الخميس، 7 يوليو 2011

مصر التي تعيش في أوهامنا وأحلام يناير ويقبض عليها أصحاب المصالح


من يدري فلربما يأتي اليوم 
الذي يصدر فيه حكماً ببراءة العادلي وحسن عبد الرحمن وغيرهما 
ويأمر بضبط وإحضار جثث الشهداء وذويهم 
والأمر بحبسهم بتهم البلطجة وتكدير السلم العام 
كان ياما كان .. كان في مصر "شبه ثورة"! 
علشان كدا .. أنا نازل يوم الجمعة


أعتقد أننا إذا استمر الحال بنا على المنوال نفسه فسينتهي بنا الأمر إلى أن نتندر ونطلق الضحكات على تلك الأيام الخوالي وقت أن نزلنا إلى الشوارع حاملين أرواحنا على أكفنا فداء لبلادنا وثأراً لكرامتنا وسنطلق النكات داخل زنازين النظام الذي لن يعود “سابقاً” بعد أن تنتهي تلك الأيام التي اعتقدنا أننا قمنا فيها بثورة فيما تعود تلك الوجوه الكئيبة إلى الصورة لتتصدر المشهد السياسي في مصر من جديد وهي تمتلئ زهواً وغروراً وهي تنظر إلينا بشماتة للأسف تسير الأحداث يومياً من سيئ إلى أسوأ وإذا كانت لدي جذوة من أمل في السابق إلا أن الأحداث بوتيرتها الحالية تجعلها تخبو يوماً بعد يوم فالسادة المغربي والفقي وغالي وغيرهم قد حصلوا على أحكام بالبراءة في عدد من قضايا فساد الذمة المالية، الأمر الذي يعني أننا أخطأنا في حق هذه الملائكة الطاهرة أو أنهم قد أمنوا أنفسهم قبل أو خلال الأيام الأولى من الثورة واحتاطوا بأوراق سليمة لمثل هذا اليوم، ومن يدري فلربما يأتي اليوم الذي يصدر فيه السيد عبد عادل عبد السلام جمعة حكماً ببراءة حبيب العادلي وحسن عبد الرحمن وغيرهما ويأمر بضبط وإحضار جثث الشهداء وذويهم والأمر بحبسهم بتهم البلطجة وتكدير السلم العام هذا فيما السادة قيادات الجماعة السلفية في الإسكندرية يلبسون الأمر على الناس ويضعون يدهم في يد قتلة شباب مصر وينوبون عن رجال الداخلية في عرض ما يسمونه خطأ بالدية (و ما هي بدية وإنما هي رشوة) ويسوقون في ذلك ما يزعمون أنه أدلة شرعية تجيز قبول هذه الرشوة .. ترى هل تقبل الدية في القتل العمد الذي شرع الله من أجله القصاص؟ أم تقبل في القتل الخطأ؟
ولماذا يصر القتلة على أن يغير أهالي الشهداء أقوالهم في التحقيقات بدلاً من أن يتوجهوا إلى النيابة العامة بحقيقة أنهم قبلوا ما يسمى بالدية من الضابط الفلاني المتهم بقتل ابنهم؟

أسئلة مثل هذه وغيرها تدور في الأذهان فيما يطفو على سطح المشهد الإعلامي أمور إن هي وصفت على حقيقتها لتمت معاقبة كاتب هذه السطور بتهمة السب والقذف، منها مثلا تصريحات السيد محمد المرسي القيادي بجماعة الإخوان بأن من يدعو لتأجيل الانتخابات البرلمانية هم مرجفون ومثبطون، متهماً إياهم بالسعي لتحقيق مصالح الصهاينة والأمريكان ولربما حاول الإخوان إصلاح ما أفسدته تصريحات سيادته بإعلانهم المشاركة في مليونية يوم الجمعة 8 يوليو لهذا السبب ومنها مثلاً دعوة بعض شباب الجمعة للمعتصمين في السويس عقب الإفراج عن قتلة شباب الثورة لفض الاعتصام والمشاركة في معسكر ينظمه إخوان السويس والمشاركة في فعالياته والفوز بالكنز المفقود ومنها مثلاً تأكيد وزير العدل على أن جميع المحاكم ستعمل دون أجازات، فيما ضرب السادة القضاة الذين ينظرون أخطر القضايا في تاريخ مصر الحديث عرض الحائط بكلامه وقاموا بتأجيل كل القضايا إلى شهر سبتمبر والادهى والأمر أنهم أشفقوا على السادة الضباط من قضاء شهري يوليو وأغسطس في السجون وهما أشد الشهور ارتفاعاً في الحرارة طوال العام فأمروا بإطلاق سراحهم حتى يحظون بوقت لطيف على شواطئ البحار أو تحت أجهزة التكييف يتناولون ألذ وأشهى الأطعمة وسط أهليهم فيما تتقطع أفئدة أهالي الشهداء حزناً وحسرة على فلذات أكبادهم الذين راحت دماءهم هباء، وربما يستغل السادة الضباط الوقت أيضاً في محاولة “إقناع” أهالي الشهداء بقبول الدية واخر الاثافي ما قيل بأن وزير الداخلية امر بعدم التعرض للمتظاهرين خلال مظاهرات الثلاثاء الدامي وهم بدورهم أكدوا له بأنهم لا يتعاملون مع المتظاهرين بعنف فيما تكذب شاشات الفضائيات كل ذلك وتظهر كميات هائلة من القنابل الجديدة المسيلة للدموع في الوقت الذي يحتمي فيه البلطجية بقوات الأمن المركزي بل ويمسك أحد ضباط هذا القطاع بالميكرفون ليسب آباء وأمهات كافة المصريين يا سادة .. مصر لم يعد فيها ثورة .. مصر الآن يحكمها البلطجية وعصابات الحزب الوطني وبعض المتخاذلين والضعفاء وأصحاب المصالح .. بل يمكنك القول بأن هناك مصران الآن: مصر التي تعيش في أوهامنا وأحلام أيام يناير ومصر التي يعيش ويقبض عليها أصحاب المصالح علشان كدا .. أنا نازل يوم الجمعة


ليست هناك تعليقات: