الأحد، 11 سبتمبر 2011

لم يحاكم رموز النظام السابق عن مسئوليتهم السياسية تجاه فساد البلاد



مبارك وجمال وسرور والشريف ونظيف وعز سقطوا.. فكيف نجا سليمان؟!
 مبارك رجل أفسد الحياة السياسية لمدة 30 عاما،
والثورة مستمرة ولو تمت محاكمة الجميع لتمت محاكمة عمر سليمان


في عام 2010، أطلق مجموعة من النشطاء حملة ملصقات تدعو لانتخاب سلمان رئيسا للجمهورية - وكان وقتها رئيس المخابرات العامة، في ما بات يعرف بـ"حرب الملصقات" التي أطلقها أنصار الدكتور"محمد البرادعي" وانضم إليهم مؤيدو زعيم حزب الغد "أيمن نور" ضد حملة موازية تطالب بانتخاب "جمال مبارك"- نجل الرئيس السابق حسني مبارك- خلفا لوالده، حيث علق الدبلوماسيون وقتها أن هدف الحملة هو استكمال خطوات سيناريو التوريث، حيث يتولى عمر سليمان - الذي قد لا يرفضه الناس - منصب نائب الرئيس بدعوى الحالة الصحية للرئيس مبارك، ثم يبدأ الإعداد لانتخابات رئاسية بعد تهيئة الساحة لاستقبال جمال مبارك بطريقة تجعله يبدو وكأنه رئيس منتخب في اقتراع نزيه وبدعم أميركي وإسرائيلي، إلا أن كل هذه الخطط بائت بالفشل بعد اندلاع ثورة 25 يناير.
وبعد قبوله لمنصب نائب رئيس الجمهورية، حاول سليمان الإطاحة بصفوت الشريف وزكريا عزمي وكل رموز الحرس القديم، وسعى إلي عزل جمال مبارك عن أبيه وأبعد معظم مستشاري الرئيس السابق واستعان ببعض المستشارين المقربين منه، بل وغير لغة خطاب الرئيس نفسه، فأحد مستشاري سليمان هو من كتب الخطاب الثاني لمبارك بعد الثورة بلغة أقرب إلى كسب التعاطف الشعبي ونجح في أن يحقق هدفه قبل أن تأتي معركة الجمل لتهدم كل مكاسب مبارك من الخطاب.
قام سليمان بإدارة الحوار مع القوى السياسية والمعارضة بنفس أسلوب مبارك ليظهر أنه دعوة من الرئيس مبارك، فبعد رفض المعارضة للحوار في البداية شن عليها هجوما عنيفا وقال للإخوان إنها فرصتهم التاريخية ومضي في الحوار مع بعض الأحزاب الصغيرة، وعندما شاركت جميع الأحزاب ظهر أنه يريد فقط تهدئة الأوضاع ولم يقدم ردودا كافية على مطالب القوى المشاركة.
ورفض سليمان النزول مباشرة إلى الشباب في ميدان التحرير ليتحاور معهم – مما أفقده الكثير من احترام الجماهير له – واكتفى باستدعاء بعض الشباب إلى رئاسة الجمهورية ما زاد من حالة السخط ضده وضد نظام مبارك ككل، وفي الوقت الذي نزل المشير "محمد حسين طنطاوي" - القائد العام للقوات المسلحة - إلى الشارع بعد 3 أيام من اندلاع الثورة، ما زاد من القبول الشعبي لتواجد الجيش وزاد من الغضب على عمر سليمان الذي تأكد أنه نسخة مكررة من مبارك، حتى أن وزير الخارجية الأسبق "أحمد أبو الغيط" أكد أن سليمان نجا من محاولة اغتيال في الأيام الأولى من شهر فبراير الماضي.
بعد تنحى مبارك، تعالت الأصوات بترشيح أسماء خلفا له لمنصب الرئاسة، وظهر اسم سليمان من بين الأسماء المرشحة لمنصب رئيس الجمهورية، كما دشنت صفحة على الموقع الاجتماعي الفيس بوك تدعمه وتقف ورائه، لفت الانتباه إلى الارتفاع الملحوظ للنسبة المؤيدة لسليمان فى استطلاع مرشحي الرئاسة الذى تم على الصفحة الرسمية للقوات المسلحة على موقع الفيس بوك مما جعله فى المرتبة الأولى بين المرشحين بعد انتهاء الموعد المحدد للاستفتاء بشهر، حيث كان ترتيب اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، «السابع» بنسبة %3 بعدد يزيد قليلا عن 6 آلاف صوت وبعد مرور حوالي شهر، قفز اللواء - البعيد أصلاعن الحياة العامة - إلى المركز الأول، وارتفع عدد الأصوات التى حصل عليها إلى ما يزيد على 69 ألفا، حيث كشفت جريدة «التحرير» عن حقيقة سر لغز تفوق عمر سليمان في هذا الاستطلاع والتوصل إلى أن من يقف وراء هذا الصعود غير المبرر لسليمان رغم انتهاء التصويت،وهى سيدة تدعى وفاء أبو الخير عريبة ومتهمة في قضية رشوة لمسئول بوزارة الاتصالات،و هي "الست اللي ورا عمر سليمان" كما تصفها مواقع تويتر والفيس بوك بعد أن ثبت قيادتها لفريق يقوم بالتصويت المتكرر على صفحة المجلس العسكري على الفيس بوك بين مرشحين محتملين من بينهم عمر سليمان الذي لم يعلن رسميا أبدا نيته الترشح،حيث شكلت م.وفاء لجنة إلكترونية لسليمان كانت تضع نصب عينيها منافسة د. محمد البرداعي ود. أيمن نور بشكل رئيسي.
ومن المنتظر أن يدلي سليمان بشهادته أمام المحكمة فى قضية قتل المتظاهرين والمتهم فيها مبارك ونجليه علاء وجمال وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وستة من كبار مساعديه، حيث طالب محامو أسر الشهداء باستدعاء المشير طنطاوي ونائبه رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة الفريق "سامي عنان"، و"عمر سليمان" نائب رئيس الجمهورية السابق، و"عبد اللطيف المناوي" رئيس قطاع الأخبار ورئيس القناة الأولى بالتلفزيون المصري سابقاً لسماع شهادتهم بالقضية.
يقول الدكتور "عمار علي حسن" - باحث في العلوم السياسية: "عمر سليمان جزء من النظام السابق وواحد من أركانه الرئيسية وصديق مبارك القريب وتوجد أخطاء ارتكبت بسياسة مصر الخارجية وأمنها القومي وقت ما كان عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة يتحمل مسئوليتها، كما أنه يتحمل المسئولية مثله مثل مبارك عن واقعة الاعتداء على المتظاهرين لأنه كان نائبا له في ذلك الوقت.. فهو شريكه على الأقل لأنه صمت وقتها، وشهادته فى المحكمة تدل على أنه عرف ذلك ولم يتدخل حتى بوصفه مديرا للمخابرات العامة".
وأضاف د.عمار:"من الغريب والمستهجن أن يقوم المجلس العسكري بطرح اسمه ضمن قائمة المرشحين للرئاسة فى الاستفتاء على صفحة المجلس، فهذا خطأ كبير لأن سليمان جزء أساسي وأصيل من ضمن النظام الفساد الذي قامت الثورة ضده واستهدفت إسقاطه، ثم إن هناك شخصين تثير الأسئلة حولهم لماذا يطرحوا للرئاسة رغم أنهم جزء من نظام مبارك الفاسد هما سليمان وشفيق!".
وذكر د.عمار:"يرأس سليمان جهاز حساس وحساسية الجهاز تحميه، ولو أن هناك مواطناً مصرياً شريفاً معه أدلة تدين سليمان عليه أن يتقدم بها للقضاء، فهو الآن خارج منصبه وخارج عن الحصانة"، مشيرا إلى أن "باب تقديم سليمان للمحاكمة لم يغلق حتى الآن وربما فيما بعد يتقدم لها".
أوضح د.عمار قائلا:"إذا تم توسيع محاكمة مبارك بحيث لم تشمل محاكمته بتهمة نهب المال العام ووسعت المحاكمة لتشمل محاكمة لعهده أو سياسته بأسرها،عندها يمكن أن يدخل سليمان فى المحاكمة على الأقل يحاكم على الأيام التى كان يرأس فيها جهاز المخابرات العامة".
وأجاب د.عمار على سؤال أين يوجد سليمان في الوقت الحالي قائلا:" عمر سليمان فى بيته، حيث تولى رجل آخر جهاز المخابرات وهو اللواء/ مراد موافي محافظ شمال سيناء السابق، وعمر سليمان إن لم يكن موجودا بجسده على الساحة العامة، فهو موجود بخريطة الطريق التي وضعها من تعديلات محدودة وإعلان دستوري، فمهندس الاتفاق بين المجلس العسكري هوعمر سليمان، فقبل أن يرحل من منصبه خطط لذلك".
فيما قال دكتور "عماد جاد"- خبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية- :"لم يحاكم حتى الآن أي شخص من رموز النظام السابق وعلى رأسهم مبارك عن مسئوليتهم السياسية تجاه فساد البلاد، فمن بيدهم الأمر لم يقرروا محاكمتهم سياسيا"، وأضاف بلهجة ساخرة: "فمبارك يتهم بأخذ فيلا من حسين سالم بأقل من سعرها!، وتم ضم قضيته مع قضية العادلي في قضية قتل المتظاهرين" وقال: "مبارك رجل أفسد الحياة السياسية لمدة 30 عاما، والثورة مستمرة ولو تمت محاكمة الجميع لتمت محاكمة عمر سليمان".

ليست هناك تعليقات: