السبت، 3 سبتمبر 2011

دعوة للجميع للمساهمة في بناء بلدنا بعيدا عن النعرات الطائفية


مصلحة مصر فوق أي اعتبار 
ولنجعل من التوافق والحوار أسلوبًا ومن العمل والإنتاج هدفا 



علي الصامتين أن يتكلموا 
المواطن المصري انتٌهكت كرامته وتم سجنه داخل بلده 
بعد أن تحكمت فيه أجهزة الأمن لصالح خدمة الحاكم
وضمان استمراره علي كرسي 

- من أجل مصر ندعو الجميع للمساهمة في البناء بعيدا عن أي نعرات طائفية متخذين من التوافق والحوار أسلوبا ومن العمل والإنتاج هدفا لا أجد أي مبرر يدعو الأغلبية الصامتة في الشارع المصري أن يظلوا صامتين علي ما يدور حولهم من أحداث وتداعيات خاصة بوطنهم دون أن يشاركوا أو يدلوا بدلوهم في الحديث عما تمر به مصر بعد ثورة 25 يناير مثلهم مثل باقي أفراد وطوائف الشعب الذين يتحدثون ليل نهار عن مستقبل مصر.. فهاهم أعضاء ائتلافات الثورة والقوي الوطنية يريدون تنفيذ كذا وكذا، وهاهم السلفيون وجماعات التيار الإسلامي يتحدثون ويطالبون مثلهم مثل الأحزاب وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان. الجميع يتحدثون ويطالبون ويعترضون ويوافقون، وهذا من حقهم لأن مصر بلدهم، ويرون أنهم يخدمونها بهذه الطريقة. أما الغالبية العظمي من المصريين فهم صامتون ولا يقولون حتي نعم أو لا، وكأنهم يعيشون في بلد غير بلدهم، رغم أن مصر تحتاج الجميع صامتين أو متكلمين، فجميعهم أبناء هذا البلد ودورهم مهم في بناء مصر الجديدة التي تم تدشينها بعد ثورة يناير المعتمدة علي المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وعلي منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان لتوفر حياة حرة وكريمة للمواطن المصري الذي تم سجنه داخل بلده طيلة أكثر من ستة عقود علي الأقل خلالها انتهكت كرامته، وتحكمت فيه أجهزة الأمن والرقابة لخدمة الحاكم ولضمان استمراره علي كرسي الحكم لأطول فترة ممكنة. وعندما جاء الوقت لنسترد فيه كل ما فقد منا خلال الحقبة السابقة يتخلي أغلبنا عن المطالبة بحقه في حياة حرة سليمة، ويظل صامتا عما يجري حوله من قبل فئات وطوائف أخري، وإلا بماذا نفسر ما حدث في مصر منذ اندلاع الثورة وحتي الآن من انفراد فصيل للحديث عن مصر دون فصيل آخر.
دليلي علي ما أقول هو الصراع الدائر الآن بين طوائف عدة من المصريين، فمثلاً الجماعات السلفية ترفض أغلب ما نادت به ائتلافات الثورة وطالبت به سواء في أحاديثهم أو ندواتهم، وها هو الأمر نفسه يتكرر عندما رفضت ائتلافات الثورة انفراد الجماعات السلفية بفرض مطالب بعينها علي المجتمع المصري لدرجة وصل معها الأمر إلي رفع علم دولة شقيقة غير علم مصر في ميدان التحرير، هذا بخلاف القول بترديد شعارات بضرورة أن تكون مصر دولة إسلامية دون اعتبار لوجود إخوة لنا في الوطن يدينون بديانة أخري غير الإسلام. الغريب في كل هذه التصريحات من قبل هذا الفصيل أو ذاك أنه يرجع الأمر بفرض مطالبه هذه إلي الإرادة الشعبية التي ألبسوها أقوالا كثيرة قد يتفق معها البعض، ويرفضها البعض الآخر.. متناسين تماماً جموع المصريين الذين يشاركونهم نفس الوطن. 

فمؤخرًا اعتصم العديد من ائتلافات الثورة في ميدان التحرير مما أدي إلي تعطل مصالح المواطنين نتيجة لهذا الاعتصام بالإضافة إلي تضرر السكان والمحال الذين تقع مقارهم في الميدان. وفي الأمس القريب دعت الجماعات السلفية إلي إقامة إمارة سلفية في شمال سيناء، لفض المنازعات بالقوة وحفظ الأمن بعد الاستعانة بـ6 آلاف مسلح لتنفيذ الأحكام عرفيا بالقوة بحجة غياب الأمن وعدم وجود دور للدولة وأجهزتها. وسواء ما حدث مؤخرًا أو في الأمس القريب فإن كليهما مرفوض.. فالأول تم فيه تعطيل مصالح الناس بل وتعطيل مصالح البلد لدرجة أنه تم تكوين شعور لدي الغالبية برفض التعاطف مع الشباب الذي قام بهذا الفعل، خاصة أن تعطيل المصالح يعني الإضرار بلقمة العيش التي يسعي الجميع إلي توفيرها لذويهم. أما التصرف الثاني فهو غير مفهوم وغير مبرر، لأنه يساهم في نسف دور الدولة ويدعو كل فرد في مصر إلي أن يأخذ حقه بيده، طالما أنه غير راض عن الدور الذي تقوم به الدولة.. وفي النهاية ستكون الخسارة علي مصر وعلي شعبها. وبعد أن خرج البعض من «القمقم» ليملي ويفرض شروطه علي الجميع، لم يدرك هذا البعض أن باقي المصريين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات التي سمح بها لنفسه سواء كان من الفريق الأول أو من الفريق الثاني غافلين أن البلد وأمنه القومي في خطر، وبالطبع لن يستفيد من هذا الخطر إلا أعداء مصر والإسلام والأمة العربية، لأن استمرار حالة عدم الاستقرار والشد والجذب بين المصريين فيه انتعاش لهؤلاء المستفيدين، ولذلك يستلزم من الجميع التكاتف والتوافق علي الصيغة التي تحفظ لمصر أمنها وسلامها. قد تكون المليونيات وسيلة فعالة في بعض الأحيان لتحقيق مطالب معينة ينادي بها الشعب أو الفئة التي دعت إلي المظاهرات أو الاعتصامات المليونية، ولكن في الوقت الحالي وبعد أن تحقق العديد من هذه المطالب أصبحت المليونيات إحدي وسائل إظهار القوة واستعراض العضلات مما أفقدها الدور الذي كانت تصبو إليه من فكر أو دعت إليها، وأصبح مجرد ذكر كلمة مليونية يجعل البعض يجلس في منزله ولا يفكر في الخروج منه بعد أن فقدت الكلمة معناها. من أجل كل هذا ومن أجل مصر التي تضمنا جميعا ونتمني خدمتها والوقوف بجانبها في كل الأوقات ندعو الجميع للمساهمة في بناء بلدنا بعيدا عن النعرات الطائفية، وعن تحقيق المصالح الشخصية ولنضع مصلحة مصر فوق أي اعتبار ولنجعل من التوافق والحوار أسلوبًا ومن العمل والإنتاج هدفا، لأن مرحلة البناء تتطلب المزيد من الجهد والعمل، وأعتقد أن مصر قادرة علي تحقيق ذلك إذا تم توظيف هذه القدرات بالشكل الصحيح، وبتعاون جميع المصريين ودون تفرقة بين أحد شريطة أن يتم هذا في إطار الدولة المدنية التي نسعي إليها المعتمدة علي المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. محمد جمال الدين

ليست هناك تعليقات: