الجمعة، 20 مايو 2011

هذا ليس تصريح رجل دولة .. ولكنه تصريح موظف بدرجة مدير عام



سمير رضوان وزير عسل إسود ومنيل
 تجرأ علي الشعب الذي جاء به الي السلطة
وإتهمه بتخريب الإقتصاد الوطني
يشارك القوي المضاده في تخريب الثورة وإنجازاتها


أمام الدكتور سمير رضوان خيارين لا ثالث لهما . إما أن ينحاز الي التاريخ باعتباره منقذا فذا للإقتصاد الوطني . وفارسا نبيلا من صلب الشعب والثورة . أو ينضم الي قائمة أسوأ الوزراء . 
وتلقي به المصارف العمومية الي مذبلة التاريخ .. وهو شاهد علي ماحدث لوزراء ، كانوا يتصدرون الساحة بالميكروفونات والكاميرات والأفعال السوداء .. مايبشر به الدكتور رضوان يدفعه الي الخيار الثاني . لكن الفرصة مازالت قائمة للعودة الي ساحة الفرسان والنبلاء .
 عن تجربته مع الوزارة تحدث بتلقائية أمام غرفة التجارة الأمريكية ( في مارس ٢٠١١ ) .
كان ذلك بعد إختياره للمنصب بشهر واحد تقريبا .
قال : أصابني الهول عندما تقدمت بخطوتي الأولي داخل الوزارة . مجمع الوزارة يشكل قلعة مهيبة تضم نحو تسعة أبراج أبهة . وتضم آلاف الموظفين . وعشرات الأبواب الأكترونية . وجدران زجاجية عاكسة للشمس . وأورقة ومفارق طرق خضراء وملونة .. أنا المسؤول عن هذه القلعة من الآن ، وحتي إشعار آخر .. دخلت مكتبي ، وانفجر زلزال المظالم التي ثار الشعب بسببها .. وجدت علي المكتب منذ اللحظة الأولي ملفا عن مليون موظف باليومية . وبأجر يقل عن مائة جنيه في الشهر . ووجدت ملفا آخر حول مليون موظف بعقود مؤقتة ..
كان علي رفع الظلم فورا . وقررت تسوية حالات المليوني موظف . بعد أيام إنفجر زلزال المطالب الفئوية . مطلوب أجور عادلة للملايين . وهو مطلب عادل وشرعي طالبت به الثوار . وعلينا الإستجابه لمطالب الثوار . إتصلت بمنظمة العمل الدولية . وطلبت منهم إيفاد فريق من الخبراء ، لدراسة الملف المطروح دائما . ملف الحد الأدني للأجور . الفريق سيقدم تقريره خلال شهر أو شهرين . ولأنه كان يتحدث الي غرفة التجارة الأمريكية ، فقد تحدث عن مصالح أصحاب الأعمال .. قال : نحن نعيد النظر في قانون الضرائب . وأنا سمير رضوان ضد الضريبه التصاعدية . 
وقال : إن الضريبة العقارية سوف يتم تأجيلها عاما أو عامين الي أن نصل الي صيغة جديدة . وقال : إن صندوق دعم الصادرات مستمر . وإن كان يحتاج الي قدر كبير من الضبط والشفافية . وأشار الي برنامج لتحفيز الإقتصاد المصري ، سوف يتم إعلانه مع الموازنة الجديدة .. حتي هذه المرحلة كان الدكتور سمير رضوا منحازا الي الجماهير التي جاءت به الي السلطة . الجماهير جاءت برجل يعترف بالحقوق الضائعة ، ويتعهد أمامهم برفع المظالم . ويعدهم بالأمل في الحياة . وتلك حقوق ثارت الجماهير من أجلها .
ولا تقبل المساومة أو التهاون .. بعد أسابيع من الإعتراف النبيل ، إنقلب الدكتور سمير رضوان . وبدأ ينحاز بوضوح الي فئات رجال الأعمال التي إنتهكت حقوق الشعب المصري . وإستنزفته . وإستغلته . وعصرته دما ومالا وجهدا وعرقا وقهرا . وأطبقت علي حياته بالشؤوم والتشاؤم . بدأ سيادته يتحدث عن عجلة الإنتاج التي توقفت . ثم يصرخ ويهلل : توقفوا عن التظاهر . إمنعوا التجمعات المليونية . فرقوا الحشود الهائلة . عملية الإنتاج توقفت . الناس نسوا العمل وتفرغوا للمظاهرات . العمال والموظفين أهملوا المصانع ومواقع الإنتاج والخدمات إنقذوا مصر من المتظاهرين .. الدعوة حق يراد بها باطل . من يتظاهر يادكتور هم العاطلون عن العمل . ملايين الشباب خرجوا للثورة ، بحثا عن عمل وأمل . الشرائح الأخري التي تعمل بالفعل ظلت في مواقع العمل تحرس المصانع والمستشفيات ومواقع الخدمات الحكومية والمدارس والجامعات . لافرق في ذلك بين مواقع القطاع الخاص أو الحكومة والقطاع الخاص . لم يحدث تخريب لمصنع . لم يحرق أتوبيس سياحي . لم يدمر موقع خدمات . حدثت تجاوزات كبيرة مع مراكز وأقسام الشرطة . وهذا من حق الجماهير التي خرجت للثورة .
 حدثت تجاوزات نادرة للمراكز التجارية .. وهو أمر عادي جدا في حالة الثورة وحالات الإنفلات الأمني .. نعم بعد نجاح الثورة في أسقاط رأس النظام السابق ، بدأت المطالب الفئوية . وهذا أقل الصور الإحتجاجية بعد المظالم والإهانات التي تعرض لها الملايين .. ماأقوله ليس كلاما مرسلا . ولكنه رصد وإحصاء .. عصب الإقتصاد المصري لم يتوقف لحظة : قناة السويس تعمل وتستمر في العمل ، دون تخريب لأي موقع . ودون نهب منظم كما إعترف الدكتور سمير رضوان نفسه في برنامج القاهرة اليوم . 
هل تذكر يادكتور قصة الصندوق الأسود الذي تخصص موارده من قناة السويس الي الرئاسة مباشرة . قطاع البترول لم يتوقف ، رغم كل ماأصابه من تخريب ونهب منظم علي يد نخبة النظام الساقط . قطاع الإنتاج الصناعي ، لم يتوقف رغم المظاهرات الفئوية .. بل شكل العمل لجانا شعبية مسؤولة عن حماية المصانع الآلات والمخازن . فلم يحترق مخزن واحد ، وتوقف الماس كهربائي عن إرتكاب جرائمه التي عودنا عليها النظام الساقط. قطاع السيارات ، أصيب بضربة خفيفة ، ثم عاد الي النشاط . وهكذا قطاع الكهرباء والماء .. نعم بعض المواقع أصابها القلق . لكنه قلق مشروع وغير مؤثر في عصب الإقتصاد . وغير فوضوي أيضا .. هذه الصورة المقبولة تحولت علي لسان الدكتور رضوان الي مأساة .. شاهد فيديو تصريحاته أمام إجتماع جمعية الأعمال المصرية البريطانية .. الرجل منزعج الي أبعد الحدود . مقطب الحاجبين . وتكتسي ملامحة وقسماته بكل الغضب ، وكأنه أمام كارثة مرعبة : الحقونا . الإقتصاد المصري في أسوأ حالاته .. ( هذا ليس تصريح رجل دولة .. ولكنه تصريح موظف بدرجة مدير عام ) .. الدكتور سمير لم يكتف بذلك . بل تجرأ علي الشعب الذي جاء به الي السلطة . وإتهمه بتخريب الإقتصاد الوطني . ثم بدأ في توجيه الإنذارات : إذا لم تتوقفوا عن هذا العبث ، سوف تخرب الدنيا والدين وينهار الإقتصاد . وكأنه يذكرنا بإنذارات سيف الإسلام القذافي للشعب الليبي : إذا لم تتوقفوا . إنسوا البترول . إنسوا الغاز . إنسوا الأموال . وإنسوا ليبيا . آخر تصريحات الدكتور سمير رضوان : إن عجز الموازنة يتراوح هذا العام مابين ١٥٥ الي ١٨٠ مليار جنيه كل هذا بسبب الجماهير وثورتها ..!!!!! لا أعتقد أن الثورة أحدثت أو إستحدثت هذا العجز . الدكتور سمير ذاته تحدث أمام غرفة التجارة الأمريكية . ووصف عجز الموازنة المتوقع حتي شهر مارس بمعدل ٩٪ . وقال إنه معدل مقبول ومحتمل ويمكن إدارته وتطويقة وحصاره والتعامل معه .. الآن بلغ الحجز ١٠٪ .. لكن اللغة المستخدمة مرعبة : توقفوا ربنا يخرب بيوتكم .. وكأن الشعب هو المسؤول عن عجز الموازنة وليس اللصوص الذين حكموا مصر ثلاثون عاما . ثم يتحدث الدكتور سمير الي إحتياجه الي ١٠ أو ١٢ مليار دولار .. ويتجاهل المساعدات الطوعية التي تتسابق الدول لتقديمها الي الثورة المصرية .. آخرها تصريحات الرئيس أوباما .. لكن الدكتور سمير وأمثاله ينتقد هذه المساعدات الطوعية . لم يتحدث عنها قط بتصريح إيجابي واحد وصريح . بل يتكاسل في الإستجابه لها بدعوي إنها مساعدات مشروطة .. وكأنه يشارك القوي المضاده في تخريب الثورة وإنجازاتها .. الأكثر من هذا أن تصريحاته الأخيرة تتجاهل مشروعية الثورة ، ليتحدث عن مشروعية رجال الأعمال والسوق الحرة .. يادكتور سمير : مافعلته خلال الشهر الأخير ، يقودك بالقطع الي طريق مسدود مع الثورة والشعب .
وينتهي بك الي مذبلة التاريخ .. أمامك فرصة محدودة بأيام . أن تعيد النظر في مواقفك بمنطق رجل الدولة . وليس بمنطق الموظف . عليك أن تصوب إنحيازاتك للجماهير . وتعيد الأمل الي الصدور ... بشر يارضوان ولا تنفر..





ليست هناك تعليقات: