الاثنين، 11 يوليو 2011

ضابط شرطة: مجمدين العمل الشرطى ونزلنا منظر بس !!


تحية من المجلس العسكرى... وسلم لى ع الثورة
 كل ما حصل عليه الشعب من ثورته حتى الآن 
 التحية العسكرية للشهداء ، و الاطراء و الثناء و النفخ فى أوداج الثوار...... 
و شكرا" للتحية ... وسلم لى ع الثورة

لقد وضعنا المجلس العسكرى و وضع نفسه فى موقف لا نحسد عليه، فلقد حذرنا مرارا" فى نفس هذا المكان و منذ الأيام القلائل التى سبقت خلع الرئيس السابق من أن تكون هناك صفقة للخروج الآمن، وهذا ما أوضحته الأيام و الشهور المتعاقبة بأحداثها الغريبة و المريبة حتى الآن.
فأى متابع للأحداث اليومية لن يجد أى صعوبة فى اكتشاف الخدعة الكبرى وعدم الاخلاص للثورة، فلم يحصل شعب مصر من المجلس العسكرى أكثر من التحية العسكرية التى ألقاها أحد القادة العسكريين لشهداء الثورة ثم بعد ذلك و حتى الآن و على أرض الواقع يتم انكار و تجاهل دم الشهداء ، بل يتم التشكيك فى مسألة الشهادة من أساسه.
وكما سبق وكتبنا أيضا" منذ شهور أنه بعد خلع الرئيس السابق من القاهرة الى منتجع شرم الشيخ المفضل لديه، قامت وسائل الأعلام المختلفة مدعومة برجال من المجلس العسكرى بعمل بروباجندة شديدة الكثافة تشيد بالثورة و تنفخ فى أوداج الثوار و تمدح فيهم و فى انجازهم التاريخى ودارت حوارات لذيذة و لطيفة جدا"مع قيادات من المجلس العسكرى متخصصة بالطبع فى الشئون المعنوية ، والذين أصبحوا نجوم تلفزيون حفظ أسمائهم الجمهور أكثر من محمود سعد و منى الشاذلى ، و الحق أنهم بذلوا جهدا" كبيرا" فى التنقل بين مختلف القنوات الفضائية لساعات طويلة متتابعة لمتابعة تلك الحوارات اللذيذة و العائلية الحميمة التى جعلت الشعب الثائر ينتشى بالنصر المظفر لثورته على نظام فاسد احترف كل الموبقات لتكريس وجوده ، وللأسف نجحت تلك البروباجندة الاعلامية فى جعل الثوار الحقيقيين ينتشون بالنصر و يعتقدوا وقتيا" بأن الثورة انتصرت على أعدائها فى جولة ال 18 يوم وانتهت المباراة بالقاضية و خرج الثوار من الميادين.........! وبعدين؟!!!..... هذا كل ما حصل عليه الشعب من ثورته حتى الآن ، التحية العسكرية للشهداء ، و الاطراء و الثناء و النفخ فى أوداج الثوار...... و شكرا" للتحية ... وسلم لى ع الثورة!!..... أما عن فلوس البلد المنهوبة .... انسى!!! محاكمة قتلة المتظاهرين.... انسى!!!...... محاكمة من أفسدوا الحياة السياسية وزوروا ارادة الشعب طوال تلك السنوات.... لا مؤاخذة مفيش بند فى الدستور أو فى قوانين دولة الوطنى لذلك.... انسى!!!....... عمل اصلاح للأجور عن طريق عمل حد أقصى ..... بتهرج حضرتك ... حد أدنى ماشى لكن حد أعلى ... حد يجرؤ يقرب للناس اللى فوق...... انسى ..انسى!!.... أضف الى ذلك الأمن... الأمن ضاع عندما تراخى المجلس عن الحسم .. ضاع عندما وقف مع الثورة اعلاميا" فقط .... ضاع عندما عين رئيس للوزارة الانتقالية ووضعه فى دائرة صغيرة لايخرج عنا بدون اذن المجلس العسكرى!!....
و بالتالى يصل الأمر الآن الى أن وزير الداخلية يلقى بتصريحات تخالف مايقوله رئيس الوزراء...!... وصل الأمر الى أن يصرح ضابط برتبة رائد فقط على شاشات التلفزيون بأنهم ضد تصريحات رئيس الوزراء و لن يلتزموا بها و مستعدين للتضخية بأرواحهم فى سبيل ذلك!!!...بل الأفدح من ذلك أن هذا الضابط صرح بأنهم " مجمدين العمل الشرطى:"...آه والله ! بل قال أنهم عندما نزلوا... فانهم ووا " كده وكده" يعنى منظر بس.!.. لكن طبعا" بيتقاضوا مرتباتهم من ميزانية البلد.. عادى ....!!!..... معنى كده اننا أصبح عندنا مراكز قوى زى زمان.... يبقى الحكومة فى وادى بتخطط لدولة غير الدولة اللى فيها وزارة الداخلية دى ... لأن وزيرها ورجاله أعلنوا عدم امتثالهم لتعليمات تلك الحكومة!!....ايه اللى احنا فيه ده؟!...
كان لازم منذ يوم 11 فبراير وقف جميع القيادات المتورطة عن العمل و و ضع باقى قيادات الصف الأول و الثانى تحت التحفظ بكل أدب و احترام و كذلك جميع قيادات ووزراء النظام السابق فى خبطة واحدة منظمة و مفاجئة حتى يفتح الطريق للثورة دون تصادمات، فتبدأ البلد فى تخطيط طريقها الجديد و فى نفس الوقت تسير عملية المحاكمات بعد تشكيل محكمة ثورة ، ومن يثبت برائته من المتحفظ عليهم يرفع عنه التحفظ ولكن بعد استقرار الأوضاع، فهذا أمر طبيعى لأمن الثورات..... كذلك الحال بالنسبة لجميع قيادات المحافظات و الجامعات و القضاء، وهذا أمر منطقى اذ لايعقل أن يلعب أى قائد من القيادات دور مؤيد لسياسة ثم بين عشية و ضحاها يلعب دور المؤيد و المهلل لمن انقلب على نفس تلك السياسة.!! ... أضف الى ذلك أيضا" أن الشعب الآن لا يعلم شيئا" عن ايرادات الدولة و المنصرف ولا عن أرقام الدعم للديمقراطية القادم من الخارج و أين و كيف تنفق هذه الأموال و وتأثيرها، وكذلك القوى الخارجية و مدى تدخلاتها سواء ناعمة أو غير ذلك فى اختياراتنا القادمة.....! من كل هذا يبدو أن المجلس العسكرى لايقف مع الثورة الا بقدر التحية التى القيت لأرواح الشهداء ، والقضاء على مشروع التوريث، . أما ما عدا ذلك فيبدو أن المجلس العسكرى لديه تفكير آخر و خطط أخرى سوف تكشف عنها الأيام القادمة، كما يبدو أيضا" أن المجلس العسكرى يراهن على الوقت ويرقب الميدان،...ولكننا نراهن على الشعب المصرى الذى بدأ يستفيق ،... ولن يقبل الشعب مجددا" تزوير ارادته أو الزج برئيس جديد بشكل يوحى بأنه أتى بشكل ديموقراطى، فلن تعود العجلة الى الوراء و تكاليف ذلك ستكون باهظة عما كان فى السابق........
 *****
أعود و أكرر أن قمة الشجاعة تقتضى أن يتخلى المرء عن منصبه اذا لم يستطع تلبية طموحات الشعب فيه ، وهذا أكرم و أخلد للذكرى و أخلص و أنفع للبلاد...... كما و أننا ندعو الله أن نكون مخطئين فى ظنوننا و ندعوه أن يهديكم لانجاح الثورة فى بلوغ أهدافها.
.بقلم / محمد عبد الحميد

ليست هناك تعليقات: