الخميس، 23 يونيو 2011

علماء الجيل القادم بمصر وخطرالوقوع ضحية في ‬شباك إسرائيل


إسرائيل تحاول استقطاب علماء الطاقة المصريين
المعلومات والأبحاث الخطيرة التي‮ ‬تمس الأمن القومي‮ ‬المصري
 ‬ندق ناقــوس الخطــر
وتضع المأساة الخطيرة أمام المجلس العسكري‮ ‬ورئيس الوزراء 
... قبل فوات الأوان ...
قبل أن نكتشف جاسوساً‮ ‬جديداً‮ ‬آخر بهيئة الطاقة النووية؟‮!!‬



علماء الجيل القادم بمصر‮ ‬يواجهون خطر البطالة والتشرد‮
 ‬والوقوع ضحية في‮ ‬شباك المخابرات الإسرائيلية والأمريكية‮
 ‬هذا هو العنوان الرئيسي‮ ‬الذي‮ ‬يتصدر المشهد الهزلي‮ ‬في‮ ‬أكاديمية البحث العلمي‮ ‬بوزارة التعليم العالي‮ .. ‬وتحديدا في‮ ‬هيئة الطاقة الذرية والتي‮ ‬مازال‮ ‬يرأسها ويجلس علي‮ ‬قمتها قطب من أقطاب الوطني‮ »‬المنحل‮« ‬الذي‮ ‬أفسد الحياة السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية والثقافية في‮ ‬مصر‮.. ‬وكان له الدور الكبير في‮ ‬أن تحتل ذيل قائمة الدول في‮ ‬معظم المجالات خاصة العلمية والتكنولوجية‮.
أكثر من‮ ‬500‮ ‬شاب أو عالم صغير من الأوائل والنوابغ‮ ‬والعباقرة وذهبوا ضحية العشوائية وعدم التخطيط‮.. ‬بل وأهدرت الملايين التي‮ ‬تم إنفاقها عليهم عبر الدورات‮ »‬والكورسات‮« ‬التي‮ ‬حصلوا عليها واجتيازهم الاختبارات العلمية والفنية والنفسية والأمنية بنجاح ساحق ضمن مئات الآلاف من المتسابقين والمتقدمين تحت إشراف محلي‮ ‬ودولي‮!!
بدأت المأساة في‮ ‬أغسطس‮ ‬2008‮ ‬عبر مسابقة من خلال الإنترنت عن طريق أكاديمية البحث العلمي‮ ‬،‮ ‬لعمل ما‮ ‬يسمي‮ ‬بمشروع‮ »‬علماء الجيل القادم‮« ‬علي‮ ‬ان‮ ‬يكون المتقدمون إليها من الحاصلين ـ علي‮ ‬الأقل ـ علي‮ ‬تقدير عام جيد جداً‮ ‬مع مرتبة الشرف في‮ ‬جميع التخصصات والمجالات الزراعية والعلمية والصحية والتعليمية وحتي‮ ‬الفنية حيث تم اختيار حوالي‮ ‬500‮ ‬من المتقدمين بعشرات الآلاف والذين لم‮ ‬يحصلوا علي‮ ‬فرص التعيين في‮ ‬الجامعات في‮ ‬بداية عام‮ ‬2009‮ ‬وقامت الأكاديمية بتوفير منحة لكل منهم للحصول علي‮ ‬الماجستير ضمن موضوعات هامة جداً‮ ‬وخطيرة تدخل في‮ ‬صميم الأمن القومي‮ ‬المصري‮ ‬لمدة عامين قابلة للتمديد لعام آخر ثالث حيث سمي‮ ‬البرنامج بمشروع‮ »‬ علماء الجيل القادم‮« ‬علي‮ ‬3‮ ‬مراحل‮.. ‬حيث تم اختيار الفائزين بالمنحة وفقا لمعايير حازمة وصارمة علميا وأمنيا لدرجة استمرار التحريات عن الباحثين لمدة‮ ‬9‮ ‬شهور من قبل‮ ‬الأجهزة الرقابية والأمنية الحساسة جداً‮.. ‬
وتم تجهيزهم ليكونوا نواة لعلماء مصر في‮ ‬المرحلة القادمة سواء عن طريق التدريبات العلمية المختلفة،‮ ‬منها ما هو عام وماهو خاص تحت اشراف وعلي‮ ‬أيدي‮ ‬أشهر المدربين والاساتذة في‮ ‬مصر والعالم تحملت خلالها الدولة عشرات الملايين من الجنيهات‮ .. 
‬كما طلب من الباحثين‮ »‬الضحايا‮« ‬طرح واقتراح قضايا صعبة وشاك مطلوب حلها كذلك طلب من كل باحث تحديد الجهة البحثية التي‮ ‬سيأخذ منها مشرفين في‮ ‬المجال الذي‮ ‬سيعمل به واعداد عمل خطة بحثية وعلمية بالحلول والمقترحات بعد ماراثون من الإجراءات والتوقيعات والأختام الخاصة بالجامعة التي‮ ‬يتبعها الباحث أو‮ »‬عالم المستقبل‮« .. ‬
كما تكونت لجنة الاختيار من‮ ‬10‮ ‬أساتذة من مختلف الدول وبعد امتحانات للهيئة أيضا تم الاعلان عن اسماء المقبولين علي‮ ‬ثلاث دفعات من خيرة الباحثين والعلماء علي‮ ‬اساس اختيار‮ ‬150‮ ‬باحثاً‮ ‬وعالماً‮ ‬في‮ ‬جميع التخصصات العلمية المختلفة سواء في‮ ‬الطب أو الزراعة أو‮ ‬الصحة أو الصناعة أو الري‮ ‬أو الكمبيوتر أو علوم الفضاء أو الاستشعار عن بعد أو الفن‮ .. ‬وكان اخطرها وأشدها حساسية هو مجال الطاقة الذرية‮.. ‬فقد تم اختيار مجموعة بسيطة لا تتجاوز‮ ‬50‮ ‬باحثا في‮ ‬هذا المجال وتم إعدادهم إعداداً‮ ‬جيداً‮ ‬وفق برنامج تدريبي‮ ‬خاص وخطير جداً‮ ‬تحت إشراف مصري‮ ‬ودولي‮ ‬حصلوا خلالها علي‮ ‬دورات لم‮ ‬يحصل عليها أكبر أساتذة الجامعات وهي‮ ‬نادرة وخاصة جداً.. ‬وتم خلالها منح كل طالب حوالي‮ ‬ألف جنيه شهريا للمعاونة كبدل انتقال وللانفاق علي‮ ‬المواد‮ »‬MaTeeiaLs‮« ‬الخاصة بالبحث وايضا للكيماويات البحثية حصل خلالها كل باحث علي‮ ‬حوالي‮ ‬27‮ »‬كورس‮« ‬في‮ ‬مدة وجيزة جداً‮ ‬لا تتجاوز‮ ‬8‮ ‬شهور وبعدها تم انتقال الباحثين إلي‮ ‬الأماكن البحثية‮ .. ‬كل في‮ ‬تخصصه ومكانه العلمي،‮ ‬وكان ضمن هؤلاء حوالي‮ ‬45‮ ‬من الطلاب والباحثين‮ »‬علماء الجيل القادم‮« ‬بهيئة الطاقة الذرية استمروا بها لمدة عامين وثلاثة شهور للحصول علي‮ ‬درجة الماجستير في‮ ‬العلوم النووية وهناك من أنهي‮ ‬الدراسة وهناك من أوشك علي‮ ‬نهايتها‮ .. ‬وكما‮ ‬يقول الباحثون في‮ ‬أسي‮ ‬وحزن‮ .. ‬كانت الكارثة والطامة التي‮ ‬وقعت علي‮ ‬رؤوسهم كان مطلبهم وأملهم الوحيد هو خدمة مصر وأبنائها وتقديم عمل جليل‮ ‬يخرجها من أزمتها وعثرتها‮..فكان مطلبهم هو تطبيق هذه العلوم وهذه الأبحاث عبر تثبيتهم في‮ ‬أماكنهم وعدم التفريط فيهم خشية الوقوع في‮ ‬شباك وبراثن المخابرات والموت الإسرائيلي‮ ‬وكذلك الأمريكي‮ ‬والغربي‮ ‬وحتي‮ ‬العربي‮
 ‬عبر العروض التي‮ ‬انهالت عليهم سواء عن طريق النت أو المراسلات أو المقابلات أو المكالمات المجهولة التي‮ ‬تطلب منهم السفر للخارج والالتحاق بمراكز أبحاث وجامعات دولية مختلفة‮ .. ‬جاء رد الأكاديمية ووزارة التعليم العالي‮ ‬وهيئة الطاقة الذرية المخيبة للآمال كالآتي‮:‬

ليس من سلطة الأكاديمية أو رئيسها تثبيت طلاب المنح‮ ‬،‮ ‬وان الوزير‮ ‬غير قادر علي‮ ‬التعيين لأنه لا‮ ‬يوجد ما‮ ‬يسمي‮ ‬بتعيين طلاب المنح بصورة مباشرة أو تثبيتهم في‮ ‬مراكزهم البحثية لعدم وجود درجات علمية وأن‮ ‬يتم ذلك من خلال الاعلان‮«.‬
علما بأن جميع المسابقات في‮ ‬جميع المراكز البحثية تستبعد طلاب المنح من التقديم نظرا لأنها إعلانات داخلية للطلاب الموجودين فقط بداخلها‮.. »‬لزوم الواسطة والكوسة والمحسوبية‮« ‬والتي‮ ‬تكون شكلية بعد تحديد أسماء المعينين وطبعا هم من أبناء وأقارب المسئولين بهذه الجهات‮.. ‬وكأننا أمام إعلان لشغل وظائف موظفين للأرشيف أو عمال نظافة وليس أمام علماء وعباقرة تلهث الدول المحترمة والمتحضرة والمتقدمة لضمهم إليها وحملهم فوق الرؤوس والأعناق‮!!‬
واستمراراً‮ ‬للمعاناة التي‮ ‬يواجهها علماء‮ »‬الجيل القادم‮« ‬فقد طرقوا جميع الأبواب من مكتب رئيس الوزراء وحتي‮ ‬وزير التعليم العالي‮ ‬والبحث العلمي‮ ‬ووزير المالية وحتي‮ ‬رئيس الأكاديمية د‮. ‬ماجد الشربيني‮ ‬العضو البارز في‮ ‬لجنة السياسات بالحزب الوطني‮ »‬المنحل‮«.‬
ولم‮ ‬يقف ماراثون المعاناة عند ذلك بعد ان أوشكوا أن‮ ‬يكونوا ضمن طابور العاطلين والمشردين في‮ ‬شوارع مصر للبحث عن وظيفة وقراءة الصحف والجلوس علي‮ ‬المقاهي‮.. ‬بل الأخطر في‮ ‬المأساة هو تلقيهم عروضاً‮ ‬كثيرة للسفر إلي‮ ‬إسرائيل وأمريكا وروسيا وكوريا الجنوبية وبعض الدول العربية مثل السعودية سواء عن طريق وسطاء وسماسرة زرعتهم‮ »‬إسرائيل والولايات المتحدة‮ « ‬أو عن طريق المكالمات الدولية والمحلية المجهولة أو النت أو المقابلات الشخصية‮ .. ‬وكلها عروض‮ ‬يسيل لها اللعاب إلا أن حب مصر والخوف عليها والتفاني‮ ‬والاخلاص من أجلها حال دون موافقة الكثير منهم علي‮ ‬ذلك خشية من العودة من الخارج والتي‮ ‬تنتهي‮ ‬بالتصفية الجسدية والروحية والاغتيالات كما حدث للكثير من علماء مصر أمثال د‮. ‬يحيي‮ ‬المشد ود‮. ‬سميرة موسي،‮ ‬وغيرهم من علماء مصر الذين اغتالهم الموساد الإسرائيلي‮. ‬
وكانت أبسط أحلامهم وآمالهم هو التثبيت بالهيئة‮ ‬،‮ ‬هيئة الطاقة الذرية‮ ‬،‮ ‬للحفاظ علي ‬المعلومات والأبحاث الخطيرة التي‮ ‬تمس الأمن القومي‮ ‬المصري ‬رغم قيام الهيئة بتثبيت المئات من الموظفين والعاملين بالمجاملة رغم حصول الكثير منهم علي‮ ‬مقبول وإلغاء الحاصلين علي‮ ‬امتياز مع مرتبة الشرف بالشارع بزعم عدم وجود درجات مالية واعتمادات بوزارة المالية‮ .. ‬وكلها ذرائع وحجج ومزاعم تسقط مع الوهلة الأولي‮ ‬لتعيين الأقارب والمحاسيب وأبناء العاملين‮ .. ‬واسألوا رئيس الأكاديمية‮ »‬القطب البارز في‮ ‬الحزب الوطني‮ »‬المنحل‮« !!‬
‮»‬الوفد‮« ‬تدق ناقوس الخطر وتضع المأساة الخطيرة أمام المجلس العسكري‮ ‬ورئيس الوزراء قبل فوات الأوان وقبل أن نكتشف جاسوساً‮ ‬جديداً‮ ‬آخر بهيئة الطاقة النووية؟‮!!‬


ليست هناك تعليقات: