الأحد، 19 يونيو 2011

رغيف الخبز.. يقضي على الأنيميا ويبني العظام


مصر من أعلى الدول إستيراداً وإستهلاكاً للقمح


القمح.. يعتبر من أهّم الحبوب المفيدة لصحة الإنسان، فهو غني جداً بالفيتامينات وخاصةًَ مجموعة فيتامين "ب" المرّكب، كما أنه يحتوي على معادن كثيرة، مثل الحديد, الفسفور, السليكون, واليود، بالإضافة إلى أنه يقّوي الجهاز العصبي ويساعد في بناء العظام، ويساهم في تكوين الأنسجة والعصارات الهاضمة.
 كل هذه الحقائق وغيرها، كانت موضوع ندوة "القمح سنبلة الحياة " التي عقدت في ساقية الصاوي، وألقاها الدكتور مجدي بدران زميل معهد الطفولة وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة.
 ما أطيبك يا رغيف العيش أكد بدران أن القمح على يحتوي على النشويات والتي تعتبر أهم مصدر للطاقة، فيحتوي رغيف العيش البلدي على 45% نشويات وتوفر 245 سعر حراري، بينما رغيف العيش الأبيض يحتوي على 49% نشويات وتوفر 267 سعر حراري.
 بالإضافة إلى إحتوائه على الألياف الغذائية، حيث يحتاج البالغ من 20 إلى 30 جرام من الألياف يومياً، وتوصي الجمعيه الأمريكية لطب الأطفال بضروره أن يتناول الأطفال من السنه الثالثه ما يعادل وزنهم زائد 5 من الجرامات يومياً حتى الوصول للاحتياج اليومي عند عمر 18 سنه. والألياف ثبت حديثاً أنها تحمي من الإمساك وارتفاع الدهون فى الدم وأمراض القلب وتحمي من ارتفاع مستوى السكر في الدم بعد الأكل.
 وفي دراسه حديثه فرنسيه، تبين أن تناول 30 جرام من جنين القمح يومياً لمده 14 أسبوع استطاع أن يخفض الكوليسترول الكلى 7.5 % والكوليسترول الضار 15% والدهون الثلاثيه 11%، ومن المعروف أن خفض الكوليسترول الضار 7 % يؤدى إلى خفض معدلات الإصابه بأمراض القلب 15%. كما تعمل الألياف كمصيده تصطاد المواد المسرطنه من الأمعاء خاصةً القولون وبذلك فهى تحمي من سرطان القولون. كما تقلل من الحساسيات وترفع المناعة لدعمها للبكتيريا النافعة على حساب البكتيريا الضارة.
 ويعتبر القمح مصدر جيد "للثيامين" وهو موجود في جنين القمح والرده و الثيامين هو فيتامين "ب1" ويحتاجه الإنسان لإنتاج الطاقه للحفاظ على الشهيه الجيده والهضم واتزان الأعصاب وله دور هام فى نمو الأطفال والقدره على التعلم وتذكر المعلومات. ويوصي بدران الطلبه دائماً خلال الامتحانات بتناول البليله لهذا السبب.
 كما ينصح بدران أن القمح المقوى (الرغيف الحديدي) مصدر للحديد اللازم لتكوين الهيموجلوبين أساس تكوين خلايا الدم الحمراء (عددها فى الإنسان البالغ 20 ألف بليون خليه وتنتج بمعدل 115 مليون في الدقيقه الواحده) والهيموجلوبين هو الذي يحمل الأكسجين من الرئة إلى الأنسجه وثانى أكسيد الكربون من الأنسجه إلى الرئة ونقص الهيموجلوبين يؤدى للانيميا سواء كان هذا النقص من سوء التغذيه أو النزيف أو تكسير الخلايا الحمراء·
 لذا فرغيف العيش البلدي نعمه غالية ويجب الاقبال عليه والبعد عن الرغيف الأبيض، لأن ذلك يؤدي إلى السمنه وارتفاع ضغط الدم والسكر.
 الخبز دليل الحب والوفاء 
 أكد بدران أن الاحصائيات تشير إلى أن مصر من أعلى الدول إستيراداً وإستهلاكاً للقمح، ويستهلك المصريين ‏285‏ مليون رغيف يومياً. فالخبز غذاء المصريين منذ عهد الفراعنة وكان مقدساً تصنعه الزوجة لزوجها دليلاً للحب والوفاء وهى صانعة الخبز صانعة الحياة. ويسمونه بالعيش ولا غرابة فهو الطعام المشترك للمصريين وكأنه سر الحياة فمن يعيش يأكل العيش، والمصريون يتخذونه قسماً بجانب الملح،( وحياة العيش والملح).
 وتذكر بردية هاريس أن القرابين المقدمة في عهد الملك رمسيس الثالث كانت حوالي 30 نوعاً من الخبز.
 وفي الأساطير المصرية القديمة كانت إيزيس تصنع الخبز بيديها لزوجها أوزوريس دلالة على الحب والوفاء.
 وينصح بدران بعدم تسخين الخبز على لهب البوتاجاز، وذلك لأن احتراق الخبز بغاز "البيوتان" المستخدم في أفران الغاز يصاحبه خروج 100 ماده سامه = هيدروكربونات أروماتية عديدة الحلقات ضارة مسرطنة وتخفض المناعة.
 حساسية القمح 
 تحدث حساسية الطعام تقريباً عند 1-2% من البالغين وعند 3-8% من الأطفال وذلك بحسب المؤسسة الأمريكية للربو والحساسية، وتعد هذه الأطعمة من الأسباب المؤدية لحوالي 90% من مشكلات الحساسية الغذائية، فيما تشير بعض الدراسات إلى أن الإصابة بالحساسية قد تكون لعوامل جينية أو وراثية، فعندما يكون أحد الوالدين مصاباً بالحساسية يكون لدى أبنائه القابلية للإصابة بالحساسية. وأكد بدران أن هذا المرض من الأمراض الصعبة في التشخيص والعلاج التي يطول تشخيصها لفترات طويلة مما يجعل المصابين يعانون كثيراً قبل التشخيص الدقيق. وأعلن بدران أن هناك 32 مادة في القمح تستطيع أن تسبب حساسيه للقمح، حيث يعد "الجلوتين" من أكثر المواد قدرة على أحداث حساسيه للقمح وتدمير الطبقة السطحية للخملات وبالتالي الإصابة بسوء الهضم والامتصاص ونقص أغلب المواد الغذائية وانتفاخ البطن ولين العظام والاسهالات المتكررة، وتصبح الخملات مسطحة وقصيرة وخالية من الخلايا الخاصة بالامتصاص، لذلك يصاب المريض بعسر الهضم وسوء الامتصاص، كما يصاب أيضاً بالعشى الليلي وجفاف القرنية بسبب نقص فيتامين "أ"، ويحرم الجسم أيضاً من فيتامين "ب" الضروري لتجلط الدم لذلك يصاب مريض حساسية القمح بالنزيف بشكل مستمر. والنتائج خطيرة جداً.. لأن عدم تشخيص هذا المرض يوصم الطفل بقصر القامة وعندما يبلغ ربما عانى من عدم الخصوبة وتعاني بعض الإناث من احتمالات الاجهاض واحتمالات ولادة أطفال مصابين بتشوهات خلقية. يذكر أن هناك استعداد وراثي فى البشر المعرضين للإصابة بمرض السكري وحساسيه القمح ، حيث تنتشر حساسية القمح فى مرضى السكري 25 ضعفاً مقابل غير مصابين بمرض السكري .
 والوقاية من حساسية القمح بسيطة للغاية، حيث تتمثل في ضرورة التأكيد على حق الأطفال في الرضاعة الطبيعية، وتأخير دخول القمح ومشتقاته في غذاء الأطفال. 
 أعراض الحساسية 
 ومن أكثر أعراض الحساسية هى حكة أو تورم للشفتين أو اللسان أو الحلق أو الجلد، وبحة في الصوت، وغثيان وتقيؤ، وإسهال، وألم في البطن. وتنوعت أشكال الأعراض التي تظهر علي الفرد عند إصابته بحساسية الطعام، وتعتبر حساسية الجلد من أكثر الأعراض انتشاراً، يليها الجهاز الهضمي، حيث تظهر الأعراض في صورة حكة بالفم، غثيان، قئ، مغص، نزف، انتفاخات، بالإضافة إلي حساسية حول الفم أو الشرج، وانسداد معوى، وعسر هضم وعدم امتصاص الطعام، وأخيرا حدوث استسقاء داخل البطن. أما الأعراض المتعلقة بالجهاز التنفسي، فتتمثل في حساسية الأنف، حساسية الصدر، التهاب الأذن الوسطى، حساسية الحلق، تضخم اللوزتين واللحمية الحلقية، نزف داخل الحويصلات الهوائية، بالإضافة إلي وجود أعراض أخرى كالصداع المتكرر والشعور بالتعب الدائم وعدم التحكم فى البول. فئات أكثر عرضة - 25% من الأطفال المصابين بالتقزم لديهم المرض. -5% من الأطفال و10% من البالغين المصابين بمرض السكر النوع الأول - المصابون بمرض داون. - المصابون ببعض الأمراض الوراثية نتيجة عيوب خلقية في المبايض. - هناك استعداد وراثي فى البشر المعرضين للإصابه بمرض السكر وحساسيه القمح، لكن حتى لو كان هناك إستعداد وراثي نستطيع أن نقلل من معدلات الإصابة بتشجيع الرضاعة الطبيعية.
 وأكد بدرن أن حساسية القمح تقل كلما تأخر دخول مشتقات القمح لمرحلة متأخرة فى سن الرضاعة. العلاج - تناول وجبات غذائيه سليمه ومتكامله والشخيص المبكر والعلاج المبكر.
 - استخدام دقيق خالي من "جلوتين" القمح : من الذرة أو الأرز أو الجزر أو الترمس. وتجرى حالياً أبحاث على إمكانيه إنتاج قمح خالي من "الجلوتين"، بالإضافة إلى استخدام لقاحات ضد "جلوتين" القمح، وتستخدم عن طريق الأنف وهذه يعتبرها دكتور بدران باكورة ثورة فى العلاج.

؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

..للقراء كامل الحرية فى التعبير عن آرائهم عن طريق التعليقات..
.. ولكن يمنع استخدام ألفاظ مسيئة أو السباب أو التعرض لحريات الآخرين.