الأحد، 16 فبراير 2020

أصبح عندي الآن بندقية .. أطلقوا سراح أم كلثوم


أطلقــوا ســراح .. أم كلثوم


أم كلثوم التي نطالب بإطلاق سراحها 
هي ليست صاحبة الأطلال وأنت عمري ورباعيات الخيام،
 فهذه حرة طليقة، ما زالت أغنياتها "تلعلع" في وسائل إعلامنا، 
وإنما نريد أن تطلق وسائل الإعلام العربية سراح أم كلثوم 
... التي غنت في يوم من الأيام ...
"أصبح عندي الآن بندقية.. إلى فلسطين خذوني معكم
إلى ربىً حزينة كوجه المجدلية
إلى القباب الخضر والحجارة النبيَّة
إلى فلسطين خذوني معكم .."



هذه الأغنية التي كانت يوما تملأ أسماعنا، أُحيلت إلى التقاعد في عز شبابها، وأصبحت من الممنوعات والمحظورات منذ أن غيّرنا قواميسنا، وجعلنا من الدولة الصهيونية (كما تنبأ محمد الماغوط في مسرحية كاسك يا وطن) قطرًا شقيقًا، ومن دول المواجهة دول طوق، ومن بنادق المقاومة وثائق ومعاهدات.
هذه الأغنية ما زالت إلى اليوم أسيرة في مصنفات الأرشيف الإعلامية لإذاعاتنا ومحطاتنا التلفزيونية، ونحسب أنه قد آن الأوان لأن ترى النور مرة أخرى بعد أن كشفت صفقة القرن وما قبلها بجلاء سراب السلام الذي سعى البعض إليه، لقد كانت هذه الأغنية وما زالت محجوبة عن أسماع الشباب لأسباب عديدة، أولها أنها لا تتناسب مع فلسفة السلام التي سادت خلال العقد الماضي، فهي تقول بوضوح:
"إلى فلسطين طريق واحد..أصبح عندي الآن بندقية إلى فلسطين خذوني معكم إلى ربىً حزينة كوجه المجدلية إلى القباب الخضر والحجارة النبيَّة يمر من فوهة بندقية.."
فلا طريق لاستعادة الحقوق إلا بقوة السلاح، ولعمري لو أن أم كلثوم ونزار قباني (كاتب القصيدة) ومحمد عبد الوهاب (ملحنها) كانوا أحياء لأصبحوا مطلوبين للقبض عليهم من قبل الـ"سي آي إيه"، ومن والاها من الأنظمة بتهمة التحريض على الإرهاب؛ لأن نغمة القوة أصبحت نشازا، ولأن البندقية التي كانت عند الجيل الماضي حلمًا يبحث عنه ليحرر أرضه، جعلنا مكانها حلما جديدا، يسمونه حلم الدولتين، يلعبون به معنا لعبة العصا والجزرة، وظن من يبيعوننا هذا الوهم، أن الشعوب لا تعلم ماذا كتب الصهاينة على باب برلمانهم الذي يسمونه الكنيست، وعلى عملتهم: (من الفرات إلى النيل حدودك يا إسرائيل)، وهي عبارات ما زالت مكتوبة إلى اليوم، ويرمز إليها الخطان الأزرقان على علم الصهاينة، واللذان يمثلان النيل والفرات.

 ·
وهنا نصل إلى سبب أخر من الأسباب التي أدت إلى حجب هذه الأغنية، وهو أن فلسطين التي تطالب بها كلماتها، ليست أشتاتًا ممزقة من الضفة وغزة تشقها خناجر الاستيطان من كل حدب وصوب، بل هي فلسطين العربية التاريخية بكامل ترابها، فهي تقول:
.. يا أيّهـــا الثـوار.. 
في القدسِ، في الخليلِ، 
في بيسانَ، في الأغوار في بيتِ لحمٍ، 
.. حيثُ كنتم أيّها الأحرار تقدموا.. تقدموا ..
..  فقصـةُ الســلام مسرحيّه.. والعــدلُ مسـرحيّـه ..
.. أريدُ بندقيّه ..
خاتمُ أمّي بعتهُ
من أجلِ بندقيه
محفظتي رهنتُها
من أجلِ بندقيه..
اللغةُ التي بها درسنا
الكتبُ التي بها قرأنا..
قصائدُ الشعرِ التي حفظنا
ليست تساوي درهماً..
أمامَ بندقيه..
أصبحَ عندي الآنَ بندقيه..
إلى فلسطينَ خذوني معكم
إلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّه
إلى القبابِ الخضرِ.. والحجارةِ النبيّه
عشرونَ عاماً.. وأنا
أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه




ليست هناك تعليقات: