الاثنين، 18 فبراير 2013

أنفاق غزة مسكونة (بالجن).إغراق أنفاق غزة لوقف تهريب السلاح فيديو


إغراق مصر لانفـــاق الحــدود 
يقضــي على تجارة تهريب مزدهرة في غزة
 الأنفاق مسكونة (بالجن)
تشعر وكأن أحدا يتحدث إليك وينادي عليك في الظلام.


تهدد الحملة التي تقوم بها مصر لاغلاق أنفاق التهريب التي تربط بين أراضيها وقطاع غزة بأن يفقد الاف الفلسطينيين في القطاع الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مورد رزقهم. 
فشبكة الانفاق بمثابة شريان حياة لغزة ومن خلالها يمر نحو 30 في المئة من كل البضائع التي تصل الى القطاع في تحايل على حصار مفروض عليه منذ أكثر من سبع سنوات. كما تهرب الاسلحة عبر هذه الانفاق ويعتقد ان عشرة الاف فلسطيني على الاقل يعملون في هذه التجارة. وقال ابو بلال الذي ذكر انه كان ينقل الاسمنت والحصى عبر الانفاق طوال الاربع سنوات الماضية ان مصر أغرقت عشرات من هذه الانفاق خلال الاسبوعين الماضيين. وأضاف انه كلما قام العمال بنزح المياه من الانفاق تقوم قوات الامن المصرية باغراقها من جديد. 
 واستطرد "أنا والعديد من زملائي متخوفون من فقدان وظائفنا ان استمروا فيما يقومون به.
" كان أبو بلال (30 عاما) يكسب من عمله 50 شيقلا (14 دولارا) في اليوم لكن بسبب الاغراق لم يعمل سوى يومين فقط خلال الأسبوعين الماضيين. 
 واستطرد "الخوف مزدوج: خايفين نموت واحنا بنشتغل في حال اغراق مفاجيء للنفق وخايفين أن نتضور جوعا ان فقدنا وظائفنا بسبب الحملة الامنية المصرية." واذا خسر ابو بلال عمله في الانفاق ففرصته في الحصول على عمل آخر في قطاع غزة محدودة للغاية. ويقول خبراء في الاقتصاد ان نسبة البطالة بالقطاع تجاوزت 30 في المئة. 
وبررت مصر حملتها بمخاوف أمنية قائلة ان بعض المسلحين الذين قتلوا 16 جنديا مصريا قرب السياج الحدودي لغزة في اغسطس اب دخلوا الاراضي المصرية من هذه الانفاق. وينفي الفلسطينيون هذا. 
 وفاجأت الخطوة المصرية حماس وأغضبتها وهي التي كانت تأمل في علاقات أفضل كثيرا مع القاهرة بعد وصول الرئيس محمد مرسي الى الرئاسة وهو أول رئيس اسلامي يتقلد المنصب. 
وينطوي العمل في الانفاق على مخاطر جمة. فقد لقي ستة فلسطينيين حتفهم في يناير كانون الثاني لدى انهيار نفق وهو ما رفع عدد قتلى الأنفاق الى 233 قتيلا منذ عام 2007 طبقا لارقام جماعات مدافعة عن حقوق الانسان في غزة من بينهم 20 قتلوا خلال غارات جوية اسرائيلية على شبكة الانفاق. 
يتذكر حسام حويلة ذلك اليوم الذي حدث منذ ثلاث سنوات حين تحول النفق الذي كان يحفره الى شرك للموت. فقد سمع العمال صوت انفجار قبل ان تتدفق مياه قذرة. قال حويلة الذي كان يهرب سلعا الى قطاع غزة "الاضواء انقطعت وأصبح النفق مظلما وباردا وله رائحة نتنة ومرعبا." هرول زملاؤه للخروج من النفق لكنه توقف ليطمئن على صديق كان في عمق النفق. 
قال "مشيت باتجاهه وأتذكر أنني قد لمست يده ولا أذكر أي شيء آخر. صحوت من الغيبوبة بعد خمسة أيام داخل المستشفى." وأضاف "صديقي مات." وتوقف عن العمل بالأنفاق بعد ذلك. تراجع عدد الانفاق الان الى نحو 1000 مقارنة بثلاثة امثال هذا العدد عام 2007 حين فرضت اسرائيل حصارا على القطاع عقب فوز حماس في انتخابات عام 2006 وسيطرتها على القطاع بعد اقتتال قصير مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. 
وتحت الضغط الدولي خففت اسرائيل من حصارها عام 2010 وتراجعت البضاعة المهربة عبر الانفاق مع زيادة حجم البضائع التي تصل الى القطاع عبر الطرق البرية العادية. على مسافة ليست بعيدة عن الحدود المصرية تتذكر علا خضر وهي ام لثمانية أطفال ذلك اليوم الذي ذهب فيه زوجها الشهر الماضي الى العمل في أحد الانفاق ولم يعد. 
لقد غمرته السيول وغرق. قالت علا وهي تجلس على حاشية موضوعة على أرض منزلها المكون من حجرتين "لم يكن في البيت شيء.. لا طعام ولا غاز للطبخ. وكان مجبرا للخروج للعمل رغم العاصفة.
" ويدفع أصحاب الانفاق ما بين عشرة الاف دولار و12 الف دولار لاسرة العامل الذي يلقى حتفه أثناء العمل. وحددت هذا التعويض وكالة حكومية تابعة لحماس تشرف على العمل عند الحدود. وفي مسعى لحماية العمال من انهيارات الانفاق بدأ عدد من أصحابها في اقامة ممرات مبنية من الاسمنت لكن لم يتضح ما اذا كانت هذه التحصينات ستتحمل القصف الاسرائيلي. وقال عايش سرور (21 عاما) الذي فقد أخاه في انهيار أحد الانفاق عام 2010 وبعدها قرر الا يعمل في هذا المجال "الأنفاق مسكونة (بالجن). تشعر وكأن أحدا يتحدث إليك وينادي عليك في الظلام."




ليست هناك تعليقات: