الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

الرهان على الشعب هو الرهان الوحيد الرابح، فلنتفق جميعا على التخلص سريعا من حكم العسكر

أتوجه بالتحذير إلى جنرالات المجلس العسكرى، الذى مازال مصرا على إجهاض الثورة
هانى عياد: كلاكيت عاشر مرة. سيناريو الالتفاف على الثورة
الالتفاف على الثورة لن يحقق لأحد خروجا آمنا، فالشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة
  (وهو الذى أجبركم على تقديم قائدكم الأعلى لمحاكمة علنية)
http://a7.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/207400_164473033606584_152322444821643_332632_766112_n.jpg
الانتخابات القادمة سوف تجرى تحت رعاية السادة اللواءات،
3حسب وعود د. عصام شرف السابقة كان المفترض أن تصدر حركة المحافظين قبل نهاية يوليو الماضى، لكنها تعرضت للتأجيل يوما بعد يوم حتى صدرت غداة بدء محاكمة مبارك، بينما الشعب فى حالة اندهش ونشوة من رؤية المخلوع فى قفص الاتهام.
صدق السادة الجنرالات أنفسهم، وصدقوا من يكيل لهم المديح بمناسبة وبدون بمناسبة، واعتقدوا أن الشعب يصدق فعلا أنهم حماة الثورة وأن مثول المخلوع فى قفص الاتهام يحسب لهم، فكشفوا مرة أخرى عن وجه يتربص بالثورة ولا يكل من محاولات إجهاضها.
من بين 11 محافظا جديدا هناك خمسة لواءات محافظين، ليصل عدد السادة (اللواءات المحافظين) إلى ستة عشر لواء من أصل 27 محافظا، إضافة إلى لواءين فى منصب نائب محافظ، أحدهما نائب محافظ القاهرة والأخر نائب محافظ الإسكندرية. نحن إذن بصدد عسكرة المجتمع، وبما هو أخطر كثيرا من مجرد وجود حاكم عسكرى، ولم يزل السادة الجنرالات يقولون إنهم لا يريدون الحكم!!
وفق المعلومات التى نشرتها جريدة البديل على موقعها الألكترونى (6 أغسطس 2011) فقد تضمنت حركة المحافظين الجديدة، إضافة إلى اللواءات الخمسة، اثنين من (فلول) الحزب الوطنى سيء الصيت والسمعة، الأول هو اللواء صلاح الدين المعداوي محافظ الدقهلية وهو لواء سابق رشح نفسه مستقلا فى (انتخابات) مجلس الشعب، ثم ما لبث أن وقع استمارة عضوية بالوطني في جولة الإعادة. أما نجله الضابط محمد المعداوي فيصف الثورة (الثورة أم ترتر)، ويقول عن المتظاهرات إنهم (عاهراتويصف المطالبين بمحاكمة مبارك (كلاب)، ويقسم أنه سوف ينحنى ليقبل يد مبارك إذا ما قابله!!
(الفل) الأخر الذى أصبح محافظا فى الحركة الجديدة هو أسامة الفولي محافظ الإسكندرية، وقد كان ذراع أمن الدولة (المنحل؟) فى جامعة الإسكندرية، مكلفا بالأعمال القذرة، وأبرزها تزوير انتخابات نادى أعضاء هيئة تدريس الجامعة.
ثم أن اللواء الروبى محافظ المنيا الجديد ليس فقط لواء شرطة لكنه ليس فوق مستوى الشبهات، حيث هناك اتهامات فساد ورشوة لم تزل تلاحقه.
أخطر ما فى هذه الحركة الجديدة، أن الانتخابات القادمة سوف تجرى تحت رعاية السادة اللواءات، وإذا كان الأرجح أن تلك الانتخابات لن تشهد عمليات تزوير مباشرة، فالمعروف أن أشكال وأنماط التزوير (غير المباشر) لا حصر لها، والمؤكد أن أصابع السادة المحافظين لن تكون بعيدة عن مجرى الانتخابات ونتائجها.
أما أطرف ما فيها فهو ما قاله المستشار محمد عطية وزير التنمية الإدارية «من الصعب إرضاء كل الأطراف» دون أن يوضح لنا سيادته من هم هؤلاء «كل الأطراف» الذين يتعين إرضاؤهم؟
والحاصل أنه من بين 27 محافظا، هناك 18 لواء جيش وشرطة سوف يشرفون على بناء الدولة المدنية، فإن لم تكن تلك الحقيقة من المساخر، فماذا تكون (المسخرة) إذن؟
اعتقد جنرالات المجلس العسكرى أنهم قادرون على خداع الناس (للمرة المليون يقعون فى نفس الخطأ)، وتصوروا أنهم قادرون على استغلال حالة (النشوة) التى غمرت الشعب برؤية المخلوع فى القفص لتمرير حركة المحافظين الجديدة، المؤجلة من أواخر الشهر الماضى إلى ما بعد بدء محاكمة المخلوع.
وفى تزامن لا يخلو من دلالات، ترافق إعلان حركة المحافظين مع مداهمة الشرطة العسكرية لبضع مئات من الشباب يتناولون إفطارهم فى ميدان التحرير (الجمعة 5 أغسطس) وظلت تطاردهم إلى أن غادروا الميدان، رغم أن هؤلاء الشباب أنفسهم كان يمكن لهم تناول إفطارهم بهدوء لو أنهم التقوا فى حديقة الأندلس مثلا أو أمام جامعة القاهرة، وبما يعنى أن ميدان التحرير الذى أصبح رمزا للثورة، قد أصبح أيضا مصدر أرق وصداع مستمر للسادة الجنرالات.
فى مقال سابق حذرت من استغلال حالة النشوة لاستئناف محاولات سرقة الثورة، ويتعين على هنا أن أعتذر للشعب، الذى وجهت له تحذيرى، وأثبتت الوقائع أنه استوعب الدرس، وربما كان علىَّ أن أتوجه بالتحذير إلى جنرالات المجلس العسكرى، الذى مازال مصرا على إجهاض الثورة.
للسادة الجنرالات أقول كلمة واحدة: الالتفاف على الثورة لن يحقق لأحد خروجا آمنا، فالشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة (وهو الذى أجبركم على تقديم قائدكم الأعلى لمحاكمة علنية)، الخروج الآمن لا يتحقق إلا عن طريق واحد فقط وهو الاعتذار عن أخطائكم وخطاياكم السابقة فى حق الثورة والثوار، والكف عن المناورات والمساومات والمواءمات، والبدء فى حملة تطهير حقيقية لمؤسسات الدولة من الفلول وعناصر أمن الدولة والحزب سيء الصيت والسمعة، فى تزامن مع إرساء الأسس الضرورية لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، على قاعدة (حرية كرامة عدالة اجتماعية)، وغير ذلك لن يعرف أحد طريق الخروج الآمن.
وللقوى الوطنية، إسلامية وليبرالية واشتراكية ويسارية: الرهان على الشعب هو الرهان الوحيد الرابح، فلنتفق جميعا على التخلص سريعا من حكم العسكر، لا يهم أيهما أولا الدستور أم الانتخابات، الأهم هو إنهاء حكم العسكر، لنخوض معا –بعد ذلك- صراعنا الفكرى والسياسى فى دولة لا دور فيها للعسكر إلا دور حماية حدود الوطن.

ليست هناك تعليقات: