الأربعاء، 6 يناير 2016

"نيويورك تايمز": المنطقة العربية تتجه نحو التصعيد..حروب الوكالة



 ما عاد هناك ما يربط بين، أمريكا والسعودية


ترى صحيفة "نيويورك تايمز" أن خطوة قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران تأتي في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة والدول الأخرى إنهاء الحروب الأهلية في اليمن وسوريا وتخفيف حدة التوتر الطائفي في العراق ولبنان والبحرين. وركزت الصحيفة على تعليقات محللين قالوا إن الخلافات بين البلدين ستؤدي إلى زيادة التوتر الطائفي واستثمار متزايد في الحرب بالوكالة الدائرة بين البلدين.
ويعلق "مايكل ستيفنز" من المعهد الملكي للخدمات المتحدة قائلا: "هذا تصعيد مثير للقلق"، و"سيترك تداعيات ضخمة على سكان المنطقة، ويعني التوتر بين الطرفين استمرار حالة عدم الاستقرار في عموم المنطقة".
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الخلافات بين البلدين لا تحمل أخباراً جيدة لجهود السلام الدولية، والتي تتطلب تقديم الطرفين تنازلات. 
ولهذا طالبت الحكومة بحوار متبادل بدلاً من المواجهة. والتعايش بين البلدين وصل لأدنى درجاته.
ففي البحرين، أرسلت السعودية قوات ردع الخليج لدعم الحكومة هناك ضد التظاهرات المطالبة بالتغيير. وفي سوريا مولت إيران نظام الأسد فيما دعمت السعودية الجماعات المعارضة له. وزاد من مظاهر التوتر مخاوف السعودية من استثمار إيران للاتفاق النووي مع القوى الدولية لتعزيز نفوذها في المنطقة.
كما هاجمت إيران السعودية للطريقة التي تعاملت فيها مع حادث تدافع منى أثناء الحج، والذي قتل فيه أكثر من 500 حاج إيراني. 
وتشير الصحيفة إلى التوتر الجديد على خلفية إعدام النمر الذي طالب بالإطاحة بالحكم السعودي وكان مرشدا روحيا للمتظاهرين في المناطق الشرقية.
وتلاحظ الصحيفة أن رد الفعل في المنطقة جاء بناء على الخطوط الطائفية. فمن ناحية شجب قادة الشيعة الإعدام ومن ناحية أخرى أثنى حلفاء السعودية على عمليات الإعدام كدليل على حزم السعودية وتصميمها على محاربة الإرهاب. 
وتنقل الصحيفة عن عباس كاظم، الباحث في الشؤون الدولية المتقدمة في جامعة جون هوبكنز: "لا يثق كل من البلدين ببعضهما البعض ويتعاملان مع كل مناسبة بما يزيد التوتر".
ورغم أن البلدين يترددان بضرب بعضهما البعض مباشرة، إلا أنه يخشى من زيادة كل منهما استثماره في الحروب الأخرى: "سيحاول كل من البلدين جهده لتقوية وكلائهم ونشاطاتهم، وهو ما سيؤدي لمشاكل جديدة". 
وسيؤثر هذا سلبا في محادثات السلام التي بذل فيها كيري جهدا كبيرا لإنعاشها وكان من المقرر أن تبدأ قريبا. 
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في إدارة أوباما: "نحن قلقون من أن تؤدي هذه لإفشال العملية"، وأضاف: "من الباكر جدا الحديث عن أثرها".
واعتقد المسؤولون السعوديون أن الجهود التي بذلها كيري محكوم عليها بالفشل من البداية، وذلك قبل هجوم الإيرانيين على السفارة السعودية في طهران. ورغم كل هذا يتوقع المسؤولون تصعيدا في حروب الوكالة بين البلدين في اليمن وسوريا.
وقد تجد إيران دفعة في الأسابيع المقبلة عندما تتفاوض مع الولايات المتحدة لرفض العقوبات المرتبطة بـ 100 مليار دولار مجمدة. 
ويرى النقاد أن هذه ستعطي إيران مالا جديدا لدعم النظام السوري وحلفائها الآخرين في المنطقة.
"ليس الأمر كما لو أن لديك بديلا هو إيران"، وفقا لما صرح به مسؤول خليجي لصحيفة "نيويورك تايمز"، مضيفا: "إذا لم يكن لديكم أي بديل، فأفضل خيار لكم هو وقف التشكي من السعوديين".
واليوم، وفقا لتقرير الصحيفة، مع ارتفاع الإنتاج الأمريكي من النفط وتصدع القيادة السعودية، فإن الاعتماد المتبادل الذي يعود إلى الثلاثينيات من القرن الماضي، مع أول الاستثمارات الأمريكية في حقول النفط في المملكة، ما عاد هناك ما يربط البلدين، أمريكا والسعودية، كما في السابق.




ليست هناك تعليقات: