(ثُوَّار ما بعد الثورة)!؟.
الرَّاقِصُوُنَ عَلَىَ جِرَاحِ الثَّوْرَةِ
الرَّاقِصُوُنَ عَلَىَ جِرَاحِ الثَّوْرَةِ
تعبير رائع وموحٍ؛ قرأته فى بعض الصحف يصف نوعية من الشخصيات السياسية والإعلامية والفكرية بل والقضائية؛ التى ابتلينا بها وقد أفرزتها مرحلة تداعيات ما بعد ثورتنا؛ وهم يشكلون ما يمكن أن نسميه (ظاهرة سارقى الفرح)!؟.
والغريب أن أبرز السمات المشتركة التى جمعت هذا الخليط؛ هى ظاهرة الجلبة أو الصراخ، حب الظهور، والولع بالسلطة، وعشق الوهج الإعلامي، والتنقل الممنهج والمستمر على الفضائيات، والتفنن فى كشف عورات الآخر، ورفض قرارات الآخر، وأطروحات الآخر، وتوجهات الآخر، ومبادرات الآخر، وتاريخ الآخر، وإنجازات الآخر؛ خاصة إذا كانت خلفياته إسلامية!؟.
أو سياسة (أنا لك بالمرصاد)!؟. تاريخك ... يا ... يا الميدان!؟:
ولعل أخطر سمة تميزهم؛ وتلك التى تخيفنا؛ هى تلك العملية الممنهجة لتشويه تاريخ الثورة وثوارها، ولكل ما هو جميل فى ثورتنا.
وهى المحنة القاسية التى يعيشها رفقاء التحرير؛ خاصة الإسلاميين الآن؛ خاصة مَن صنع وشارك وحمى ثورتنا!.
لتحدث أقسى وأسرع عملية تزوير للتاريخ ففى خلال عامين فقط من عمر الثورة تحول الثائر إلى خائن، والمخلص إلى عميل!؟.
بل والأدهى من ذلك أن يتحول الخائن إلى ثائر يقود المظاهرات التى تطالب باستكمال أهداف الثورة التى ما قامت إلا ضده وضد النظام الذى اقتات على موائده، ويتحول العميل إلى رمز ثورى مخلص تسانده آلة إعلامية فاجرة بضجيج يصم آذان الجماهير ليل نهار!.
وتحول الميدان العظيم بسماته ومكوناته وشخوصه وأخلاقياته التى أبهرت العالم إلى النقيض؛ ليغدو مرتعاً للبلطجة وكل ما هو منافٍ للعرف وللثورة وللأخلاق بل وللرجولة وللعقلانية!؟.
وكأننا بالميدان المسكين يشكو حاله ويستدعى رفقاء زمنه الجميل!؟.
وكأننا كذلك بالتاريخ يشكو الميدان!؟.
الراقصون على جراح كعب!؟:
فكم هو قاسٍ على النفس أن تتعرض لمحنة!؟.
ولكن الأقسى هو أن يمارس البعض بجهل أو بتجاهل متعمد تشويه إنجازك العظيم بصمودك ونجاحك فى اختبار محنتك!؟.
فهو ألم فوق الألم، أو أرزاء فوق الأرزاء؛ كما قال الشاعر:
رمانى القومُ بالأرزاءِ حتــى ... فؤادى فى غشاءٍ من نبـــــالِ فصرتُ إذا أصابتنى سهــامٌ ... تكسرت النصالُ على النصـــالِ
وهى اللمسة التربوية الرائعة فى تجربة كعب رضى الله عنه، وشموخه أمام كل من رقص على جراح محنته!؟.
وكل من فهمه خطأ!؟. وكل من حاول طمس جمال تجربته الرائدة فى الصدق مع النفس قبل الصدق مع الآخرين!؟.
وكل من ظل حتى الآن يقرأ تجربته ويقصها؛ بل ويدرسها لتلاميذه ومحبيه؛ ثم ينسى ما يؤلم كعب رضى الله عنه!؟.
أيها الراقصون على جراح هذا الرقيق الشفوق والشاعر الجميل؛ استمعوا لهذا التصحيح والتنويه الخطير: "قال كعب وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله فيه فبذلك قال الله: وعلى الثلاثة الذين خلفوا".!؟.
وليس الذى ذكر الله مما خلفنا عن الغزو إنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه!؟". [البخاري]
هكذا يضع كعب رضى الله عنه أيدينا على المعنى الغائب لتخلفهم؛ إنه يعلن ويصرح ويناشد كل المتابعين لتجربته؛ إن التخلف ليس هو التخلف عن الغزو مع الحبيب صلى الله عليك وسلم!؟.
ولكن الصحيح والتوثيق فى التخلف هنا؛ هو تخليفهم أى تأجيل وإرجاء البت فى أمرهم حتى يقضى الله عز وجل فى أقوالهم، وليختبر صدقهم، وليمحص هؤلاء القدوة!؟.
فحتى متى نرتكب هذه الأخطاء البالغة فى حق الرقيق كعب وصحبه رضى الله عنهم، وفى حق تجاربنا، وفى حق تاريخنا، وفى حق قدواتنا، وفى حق مَن فجر وشارك وحمى ثورتنا؟!.
فن صناعة الجلبة!؟: أما الجلبة الإعلامية لهؤلاء الثوار الجدد؛ فتذكرنا بما جاء فى إحدى قصص (كليلة ودمنة) أن (دبشليم) الملك سأل (بيدبا) الفيلسوف الحكيم عن فن صناعة الجلبة.
فقال الحكيم: ذات يوم سمع الأسد جلبة عظيمة فى الغابة؛ فأرسل ثعلباً إلى مصدر الصوت؛ فتوجه الثعلب نحوه؛ فلما أتاه وجده ضخــماً, ووجد شجرة عظيمة معلق عليها طبلة عظيمة؛ وكلما هبت الريح على أغصان تلك الشجرة حرَكتها, فضربت الطبل, فسُمع له صوتٌ عظيم باهر؛ فعالجه حتى شقه، واستغرب أنه أجوف لا شيء فيه. فعاد لملك الغابة يخبره؛ فابتسم وقال له: هكذا الأجوف هو الأعلى صوتاً، وأن أفشل الأشياء أجهرها صوتاً، وأعظمها جثة. وهى الحقيقة التى تفضح طبيعة وسياسة هؤلاء الراقصين الآن على جراحنا وعلى جراح ثورتنا، وعلى جراح تاريخنا، وعلى دقات طبول الجلبة الإعلامية الماكرة!؟.
والغريب أن أبرز السمات المشتركة التى جمعت هذا الخليط؛ هى ظاهرة الجلبة أو الصراخ، حب الظهور، والولع بالسلطة، وعشق الوهج الإعلامي، والتنقل الممنهج والمستمر على الفضائيات، والتفنن فى كشف عورات الآخر، ورفض قرارات الآخر، وأطروحات الآخر، وتوجهات الآخر، ومبادرات الآخر، وتاريخ الآخر، وإنجازات الآخر؛ خاصة إذا كانت خلفياته إسلامية!؟.
أو سياسة (أنا لك بالمرصاد)!؟. تاريخك ... يا ... يا الميدان!؟:
ولعل أخطر سمة تميزهم؛ وتلك التى تخيفنا؛ هى تلك العملية الممنهجة لتشويه تاريخ الثورة وثوارها، ولكل ما هو جميل فى ثورتنا.
وهى المحنة القاسية التى يعيشها رفقاء التحرير؛ خاصة الإسلاميين الآن؛ خاصة مَن صنع وشارك وحمى ثورتنا!.
لتحدث أقسى وأسرع عملية تزوير للتاريخ ففى خلال عامين فقط من عمر الثورة تحول الثائر إلى خائن، والمخلص إلى عميل!؟.
بل والأدهى من ذلك أن يتحول الخائن إلى ثائر يقود المظاهرات التى تطالب باستكمال أهداف الثورة التى ما قامت إلا ضده وضد النظام الذى اقتات على موائده، ويتحول العميل إلى رمز ثورى مخلص تسانده آلة إعلامية فاجرة بضجيج يصم آذان الجماهير ليل نهار!.
وتحول الميدان العظيم بسماته ومكوناته وشخوصه وأخلاقياته التى أبهرت العالم إلى النقيض؛ ليغدو مرتعاً للبلطجة وكل ما هو منافٍ للعرف وللثورة وللأخلاق بل وللرجولة وللعقلانية!؟.
وكأننا بالميدان المسكين يشكو حاله ويستدعى رفقاء زمنه الجميل!؟.
وكأننا كذلك بالتاريخ يشكو الميدان!؟.
الراقصون على جراح كعب!؟:
فكم هو قاسٍ على النفس أن تتعرض لمحنة!؟.
ولكن الأقسى هو أن يمارس البعض بجهل أو بتجاهل متعمد تشويه إنجازك العظيم بصمودك ونجاحك فى اختبار محنتك!؟.
فهو ألم فوق الألم، أو أرزاء فوق الأرزاء؛ كما قال الشاعر:
رمانى القومُ بالأرزاءِ حتــى ... فؤادى فى غشاءٍ من نبـــــالِ فصرتُ إذا أصابتنى سهــامٌ ... تكسرت النصالُ على النصـــالِ
وهى اللمسة التربوية الرائعة فى تجربة كعب رضى الله عنه، وشموخه أمام كل من رقص على جراح محنته!؟.
وكل من فهمه خطأ!؟. وكل من حاول طمس جمال تجربته الرائدة فى الصدق مع النفس قبل الصدق مع الآخرين!؟.
وكل من ظل حتى الآن يقرأ تجربته ويقصها؛ بل ويدرسها لتلاميذه ومحبيه؛ ثم ينسى ما يؤلم كعب رضى الله عنه!؟.
أيها الراقصون على جراح هذا الرقيق الشفوق والشاعر الجميل؛ استمعوا لهذا التصحيح والتنويه الخطير: "قال كعب وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله فيه فبذلك قال الله: وعلى الثلاثة الذين خلفوا".!؟.
وليس الذى ذكر الله مما خلفنا عن الغزو إنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه!؟". [البخاري]
هكذا يضع كعب رضى الله عنه أيدينا على المعنى الغائب لتخلفهم؛ إنه يعلن ويصرح ويناشد كل المتابعين لتجربته؛ إن التخلف ليس هو التخلف عن الغزو مع الحبيب صلى الله عليك وسلم!؟.
ولكن الصحيح والتوثيق فى التخلف هنا؛ هو تخليفهم أى تأجيل وإرجاء البت فى أمرهم حتى يقضى الله عز وجل فى أقوالهم، وليختبر صدقهم، وليمحص هؤلاء القدوة!؟.
فحتى متى نرتكب هذه الأخطاء البالغة فى حق الرقيق كعب وصحبه رضى الله عنهم، وفى حق تجاربنا، وفى حق تاريخنا، وفى حق قدواتنا، وفى حق مَن فجر وشارك وحمى ثورتنا؟!.
فن صناعة الجلبة!؟: أما الجلبة الإعلامية لهؤلاء الثوار الجدد؛ فتذكرنا بما جاء فى إحدى قصص (كليلة ودمنة) أن (دبشليم) الملك سأل (بيدبا) الفيلسوف الحكيم عن فن صناعة الجلبة.
فقال الحكيم: ذات يوم سمع الأسد جلبة عظيمة فى الغابة؛ فأرسل ثعلباً إلى مصدر الصوت؛ فتوجه الثعلب نحوه؛ فلما أتاه وجده ضخــماً, ووجد شجرة عظيمة معلق عليها طبلة عظيمة؛ وكلما هبت الريح على أغصان تلك الشجرة حرَكتها, فضربت الطبل, فسُمع له صوتٌ عظيم باهر؛ فعالجه حتى شقه، واستغرب أنه أجوف لا شيء فيه. فعاد لملك الغابة يخبره؛ فابتسم وقال له: هكذا الأجوف هو الأعلى صوتاً، وأن أفشل الأشياء أجهرها صوتاً، وأعظمها جثة. وهى الحقيقة التى تفضح طبيعة وسياسة هؤلاء الراقصين الآن على جراحنا وعلى جراح ثورتنا، وعلى جراح تاريخنا، وعلى دقات طبول الجلبة الإعلامية الماكرة!؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
..للقراء كامل الحرية فى التعبير عن آرائهم عن طريق التعليقات..
.. ولكن يمنع استخدام ألفاظ مسيئة أو السباب أو التعرض لحريات الآخرين.