الأحد، 25 أغسطس 2013

إعــدام الشـعب وقـتل الحـــرية "شياطين الإنس"


إعدام الشعب وقتل الحرية
 من مجــرم الكيمــاوي إلى مجــرم حــرق الجـــثث
القــادم أشــد وأنكى


الموت الذي خيم على الغوطة في ريف دمشق يخيم على كل سوريا ويخيم في رابعة العدوية وفي ميدان النهضة في قلب القاهرة وفي طرابلس اللبنانية. الموت كالغيم في سمائنا ورائحة الدم تزكم الأنوف والقتلى يتساقطون مثل أوراق الورد تسقط بفعل الريح السموم والغازات والقنابل السامة.. يتساقط الأطفال في عمر الورد قتلا بغير دم وتتساقط أمهاتهم وهن يحتضن أطفالهن لحمايتهم من موت.. أردن أن يفتدين أطفالهن بالغالي والرخيص دون جدوى. 
 هل تستطيع السياسة أن تفسر الإجرام وكيف يتحول نظام حاكم إلى مجرم بامتياز؟ وهل تستطيع الأخلاق أن تفسر لماذا يتحول نظام حاكم إلى وحش يفتك بكل القيم الإنسانية؟ وهل تستطيع كل المعايير الإنسانية أن تفسر هذا الكم من البربرية والهمجية؟ هل يمكن النظر إلى بشار الأسد على أنه إنسان؟ هل يمكن اعتبار حسن نصر الله أنه جزء من البشر؟ هل يمكن وصف عبد الفتاح السيسي بأنه كائن ينتمي إلى أبناء آدم؟ كثيرة هي الأسئلة التي تنطلق من عقالها بفعل هذا الجنون الإجرامي المنفلت من عقاله، فهي تتساءل عن أحط ما في الإنسان من أخلاق وقيم، وأدنى ما فيه من إنسانية، والأكثر وحشية وهمجية. 
بشار الأسد يقتل أطفال الغوطة الشرقية والغربية في ريف دمشق بغاز السارين السام وعبد الفتاح السيسي يقتل المتظاهرين والمعتصمين بالرصاص والغازات السامة ويحرقهم في سيارة ترحيل ويحرق الجثث، فالاثنان ينهلان من نفس الوعاء الدموي ومن نفس العقلية الإجرامية التي تشربوا منها أخلاقياتهم الإرهابية. 
 لا نحتاج إلى السياسة والقوانين لكي نفسر ما يحدث من إجرام يفوق كل تصور في تاريخنا العربي.. فصور الأطفال الموتى وهم ممدون إلى جانب بعضهم البعض وكأنهم نيام لا تحتاج إلى تفسير أو تحليل، فهؤلاء الملائكة الصغار لم يقترفوا جرما ولم يحملوا سلاحا ولم يقاتلوا أحدا، فهل يحتاج موت هؤلاء الصغار إلى تفسير؟! وهل يحتاج موتهم إلى قرار من مجلس الأمن والأمم المتحدة ولجان التحقيق؟ هل يحتاج هؤلاء إلى كلام وقد فقدوا القدرة على الكلام، وفقدوا القدرة على أن ينادوا أمهاتهم "يا ماما" وسكنت أجسادهم وأرواحهم؟ لا حاجة لكل هذا فالكلام لا يجدي، ومجلس الأمن لا يجدي ولجان التحقيق لا تجدي والمؤتمرات لا تجدي، ففي حضرة الموت تخرس الألسنة وتغلق الأفواه وترتكس السياسة والساسة والقادة والحكام والزعماء والوزراء. 
 في حضرة حرق الجثث في رابعة العدوية تموت الإنسانية في مهدها.. لا يكتفي الجنرال السيسي وزبانيته وطغمته الحاكمة بالقتل بل.. قتل فحرق للجثث ثم أهانتها وإخفاؤها لكي تختفي كل أدلة الجريمة حتى لو نقلتها كل الكاميرات ومحطات التلفزيونات وبعد ذلك الإمعان في الإهانة بإجبار أهالي شهداء الجثث المحروقة على التوقيع أن ذويهم انتحروا.. ماتوا انتحارا ولم يقتلهم السيسي وزبانيته وطغمته العسكرية الفاسدة. من الإرهابي بشار الأسد إلى الإرهابي السيسي.. سلسلة متواصلة من الإجرام العابر للحدود وكان الموت والقتل يوحد أبناء الأمة العربية التي أبى حكامها أن يوحدوها على أي خير فساموها سوء العذاب. لم نعد تحتاج للسياسة ولا إلى السياسيين، ولم نعد نحتاج إلى الإعلام الكذاب المزور والمدلس والأفاق، وإلى إلى القتلة من وراء المكاتب الوثيرة ولا أصحاب الياقات السوداء الذين لطخوا حياتنا بالعار.. لم نعد نحتاج إلى هؤلاء، فقد قتلونا وأمعنوا في قتلنا.. سجنوا الأبرياء واعتقلوهم في الزنازين وشبحوهم على الأسلاك الشائكة وصلبوهم على أعمدة الموت وسفكوا دماءهم وشربوا الخمر في جماجم الأطفال.. هذا ما يفعله بشار وما يفعله السيسي وما يفعله كل قاتل أفاك أثيم في عالمنا العربي. يغالط هؤلاء القتلة أنفسهم ويغالطون التاريخ لأنهم يسيرون في الاتجاه المعاكس للتاريخ والإنسانية، ومهما حاولوا أن يوقفوا عجلة الحرية فلن يستطيعوا أن يوقفوها.. قد يعطلونها لبعض الوقت وقد يؤجلون التغيير قليلا لكنهم لن يوقفوا حركة التاريخ مهما كانت قدرتهم على الإجرام والقتل والإبادة. معظم السياسيين والإعلاميين في العالم العربي هم ورثة الاستعمار، وحملة لواء الغدر للأمة، لقد أذاقوا الأمة أصنافا من العذاب، ومارسوا عليها كل أصناف الإذلال والإهانة والقتل والإبادة والمجازر.. 150 ألف شهيد في سوريا و5000 شهيد في مصر خلال يومين ومليونا قتيل في العراق خلال عقد من الزمان، ومع هذا لم يرتو هؤلاء الحكام القتلة من دم أبناء الأمة ولا يزالون يمعنون في القتل. من مجرم الكيماوي بشار الأسد إلى مجرم حرق الجثث عبد الفتاح السيسي.. القادم أشد وأنكى، والنار التي أشعلتموها ستحرق الأخضر واليابس وستبدأ بكم ولن توفر جندكم.. فالموت الذي التهم فرعون لم يلتهمه وحده بل التهم رئيس وزرائه هامان وأركان حكمه وجنده ولم يبق على أحد منهم.. وهذه سنة الله في خلقه، فمهما حاولتم فلن تكونوا أبداً أقوى من فرعون وجنده.. فانتظروا مصيركم المحتوم.

"شياطين الإنس" في الإعلام المصري





●●●●▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ●●●ஜ۩۞۩ஜ●●● ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬●●●●




ليست هناك تعليقات: