مسبوق..."، بحسب قوله، معتبرا أن "المسلمين الفرنسيين لن يصوتوا له..." و الأكثر من ذلك، بحسب المرابط، "أن هذه الأرض من المفروض أن تسترجعها بلدية المدينة وهذا محل اتفاق بينها وبين الجمعية، ولهذا لن يبنى هناك لا مسجد ولا منارة ولا غيرها".
 ويضيف في ذات السياق "فأن الرئيس يحاول مستميتا تحسين صورته، لكن هيهات هيهات.فالمسلمون لن يصوتوا إلا لمن يعتبرونه الأقل ضررا عليهم ولا أقول الأحسن لهم..."، بحسب رأيه.
 طوسة : نكاز فهم اللعبة السياسية الإعلامي و المحلل السياسي مصطفى طوسة، يقول معلقا على هذه الخطوة، "يبدو أن السيد رشيد نكاز فهم اللعبة السياسية في فرنسا و المبنية أساسا على محاولة تكثيف التواجد الإعلامي بهدف ملئ الفراغ السياسي..." ويضيف: "فعندما اقترح إنشاء صندوق لتعويض فتيات الضواحي اللواتي تعرضن لغرامات مالية بسبب ارتدائهن النقاب، كان الهدف هو ركوب الموجة المعاكسة و الانفراد بدور المدافع عن الأرملة و اليتيم، و الأساس في هذه المبادرة كان الإعلان و توظيفه على صعيد الاتصال و الإشهار أكثر من تحقيقه و ترجمته على ارض الواقع".
 ويتابع طوسة لـ"إيلاف" قائلا "عندما اقترح منح اسم الرئيس نيكولا ساركوزي لصومعة مسجد في طور البناء فيبدو أن السيد رشيد نكاز يقوم بخطوة سياسية إعلامية استفزازية واضحة المعالم، و نجاح هذه الخطوة مرتبط أساسا بحجم ردود الفعل المستنكرة في اليمين و المستهزئة في اليسار التي يمكن أن تصاحب هذه المبادرة". فهو يرى أن هذه العملية "إذا استطاعت الاستحواذ على العناوين الكبرى، للصحف وفضول الفرنسيين عبر تأجيج موضوع علاقة نيكولا ساركوزي بالإسلام، تكون..."، بحسب تقديره "قد نجحت و حققت أهدافها..." أما إذا "قوبلت بصمت و لا مبالاة..."، فالعملية، يفسر طوسة، "تكون قد فشلت..."، مستطردا أنه "في كلتا الحالتين مثل هذه الأفكار و المبادرات تشير حاليا لمعان الأفكار المثيرة، لأن فرنسا تعيش ظرفا سياسيا انتخابيا ملتهبا قد يتحول فيه أي شيء إلى قنبلة إعلامية و سياسية "، كما جاء في تعبيره..








***************


ليست هناك تعليقات: