إخوان عصر مبارك
.. رحـلة الإخــوان المقدســـة ..
من البيت للجامع ومن الجامع لـ"أمن الدولة"
حقيق الدولة الإسلامية فى دولة عربية والتكاتف فى سبيل تحقيق ذلك الهدف
■ مصطفى مشهور يؤكد: التنظيم العالمى يعطى حركة الإخوان بعداً يمكّنها من الانتشار والنضوج تحت قيادة توحد التوجهات وأساليب التربية ويوفر «للأقطار» الفرصة الأكبر للتمكين .
■ مصطفى مشهور يؤكد: التنظيم العالمى يعطى حركة الإخوان بعداً يمكّنها من الانتشار والنضوج تحت قيادة توحد التوجهات وأساليب التربية ويوفر «للأقطار» الفرصة الأكبر للتمكين .
■ أهداف التنظيم الدولى: تحقيق حكم الإسلام.. وتكثيف الجهود مجتمعة للعمل على ذلك.. ومساعدة حركات الجهاد الإسلامى فى أى بلد مسلم والوقوف مع المجاهدين ومدهم بما يحتاجونه من المال والخبرة والرجال.
لم تزل جماعة الإخوان المسلمين تمارس عمليات الخداع المنظم تجاه الشعب المصرى، مؤكدة المرة تلو المرة عدم وجود تنظيم دولى للجماعة، والحقيقة أن وجهة النظر تلك كانت سائدة فى جميع الأوساط حتى عام 1991.. عندما كشفت قضية سلسبيل الشهيرة عن وجود تنظيم عالمى للإخوان.
كانت المفاجأة كبيرة عندما عُثر فى منزل خيرت الشاطر بجانب أوراق خطة التمكين المكتوبة بخط يده، على تقرير شامل يحمل توقيع نائب المرشد العام آنذاك الشيخ مصطفى مشهور الشهير بأبى هانى، يوضح التقرير أن مشهور تقدم فى يناير من عام 1989 باقتراح إلى مجلس الشورى العام للجماعة بإعداد تقويم لعمل الجماعة خلال المرحلة الماضية من عمر التنظيم العالمى.. ووضع أسس جديدة للعمل تقوم على أساس الاستفادة مما مر بالجماعة من خبرات لتلافى السلبيات والمعوقات.
ويضيف التقرير الذى جاء فى ست عشرة صفحة من القطع المتوسط.. أن مشهور كان قد طلب من كل الأقطار القيام بإعداد دراسة تتناول النقاط التى شملها الاقتراح، حيث تم تشكيل لجنة من عدد من أعضاء مكتب الإرشاد الدولى وآخرين لدراسة ما يتجمع لديه من هذه الدراسات.. والخروج بدراسة كاملة تقويمية لعمل الجماعة ووضع المقترحات والحلول المستقبلية موضع التنفيذ، إلا أن الظروف حالت دون وضع التقرير فى موعده حتى جاءت حرب الخليج الأولى على خلفية احتلال العراق للكويت، وما أظهرته تلك الأزمة من ضرورة المراجعة السريعة والجادة لأداء الجماعة (وفق نص التقرير): «فقد رأى المكتب أن يتم عقد جلسة استماع خاصة يدعى إليها بعض الإخوة من بعض الأقطار للاستماع إلى ما لديهم من دراسات واقتراحات حول هذا الموضوع وتحدد للجلسة يوم 2/9/1991».
ويذكر التقرير أن الجلسة عقدت فى العاصمة التركية «اسطنبول» بمشاركة ثلاثة عشر عضوا بالجماعة.. اضافة إلى أعضاء مكتب الإرشاد العالمى.
ويؤكد التقرير أن الورقة تناولت الدراسات المقدمة والمناقشات
ضمن خمس نقاط شملت كل نواحى عمل الجماعة وهي:
فكرة التنظيم العالمى.
2- أهدافه.
3- وسائله.
4- سلبيات العمل (خلال الفترة الماضية).
5- الاقتراحات والتوصيات.
2- أهدافه.
3- وسائله.
4- سلبيات العمل (خلال الفترة الماضية).
5- الاقتراحات والتوصيات.
فكرة التنظيم العالمى:
وتحت هذا العنوان الفرعى كتب الشيخ مصطفى مشهور يقول: «لا جدال فى أن قيام التنظيم العالمى ضرورة شرعية وحركية، فالعالم الآن (كما أشارت إحدى الدراسات) يدار عن طريق مشروعين.. أحدهما صهيونى والآخر صليبى.. وان تداخلت خطوطهما فى بعض الأحيان وتطابقت مصالحهما فى أكثرها.. وليس من المعقول ولا من المقبول شرعا وعقلا أن تترك المشاريع الإسلامية لتدار بأساليب إقليمية أو قطرية، فهى إن توافرت لها عناصر النجاح على هذه المستويات فستكون اشبه بمجموعة من الجزر لا تربط بينها روابط وسرعان ما تكتسحها التيارات العاتية التى تتسع حركتها وتتضافر عوامل النجاح لها بتضافر عوالم القوة العالمية لها تخطيطا وتنفيذاَ».
ووفقا لتلك الرؤية الواضحة والحاسمة، التى ما زال الإخوان يراوغون فيها، أكد مشهور فى تقريره «أن الحاجة إلى وجود التنظيم العالمى تفرضه الأسباب التالية:
استجابة لأمر الله تعالى بأن هذه الأمة أمة واحدة: «وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون».
أن التنظيم العالمى بعد سعة الانتشار فى جميع أقطار الأرض تقريبا يعد تعبيرا عن عالمية الدعوة الإسلامية ووحدة المسلمين.. ويعطى حركة الاخوان بعدا يمكنها من الانتشار والنضوج تحت قيادة توحد التوجهات وأساليب التربية، على نحو لا تستطيعه فى ظل القطرية والتجزئة.
يوفر التنظيم العالمى للأقطار من خلال التضامن والتكافل والتنسيق الفرصة الأكبر للتمكين.
أن التنظيم العالمى يعطى القيادات القطرية فرصة رائعة فى التعاون والتنسيق للوصول بالحركات الإخوانية فى مختلف الأقطار إلى حالة من التأثير لا تستطيعها منفردة.
أن هدف الحركة الإخوانية فى التمكين لدين الله.. وتكوين المجتمع الإسلامى الفاضل يصعب تحقيقه إلا فى وجود التنظيم العالمى الموحد للإخوان، وذلك لحشد الطاقات والتنسيق بين المؤسسات والتعاون الفعال بين القيادات فى ميلاد الدولة الإسلامية وتثبيتها حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
أن التنظيم العالمى يمكّن القيادة الإخوانية من الاطلاع على الساحة العالمية ورصد القوى والمؤثرات والتعرف على المشكلات والعقبات وهذه مقدمة ضرورية للوصول نحو الأهداف.
أن التنظيم العالمى يوفر الجهود وينسق الطاقات وينقل التجارب ويواسى فى الضراء ويعطى المسلم شعورا بالاعتزاز من خلال الانتساب إلى حركة تمتد فى كل الأرض وأثرها واضح فى كل ميدان.
وقد جاءت لائحة التنظيم العالمى والمعتمدة بتاريخ 9 شوال 1402 الموافق 29/7/1982 شاملة فى مقدمتها.. وفى بابها الثانى المعنون (الأهداف والوسائل) كل هذه المبررات تقريبا التى أصبحت تشكل قناعة لدى كل أفراد الإخوان.
ثانياً: الأهداف:
يؤكد التقرير أن الاتفاق على أهداف التنظيم العالمى يصل إلى حد الإجماع بين جميع الإخوان فى جميع الاقطار، وهى لا تخرج عما رسمه الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة وهي:
>
تحرير الوطن الإسلامى من الاستعمار.
إقامة دولة الاسلام على كل بقعة من أرض الاسلام.
3- توحيد هذه الكيانات الإسلامية وإعادة دولة الخلافة الاسلامية.
4- العودة إلى القيام بدور الأستاذية فى العالم.
ويؤكد التقرير وجود عدة ملاحظات توافرت لدى الأمانة العامة للتقرير حول الأهداف تتلخص فى ما يلي:
1- اقتراح بإعادة صياغة الأهداف بحيث تنقسم إلى قسمين، عام وخاص، الأمر الذى يمكن معه صياغة الوسائل وفقا لهذا التقسيم.
2- إعادة صياغة الأهداف بحيث تكون كالتالي:
■ تحقيق حكم الإسلام فى دولة من الدول العربية أو الإسلامية وتكثيف الجهود مجتمعة للعمل على ذلك.
■ مساعدة الحركات النامية فى الأقطار المختلفة ومدها بالخبرات والتجارب والمساعدات لتستوى قوية.
■ الوقوف مع أى جماعة ممتحنة فى أى قطر من الأقطار إعلاميا وماديا ومعنويا.
■ التأثير فى التيارات الفكرية العالمية المتلاطمة وطرح الإسلام كحل وحيد لمشكلات الإنسان فى الكون.
■ مساعدة حركات الجهاد الإسلامى فى اى بلد مسلم والوقوف مع المجاهدين ومدهم بما يحتاجونه من المال والخبرة والرجال.
■ إبراز الرأى الإسلامى الموحد فى القضايا السياسية والفكرية المختلفة فى الوقت المناسب والمكان المناسب.
■ حل الخلافات والمنازعات وتحديد الجهة الشرعية عند الاختلاف فى داخل الصف فى الأقطار المختلفة.
ويسرد التقرير:«أن الإخوة الذين تقدموا بهذه الصياغة المقترحة يرون أن الهدف الأول (تحقيق الدولة الإسلامية فى دولة عربية والتكاتف فى سبيل تحقيق ذلك الهدف) قد حصلت فيه محاولات لم تكن مدروسة كما ينبغى.. فلم تنجح وهكذا شاء الله سبحانه وتعالى، وأما الأهداف الاخرى فقد تحقق منها الكثير إلا ما يراد من عمل جاد قوى وشامل وموحد فى موضوع القضية الفلسطينية.
ثالثا: الوسائل:
ويذكر التقرير أن الجلسة عقدت فى العاصمة التركية «اسطنبول» بمشاركة ثلاثة عشر عضوا بالجماعة.. اضافة إلى أعضاء مكتب الإرشاد العالمى.
ويؤكد التقرير أن الورقة تناولت الدراسات المقدمة والمناقشات ضمن خمس نقاط شملت كل نواحى عمل الجماعة وهي
1- فكرة التنظيم العالمى
2- أهدافه.
3- وسائله.
4- سلبيات العمل (خلال الفترة الماضية).
5- الاقتراحات والتوصيات.
وتحت هذا العنوان الفرعى كتب الشيخ مصطفى مشهور يقول: «لا جدال فى أن قيام التنظيم العالمى ضرورة شرعية وحركية، فالعالم الآن (كما أشارت إحدى الدراسات) يدار عن طريق مشروعين.. أحدهما صهيونى والآخر صليبى.. وان تداخلت خطوطهما فى بعض الأحيان وتطابقت مصالحهما فى أكثرها.. وليس من المعقول ولا من المقبول شرعا وعقلا أن تترك المشاريع الإسلامية لتدار بأساليب إقليمية أو قطرية، فهى إن توافرت لها عناصر النجاح على هذه المستويات فستكون اشبه بمجموعة من الجزر لا تربط بينها روابط وسرعان ما تكتسحها التيارات العاتية التى تتسع حركتها وتتضافر عوامل النجاح لها بتضافر عوالم القوة العالمية لها تخطيطا وتنفيذاَ».
ووفقا لتلك الرؤية الواضحة والحاسمة، التى ما زال الإخوان يراوغون فيها.
أكد مشهور فى تقريره «أن الحاجة إلى وجود التنظيم العالمى تفرضه الأسباب التالية:
1- استجابة لأمر الله تعالى بأن هذه الأمة أمة واحدة: «وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون».
1- استجابة لأمر الله تعالى بأن هذه الأمة أمة واحدة: «وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون».
2- أن التنظيم العالمى بعد سعة الانتشار فى جميع أقطار الأرض تقريبا يعد تعبيرا عن عالمية الدعوة الإسلامية ووحدة المسلمين.. ويعطى حركة الاخوان بعدا يمكنها من الانتشار والنضوج تحت قيادة توحد التوجهات وأساليب التربية، على نحو لا تستطيعه فى ظل القطرية والتجزئة.
3- يوفر التنظيم العالمى للأقطار من خلال التضامن والتكافل والتنسيق الفرصة الأكبر للتمكين.
4- أن التنظيم العالمى يعطى القيادات القطرية فرصة رائعة فى التعاون والتنسيق للوصول بالحركات الإخوانية فى مختلف الأقطار إلى حالة من التأثير لا تستطيعها منفردة.
5- أن هدف الحركة الإخوانية فى التمكين لدين الله.. وتكوين المجتمع الإسلامى الفاضل يصعب تحقيقه إلا فى وجود التنظيم العالمى الموحد للإخوان، وذلك لحشد الطاقات والتنسيق بين المؤسسات والتعاون الفعال بين القيادات فى ميلاد الدولة الإسلامية وتثبيتها حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
6- أن التنظيم العالمى يمكّن القيادة الإخوانية من الاطلاع على الساحة العالمية ورصد القوى والمؤثرات والتعرف على المشكلات والعقبات وهذه مقدمة ضرورية للوصول نحو الأهداف.
7- أن التنظيم العالمى يوفر الجهود وينسق الطاقات وينقل التجارب ويواسى فى الضراء ويعطى المسلم شعورا بالاعتزاز من خلال الانتساب إلى حركة تمتد فى كل الأرض وأثرها واضح فى كل ميدان.
8- وقد جاءت لائحة التنظيم العالمى والمعتمدة بتاريخ 9 شوال 1402 الموافق 29/7/1982 شاملة فى مقدمتها.. وفى بابها الثانى المعنون (الأهداف والوسائل) كل هذه المبررات تقريبا التى أصبحت تشكل قناعة لدى كل أفراد الإخوان.
يؤكد التقرير أن الاتفاق على أهداف التنظيم العالمى يصل إلى حد الإجماع بين جميع الإخوان فى جميع الاقطار.....
وهى لا تخرج عما رسمه الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة وهي:
وهى لا تخرج عما رسمه الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة وهي:
1- تحرير الوطن الإسلامى من الاستعمار.
2- إقامة دولة الاسلام على كل بقعة من أرض الاسلام.
3- توحيد هذه الكيانات الإسلامية وإعادة دولة الخلافة الاسلامية.
4- العودة إلى القيام بدور الأستاذية فى العالم.
ويؤكد التقرير وجود عدة ملاحظات توافرت لدى الأمانة العامة للتقرير حول الأهداف تتلخص فى ما يلي:
1- اقتراح بإعادة صياغة الأهداف بحيث تنقسم إلى قسمين، عام وخاص، الأمر الذى يمكن معه صياغة الوسائل وفقا لهذا التقسيم.
2- إعادة صياغة الأهداف بحيث تكون كالتالي:
■ تحقيق حكم الإسلام فى دولة من الدول العربية أو الإسلامية وتكثيف الجهود مجتمعة للعمل على ذلك.
■ مساعدة الحركات النامية فى الأقطار المختلفة ومدها بالخبرات والتجارب والمساعدات لتستوى قوية.
■ الوقوف مع أى جماعة ممتحنة فى أى قطر من الأقطار إعلاميا وماديا ومعنويا.
■ التأثير فى التيارات الفكرية العالمية المتلاطمة وطرح الإسلام كحل وحيد لمشكلات الإنسان فى الكون.
■ مساعدة حركات الجهاد الإسلامى فى اى بلد مسلم والوقوف مع المجاهدين ومدهم بما يحتاجونه من المال والخبرة والرجال.
■ إبراز الرأى الإسلامى الموحد فى القضايا السياسية والفكرية المختلفة فى الوقت المناسب والمكان المناسب.
■ حل الخلافات والمنازعات وتحديد الجهة الشرعية عند الاختلاف فى داخل الصف فى الأقطار المختلفة.
ويسرد التقرير:«أن الإخوة الذين تقدموا بهذه الصياغة المقترحة يرون أن الهدف الأول (تحقيق الدولة الإسلامية فى دولة عربية والتكاتف فى سبيل تحقيق ذلك الهدف) قد حصلت فيه محاولات لم تكن مدروسة كما ينبغى.. فلم تنجح وهكذا شاء الله سبحانه وتعالى، وأما الأهداف الاخرى فقد تحقق منها الكثير إلا ما يراد من عمل جاد قوى وشامل وموحد فى موضوع القضية الفلسطينية.
ويذكر التقرير تحت هذا العنوان أن لائحة التنظيم العالمى قد نصت فى مادتها الثالثة على اتخاذ الوسائل التالية فى تحقيق الأهداف.
مادة (3): يعتمد الإخوان المسلمون فى تحقق هذه الأغراض على الوسائل الآتية، وعلى كل وسيلة أخرى مشروعة:
الدعوة: بطريق النشر والإذاعة المختلفة من الرسائل والنشرات والصحف والمجلات والكتب والمطبوعات، وتجهيز الوفود والبعثات فى الداخل والخارج.
ب- التربية: لتطبيع أعضاء الجماعة على هذه المبادئ وتعكس معنى التدين قولا وعملا فى أنفسهم أفرادا وبيوتا وتربيتهم تربية صالحة عقيديا وفق الكتاب والسنة، وعقليا بالعلم وروحيا بالعبادة وخلقياً بالفضيلة، وبدنيا بالرياضة، وتثبيت معنى الإخوة الصادقة والتكامل التام والتعاون الحقيقى بينهم حتى يتكون رأى عام إسلامى محدد، وينشأ جيل جديد يفهم الاسلام فهما صحيحا ويعمل بأحكامه ويوجه النهضة إليه.
ج- التوجيه: بوضع المناهج الصالحة فى كل شئون المجتمع من التربية والتعليم والتشريع والقضاء والادارة والجندية والاقتصاد والصحة والحكم، والتقدم بها إلى الجهات المختصة والوصول بها إلى الهيئات السياسية والتشريعية والتنفيذية والدولية لتخرج من دور التفكير النظرى إلى دور التنفيذ العملى، والعمل بجد على تنقية وسائل الإعلام مما فيها من شرور وسيئات والاسترشاد بالتوجيه الإسلامى فى ذلك كله.
د- العمل: بإنشاء مؤسسات تربوية واجتماعية واقتصادية وعلمية، وتأسيس المساجد والمدارس والمستوصفات والملاجئ والنوادى، وتأليف اللجان لتنظيم الزكاة والصدقات وأعمال البر والإصلاح بين الأفراد والأسر، ومقاومة الآفات الاجتماعية والعادات الضارة والمخدرات والمسكرات والمغامرة، وإرشاد الشباب إلى طريق الاستقامة وشغل الوقت بما يفيد وينفع ويستعان على ذلك بإنشاء أقسام مستقلة طبقاً للوائح خاصة.
ه- إعداد الأمة إعدادا جهادياً لتقف فى جبهة واحدة فى وجه الغزاة والمستعلين من أعداء الله تمهيداً لإقامة الدولة الإسلامية الرائدة.
انتقاد: وفى انتقاد واضح لتلك الأساليب السابقة، يؤكد التقرير أن الوسائل يجب أن تكون مصاغة طبقاً للأهداف لأنها توظف لتحقيقها، ويفضل فى هذا الإطار، أن يحدد الهدف والوسائل المتبعة لتحقيقه كل على حدة.. أو يشار إلى الهدف عند ذكر وسائل تحقيقه ليسهل مراجعتها وتقويمها.
والمهم أن تكون الوسائل فى قدرة الجماعة بظروفها وإمكانياتها المختلفة للأخذ بها وتنفيذها ولهذا يجب أن يراعى فيها التدرج فى الخطوات ومراعاة الواقع والمقدرة التنفيذية.
ويرصد التقرير عدداً من التعديلات التى وضعتها فروع التنظيم العالمى فى الأقطار المختلفة على هذه الوسائل المذكورة فى اللائحة، وذلك لتناسب تحقيق الأهداف المرجوة كالتالي:
1-الدعوة: ويؤكد التقرير أن «كل الوسائل التى ذكرت جيدة ويمكن أن يزاد عليها ويتوسع فيها، وهى صالحة لنشر الدعوة إذا نفذت بتخطيط دقيق يحقق المطلوب ويتلاشى السلبيات، فمثلاً:
أ- حتى الآن يفتقر التنظيم العالمى إلى صحيفة أو مجلة قادرة على ملء الفراغ والإجابة عما يدور فى أذهان الإخوان قبل غيرهم من أسئلة واستفسارات حول جميع الأمور على الساحة الإسلامية والعالمية، وعلى نشر فهم الإخوان للإسلام وتصحيح المفاهيم ورد الشبهات وتجلية معنى شعار (الإسلام هو الحل) أى إبراز قدرة الإسلام على حل مشاكل الشعوب والمجتمعات وإسعاد الناس، والمساهمة فى توحيد النظر والتوجه فى القضايا سياسية كانت أو شرعية أو غيرها، والمساهمة فى تغيير العرف العام للناس.. إضافة الى حاجة الإخوان أنفسهم إلى دوريات متجددة تؤصل الفكر وتزكى الشعور العام.
أ- حتى الآن يفتقر التنظيم العالمى إلى صحيفة أو مجلة قادرة على ملء الفراغ والإجابة عما يدور فى أذهان الإخوان قبل غيرهم من أسئلة واستفسارات حول جميع الأمور على الساحة الإسلامية والعالمية، وعلى نشر فهم الإخوان للإسلام وتصحيح المفاهيم ورد الشبهات وتجلية معنى شعار (الإسلام هو الحل) أى إبراز قدرة الإسلام على حل مشاكل الشعوب والمجتمعات وإسعاد الناس، والمساهمة فى توحيد النظر والتوجه فى القضايا سياسية كانت أو شرعية أو غيرها، والمساهمة فى تغيير العرف العام للناس.. إضافة الى حاجة الإخوان أنفسهم إلى دوريات متجددة تؤصل الفكر وتزكى الشعور العام.
ب- بخصوص تجهيز الوفود والبعثات فى الداخل والخارج فإن المتتبع لمحاضرات الإخوان أو من يقدمهم الإخوان فى المؤتمرات واللقاءات والندوات يجد أحيانا تفاوتا وتبانيا فى الرأى فى المسألة الواحدة سواء كانت سياسية أو حركية أو تنظيمية أو شرعية، وقد يكون ذلك سائغاً اذا كان هذا الاختلاف بين مجموعة خاصة تناقش أمرا تريد أن تصل فيه إلى رأى أو أفضل الآراء أو الى رأى جماعى، ولكن حين يكون ذلك مع جمهور الناس مختلفى الثقافة والتحصيل العلمى.. فإن ذلك يحدث بلبلة وحيرة وأحياناً بين الإخوان أنفسهم فما بالنا بعامة الناس ولا نكون بذلك قد نشرنا دعوة فإن نشر الدعوة يكون بالبيان المبين وليس بالبيان المحير والمشتت.. وحتى بعض الذين نرجو انضمامهم إلى الصف فيزيد بهم قوة ويزدادوا به عزة يحجم بعد هذه البلبلة عن الانضمام للصف.
ج- كان يمكن لجهاز نشر الدعوة لو كتبت له الحياة وباشر عمله حسب اللائحة التى وضعت له أن يجنبنا كثيراً من المفارقات العجيبة التى نشاهدها ونسمع عنها فى المؤتمرات والمخيمات والدورات سواء فى الغرب أو فى الشرق ولأتت الزيارات التى يبذل فيها الجهد والمال والوقت بثمار طيبة».
2-التربية: ويكشف التقرير عن أن العمل التربوى، وبعد كل تلك السنوات من عمر التنظيم، لا يمتلك خطة واضحة ومستقرة يبنى عليها مناهجه.
ويضيف أن «المناهج التربوية المعتمدة من التنظيم العالمى على كل ما بذل فيها من جهد لتحديد الموضوعات والكتب.. فقد وجدت كثيرا من النقد من المنفذين لها ويجب أن يعاد النظر فيها ويتم تعديلها بحيث تلبى حاجة الفرد المسلم واحتياجاته فى هذا العصر وفى المكان الذى يعيش فيه ثم تلبى حاجة الجماعة فى كل قطر.. وأخيرا تلبى حاجة التنظيم وتعمل على تحقيق أهدافه».
ويذكر التقرير أنه «إذا كان إيجاد الفرد المسلم وتكوينه هو أحد أهم ما يجب أن يحققه المنهج.. فإن نقباء الأسر هم العمود الفقرى لهذا التكوين وهذه التربية، والنقص الذى تعانيه بعض البلاد فيهم كما وكيفا يجب أن يتدارك ويخطط لتلافيه ونضع فى حسابنا الإقبال الشديد من الشباب على الدعوة.. وما أخطر أن تتكون الأسر بغير نقباء معدين لهذا العمل (الإعداد الجيد).
3- التوجيه: ويذكر التقرير «ان الأمور التى ذكرت فى هذه الوسيلة جيدة ولكننا حتى الآن ليس لدينا من الناحية النظرية المناهج المتكاملة الصالحة فى كل شئون المجتمع التى تعطى لشعار (الإسلام هو الحل) المدلول العملى أو كما ورد باللائحة التى تخرجنا من دور التفكير النظرى إلى دور التنفيذ العملى ويمكن أن نقول إن هناك كتابات متناثرة فى بعض الشئون لم تكتمل ولم تتكامل.. ومن أخصها بعض مشروعات القوانين الجنائية التى تتوافر فى بعض الأقطار».
ويحدد التقرير النواقص التى يجب أن توفرها الدراسات الشرعية والسياسية والقانونية فى التالي:
1- قوانين التكافل الاجتماعى ورعاية حقوق الإنسان وحمايته فى نفسه وماله وحريته وحقه فى المشاركة بالرأى والمشورة والحكم.
2- الاقتصاد الإسلامى واهدافه فى الموازنة بين الحقوق العامة والفردية لتصب جميعا فى تطوير مستوى حياة الفرد نحو الأفضل.
3- المالية عامة ورعايتها والحفاظ عليها وتوزيعها بالعدل ووظائف البنوك وفق المنظور الإسلامى.
4- مبدأ تحقيق العدالة والمساواة أمام القضاء وحماية الحقوق الإنسانية من الاغتيال.
5- قانون خيانة الأمانة فى كل مستوياتها والجزاءات الشرعية الرادعة.
4- العمل:
ويوضح التقرير «ان موضوع المؤسسات الاقتصادية ما زال الأمر فيها يسير معتمداً على قدرات فردية دون تخطيط أو رعاية أو توجيه أو اشراف من الجماعة.
وأما الشباب.. فرغم أن جهوداً تبذل من أجلهم، لكنها أقل بكثير مما يجب سواء على مستوى الأقطار أو على المستوى العالمى الذى لا تكاد تذكر له جهود فى هذا السبيل.
5-إعداد الأمة إعداداً جهادياً:
ونأتى إلى بيت القصيد حيث يؤكد التقرير تحت هذا العنوان: « أن شعار (الجهاد فى سبيل الله) الذى رفعته الجماعة منذ نشأتها كان عاملاً قوياً فى إحياء هذه الفريضة وجذب العديد من طوائف الشعوب الى صفوفها، وقد قواه وأكده سبق الجماعة للجهاد فى فلسطين والقناة وتصديها للطغيان فى العديد من الأقطار، ثم تبنيها لقضايا الجهاد فى أفغانستان وكشمير وغيرها من البلاد الإسلامية وأخيرا عودة روح الجهاد إلى أرض فلسطين، وقيام حماس بفرض وجودها وتميزها.
وكل ذلك لم يأت من فراغ إنما كانت المناهج وطريقة التربية والتأكيد فيها وفى غيرها على فضل الجهاد وشرفه والتشويق إليه ودراسة السور التى ترغب فيه واستغلال كل الفرص المتاحة للتدريب والعيش فى جو ينمى فى الفرد روح الجهاد والشوق إليه، كانت العوامل التى أدت إلى ذلك وما أحوجنا فى هذه الآونة أكثر من غيرها إلى بعث روح الجهاد وتجديد العزم له والطريق إلى ذلك ليس عسيراً بإذن الله ويجب التفكير جديا فى إعادة تشكيل جهاز الجهاد.
ويرى بعض الإخوة أنه وبعد مرور ما يزيد علي عشر سنوات من عمر التنظيم العالمى ومغالاة الأنظمة فى حرب الجماعة والوقوف بشكل عام أمام أى توجه إسلامى صحيح.. فإن هناك وجها آخر لوسائل التغيير لابد من اعادة النظر فيه وتجليته للوصول إلى رؤية شرعية محددة لوسيلة من أهم وسائل التغيير داخل مجتمعنا انطلاقا من ثوابت فكر الإمام الشهيد رحمه الله.
ويضيف التقرير أن بعض الإخوة قد بلوروا وجهة نظرهم بالصورة التالية:
نستطيع أن نلحظ أن الإمام البنا قد اختار وسيلة بعينها فى الأجواء الليبرالية التى كانت تحيط به وهى النضال الدستورى.. ولكنه لم يغلق باب الخيارات الأخرى التى قد تحتاجها الحركة للتغيير النهائى.
يقوم الإمام البناء فى رسالة المؤتمر السادس (أما ما سوى ذلك من الوسائل فلن نلجأ إليه إلا مكرهين) ونستطيع أن نلمح أيضاً أبنية مختلفة تشير إلى هذه الخيارات الأخرى مثل التنظيم الخاص والتنظيم العسكرى الإخوانى داخل الجيش، وحتى كلام الإمام البنا عن الثورة كوسيلة للتغيير فى الفكر الإخوانى طرحها الإمام البنا ولا نجد ما يمنع من تبنى رأى آخر فيها إذا لم يحتمل النص تأويلا ومخرجا وإن كنا نرى أنه يحتمل ذلك.
ونستطيع أيضا أن نقول إن الإمام البنا قد نجح نجاحا كبيراً فى وضع الأرضية اللازمة للحركة الإسلامية ونجح أيضاً فى وضع الغطاء الفكرى للحركة الإسلامية فى مراحلها المختلفة فى عصره، واستطاع أن يواكب الأحداث السياسية وغيرها باستجابات ومواقف ملائمة.
فالحركة أيا كانت تحتاج إلى أرضية تقف عليها وغطاء فكرى نظرى يواكب حركتها واستجابة مستمرة مناسبة للمواقف المستجدة التى تحيط بها.
ولعلنا نستطرد فنقول إن الهياكل التنظيمية لإنجاز المشروع قد وجدت لدى الإمام البنا اهتماما وإبداعاً مستمرين.. فعن طريق مراعاة احتياج الحركة تمت الإبداعات المتوالية من التنظيمات الجماهيرية إلى الكتائب والأسر.
ومن أجل ذلك كله نستطيع أن نقول إن المعالم النظرية للمشروع الحركى الإخوانى قد تبلورت فى صورة أقرب إلى النضج، ولكن ذلك لا يعنى بحال من الأحوال أن أى نظرية فى العلوم الإنسانية يمكن أن تصل إلى صيغتها النهائية: بل يظل الباب مفتوحا للمراجعة والتقويم وتلخيصاً نقول: إن الإمام البنا قد قام بما يلي:
1- دراسة الواقع المحيط وتحديد المشكلة المطلوب علاجها.
2- تحديد الأهداف الاستراتيجية للحركة.
3- تحديد وسائل التغيير:
أ – المباشرة: النضال الدستورى – الانقلاب العسكرى – الثورة.
ب- غير المباشرة: العمل الجماهيرى ونشر الفكرة.
4- بناء أجهزة الحركة المناسبة للتغيير: التنظيم الخاص، التنظيم العسكرى، الشعب، الجهاز التربوى، الجهاز الإعلامى، المؤسسات الاقتصادية.
ويظهر هذا العرض أبرز ما يشغل تفكير بعض الإخوان الآن من حيث ضرورة بلورة وسيلة واضحة للتغيير داخل مجتمعاتنا تواجه تصعيد أعداء الإسلام لضغوطهم المسخرة على الدعوة واعتمادهم على الأنظمة الحاكمة الذى لم يعد خافياً ولم تعد تنقصه الصراحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق