الجمعة، 22 يوليو 2011

حكاية شعب. شعب قام وثار..حكايتنا احنا..فيديو



شعب كافح وانكتبله الانتصار .. أسمعوا الحكايه؟؟
 إنتصرنا يوم ما هب الشعب و ثار ,,,,,,,,
يوم ما أشعلناها ثورة نور و نار .......
يوم ما أخرجنا الفساد ......
يوم ما حررنا البلاد ..... رجعت الأرض الحبيبة الطيبة
لإيدين صحابها رسالة عبد الناصر لثوار 25 يناير ..
... فــلسـفـــة الثـــورة ...



ما أحوجنا الآن إلي أن نعيد قراءة هذه الكلمات التي استهل بها عبدالناصر كتابه الأول «فلسفة الثورة».. وقد حرصنا علي أن نقدم لثورة التحرير مقدمة هذا الكتاب المهم.. ونهايته.. فمازالت الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة ومازالت كلمات عبدالناصر طازجة حاضرة نحتاج لأن نتأملها ونهديها هنا لثوار التحرير ليعلموا جميعا إلي أي مدي هم في حاجة لأن يكونوا جميعاً يداً واحدة تقف في وجه فلول النظام.. ومراكز القوي المعادية لنهضة مصر وتقدمها بين الأمم.


قبل أن أمضي في هذا الحديث أريد أن أقف قليلاً عند كلمة «فلسفة»، إن الكلمة ضخمة وكبيرة وأنا أحس وأنا واقف حيالها أنني أمام عالم واسع ليس له حدود، وأشعر في نفسي برهبة خفية تمنعني من أن أخوض في بحر ليس له قاع.
والحق أنني أريد أن أتجنب كلمة فلسفة في هذا الذي سأقوله، ثم أنا أظن أنه من الصعب علي أن أتحدث عن فلسفة الثورة.
من الصعب لسببين:
أولهما: أن الحديث عن فلسفة ثورة 23 يوليو يلزمه أساتذة يتعمقون في البحث عن جذورها الضاربة في أعماق تاريخ شعبنا.
وقصص كفاح الشعوب ليس فيها فجوات يملؤها الهباء وكذلك ليس فيها مفاجآت تقفز إلي الوجود دون مقدمات.
إن كفاح أي شعب، جيلاً بعد جيل، بناء يرتفع حجراً فوق حجر.
وكما أن كل حجر في البناء يتخذ من الحجر الذي تحته قاعدة يرتكز عليها، كذلك الأحداث في قصص كفاح الشعوب.
كل حدث منها هو نتيجة لحدث سبقه، وهو في نفس الوقت مقدمة لحدث مازال في ضمير الغيب.
ولست أريد أن أدعي لنفسي مقعد أستاذ التاريخ، ذلك آخر ما يجري به خيالي.
ومع ذلك فلو حاولت محاولة تلميذ مبتدئ، في دراسة قصة كفاح شعبنا، فإنني سوف أقول مثلاً: إن ثورة 23 يوليو هي تحقيق للأمل الذي راود شعب مصر، منذ أن بدأ في العصر الحديث يفكر في أن يكون حلمه بأيدي أبنائه، وفي أن تكون له نفس الكلمة العليا في مصيره.
لقد قام بمحاولة لم تحقق له الأمل الذي تمناه، يوم تزعم السيد عمر مكرم حركة تنصيب محمد علي والياً علي مصر باسم شعبها.
وقام بمحاولة لم تحقق له الأمل الذي تمناه، يوم أن حاول عرابي أن يطالب بالدستور.
وقام بمحاولات متعددة، لم تحقق له الأمل الذي تمناه في فترة الغليان الفكري التي عاشها بين الثورة العرابية وثورة 1919 .
وكانت هذه الثورة الأخيرة ــ ثورة 1919 بزعامة سعد زغلول ــ محاولة أخري لم تحقق الأمل الذي تمناه.
وليس صحيحاً أن ثورة 23 يوليو قامت بسبب النتائج التي أسفرت عنها حرب فلسطين، وليس صحيحاً كذلك أنها قامت بسبب الأسلحة الفاسدة التي راح ضحيتها جنود وضباط، وأبعد من ذلك عن الصحة ما يقال إن السبب كان أزمة انتخابات نادي ضباط الجيش.
إنما الأمر في رأيي كان أبعد من هذا وأعمق أغوارا.
ولو كان ضباط الجيش حاولوا أن يثوروا لأنفسهم لأنه قد غرر بهم في فلسطين، أو لأن الأسلحة الفاسدة أرهقت أعصابهم، أو لأن اعتداء وقع علي كرامتهم في انتخابات نادي ضباط الجيش، لما كان الأمر يستحق أن يكون ثورة، ولكان أقرب الأشياء إلي وصفه أنه مجرد تمرد، حتي وإن كانت الأسباب التي أدت إليه منصفة عادلة في حد ذاتها، لقد كانت هذه كلها أسباباً عارضة. وربما كان أكبر تأثير لها أنها كانت تستحثنا علي الإسراع في طريق الثورة، ولكننا كنا من غيرها نسير علي هذا الطريق.
وأنا أحاول اليوم بعد كل ما مر بي من أحداث، وبعد سنوات طويلة من بدء التفكير في الثورة، أن أعود بذاكرتي وأتعقب اليوم الأول الذي اكتشفت فيه بذورها في نفسي.
إن هذا اليوم أبعد في حياتي من أيام شهر نوفمبر سنة 1951 أيام ابتداء أزمة نادي الضباط، ففي ذلك الوقت كان تنظيم الضباط الأحرار قائماً يباشر عمله ونشاطه، بل أنا لا أغالي إذا قلت إن أزمة انتخابات النادي أثارها أكثر من أي شيء آخر في نشاط الضباط الأحرار، فقد شئنا في ذلك الوقت أن ندخل معركة نجرب فيها قوتنا علي التكتل وعلي التنظيم.
وهذا اليوم ــ في حياتي أيضاً ــ أبعد من بدء فضيحة الأسلحة الفاسدة، فقد كان تنظيم الضباط الأحرار موجوداً قبلها، وكانت منشوراتهم أول نذير بتلك المأساة، وكان نشاطهم وراء الضجة التي قامت حول الأسلحة الفاسدة.
بل إن هذا اليوم في حياتي أبعد من يوم 16 مايو سنة 1948 ذلك اليوم الذي كان بداية حياتي في حرب فلسطين.
وحين أحاول الآن أن أستعرض تفاصيل تجاربنا في فلسطين أجد شيئاً غريباً.
ويختتم عبد الناصر كتاب فلسفة الثورة بهذه النتائج.
ولست أشك دقيقة في أن كفاحنا الواحد يمكن أن يعود علينا وعلي شعوبنا بكل الذي نريده لها ونتمناه.
ولسوف أظل دائمًا أقول إننا أقوياء ولكن الكارثة الكبري أننا لا ندرك مدي قوتنا.
أول هذه المصادر أننا مجموعة من الشعوب المتجاورة، المترابطة بكل رباط مادي ومعنوي يمكن أن يربط مجموعة من الشعوب، وأن لشعوبنا خصائص ومقومات وحضارة انبعثت في جوها الأديان السماوية المقدسة الثلاثة، ولا يمكن قط إغفالها في محاولة بناء عالم مستقر يسوده السلام.
هذا هو المصدر الأول أما المصدر الثاني
فهو أرضنا نفسها ومكانها علي خريطة العالم ذلك الموقع الاستراتيجي المهم الذي يعتبر بحق ملتقي طرق العالم، ومعبر تجارته، وممر جيوشه. يبقي المصدر الثالث، وهو البترول الذي يعتبر عصب الحضارة المادية، الذي دونه تستحيل كل أدواتها، المصانع الهائلة الكبيرة لجميع أنواع الإنتاج، وسائل المواصلات في البر والبحر والجو، أسلحة الحرب سواء في ذلك الطائرات المحلقة فوق الضباب أو الغواصة المتسترة تحت أطباق الموج، تستحيل كلها قطعًا من الحديد يعلوها الصدأ لا تنبعث منها حركة.. أو حياة. فإذا اتجهت بعد ذلك إلي الدائرة الثانية، وهي دائرة القارة الإفريقية قلت دون استفاضة ودون إسهاب، إننا لن نستطيع بحال من الأحوال ــ حتي لو أردنا ــ أن نقف بمعزل عن الصراع الدامي المخيف الذي يدور اليوم في أعماق إفريقيا بين خمسة ملايين من البيض ومائتي مليون من الإفريقيين. ولسوف أظل أحلم باليوم الذي أجد فيه في القاهرة معهدًا ضخمًا لإفريقيا يسعي لكشف نواحي القارة أمام عيوننا ويخلق في عقولنا وعيًا إفريقيًا مستنيرًا ويشارك مع كل العاملين من كل أنحاء الأرض علي تقدم شعوب القارة ورفاهيتها.
ثم تبقي الدائرة الثالثة.. الدائرة التي تمتد عبر قارات ومحيطات، التي قلت إنها دائرة إخوان العقيدة الذين يتجهون معنا أينما كان مكانهم تحت الشمس إلي قبلة واحدة، وتمس شفاههم الخاشعة بنفس الصلوات.
ولقد ازداد إيماني بمدي الفاعلية الإيجابية التي يمكن أن تترتب علي تقوية الرباط الإسلامي بين جميع المسلمين أيام ذهبت مع البعثة المصرية إلي المملكة العربية لتقديم العزاء في وفاة عاهلها الراحل الكبير.
ولقد وقفت أمام الكعبة وأحسست بخواطري تطوف بكل ناحية من العالم وصل إليها الإسلام، ثم وجدتني أقول لنفسي.
يجب أن تتغير نظرتنا إلي الحج، لا يجب أن يصبح الذهاب إلي الكعبة تذكرة لدخول الجنة بعد عمر مديد، أو محاولة ساذجة لشراء الغفران بعد حياة حافلة.
يجب أن تكون للحج قوة سياسية ضخمة، ويجب أن تهرع صحافة العالم إلي متابعة انبائه، لا بوصفه مراسم وتقاليد تصنع صورًا طريفة لقراء الصحف، وإنما بوصفه مؤتمرًا سياسيًا دوريًا يجتمع فيه كل قادة الدول الإسلامية ورجال الرأي فيها، وعلماؤها في جميع أنحاء المعرفة، وكتابها، وملوك الصناعة فيها، وتجارها وشبابها، ليضعوا في هذا البرلمان الإسلامي العالمي خطوطًا عريضة لسياسة بلادهم وتعاونها معًا، حتي يحين موعد اجتماعهم من جديد بعد عام.
يجتمعون خاشعين.. ولكن أقوياء، متجردين من المطامع لكن عاملين، مستضعفين لله، ولكن أشداء علي مشاكلهم وأعدائهم، حالمين بحياة أخري.. ولكن مؤمنين بأن لهم مكانًا تحت الشمس يتعين عليهم احتلاله في هذه الحياة.
وأذكر أنني قلت بعض خواطري هذه لجلالة الملك سعود، فقال لي الملك:
ــ إذن هذه هي فعلاً، الحكمة الحقيقية من الحج.
وفي الحق أنني لا أستطيع أن أتصور للحج حكمة أخري.
وحين أسرح بخيالي إلي ثمانين مليونا من المسلمين في إندونيسيا وخمسين مليونا في الصين، وبضعة ملايين في الملايو وسيام وبورما وما يقرب من مائة مليون في الباكستان، وأكثر من مائة مليون في منطقة الشرق الأوسط، وأربعين مليونا داخل الاتحاد السوفيتي، وملايين غيرهم في أرجاء الأرض المتباعدة حين أسرح بخيالي إلي هذه المئات من الملايين الذين تجمعهم عقيدة واحدة، أخرج بإحساس كبير بالإمكانات الهائلة التي يمكن أن يحققها تعاون بين هؤلاء المسلمين جميعًا، تعاون لا يخرج عن حدود ولائهم لأوطانهم الأصيلة بالطبع، ولكنه يكفل لهم ولإخوانهم في العقيدة قوة غير محدودة.

ثم أعود إلي الدور التائه الذي يبحث عن بطل يقوم به..
ذلك هو الدور وتلك هي ملامحه، وهذا هو مسرحه..
ونحن وحدنا بحكم «المكان» نستطيع القيام به.



ليست هناك تعليقات: