السبت، 21 مايو 2011

ضغوطا علي واشنطن لعدم التسرع في دعم الثورات الشعبية


وقفة فى انتظار أمريكا 
ارتباط المصالح الأمريكية بوجود الأنظمة الشمولية 
والمستبدة الحاكمة في المنطقة



في أول تعليق علي خطاب الرئيس أوباما‏,‏ ذهبنا إلي ضرورة عدم المبالغة وتعليق الأوهام علي المساعدات الأمريكية لمصر‏,‏ ليس فقط علي خلفية إخفاق سيد البيت الأبيض في تنفيذ وعوده التي ساقها في خطابه الشهير بالقاهرة والمتعلقة بفتح صفحة جديدة مع العالمين العربي والإسلامي‏,‏ بإرساء السلام الشامل والعادل وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني‏,‏ ولكن شيئا من ذلك لم يحدث‏,‏ بل مضت إسرائيل في برامجها الهادفة إلي تهويد البقية الباقية من الأراضي المحتلة‏.‏ وعلي هذا يجب التعامل بحذر مع الوعود الأمريكية‏,‏ خاصة أن إدارة أوباما تنظر بالكثير من الحذر لمجريات الأوضاع في المنطقة‏,‏ وتقع تحت تأثير التخوف من فقدان الأنظمة المتحالفة معها نتيجة الغضب الشعبي‏,‏ في الوقت الذي لا تتمكن فيه من تجاهل حقيقة التحرك نحو الحرية والديمقراطية‏,‏ وهي القيم الأصيلة والثابتة في المجتمع الأمريكي‏,‏ والتي يجب دعمها ومناصرتها‏.‏ ولعلنا لا نبالغ في الاعتقاد بأن تمارس بعض الأنظمة الشمولية والمستبدة الحاكمة في المنطقة ضغوطا علي واشنطن لعدم التسرع في دعم الثورات الشعبية‏,‏ خوفا من أن تصل إليها في الوقت الذي ترتبط فيه المصالح الأمريكية وبشكل مباشر بوجود تلك الأنظمة‏,‏ وهذا قد يفسر المبالغ المتواضعة التي أعلن عنها أوباما لدعم الاقتصاد المصري‏,‏ حيث اقتصرت علي ملياري دولار فقط‏,‏ في حين أن بلاده كانت تستطيع أن تخصص عشرات المليارات لهذا الهدف‏,‏ إذا كانت الرؤية التي تحدث عنها مخلصة وصادقة في المساعدة علي إقامة النموذج الديمقراطي النابع من إرادة الشعوب‏,‏ وهو مخالف تماما للنموذج الآخر الذي أرادوه في العراق‏,‏ وقد دخل غازيا علي متن الدبابات والقصف الجوي‏,‏ فجاءت النتيجة خرابا ودمارا للبلد الشقيق‏.‏ 
والمعني أن واشنطن ولفترة ليست قليلة ستكون خاضعة لضغوط أنظمة موالية لها تنظر بقلق لتصاعد الفوران الشعبي‏,‏ خشية أن يتطاير الشرر إليها‏,‏ وأيضا فإن الإدارة الأمريكية لا تعرف حتي الآن طبيعة القوي التي ستفوز في الانتخابات المقبلة في مصر ومنهجها السياسي‏,‏ مع اعتبار أن الحديث يدور في أروقة تلك الإدارة عن إمكانية وصول الإسلاميين إلي الحكومة‏,‏ مما يستوجب الانتظار لمعرفة تفاصيل البرامج والتوجهات السياسية لها‏.‏ ذلك كله يعيدنا إلي الاعتماد علي النفس وعلي تفعيل خطوط الاتصال المصرية المفتوحة مع جميع البلدان دون استثناء‏,‏ وأن نخرج من المعادلة التي استمرت عقودا من الزمان والتي وضعت‏99%‏ من أوراق اللعبة في يد أمريكا‏.‏ ونحن لا نسعي بطبيعة الحال إلي خسارة واشنطن ونتقبل الخطوة التي أعلنها أوباما بصدر رحب وتقدير كبير‏,‏ ولكن بناء مصر يحتاج إلي ما هو أبعد من ذلك بكثير‏,‏ وأن يكون ذلك أولا بسواعد المصريين‏,‏ ثم بمشاركة الأصدقاء من مختلف البلدان‏.
‏ بقلم : مراد عز العرب..


ليست هناك تعليقات: