الخميس، 21 يوليو 2011

تطهير اجهزة الدولة من بقايا المسئولين المنتمين للنظام السابق



نقطة فوق حرف ساخن

في التحرير‮.. ‬اختار المعتصمون اسماء ليحملوا حقائب الوزارات التي يريدون تغييرها‮.. ‬وشكلوا الحكومة الجديدة‮.. ‬وهذا حقهم بعد ان قادوا ثورة ‮٥٢ ‬يناير‮.. ‬فمن حقهم أن يختاروا من يحكمونهم‮.. ‬حتي ولو اختلفوا حول الأسماء المرشحة‮.‬
ولكن هذا الحق لا يمكن اغتصابه منهم‮.. ‬فهم يرون ان الاسماء التي رشحوها هي الافضل‮.. ‬وهم ايضا القادرون علي تولي المسئولية وتحقيق مطالب الثوار‮.‬
وفي المقابل تجاهل د‮. ‬عصام شرف رئيس الوزراء هذه الاسماء ليس عندا في معتصمي التحرير وانما بالتأكيد لانه يختار الاصلح في التوقيت الصعب‮.. ‬وهذا ايضا حقه لانه هو الذي سيتحمل المسئولية كاملة أمام الشعب‮.. ‬ولا ينبغي ان يغامر بمستقبل البلاد في ظل ما تمر به من لحظات عصيبة‮.‬
ولكن التحرير لن يهدأ‮.. ‬باختيارات شرف‮.. ‬ولن ينحاز إلا لاختياراته حتي ولو كانت هذه الاختيارات هي الاصلح للفترة الحالية‮.. ‬ولكنهم هناك في قلب الميدان يرون ان اختياراتهم الانسب لتحقيق مطالبهم واحداث الثورة في كل قطاعات الدوله‮.. ‬ومن اختاروهم هم القادرون علي تطهير اجهزة الدولة من بقايا ‮
المسئولين الموجودين المنتمين للنظام السابق..‬
وشرف من جانبه يحاول ايجاد الصيغه التوافقيه بين اختياراته واختيارات ميدان التحرير‮.. ‬ولكن محاولاته تفشل ولا تحقق ما يريد‮.. ‬فهناك اصرار من الثوار علي آرائهم‮.. ‬بينما شرف يحاول ان يصل بالتباديل والتوافيق الي نقطة الاتفاق التي هي ابعد ما تكون لو لم يتحقق ما يريده الثوار‮.‬
ويبقي الوضع شائكا بين الطرفين علي صعيد الاختيارات ومعقدا علي صعيد الوطن الذي يعيش لحظات لم يعتدها في طريقة تشكيل الحكومة‮.. ‬فقد كانت اسماء الوزراء في السابق تطرح وتعلن ولا أحد يعترض‮.. ‬أما الآن فالاعتراض والرفض لبعض الاسماء قد يطيح بها من الترشيحات مثلما حدث مع د‮. ‬البنا الذي رشح لوزارة الاثار وجاء اعتراض بعض العاملين بالاثار عليه ليصبح مرشحا سابقا للوزارة بدلا من ان يحصل علي لقب وزير أو وزير سابق‮.‬
ويصبح الأمر ضبابيا في ظل عدم الاتفاق او التوصل الي حلول ترضي عنها الاطراف المختلفة‮.. ‬خاصة في ظل الانفلات السياسي والتباين في الاراء بين جميع القوي الموجودة في الميدان‮.. ‬ويصبح الوصول الي حلول في هذه الحالة ضربا من ضروب الاستحالة‮.. ‬
ومن وجهة نظري لابد من اعطاء ميدان التحرير الفرصة كاملة في اختيار من رشحوهم ليتولوا الحقائب الوزارية‮.. ‬فهم الذين اسقطوا نظام مبارك واصبحوا من كثره الاضواء التي سلطت عليهم قوي انتفخت للحد الذي وصلت الي لحظة الانفجار‮. ‬وسيظلون علي عنادهم وموقفهم‮.. ‬في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم‮.‬
والمدة الباقية لهذه الحكومة لن تتعدي ثلاثة اشهر علي الاكثر‮.. ‬فاذا منح الثوار الفرصة في تشكيل الحكومة الجديدة‮.. ‬فسوف يهدأون ونحن في حاجة الي ذلك‮.. ‬واذا نجح مرشحوهم في المناصب التي تقلدوها فهو في صالح مصر وشعبها‮.. ‬واذا فشلوا فسيكون الثوار أول من سيطالب باقصائهم‮.. ‬وإلقائهم خارج الوزارات التي يتولونها‮.. ‬وسيفكرون ألف مرة في ترشيح احد بعد ذلك بعد ان‮ ‬يكونوا قد استوعبوا الدرس جيدا‮.‬

ليست هناك تعليقات: