الخميس، 28 يوليو 2011

معالم وأيقونات الثورة المصرية



العــــائدين إلى الميـــــدان 
لا يأخذكــــم الحمـــــاس والرغبــــة فى وضـــــع بصمـــــــة 
إلى التفكيـــــر فى المســــاس 
بسكـــان الميـــدان الأصــليين .. خـط أحمـر .



قـــداس الإخــوة المسيحيين 
الذى يقيمـــه الواعظ الشــاب هانى حنــا
يجب أن يكون حاضـــرا أيضــــا
 كى يحتفظ الميدان بروحه وشخصيته الفريدة 
 التى ألهمــت العــالم كلـــه

تصاعد الكلام عن ملامح «لبننة» يمكن أن تصيب المشهد المصرى، يبدو لى وكأنه «فزاعة» جديدة، حتى وإن كانت فزاعة حميدة وإيجابية، تقصد محاصرة مستصغر الشرر قبل أن يستحيل نارا. والمؤكد أن خصائص وسمات المجتمعين المصرى والتونسى أيضا، تختلف كثيرا عن مثيلاتها فى أى مجتمع عربى آخر، ذلك أن التركيبة المجتمعية والفكرية فى مصر تحديدا لا تسمح بأن تدخلها أتون صراع أهلى واحتراب داخلى، مهما بدت قريبة ــ شكلا ــ من الوقوع فى هذه الحالة. 
ولا يذكر التاريخ أن المصريين دخلوا معركة ضد بعضهم البعض، اللهم إلا إذا كانت معارك على ورق الجرائد، أو فوق أثير التوك شو، وحتى فيما يتعلق بكابوس الطائفية، فإن الأحداث التى جرت طوال أكثر من ثلاثين عاما مضت، وعلى اتساع بعضها، إلا أنها لم تكن أبدا بذلك العمق الذى يخشى معه على سبيكة المجتمع المصرى. ومن ثم فإن المبالغة فى إظهار الخوف من سيناريوهات «لبننة» أو «عرقنة» لا تزيد عن كونها ــ بافتراض حسن النوايا ــ ضربا من ضروب التشدد فى التحذير من عواقب ما قد ينزلق إليه البعض، أو هى أحيانا محاولة لعقلنة وتدجين بعض الغضب الموجه ضد بعض ممارسات مديرى عموم البلاد الآن، أو هى نوع من المجاملة اللطيفة لمن ينشطون فى إنتاج وترويج مثل هذه الفزاعات مدفوعين بتصور أن ذلك مما يمكن به ضبط الأمور وإحكام الإمساك بالزمام. وعليه فإن هذه الحالة أوجدت نوعا من «فوبيا الخطوط الحمر» ولا يكاد يطلع علينا نهار إلا ويقرر أحدهم أن «هذا أو هذه أو تلك» خط أحمر، على نحو صار معه اللون الأحمر الفاقع غالبا على اللوحة السياسية المصرية التى لم تكتمل رتوشها حتى الآن. وبما أن الحياة فى مصر صار لونها أحمر، فإننى أهمس فى أذن القائمين على مليونية غد الجمعة بأن يضعوا فى حسبانهم خطيب جمع التحرير المتعاقبة الشيخ مظهر شاهين خطا أحمر منذ يناير وحتى هذه اللحظة، ذلك أن هذا الإمام الشاب صار من معالم وأيقونات الثورة المصرية، وبشكل خاص فى خطب جمع الثورة منذ 28 يناير وحتى هذه اللحظة. 
وأتمنى على العائدين إلى الميدان ألا يأخذهم الحماس والرغبة فى وضع بصمة خاصة إلى التفكير فى المساس بجغرافيا الميدان وتاريخه، ووحدته العضوية الرائعة التى شكلت وعاء حضاريا حقيقيا استوعب ــ بعبقرية ــ التنوع الفكرى والسياسى والعقائدى لكل الموجودين فيه. وبما أنها جمعة لم الشمل ووحدة الصف، فإن قداس الإخوة المسيحيين الذى يقيمه الواعظ الشاب هانى حنا يجب أن يكون حاضرا أيضا، كى يحتفظ الميدان بروحه وشخصيته الفريدة التى ألهمت العالم كله. باختصار شديد وبمناسبة مهرجان الخطوط الحمراء، فإن المساس بسكان الميدان الأصليين خط أحمر.





ليست هناك تعليقات: