السبت، 28 مايو 2011

مذكرات زوج في الخمسينيات



المشهد الأول يقول: أبو أشرف : 
محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة 
 البارحه ذهبت أم العيال الى عرس 
وفي السابق كانت هكذا ليله تكون مثل ليله الأنس في فينا 
ولكـن دوام الحــال من المحــال


في تمام الساعه العاشره بتوقيت "بيتنا" جاءت من عند الكوفيرا وكانت تضع طن من المكياج يكفي لتجميل نصف حريم لبنان ونظرت الي وقالت: ها وش رأيك؟ فقلت بلساني تهبلين .....اما قلبي فقال وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر.... .قالت وهي تستعد لحشر كتل الشحم في الفستان المسكين وحاولت أن تضع شيء من الغنج والدلال في صوتها .....عاد لا تنام الليله ...ابي احاول أرجع بدري.. ...قلت مع بدايه غثيان في الكبد....متي يعني؟...قالت يعني ثلاثه ونص أربعه...قلت...ابنتظرك علي احر من الجمر ولو جاني النوم راح اصقع راسي بالجدار عشان يطير مع انه ودي لو اصقع راسها هي بالجدار المهم: بدأت عمليه حشر جسمها في الفستان وهي عمليه أشارك فيها.. .وتبدأ طقوس الحشر بعمليه لبس المشد وهو حزام من المطاط القوي. .تحاول فيه جمع الكرش ودفعه للخلف... وهي عمليه مضنيه لا أفهمها أطلاقا.... المهم تم حشرها بعون الله في الفستان..... وبقيت العمليه الأصعب وهي صك السحاب وهذه مهمتي أنا.....والمشكله إن حديده السحاب صغيره وصعب مسكها وشدها بقوه ما أعرف ليش مايخلونها مثل حقت الشناط كبيره شوي المهم... .بدأت هي تشفط نفسها بقوه وأنا أحاول تسكير السحاب ...وما أدري ليش تذكرت طريقه تسكير شنطتها اذا جينا نسافر حيث أقف على الشنطه وبعدين أسكر سحابها..وتمنيت لو أقدر أبطحها هي وأضغط على ظهرها برجليني وأسكر السحاب .المهم بعد معركه شرسه وكر وفر تمت العمليه بنجاح...وتنفست الصعداء مع اني ما ادري وشي الصعداء......وانطلقت هي للعرس... .........يتبع.... ....


مذكرات زوج في الخمسينيات .. المشهد الثاني 
 غادرت وهي تحمل الجزمه ام كعب بيدها لأنها ما (تركبها) الا في هكذا مناسبات.....وحلقت انا في عالمي الخاص عندي أربع ساعات عزوبي وقمت أوزع وقتي الثمين.....على نفسي انا وبس وسهرت سهره جميله مع الأخبار والمنتدى ....!!! وفي تمام الساعه الثالثه صباحا بتوقيت "بيتنا" طلعت فوق بسرعه وجبت طاسه وحطيت فيها ثلج ومويه ومنشفه صغيره وجبت من الفريزر الكماده البلاستيك ومن الصيدليه بنادول وتانيول وكل شيء اخره اول ....وركضت للسرير وانسدحت مثل اي فار ينتظر غزوة قطط (بساس).. وفي تمام الساعه الثالثه وسبع وثلاثون دقيقه حسب توقيت "بيتنا " سمعتها جايه قمت وبسرعه وضعت الكماده على راسي وأتخذت وضع البؤساء........ .كني ابي اموت خلال دقائق..... دخلت وقالت اسم الله عليك وشفيك اجبتها بصوت ضعيف مع بحه ....تعبان حاس معي سخونه ...ثم وضعت فاصل من الكحه الخفيفه....وبدأت المناوره... قالت....ياشيخ ما فيك الا العافيه قم خذ لك دش ،وأسوي لك عصير برتقال....صدقني هذا كسل وبعد الحمام يروح _اوف ما راح تستسلم ناويه شر.. _ قلت بنفس الصوت السابق....يابنت الحلال اي حمام...انا ما جاب لي البلا الا الحمام بعد ما رحتي تروشت وطلعت من الحمام والظاهر صفقني المكيف... وضعت يدها على جبهتي وقالت بصيغه جازمه ما معك حراره....قلت يمكن صخونه داخليه.... ..وقلت لها وأنا أحاول أنهاء الموضوع تعالي بس اتمسك فيكي..ابي اروح الحمام....وقمت بالحركه البطيئه مستندا على كتفها وعندما أستويت واقفا رجعت وجلست بحركه مسرحيه........وقلت ماش حاس بدوخه ما اقدر.امشي..هاتي لي قاروره مويه صحه فاضيه......عندها شعرت ان هجومها بدأ يضعف وأن الفرج قريب...........فقررت ان اضرب الضربه القاضية ،وقمت أتاوع ..........اووووع....... .اووووع.... ....... وهي تقول وشفيك ..وشفيك صرخت قلت حاس بمر علي كبدي....احسن افرشي لي تحت مادري وشو هذا وأخاف اعديكي..........وهكذا نفذت بجلدي .....
......يتبع..........
 مذكرات زوج في الخمسينيات المشهد الثالث 



في ضحي اليوم التالي وعلى الفطور......سألتني بلهجه جافه ووجه عابس....شلونك اليوم عساك اشوى قلت لا أبشرك اليوم احسن بكثير الحمد لله....والله البارح...أعوذ بالله....ما ادري وش جاني، كنت مره متحمس نقعد مع بعض....لكن الشكوى لله ....... شعرت من نظراتها انها غير مقتنعه وأن الموضوع ما راح يعدي على خير...........وساد صمت........وفجأه وبدون اي مقدمات قالت: هالحين انت ليش ما تاخذ من الحبوب الي يقولون عليها...او تروح تكشف...... قلت يابنت الحلال انا ما في الا العافيه......وهذي الحبوب لها اعراض خطره.......وأنا البارح مريض....بعدين لا تنسين العمر.. والله اني الا مشيت دايم اتلفت وراي اخاف يطيح مني عضو وانا ما أدري .... ضحكت وقالت لا مهوب طايح منك شيء...المهم وش تبي غداء...قلت على كيفك... قالت انا مشتهيه سمك وروبيان قلت عز الطلب... .وعلى الغداء...وضعت امامي حزمتين كبيره من الجرجير.... 
وعرفت انه فيه هجوم 
 ...............يتبع...... ........ 
 مذكرات زوج الخمسينيات المشهد الرابع 
 وأقبل الليل والليل مخيف...وغادر الأولاد الى غرفهم... .وخلي لها الجو بالفقير الى رحمة ربه ولطفه . قالت وش تبي عشاء.....قلت...مادري والله...ماني مشتهي شي...قالت....وش رأيك أحط لك عسل حضرمي...جابته لي زميله..تقول انه حر...وزين. .لحظتها عرفت أن الغزوه جايه جايه وأن الهروب مستحيل....فقررت الأستسلام.... وقرأت في سري ايه الكرسي والمعوذات وتوجهت الى غرفه النوم،كمن يساق الى حبل المشنقه.....وقامت هي تركض كصبيه في العشرين الى المطبخ تجيب العسل. وبعد العشاء وفي تمام الساعه العاشره وسبعه عشر دقيقه بتوقيت "بيتنا" بدأ هجومها بأن تسلحت بـ........وبخت نصف قاروره عطر .. .وللمعلوميه هذا كل الي عندها من أسلحه...وقمت أنا وأنسدحت على السرير أنتظر قضاء الله وقدره...وعلى لساني دعوه اللهم ألطف اللهم ألطف ..... وقامت هي بالروتين المتبع...قبل الغزوه.. .أقفال باب غرفه النوم...وتشغيل التليفزيون على قناه الجزيره أو العربيه...عشان لو صحي أحد من الأولاد وجاء للصاله الملاصقه لغرفه النوم مايسمع شي. قالت..اطفي النور...قلت على كيفك...وانا اتمنى تطفيه...قالت احسن أطفي الي فوق واولع الأباجوره وهكذا كان..... قالت..أهمزك؟...قلت اي والله تكفين ترى عظامي الى هالحين توجعني ونسدحت على بطني وبدأت عمليه التهميز.....وأثناء عمليه التهميز خطرت في بالي فكره...وهي كمحاوله الغريق التمسك بقشه.....قلت وش رأيك تدهنيني بفكس...وكانت في تلك اللحظه الحاسمه تهمز الرقبه فضغطت عليها بقوه حتي كدت اختنق....فقلت ياشيخه...أمزح.
 ...........يتبع....... لا الباقي محذوف من قبل الرقابة .....هههههههه. وانا اقول ليه ابوي دايم بالمسجد اممممم

"ليلة" في حياة زوج في الستين المشهد الأول : 
 (( هذه الليلة كانت (عمه جوزة) – أحد الأسماء التي يداعب بها زوجته"1" – تستعد للذهاب إلى عرس بعض الأقارب ... يصعب عليه أن يحدد ساعة عودتها من (الكوافيرة) .. فقد توقف الزمن .. حين رآها .. أو لنقل حين (أشرقت) .. بتلك اللمسة الخفيفة من (الماكياج) ... ولم تضع على خديها من الحمرة حتى أقلها ... نظرت إليه مبتسمة .. وقالت : -
 آه .. أيش رايك؟ رسم ابتسامة ... مسح قامتها بنظرة فاحصة ... أطال النظر ... لكنه لم يقل شيئا ... طال صمته ... بدأت ابتسامتها ... تتلاشى .. إلا من شبح بالكاد تلحظه العين .. طال صمته ... أكثر من كل مرة سابقة .. يراوغها فيها قبل أن يرد على سؤالها ... لم يبق لابتسامتها أثر ... علت وجهها مسحة من الدهشة!!! .. فكرت في أن تميل بعنقها قليلا .. لتنظر في المرآة .. ربما يوجد شيء ما لم يعجبه ... ولم يجد بعد العبارة اللائقة .. ليخبرها ... دون أن يجرحها!!! لكن لا ابتسامته ... ولا نظرته التي تنم عن (شغف) .. أي منهما ... لم تغادر وجهه ... فزادت حيرتها .. وأخيرا ... نطق ... - أيش رايي؟ هزت رأسها .. هزة خفيفة .. بما يعني : نعم .. تنحنح ... كما يفعل قبل أن يلقي قصيدة ... مد يده ... دون أن ينزع عينيه من عينيها .. أخذ كأس الماء الموضوع على (الكوميدينو) القريب ... رشف منه رشفة .. ناولها الكأس .. رفعته إلى شفتيها ... رشفت منه رشفة صغيرة .. أعادت له الكأس .. بحث عن أثر لـ( الروج) .. فلم يره ... تنحنح ... مرة أخرى ... قال باللغة الفصحى : حبيبتي ... هي التي تعطي للجمال مقاييسه .. ابتسمت .. انتظرت حتى يقول اسم صاحب العبارة .. كما يفعل دائما ... وحين عاد ليبحث عن أثر (الروج) على الكأس ... فهمت ... فاندفع الدم إلى وجنتيها ... سمعت طرقا خفيفا على الباب ... فتحته .. قالت (دعاء) .. ابنتهما الكبرى : - أتأخ ... تاهت بقية الكلمة في ظل دهشتها ... أشارت إلى خدها .. كأنها تقول .. كثرت أحمر الخدود ... وليس ذلك من عادتها ... - أنزلو السيارة ... خلاص ... بس أدور (الكعب العالي) !!! والتفت إلى زوجها .. وأخرجت لسانها ... عض على شفته السفلى .. ابتسمت (دعاء) وانصرفت .. وهي تفكر بأن في الأمر (مزحة ما) ... فأمها لم تلبس حذاء بكعب عالي ... من سنوات .. حتى قبل أن تصل إلى ما يسميه (عشرين ... عشرين) .. حصل ذلك (ذات فرح) .. حين عادت من (الكوافيرة) ... وسألت،بعد أن رسمت ابتسامة ساحرة : - كيف؟ - زي القمر .. - بس .. !!!!!!! - بس؟!! - أحلى شويه. ليلتها .. سألها متعجبا عن سبب ارتداء (امرأة) بهذه القامة الفارعة .. حذاء بكعب عال؟!!! وشعرت .. فجأة أنها (أطول) من أن تحتاج إلى (كعب عالي) ... ورغم أنها حدقت طويلا في عينيه .. إلا أنها لم تستطع أن تعرف إن كان – فقط – يريد أن يطلب منها .. بهذه الطريقة ألا ترتدي حذاء عالي الكعب ... أم أنه يراها .. فعلا .. (أطول) من أن تحتاج إلى (كعب عالي) .. في الحالتين ... هجرت ذلك النوع من الأحذية ... كانت ذكرى تلك الليلة ترفرف في جو الغرفة .. حين لوحت له بأصابعها مودعة ..
 المشهد الثاني : حين غادرته ذكرى (تلك الليلة) .. وغادرة (عمه جوزه) ... انصرف إلى (حاسوبه) .. فقد كانت هذه فرصة ليطالع بريده الممتلئ ... فهو لم يعد يفتح بريده في وجود زوجته!!! .. بعد أن أرسلت له رسالة .. (زوجي يغازل ضرتي أمامي)!!!!! وظل يقرأ .. ثم ظل ينزل متتبعا الأسهم باحثا عن صورة (الضرة) .. حتى وصل إلى (حاسوب)!!!! سواء كانت الرسالة ... مجرد رسالة (طريفة) تمت إعادة إرسالها .. أو كان الأمر (رسالة) أو (شكوى) على استحياء ... في كل الأحوال .. لم يعد يفتح (بريده) بحضورها .. لم يخرجه من استغراقه في المطالعة .. والقراءة .. غير صوت منبه الجوال ... نظر إليه ... وكان يعلم أن الساعة تشير إلى الواحدة والنصف صباحا .... أوقف المنبه ... عادة ليواصل قراءة المقالة اللافتة لفهمي هويدي .. ضغط على (زر) آخر المكالمات ... دون أن ينظر إلى شاشة الجوال ... أعطى الأمر بالاتصال ... وضع الجوال على أذنه .. ترك الجرس يرن رنة واحدة ... ثم قطع الاتصال .. أعادة ضبط المنبه عند الساعة الثانية والنصف ... وعاد ليكمل المقالة ... ثم يغرق في بريده من جديد ... قبل أن يعلن المنبه وصول (عقرب) الساعة إلى ميناء الثانية والنصف .. كان قد أغلق حاسوبه .. وحين رن المنبه ... كان يضبط عقاله على رأسه ... أمام المرآة .. توجه إلى المنبه ليسكت صراخه الذي أقلق هدوء الليل ... وضع الجوال في جيبه الجانبي ... والنظارة في جيبه العلوي ... ثم خرج ...
المشهد الثالث : قاد سيارته في اتجاه قصر الأفراح ... لم يكن الشتاء قد بدأ .. لكن نسائم السحر كانت تميل إلى البرودة ... معلنة اقتراب الشتاء .. كانت الشوارع في تلك الساعة المتأخرة خالية .. إلا من بعض السيارات المسرعة ... قبل أن يصل .. مد يده إلى الجوال الموضوع على المقعد المجاور ... دون أن ينظر إليه ... اتصل على آخر المكالمات الصادرة ... كان يتوقع أنها لن ترد بسرعة .. بسبب ضجيج المدعوا أهلا ... خير؟!!! صافح صوت أخته أذنه ... لم يكن يحتاج إلى النظر إلى شاشة الجوال ليعرف أنه وقع في خطئه المعتاد ... أو الأزلي .. ظنه بأن آخر اتصال له كان بزوجته ... فيتصل على آخر رقم دون أن ينظر إلى الشاشة .. قال لأخته وهو يبتسم : - هلا .. طبعا خير .. ليش حرام الواحد يتصل على أخته؟!! - الساعة تلاته ؟ ثم ضحكت وهي التي أصبحت تعرف الخطأ الذي يقع فيه دائما ... بعد أن أخطأ في رقمها مرات عدة ... إحداها بعد خروجه من عندها بدقائق ... ضحكت وهي تقول في دهشة: - دحين أخلي "العروسة"تكلمك .. - خليها تخرج .. صمتت لحظات .. - حاضر .. (؟؟) على حظنا - قولي ما شاء الله ... كما لم يتمكن من سماع إحدى عباراتها ... لم تسمعه وهي تنهي المكالمة ... وقد بدأ الضجيج يعلو .. أشرقت بقامتها الفارعة ... مد يده فتح لها الباب .... جلست وهي تقول : - فضحتنا مع أختك!!!!!!!!
سار بالسيارة قليلا .. نزعت (غطاء الوجه ) ... التفتت نحوه ... "ابتسمت مرحبة أشرق في عينيها طيف حنيني،وإذا تطلعت متسائلة وقع التلامس بين شفيتها،والتقوس من حاجبيها،وإذا تدفقت منفعلة فكك قوس قزح ألوانه وأظهرها متعاقبة وليست متجاورة. .. وعند مس الخجل تتراجع الشفة السفلى منطوية للعليا وتعمق الغمازتان اللتان تبدوان فجأة في الوجنتين الثريتين،الحادتين كالخبر المفاجئ""2" أخذا جولة في شوارع المدينة الهادئة ... عادا إلى المنزل ... صعدت قبله ... بحث عن موقف للسيارة .. ركنها حين عثر عليه ... صعد .. 
المشهد الرابع : كانت في انتظاره واجهته ... " شغلت فراغا أمامي بضيائها،شددت رحال بصري صوب ملامحها،وعمق حضورها،محاولا التمكن من نضارتها،وغرابة عينيها الرحبتين،الطاقتين،النورانيتين،حيث يتطهر فيهما الضوء ويشف ويرق ويرتد إلى عناصره الأولى" طلب منها أن تحضر له كأس ماء ... لم يكن عطشا ... تلقت رسالته ... فابتسمت .. ومضت .. " متأودة لها رسوخ،يتدفق منها كيان بأتمه،لم تكن تسعى،إنما تفيض،لم تكن تخطو،بل إنما تهمس اليابسة بموطئ وجودها الحسي" عادت تحمل كأس الماء .. شرب من عينيها .. قبل أن يأخذ رشفة .. ويعيد إليها الكأس .. رشفت منه .. وضعته الكأس على طرف (الكوميدينو) .. "بسطت يدي،تقدمتني،عندما دنوت لم ألمس "حرير" قميصها إنما بدأت أتنسم مشارف وجودها الحسي،منه تسرب تجاهي إشارات وإيماءات (..) فلما ضاقت المسافة بيني بينها،وصلني من أنفاسها بريد مفوض،غير ذي طوى،ينبئ ".." بعبيرها،فما بال الداني المتلهف؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ذهبت ... استبدلت ملابسها .... عادت ... " ما من صورة أو لحظة مستعادة يمكن أن تدل عليها،أو تظهر بعضا من جوهرها،في كل لحظة تبدي مظهرا،وعند كل التفاتة تظهر جانبا،ولحظة انتقالها من وقت إلى وقت تسفر عن حضور مختلف" ... "نظراتي اشتبكت بنظراتها،أنا ساعي وهي مترقبة،هنا رصدت أمرا يستعصي على الإدراك،كنت في لب فلكي،وعين توقيتي،ومن حيث لا أدي أبحر مبتعدا عن مركزي القديم،أدنو صوبها هي القادمة من صوب المجرات سحيقة البعد،التي لم تكتشف بعد .. ألا تهيم النيازك والشهب حتى إذا دنت من مجال للجاذبية يُحسُ ولا يرى،يبدو أثره ولا يمكن الإمساك به ،تهوي إليه؟
 فمنها ما يدور إلى أبد أبيد، ومنها ما يحترق قبل ملامسة سطح الفلك،ومنها ما يستحيل بعضه ضوءا،ويسقط ما تبقى منه،وقد كنت أنا هذا كله،فأنا حائم،ماض،دوار،مأسور،محترق بذاتي،منتقل من كينونة إلى كينونة لا راد لي ولا كابح،حتى إذا أفضيت لمحت في أفق عينيها بادرة مجاوبة ربما كانت طيفا أدق من أن يرى،ربما ميلاد رائحة ندى،لم يغب عني،مع أنه انتهى لحظة بدئه،إلا أنه وصلني فبدأ عندي وكفى وصلصلة زلزلة خبطت اليابسة بقدمي،فتفجر مني عهد قديم،وبدأ تدفقي،درتُ حولي،ملتُ عليّ،أقلعتُ تجاهي،تدفقَ قلبي المرهق يعدو على أثري محاولا اللحاق بي،أما الموسيقى المتفجرة فولت،صارت ورائي،لم تعد مطاوعة فتلاشت الكينونة" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 هوامش : 1- حكا له زميل،يعمل مراسلا .. ذات مرة .. وهو يأخذ رشفات من فنجال الشاي الذي يبدو ساخنا أكثر من اللازم ... حدثه عن قصة رجل .. في زمن البساطة .. عُقد له في المساء على امرأة .. وفي صباح اليوم التالي رآها تسير .. فبأي اسم يناديها؟! أخذ يناديها : عمه جوزه .. عمه جوزه ... حتى سقط في (حفرة). 2- العبارات باللون الأزرق .. مستعارة من (زميل الحرف) .. جمال الغيطاني .. من (رسالة في الصبابة والوجد
)


ليست هناك تعليقات: