الاثنين، 9 مايو 2011

ما يقوم به السلفيون الآن أمر يدعو إلي كثير من التساؤلات


ما يقوم به السلفيون حاليا يؤكد علي 
ولائهم للنظام السابق


 المظاهرات التي تنبأ بها مبارك في أخر أيامه 
بأنه إذا رحل ستقع البلاد في فتنه طائفية
 البابا مصر في آمان طالما استمر نظام مبارك قائما
حقيقة الأمر لا يرضي الله الذي يتكلم الفريقان باسمه 
هذا الدم الذي جري في الشوارع

ما يقوم به السلفيون الآن أمر يدعو إلي كثير من التساؤلات بقدر ما يدعو إلي الاشمئزاز من تلك الوجوه التي ظلت طيلة ثلاثون عاما لا تفعل شيئا سوي إطلاق فتاوي تكفر الخروج علي الحاكم بقدر إطلاقهم للحاهم التي أصبحت مقدار إيمان المسلم ، وبنفس القدر من الاشمئزاز نتابع ما يقوم به عدد ليس بقليل من الأقباط من الاستمرار في الإختباء في حضن الكنيسة ، وإعلاء قيمة الولاء الكنسي عن الولاء الوطني ، تلك الحالة التي كانت قبل الثورة واستمرت إلي ما بعدها دون أي مبرر واضح ، في الحقيقة يستوي هذان الفريقان على اختلاف حالتيهما فكلاهما لا يقدر الظرف التاريخي الذي تعيش فيه البلاد في هذه الفتره من حياتها. 
السلفيون والأقباط كانا أكثر التيارات انبطاحا أيام حكم مبارك ، كانوا خدما للنظام ينفذون ما يطلب منهم دون مناقشة ، ولن أصدق ما يحاولون إقناعنا به بأن هؤلاء أغلقت لهم مساجد ومنعوا من إلقاء الخطب ، وما يدعيه الفريق الأخر من انهم تظاهروا ضد مبارك ونظامه اكثر مرة ، فالحقيقة أن النظام ترك هؤلاء يسممون فكر البسطاء من المصريين بأفكار وأراء غريبة عن مجتمعنا تعتبر أن القبطي مواطن من الدرجة الثانية و"يحمد ربنا أننا سيبناهم يصلوا "، وفي نفس الوقت ترك الباب مفتوحا أمام الكنيسة لتقنع التابعين لها بأن الكنيسة هي بيتهم الاول والأخير ، والدولة ــ بمعناها المجرد ــ تضطهدهم بشكل خاص وتنحاز فقط للفريق الأخر ، سمح النظام السابق للكنيسة بأن تقنع شعبها بأن هؤلاء المسلمين مجرد محتلين عرب وسيأتي يوما ما يرحل عن مصر القبطية. كان النظام يسمح لهؤلاء وهؤلاء بهذه الحرية في مقابل تلك الرسالة التي كان يتغني بها البابا طول الوقت بأن مصر في آمان طالما استمر نظام مبارك قائما ، وتلك الخطب التي كان يشدو بها السلفيون بأن الخروج علي الحاكم كفر ، وأنه من ولي الأمر والدين يدعونا أن نتبه أولياء الامر في كل شئ . 
السلفيون الذي خرجوا وهتفوا من أجل عودة أختهم كاميليا، لم يتحدثوا يوما عن أخواتهم الذي اغتصبوا في سجون مبارك، ولا مئات الفتيات الاتي تعرضن لأبشع صور العذاب في مقار أمن الدولة وفي أقسام الشرطة ، لم ينزعج هؤلاء الأشاوس عندما تم الإعتداء علي المتظاهرات علي سلالم نقابة الصحفيين ، أنهم لم يبحثوا يوما عن أختهم مصر التي خطفها نظام مبارك منذ ثلاثين سنة !! ما يقوم به السلفيون حاليا يؤكد علي ولائهم للنظام السابق، وإلا فما تفسير تلك المظاهرات التي كانوا من قبل يحرمونها ، وهي تلك المظاهرات التي تنبأ بها مبارك في أخر أيامه بأنه إذا رحل ستقع البلاد في فتنه طائفية ، وبالربط بين هؤلاء الشيوخ و الدول التي تدعمهم مع ما قاله مبارك وتلك الدول التي تدعمه تنكشف الحقيقة أمام الجميع ، فالسعودية تلك الدولة التي كانت داعمه ومازالت لهذه الجماعات هي نفسها الدولة التي قيل أنها تضغط علي حكومة الثورة لوقف محاكمة مبارك وأسرته ، فبعد ان فشلت مقايضة اتركوا مبارك واحصلوا علي أي مبالغ مالية تريدونها ، يبدو أنهم استخدموا الخطة البديلة وهي زج البلاد في فتنه طائفية ولتندموا علي اليوم الذي رحل فيه مبارك .
قد يكون الذين تظاهروا امام مسجد النور وأولئك الذين تظاهروا أمام الكاتدرائية وهؤلاء الذي حاولوا اقتحام كنيسة إمبابة لا يعلمون شيئا عن تلك المخططات، لكن في الحقيقة هذا لا يشفع لهم في شئ ، فالجهل لا يسقط الجريمة ، خاصة وإن كانت جريمة في حق وطن باكلمه . لابد أن يتم فتح التحقيق الفوري والسريع في مثل هذه القضايا ، ولابد أن نحتكم إلي القانون لا إلي محمد حسان ولا حسين يعقوب ، لا يجب أن تحل مثل هذه القضايا بنفس الطرق التي كان يستخدمها مبارك ونظامه ، فلا معني الآن أن يقبل شيخ الازهر بابا الكنيسة ، لابد أن يخضع الجميع للمحاكمة هؤلاء الذين ذهبوا لمحاصرة كنيسة امبابة للإفراج عن مسيحية أسلمت ، وهؤلاء الأشخاص الذين أطلقوا النار عليهم بدعوي حماية بيت الرب ، لانه في حقيقة الأمر لا يرضي الله الذي يتكلم الفريقان باسمه هذا الدم الذي جري في الشوارع.





ليست هناك تعليقات: