الخميس، 1 ديسمبر 2011

العسكر راهنوا على الوقت وخسروا الرهان



حاكموا المشير طنطاوى مثل مبارك
 بتهمة قتل المتظاهرين


فى الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو خرج علينا المشير طنطاوى يحيى شهداء ثورة 25 يناير وشهداء مصر.. قال عنهم: «إن هذا الجيل من شباب الوطن الذين خرجوا يوم 25 يناير نبت طيب من أرض مصر.. ينتمون إلى شعب عريق تبنوا مبادئ سامية ونبيلة أكدت إحساسهم الوطنى .. تحية إجلال وإكبار لشهداء 25 يناير وتضحياتهم ولكل الشهداء من أبناء الوطن الذين ضحوا من أجل مصر وعزة شعبها».. قبله خرج علينا اللواء محسن الفنجرى بتحية عسكرية للشهداء فى مشهد تاريخى هز المشاعر.. لكن النبت الجميل لم يعد جميلا.. والشباب الذين دفعوا أرواحهم لعزة مصر وشعبها ما هم إلا عملاء وخونة .. يتلقون التمويل الأجنبى ويتربصون بالوطن ويسعون الى تدميره.. هذا ما نراه الآن من كلام العسكر.. ارجعوا الى تصريحات الفنجرى الأخيرة لتعرفوا كيف يرى العسكر هؤلاء الشباب وكيف يرون الثورة المصرية.. لم يكن أحد يتخيل أن العسكر الذين خرجوا علينا وصدعونا بكلام عن حماية الثورة هم من يتربصون بها.. هم من كانوا ينتظرون اللحظة المناسبة للقتل والسحل ورمى الجثث فى الزبالة.. هم من يبدأون القتل ورمى الثوار بالخرطوش والقنابل المسيلة للدموع.. راهنوا على الوقت وراهنوا على أن يكره الناس الثورة ومن قام بها وخسروا الرهان.. هم بجريمتهم أعادوا إحياءها من جديد.. هم من أعادوا الملايين إلى ميدان التحرير والى كل ميادين مصر.. هم من الهبوا حماسهم ونفخوا فى أرواحهم والقوا بكرات الثورة فى شرايينهم.. لقد قتل مبارك الثوار فى 25 يناير وخرج علينا العسكرى ليقول إنه رفض أن يدك المتظاهرين وانه لن يرفع سلاحا فى وجه المواطنين وإذا بهم يرفعون الأسلحة ويدهسون بالمدرعات.. مبارك محبوس الآن على ذمة قضية قتل المتظاهرين فقد قيل انه هو من اعطى الأوامر بالقتل لكن شهوداً ينتمون الى جهات سيادية وأمنية قالوا فى شهادتهم امام المحكمة انه لم يأمر بقتل المتظاهرين، وكأن جنود الأمن المركزى قد تصرفوا من أدمغتهم.. كأن القناصة قد جاءوا من الصومال لتقتل وتخرب وتتربص بالوطن..لقد تم خلع مبارك ليخلفه المشير فى حكم البلاد.. هو الآن على القمة.. هو مثله مثل مبارك.. المخلوع وقع تحت عينيه مشاهد قتل المتظاهرين .. لم يتم شىء من وراء ظهره .. أيضا بالمثل ما جرى فى نوفمبر حدث أمام عينى المشير وبعلمه .. لن نصدق ما قالوه إن الجنود تصرفوا من أدمغتهم فهو قول لا يخيل على أحد، وإذا صدقناه فهو بالتأكيد يكشف ضعف هذه القيادات.. يكشف عن استهتار الجنود بهم.. المشير مثله مثل مبارك .. هو المسئول عما وقع من جرائم، ومحاكمته فرض عين.. لا تتركوه يذهب الى حال سبيله والا فمحاكمة مبارك الآن بها افتراء وكيل بمكيالين؟! كان المشير يتباهى دائما أن العسكر هم من قاموا بحماية الثورة فى مشهد تكرر أكثر من مرة وفى أكثر من مناسبة.. كأنه كان يمن علينا حتى نصبح أسرى له ولمجلسه.. حاول أن يستمد شرعيته من هذا الكلام.. شرعية راح المنافقون والمطبلاتية يروجون لها وبنفس الطريقة التى كانوا يمارسونها مع مبارك ورجاله.. ألحوا فى ذلك حتى خيل إلى المجلس العسكرى أنه هو من قام بالثورة.. هؤلاء المنافقون هم من ركبوا الثورة واستفادوا منها وتصدروا المشهد، بينما تراجع أصحاب الثورة الحقيقيون الذين ضحوا بدمائهم من أجل العزة والكرامة.. هؤلاء المنافقون هم من سينقلبون على المشير ورجاله إذا ما آلت السلطة لغيرهم.. سيضعون فيهم ما ليس فيهم حتى ترضى عنهم السلطة الجديدة.. لو وقعت السلطة فى حجر الثوار سيدعون أنهم كانوا فى أول الصفوف ولو ذهبت إلى الإخوان ستجدهم يرتدون الجلابيب ويطلقون اللحى ولو ذهبت إلى السلفيين سيقيمون الذكر ليل نهار.. هؤلاء المنافقون هم سعوا وبكل قوة إلى تأليه المجلس العسكرى.. كان الإعلام الرسمى يضع أخبار المشير فى صدر نشراته والصحف القومية كانت تجعله عناوينها الرئيسية.. لم يكن هناك فارق فى التناول بينه وبين مبارك.. نفس العناوين عليك فقط ان تستبدل كلمة مبارك وتضع مكانها كلمة المشير.. «المشير يفتتح مركزا طبيا.. المشير يتلقى التهانى بمناسبة العيد.. كلمة المشير فى ذكرى ثورة يوليو.. المشير يستقبل شيخ الأزهر والبابا شنودة.. المشير يستقبل الرئيس الفلانى» كلها عناوين سبق قراءتها فى ظل وجود مبارك وبنفس المعالجة. المجلس يسير على نفس خطى مبارك.. استبدل مندوبى الرئاسة بالمراسلين العسكريين ووضعهم فى أماكن أكبر منهم وهؤلاء جاءوا بأصدقائهم ووضعوهم بجوارهم.. المجلس يسير على نفس خطى المخلوع.. كان يقرب إليه فقط من يؤمن على كلامه.. كان يقرب له من يصفق له لا من يختلف معه.. هؤلاء المنافقون هم من ضللوه وعجلوا بنهاية شرعيته. لن يقبل أحد أن يهون المشير ورجاله من قتل المتظاهرين.. لن يقبل أحد بأن هذه الجريمة يتحملها الجنود الذين دفعوا إلى معركة ليست معركتهم ويخوضون حربا ليست حربهم.. من يتحمل المسئولية هو المشير ورجاله من المجلس العسكرى.. عليه أن يدفع الثمن مثلما يدفعه مبارك.. محاكمته هى العدل!

ليست هناك تعليقات: