الجمعة، 13 مايو 2011

الطابور الخامس من وزراء حكومة عصام شرف


إلا إصراراً علي تحدي رغبات الجماهيرو الثائرين


رجال الدولة الذين أصبحوا في السجن الآن لايزالون يحتفظون في خارج السجن بالسيارات الرسمية وبالوقود الذي يصرف عليها لتوصيل الوجبات الساخنة إليهم ولهذا فإن إجمالي الانفاق علي الوقود والتليفونات الحكومية يتجاوز رقم المرتبات الشهرية الطابور الخامس ..هي الكلمة التي خطرت في بالي لكي اطلقها على تلك الفئة المتواجدة في حكومة د\ عصام شرف .. لم يكن همهم انجاح الثورة بقدر ما يسعوا الى تشويهها .. والالتفاف عليها وتمزيقها .. لكن لم يخطر على بالهم ان اهدافهم واضحة للعيان .. وأفكارهم مقروئة إن لم تكن من جميع من في مصر الا انها مقروئة بالنسبة لنا ومنظمي الثورة السلمية....الطابور الخامس في حكومة د\ عصام شرف يكاد يتفوق علي الطوابير الأخري ويكاد ينتصر للثورة المضادة بأكثر مما تتوقع الثورة المضادة وبأكثر مما تتوقع الثورة.. والأدلة علي هذا كثيرة ومتعاقبة حتي إننا لا نكاد نري إلا إصراراً علي تحدي رغبات الجماهيروالثائرين علي حد سواء، ومع أن بعض التحديات تصدر عن موظفين كبار أو صغار فإن بعضها الآخر يصدر عن وزراء لم يذوقوا طعم الوزارة إلا في عهد الثورة وبسببها علي حين عاشوا حياتهم قبلها في شوق شديد إلي هذا المقعد فلما وصلوا إليه بفضل الثورة أنكروا أنفسهم وتنكروا للجميل وبدأوا يلعبون ضد الثورة نفسها.. رجل الشارع يدرك بكل وضوح الخطوات المعادية للثورة في تصرفات بعض وزراء حكومة عصام شرف سواء كانت هذه التصرفات إيجابية أوسلبية فإن المحلل السياسي يستطيع أن يدرك أن هذه الخطوات تتم عبر وزراء معينين يودون لو عادت بهم الأيام إلي ما قبل 25 يناير كي يستمتعوا بما كانوا يحلمون به من النعيم المقيم والسطوة القوية ونصف الألوهية واحتقار الآدمية.... ومنهم 
 (1) سمير رضوان: خبير اقتصادى مصري ووزير المالية في حكومة تسيير الاعمال برئاسة عصام شرف بعد الاطاحة بالرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك.... الدكتور سمير رضوان مفكر اقتصادى، أحد أبرز الخبراء الاقتصاديين العرب المتخصصين في مجال التنمية وسياسات التشغيل؛ خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، عمل لمدة 30 عاما في منظمة العمل الدولية كمستشار المدير العام للمنظمة للسياسات التنموية والدول العربية شغل كذلك مناصب متعددة منها: المدير التنفيذى بمنتدى البحوث الاقتصادية للدول العربية وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة ومستشار رئيسها، عمل مستشاراً في العديد من المؤسسات المصرية والمنظمات الدولية، منها المركز القومى للتخطيط وبرنامج التشغيل العالمى بلندن، كما قام بالتدريس في مؤسسة الإحصائيات الاقتصادية بجامعة أكسفورد بانجلترا، كما أنه عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني، ويشرف على تقرير التنافسية المصري السنوى. واحتل منصب وزير المالية في حكومة الفريق الدكتور أحمد شفيق بعد أندلاع ثورة 25 يناير وتسمي هذه الحكومة حكومة (تصريف الأعمال)وباستقالة هذه الوزارة واعلان الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور عصام شرف تم الابقاء علية كوزير للمالية...... 
هكذا أصبح سمير رضوان خلفاً ليوسف بطرس غالي بدون سابق انذار مع أنه لم يكن يتصور أن يوماً سيأتي سيكون يوسف بطرس خارج أبراج المالية العالية في مدينة نصر...حين استقبله أحمد شفيق وهو رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشعب وأنهي إليه أنه مرشح للمالية رد سمير رضوان بالقول: بأنه مختص في قضايا العمل والأجور العمالية وأنه لا يطمح إلي أكثر من وزارة القوي العاملة رد عليه أحمد شفيق بالقول: بأن التكليف له صادر علي المالية..... فكر سمير رضوان في الأمر وقال لنفسه إذا لم أكن وزيراً الآن فلن أكون؟! فليكن ما يكون!!! 
سمير رضوان اكتفي في تطهيره لجهاز وزارة المالية بإبعاد منال حسين واحتفظ بكل الباقين الذين يتقاضون مئات الألوف كل شهر ولم لا.. وقد كان هو نفسه واحداً منهم.... أبناء سمير رضوان في سويسرا كانوا كثيراً ما يطلبون منه أن يروي لهم بعض قصص ألف ليلة وليلة وأنه كان يفضل قصة علي بابا حين وجد الكنز، ويبدو أن طول تمرس سمير رضوان برواية حكاية علي بابا والكنز جعله يتصور نفسه علي بابا وأنه وجد الكنز في وزارة المالية فكان أول قراراته هو تقديم رشاوي وزارية إلي أصحاب الأقلام في دور الصحف ومعرض الكتب هكذا وبجرة قلم واحدة صرف سمير رضوان 97 مليون جنيه للمؤسسات الصحفية ولمعرض الكتاب لعل وعسي يرضي عنه أصحاب الأقلام ويجنبونه النقد ولما وجد أن هؤلاء بدأوا يذكرون له أريحيته بدأ يبعثر الأموال ذات اليمين وذات الشمال 5 مليارات للتعويضات ومليارات أخري للترتيبات أما الميزانية فستبقي علي حالها بكل ما فيها من سفه حكومي حتي أن بعض كبار رجال الدولة الذين أصبحوا في السجن الآن لايزالون يحتفظون في خارج السجن بالسيارات الرسمية وبالوقود الذي يصرف عليها لتوصيل الوجبات الساخنة إليهم ولهذا فإن إجمالي الانفاق علي الوقود والتليفونات الحكومية يتجاوز رقم المرتبات الشهرية لموظفي الحكومة، ولا يفكر سمير رضوان في أن يأخذ الخطوة الواجبة نحو ترشيد الإنفاق الحكومي في الوقود والسيارات والرحلات بل إنه يأخذ لنفسه قطعة صغيرة من الكعكة حين يسافر إلي هنا وهناك بوفود كبيرة ويستدعي أسرته إلي لندن من سويسرا وتنشر الأخبار عن هذا وذاك فلا يكذبها وكأنه يسخر من الثورة.
 حمدي السعيد سالم

ليست هناك تعليقات: