الخميس، 2 يونيو 2011

خدمة الانترنت بالصين حجبت كلمة "مصر" من قوائم البحث


خوفًا من امتداد عدوى ثورة 25 يناير
 الشركات المزودة لخدمة الانترنت بالصين
 حجبت كلمــة "مصـــر" من قـــوائم البحـــث


كشفت دراسة للدكتور شريف درويش اللبان، أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن ثورة 25 يناير كان لها الفضل في إنعاش الحياة السياسية في مصر بشكل غير مسبوق، مثلما أثارت حالة من الهلع لدى بعض دول العالم، ما دفع اثنتين من كبريات الشركات المزودة لخدمة الانترنت في الصين إلى حجب كلمة "مصر" من قوائم البحث. وفي إشارة إلى توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحكم الرئيس السابق حسني مبارك، قالت الدراسة إن الشبكات التي كان يعتزم مؤسسوها أن تكون شبكات للتواصل الاجتماعي تم تعديل وظائفها بإبداع من قبل الشعبين المصري والتونسي لتكون شبكات للتواصل والعمل السياسي. واتضح ذلك جليا من خلال تبادل الخبرات بين التونسيين والمصريين في تحديد أوقات بدء التظاهرات والتعامل مع العربات المدرعة والغازات المسيلة للدموع، وفق ما ذكرت الدراسة التي حملت عنوان: "ثورة الفيس بوك .. آليات استخدام الشبكات الاجتماعية في ثورة 25 يناير".
 إذ لم يؤت حجب "تويتر" و"الفيس بوك" والتليفونات المحمولة والانترنت ثماره لصالح النظام السابق، بل أدى لنتائج عكسية يعكس تمامًا مدى الاختلاف بين الأجيال التي تفكر بأساليب قديمة بالية وجيل الشباب الذي يسبق تفكير لواءات الداخلية وأمن الدولة ووزير الاتصالات السابق، فقد أتاحت "جوجل" خدمة الوصول إلى "تويتر" من خلال التليفونات الأرضية. كما روج الشباب لأساليب التغلب علي حجب "الفيس بوك" في مصر قبل تطبيقها لدرجة لم تلحظ شركة "فيس بوك" أي تغير علي عدد مستخدميه بعد حجبه رسميا، فيما استطاع الشباب توظيف حجب الانترنت وقطع اتصالات التليفونات المحمولة، كآلية لدعوة الجماهير إلى النزول إلى الشوارع والميادين في كل أنحاء مصر للمشاركة فيما يحدث في بلدهم. واعتبرت الدراسة أن ثورة 25 يناير استطاعت أن تفكك كل خبراتنا السابقة عن الثورات، فالذين أشعلوا شرارتها الأولي يختلفون عن الثوار الذين نقرأ عنهم في كتب التاريخ، والذين شاركوا فيها وطالبوا بإسقاط النظام علي مدار 18 يومًا نجحوا في تقديم نموذج لثورات المستقبل، ولما يمكن لجيل الشباب أن يحثه من تأثير في المجتمع.
ولفتت أيضا إلى انتشار عديد من الصفحات ذات الصلة بثورة 25 يناير على "فيس بوك"، منها ما يفضح الفنانين والرياضيين والإعلاميين والمسئولين من مؤيدي الرئيس المصري المخلوع ومنها ما يتطرق للمؤيدين منهم للثورة ومنها ما تتناول شهداء الثورة، ورسخت تلك الصفحات لآلية مهمة لاستقطاب المؤيدين وتهميش وفضح المناوئين للثورة، وبذلك فأنها أدت لصمت وتحييد عدد غير قليل من السياسيين ونجوم المجتمع انتظارا لما قد تسفر عنه الأحداث. ولم يتوقف الأمر على استخدام موقع التواصل الاجتماعي من قبل الشباب، إذ قامت القوات المسلحة بالتواصل مع شباب 25 يناير بلغتهم وأدواتهم وآلياتهم التي أصبحت الانترنت والشبكات الاجتماعية جزءا منها، بعد أن انشأ المجلس الأعلى للقوات المسلحة صفحة على "الفيس بوك".
وخلال أقل من ثلاثة أيام حظيت هذه الصفحة بإقبال كبير عليها، وشهدت تعليقات وتفاعلا كبيرا بين المشاركين، وأصبحت هذه الصفحة هي التي يتم تدشين بيانات المجلس الأعلى للقوات المسلحة عليها، كما علمت مصر نبأ استقالة حكومة أحمد شفيق وتكليف عصام شرف بتشكيل أخرى من خلالها. وعلى نهج المجلس الأعلى للقوات المسلحة، سارت عديد من الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية وقامت بإنشاء صفحات على موقع "الفيس بوك" لتقوم من خلالها بالتواصل مع الشباب. لكن الشبكات الاجتماعية عامة و"الفيس بوك" خاصة لم تكن وحدها بآلياتها المختلفة هي التي أدت إلى اندلاع ثورة 25 يناير وحفاظها على المد الثوري حتى تمت الإطاحة بمبارك ونظامه، إذ تضافرت عدد من الأدوات والوسائل الإعلامية الأخرى على تحقيق هذا الهدف، كما تؤكد الدراسة. ومن تلك الأدوات التي أسهمت في اندلاع الثورة، الاتصال الشخصي، الشعارات التي تنافس الشباب في صياغتها والترويج لها، الشعر والأغاني، الصحف الخاصة والحزبية، الفضائيات العربية والناطقة بالعربية، مواقع الانترنت، التليفونات المحمولة، إذاعة الثورة التي نصبت في قلب ميدان التحرير، الفتاوى الدينية، النكت والسخرية، الحرب النفسية، توظيف النجوم للترويج للثورة. وخلصت الدراسة إلى أن ثورة 25 يناير استطاعت من خلال توظيفها لهذه الأدوات والوسائل الإعلامية أن تتفوق علي نظام سياسي استبدادي يمتلك آلة إعلامية جبارة فشلت بكل المقاييس في موجهة الفكر الإعلامي لهؤلاء الإعلاميين الواعدين الذين أداروا إعلام الثورة، والذين يستحقون أن يُختار من بينهم وزيرا للإعلام أو أن يمثلوا علي أقل تقدير في اتحاد الإذاعة والتليفزيون.



ليست هناك تعليقات: