الأحد، 16 أكتوبر 2011

حان الوقت لكى نتحد.. حان الوقت لكى تسمعوا.. يا شعوب العالم إصحوا


«التوحــد من أجــل تغيير العـــالم»


«حان الوقت لكى نتحد.. حان الوقت لكى يسمعوا.. يا شعوب العالم اصحوا» 
على وقع تلك الشعارات استيقظ العديد من النشطاء حول العالم أمس مستجيبين لحملة «التوحد من أجل تغيير العالم» التى تدعوا لتظاهرات سلمية ضد ما سمته بديكتاتورية المؤسسات المالية، وتم تحديد أمس كيوم بداية لها. الحملة التى تعتبر استكمالا لأشكال التظاهر السلمى ضد السياسات الاقتصادية المنحازة للأغنياء، والتى ظهرت فى دول متفرقة كإسبانيا وبريطانيا، ثم اتخذت طابع الاعتصام السلمى مع بدء موجة احتجاجات «احتلال وول ستريت»، تحولت أمس إلى حملة عالمية استجاب لها العديد من النشطاء السياسيين بالرغم من الصدامات التى واجهها المتظاهرون الأمريكيون مع قوات الأمن خلال الأيام الماضية، والتى شملت اعتقال اعداد كبيرة منهم، علاوة على الواقعة الأخيرة لاقتحام الشرطة لمسيرة بنيويورك بالدرجات البخارية. ويتوقع موقع حملة «تغيير العالم» أن تشارك 82 دولة فى دعوته للتظاهر، من ضمنها دول عربية عدة، تشمل مجتمعات محافظة مثل السعودية.
وفى مصر أعلن نشطاء عن تنظيم تظاهرة أمام برج التجارة العالمى على كورنيش النيل لمواكبة الحركة العالمية. وطالب البيان بتمثيل كامل لشعوب العالم فى المنظمات العالمية، مستشهدا بمقولة الناشط الهندى فاندانا شيفا «اليوم نحن نطالب باستبدال قمة الثمانية الكبار بقمة لكل الإنسانية، قمة للسبعة مليارات الكبار». ووصف البيان المؤسسات العالمية التى تحكم الاقتصاد بأنها غير ديمقراطية، معتبرا أنها «مبارك العالمى، والأسد العالمى، والقذافى العالمى»، وشملت تلك المؤسسات التى يقع عليها هذا التوصيف، صندوق النقد الدولى، ومنظمة التجارة العالمية، والبورصات والبنوك الدولية والبنك المركزى الاوروبى، «يجب ان تعبر تلك المؤسسات عن الناس أو أن ترحل». 
واعتبر البيان أن تلك القوى الدولية اصبحت تتحكم فى حياة الناس، كتحكمها فى الوظائف والاسكان والتعليم، بما يتعارض مع مصالح الناس فى كثير من الاحيان «نحن نفقد تحكمنا فى حياتنا هذا أمر يجب ايقافه». ونقلت وكالات الانباء استجابة الناشطين فى مناطق متفرقة جغرافيا حول العالم، كخروج تظاهرات فى استراليا ونيوزيلاندا وتايوان واليابان والفلبين، يحملون نفس التوجهات النقدية ضد سيطرة الفئة التى قدرها متظاهرو وول ستريت بـ1% على السياسات المالية والاقتصادية، «طبقة الـ1% ليس لديها أية حلول لأزمتنا الاقتصادية» ــ يقول متظاهر استرالى لـ«إيه. بى. سى. نيوز». 
وفى بريطانيا سجل نحو 15 ألف مواطن انفسهم فى حملة على «فيس بوك» و«تويتر» للتظاهر فى ميدان باترنوستير، حيث يقع مبنى بورصة الأوراق المالية وبنك جولدمان ساكس. «فكرة تلك الاحتجاجات تنضج منذ عام 2008، واعتقد ان الناس ادركوا الآن أن الحكومات لن تمثل مصالحهم ضد البنوك، اذا لم يقوموا هم بأنفسهم برفع اصواتهم عالية» ــ يقول سبيرو فان ليمن، احد الشباب المشاركين فى الاحتجاجات البريطانية، «أشعر مثل الكثير من المتخرجين من الجامعة بأننا اشترينا الأكاذيب» بحسب قول متظاهر آخر، بيتر فوجان، منتقدا عدم توافر الوظيفة اللائقة له بعد دراسته للتاريخ والعلوم السياسية.
وبعيدا عن الميادين الثائرة، فوجئ الملياردير الامريكى الشهير، روبرت ماردوخ، أمس، فى قاعة للمؤتمرات، بأحد متظاهرى وول ستريت يقاطعه أثناء إلقاء كلمته التى تناقش مستقبل التعليم فى الولايات المتحدة، حيث كان ماردوخ يطرح رؤيته حول امكانية مساهمة التكنولوجيا الحديثة فى تطوير التعليم الحكومى، بينما اتهمه الشاب المتظاهر بأنه يسعى إلى التربح من التعليم العام. وسعى مفكرون لامعون إلى تحديد مطالب تظاهرات الخامس عشر من أكتوبر، من خلال اعلان بيان لتلك الثورة السلمية، شارك فى اعداده استاذ العلوم السياسية الأشهر نعوم تشومسكى، والناشطة والاعلامية الامريكى نعومى كلاين، وغيرهم من المفكرين حول العالم، وقال معدو البيان إن تلك الصحوة الشعبية تأتى مدفوعة بما قام به «اخواننا واخواتنا» فى مصر وتونس، ودول أخرى، «ونحن ايضا ندعو إلى تغيير النظام.. تغيير النظام العالمى».


ليست هناك تعليقات: