الثلاثاء، 5 يوليو 2011

نصف مليون مصري تعرضوا للاحتيال من الموساد الإسرائيلي


نصف مليون مصري سجلوا بياناتهم 
في استمارات إسرائيلية مزيفة علي الإنترنت




نظريا توجد بين مصر وإسرائيل معاهدة سلام أما عمليا فيوجد جهاز مخابرات إسرائيلي يستغل الظروف الأمنية المؤقتة لضرب استقرار مصر، وفي الأسبوع الماضي تحرك الموساد الإسرائيلي مستغلاً موسم التقدم للفيزا الأمريكية المعروفة بالجرين كارد التي تتم حاليا وحتي 31 أكتوبر القادم وطبقا لمعلومات مؤكدة فقد سجل أكثر من نصف مليون مواطن ومواطنة من مصر بياناتهم في استمارات إلكترونية علي شبكة الإنترنت كان ظاهرها عملية تسجيل مجانية للفوز بقرعة الجرين كارد وباطنها حيلة مدروسة للموساد الإسرائيلي للحصول علي معلومات حقيقية عن نخبة العقول والخبرات المصرية الشابة التي تريد الهجرة للولايات المتحدة الأمريكية بعد ثورة 25 يناير. 
الحيلة سعت لجمع أكبر قدر سليم من البيانات المصرية وعن طريق تحليل تلك المعلومات يمكن الوصول لحقائق حساسة ومهمة عن مصر تحتاجها إسرائيل بشدة في تلك الفترة لتعديل قواعد بياناتها ومعلوماتها المغلوطة التي تراكمت بناء علي تقديرات كارتونية نقلت عن النظام السابق.. وهو ما يعاني الموساد منه حاليا ويجعله يتخبط متخذا العديد من القرارات الخاطئة أدت مؤخرا لسقوط عدد من جواسيسه بالقاهرة. في الأسبوع الأخير من شهر يونيو 2011 رصدت القاهرة صدور إعلانات باللغة العربية مشكوك فيها، تدعو مستخدم الحاسب لتسجيل بياناته من أجل الفوز بقرعة الجرين كارد وأن تلك الإعلانات تختلف عن تلك المعتادة كل عام حيث تظهر فجأة علي حواسب مصرية عشوائية في مناطق متعددة. 

الإعلانات جاءت في إطار نشر إلكتروني ممنهج باللغة العربية يبث عبر شبكة الإنترنت اتجاه القاهرة، وبالوسائل الحديثة أمكن التوصل لعدد من نقاط البث في دول مختلفة بالعالم أدت جميعها لمصدر واحد تبث منه الاعلانات وهو مكتب يقع بداخل مبني الموساد الإسرائيلي بتل أبيب. الإعلان الأول تم رصده مساء الجمعة 24 يونيو 2011 ففي تمام الساعة السابعة مساء بتوقيت القاهرة كانت الحزمة الأولي تبث ليظهر أمام مستخدم الحاسب الآلي في مناطق عدة بالقاهرة والإسكندرية ومعظم محافظات الدلتا وجنوب سيناء والصعيد استمارة جاء الإطار الخارجي لها باللون الأزرق في تصميم يوحي بشكل العلم الأمريكي، وتحت عنوان يوحي إنه رسمي يصدر عن جهات أمريكية رسمية جاء التعريف الإلكتروني للفظ (دوت أورج) أي أنها منظمة رسمية أمريكية أما العنوان ككل فقد حمل كلمة: (يو إس إيه فيز دوت أورج) وإمعانا في التحايل علي المستخدم العادي كتب أعلي الاستمارة بالبنط العريض باللغة الإنجليزية البرنامج الأمريكي لقرعة الجرين كارد لعام 2012، وعلي الجانب الأيمن من الإعلان أو الاستمارة الإلكترونية كلمة «اختر لغتك» وفي منتصف الإعلان اختيار لانتقاء اللغة حيث نجد 28 لغة متاحة للاستمارة، أما الإعلان الأساسي فيظهر باللغة العربية كما لو كان مصمماً في القاهرة أو أي دولة عربية أخري. 

عنوان الاستمارة الإلكترونية كان (برنامج يانصيب البطاقة الخضراء الأمريكية - عش واعمل في الولايات المتحدة الأمريكية) وبعده عنوان ببنط أحمر أقل حجما كتب فيه: (خمس دقائق وستصبح في البرنامج.. فقط اتبع الخطوتين التاليتين). 


 أما الخطوة الأولي فقد كانت بملء المستخدم معلومات عن نفسه منها اسمه الأول ثم اسم العائلة ومحل الميلاد والبريد الإلكتروني ثم خانة يؤكد فيها المستخدم بريده الإلكتروني وخانة يعلم عليها المستخدم للحصول علي أخبار الإعلان الذي قام بملئه ثم خانة يضع فيها المستخدم رقم هاتفه وبين قوسين مكتوب أن رقم الهاتف اختياري وذلك حتي يطمئن المستخدم للاستمارة لكن في السطر التالي مباشرة كتبت ملحوظة أن رقم الهاتف سيساعدهم علي الاتصال بالفائز حتي يخطروه بفوزه وأنها الطريقة الوحيدة إذًا لا بد للمستخدم منحهم رقم هاتفه، بعد ذلك يجب علي المستخدم المصري للاستمارة أن يخبرهم هل لديه وظيفة في مصر وبيانات الشهادات التي حصل عليها وحالته الاجتماعية. 

ثم نجد تحذيرا مكتوبا: (أنه الموقع الوحيد لمنظمة يو إس إيه فيز الذي يتناول كل طلبات فيزا الجرين كارد من أنحاء العالم ولا تدع المواقع الأخري تخدعك بالادعاء بأنها يو إس إيه فيز بل تأكد من أنك تري يو إس إيه فيز في مكان العنوان علي المتصفح الذي تستخدمه لديك) أما تصميم الجزء السفلي للصفحة الإلكترونية (فوتر) فقد جاء وكأنها صفحة حكومية رسمية بل كتب أنها منذ 2009. وبدراسة الإعلان نجد أن المرحلة الثانية من الاستمارة المفترض أن يقوم المستخدم بملء بياناتها فبالإضافة إلي أنها معلومات نوعية خطيرة كأنها استعلام أمني يسجله الشخص علي أساس أنه يتقدم للحصول علي الفيزا الأمريكية الجرين كارد. عن خطورة الفكرة سألنا مزود خدمة للإنترنت رفض ذكر اسم شركته في الموضوع لحساسيته لكنه أكد: "في الواقع لا يمكن منع الإعلان 

أولا لأنه لا يثير برامج مكافحة الفيروسات ولا يشكل خطرا تشعر به برامج الحوائط النارية بأنواعها والحل الوحيد هو تجنب التعامل معه أما بالنسبة للمستخدم المحترف فيمكنه منع العنوان الخاص بالاعلان من الظهور علي حاسبه بطريقة إضافة العنوان لقوائم الحظر في برامج مكافحة الفيروسات أو الحوائط النارية. فالبيانات المطلوبة كانت بعض أسئلتها أمنية ونوعية بحتة بطريقة تثير الشك لكن بالفحص والبحث تأكد أنه عن طريق مقارنة البيانات بالإعلانات العادية التي تنشر كل عام علي شبكة الإنترنت في ذات الموضوع وتم رصد هذه الحيلة الحديثة، والخطير أنه خلال ساعات قليلة كان عدد النماذج التي تمت تعبئتها من محافظات مصر والتي توصلوا إليها بطريق حصر التعامل علي الاستمارات قد بلغ أكثر من نصف مليون. المثير أن المعلومات أكدت رصد المخابرات الأمريكية «سي. آي .إيه» للموقع نفسه بل تقريبا بالتزامن مع القاهرة وأن المعلومات تتطابق مع ما توصلت إليه واشنطن والأكثر من ذلك أن وفدا أمريكيا من «السي. آي .إيه» في طريقه لتل أبيب لعرض الموضوع بشكل رسمي علي الموساد لمنع تكرار الموضوع حيث تستغل إسرائيل بشكل منهجي مؤخرا اسم الولايات المتحدة الأمريكية في عملياتها بالعالم. المخابرات الأمريكية - دون أن يفهم المواطن العادي ما يدور بالقاهرة وتل أبيب وواشنطن - نشرت علي مواقع الحكومة الأمريكية المعنية نشرات أمنية حذرت في صباح الأحد 26 يونيو من وجود مواقع دون تحديد جنسيتها تستغل اسم الولايات المتحدة الأمريكية وحكومتها واسم وزارة الخارجية ومكتب شئون الهجرة الأمريكية في الحصول علي بيانات أمنية من أشخاص في دول شرق أوسطية في إشارة إلي مصر طبعا وذلك طبقا للنشرة الأمنية الأمريكية. البحث أكد أن معظم المواقع الموجودة علي شبكة الإنترنت عن موضوع الجرين كارد الأمريكية مواقع إسرائيلية وأشهرها موقع (جرين كارد لوتري يو إس إيه دوت أورج) ومن الاسم يمكنك أن تشعر بأنه موقع رسمي للحكومة الأمريكية غير أنك عندما تزوره وتطلب استمارة الموقع الإلكترونية لتسجل بياناتك للجرين كارد الأمريكية التي أصبحت مدخلا يجمع منها الموساد الإسرائيلي حاليا المعلومات عن المصريين تجد الموقع قد فتح لك نافذة جديدة لو دققت النظر في عنوانها ستجده عنواناً نارياً لموقع إسرائيلي باسم (ذاهاف دوت نت دوت إل) والكلمة الأولي نجد معناها بالعربية الذهب، ونتعجب ما قصة استخدام الذهب في جمع البيانات وتكون الاجابة السريعة لأن المعلومات أهم من الذهب بينما تعريف «دوت إل» يعني إسرائيل طبعا غير أن العنوان الأساسي الذي تدخل منه لا يكشف للمستخدم أنه إسرائيلي. ت

وجهنا لمكتب (ترافيل ستايت دوت جاف) وهو الوحيد التابع للخارجية الأمريكية وهو المكتب الحكومي الأمريكي الرسمي المختص بإصدار كل أنواع تأشيرات السفر للولايات المتحدة الأمريكية بما فيها تأشيرة الجرين كارد وذلك لنسألهم عن استخدام الموساد موسم الجرين كارد لجمع معلومات عن المصريين فكان الرد واضحا، حيث علمنا أن استمارة الجرين كارد لا تتاح إلا شهرا واحدا من أكتوبر لنوفمبر كل عام وحتي زمن ملء الاستمارة علي الشبكة العنكبوتية محدد بـ60 دقيقة فقط لكل متقدم بعدها تغلق الاستمارة من تلقاء نفسها وليس بشكل دائم كما يحدث علي المواقع المحتالة أيا كانت، وأنهم علي علم بقصة الموساد بل وبقضايا أخري لم تكشف بعد وأن الولايات المتحدة الأمريكية تصدر بشكل دوري نشرات أمنية وتحذيرية ليس فقط بشأن العملية الأخيرة للموساد بل بسبب وجود شركات ومواقع أخري عديدة ومنتشرة تعمل علي استغلال حسن النية لدي المتقدم للجرين كارد وذلك لتحصيل أموال طائلة تبدأ من 50 دولاراً أمريكياً حتي 250 دولاراً أمريكياً دون عناء وأنهم سنويا يجدون أنفسهم في مواجهات قانونية أمنية مع تلك المكاتب والشركات والمواقع. المكتب الأمريكي التابع للحكومة الأمريكية «ترافيل ستايت دوت جاف» أكد أن الموقع الوحيد المتاح رسميا من الحكومة الأمريكية للتسجيل الإلكتروني هو موقع (دي في لوتري دوت ستايت دوت جاف) وأنهم يبذلون أقصي الجهود لخدمة ملايين الطلبات التي بلغت مؤخرا حوالي 13 مليون طلب حول العالم مع أن الرقم السياسي المسموح إصداره سنويا للجرين كارد من 55 إلي 50 ألف فيزا يفوز بها المتقدمون في عملية كاملة الشفافية تتم في الولايات المتحدة الأمريكية داخل كمبيوتر إدارة الهجرة والجنسية وذلك بعد فحص الطلبات المرشحة، مؤكدين أن مصر وحدها يتقدم منها سنويا حوالي مليون ونصف المليون مواطن ومواطنة. 

الغريب أننا وجدنا أن مواطني قطاع غزة من الفلسطينيين تعاملهم سلطات الهجرة والجنسية الأمريكية فيما يخص الجرين كارد علي أساس أنهم ينتمون لجمهورية مصر العربية بشكل قانوني كامل، بل إن الاستمارة الحكومية الأمريكية تفيد بهذا وتؤكد النشرة التحذيرية التي حصلنا علي نسختها الرسمية ذلك في إطار عنوان جانبي يقول: (سينتمي الأشخاص المولودون في قطاع غزة لمصر كبلد مولد). أما المتحدث باسم (دي في لوتري دوت ستايت دوت جاف) فقد أكد أن قرعة العام 2012 المعروفة باسم قرعة (دي في 2012) هي الموجودة حاليا وسوف تغلق أبواب التقدم إليها في 31 أكتوبر القادم، وأن قرعة العام 2012 قد أجريت العام الماضي بداية من الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 وذلك حتي أغلقت في الثانية عشرة صباح الأربعاء 3 نوفمبر 2010 غير أنها أعيدت بسبب حدوث خطأ فني في الكمبيوتر المركزي للولايات المتحدة الأمريكية علي ذات القرعة العشوائية المعروفة باسم قرعة (دي في). كما علمنا أيضا أنهم طبقا لخبرات الأعوام الماضية وجدوا أنهم لو أعلنوا فوز 50 الف فائز فقط فإن نصف هؤلاء هم من ينجون من الشروط القنصلية القانونية والمستندية التي تطلب من الفائز لتوفيق أوضاعه طبقا للقانون الأمريكي، وعليه فإنهم اضطروا منذ عام 1997 في الإعلان عن فوز 100 ألف فائز سنويا بشكل مبدئي بل ترسل أخبار الفوز رسميا إلي 100 الف فائز يبقي منهم بعد التدقيق القنصلي عدد رسمي مسموح به سنويا طبقا للقانون الأمريكي يتراوح بين 50 و55 ألف فائز فعلي هم من ينجحون في الحصول علي الجرين كارد. 

المكتب الأمريكي شرح لنا أن آخر المرات التي تقدم فيها الساعون للحصول علي فيزا الجرين كارد عن طريق البريد الورقي العادي كانت في عام 2002 وأنهم منذ عام 2003 عندما بدأت القرعة ساعتها علي فيزا الجرين كارد لعام 2005 بدءوا في استخدام الاستمارات الإلكترونية الذكية لكن من خلال موقع ترافيل ستايت دوت جاف وحده، وأن الاحتيال باسم الجرين كارد لم يبدأ بشكل عملي إلا في عام 2005 بسبب قيام العديد من المواقع المشبوهة علي شبكة الإنترنت بتقليد شكل الاستمارة الرسمية للحكومة الأمريكية الخاصة بالتقدم للحصول علي الجرين كارد. ترافيل ستايت دوت جاف أرسل إلينا أيضا نسخة من الاستمارة الرسمية الوحيدة للقرعة الحالية (دي إس 5501 - دي في 2012) وشرح لنا أن تلك الفيزا المعروفة بالجرين كارد تتم كل عام لأجل العامين التاليين بمعني التقدم لقرعة 2011 سوف تكون خاصة بالعام 2013 ويعلن عنها في توقيتات معروفة في السفارات والقنصليات الأمريكية بالعالم.. وأن القرعة بشكل عام تجري سنويا علي 6 مراحل هي بالترتيب: الإعلان ثم التقدم لها ثم القرعة ثم الفوز بالجرين كارد ثم تبدأ الإجراءات القنصلية وفي النهاية تكون عملية تسليم الجرين كارد وغالبا تكون في سبتمبر أو أكتوبر من كل عام. المهم أن المكتب الأمريكي طلب من المصريين الذين تعرضوا للاحتيال من جانب الموساد الإسرائيلي أو من أي جهة أخري فيما يخص التأشيرات والفيزا الأمريكية الجرين كارد بأن يرسلوا شكاواهم عبر موقع وزارة العدل الأمريكية باب (اتصل بنا) وفيه يذكر المبلغ تفاصيل ما حدث له بشكل خاص وواضح أو أن يدخل علي موقع (إنكونسيومر دوت جاف) الأمريكي الخاص بلجنة التجارة الخارجية الأمريكية، كما يمكن للمصريين التوجه بالشكوي مباشرة لأقرب مكتب للمباحث الفيدرالية الأمريكية أو عن طريق موقع إف بي أي الرسمي إلكترونيا ليذكروا فيه حالتهم وكيف .




ليست هناك تعليقات: