عصام شرف وبشرى سارة جدا للمصريين
إعادة توزيع مصر على المصريين
رغم أن الانفلات الأمني وأحداث الفتنة الطائفية التي أعقبت ثورة 25 يناير أثارت مخاوف البعض ، إلا أن رئيس الوزراء الدكتورعصام شرف خرج على الجميع في 18 يونيو بتصريحات مطمئنة جدا أكد خلالها أن مصر تسير على الطريق الصحيح فيما يتعلق ببدء صفحة جديدة من الديمقراطية والقطيعة تماما مع أخطاء وسلبيات نظام مبارك .
ففي حوار مفتوح مع شباب مصر نظمه رجل الأعمال نجيب ساويرس و"موقع مصراوي" ، كشف شرف أن آماله كبيرة في عودة مصر إلى مكانتها الطبيعية وأن الأمر سيأخذ شهورا على أقصى تقديرعام وتعود أرض الكنانة إلى ما يجب أن تكون عليه.
وبالنظر إلى أن عودة مصر لدورها الريادي يقوم بالأساس على متانة الجبهة الداخلية والعلاقات المتوازنة والقائمة على المصالح المشتركة مع دول العالم ، فقد أشار شرف إلى أن كثرة زياراته الخارجية للدول العربية والإفريقية والأوروبية في الأسابيع الأخيرة جاءت في هذا الإطار .
وقال متسائلا: "كيف أغلق على نفسي في الداخل ولدي مشكلة مياه ، وانفصام بعض الشيء عن الدول العربية.. ولدي مشكلة ثقة مع بعض هذه الدول".
وتابع"أمن مصر ليس أمن الحدود فقط فهو مرتبط بعلاقاتها بالعالم كله فمثلا بالنسبة لدول حوض النيل كان لابد لهذه الدول أن تعرف توجهاتنا بعد هذه الثورة العظيمة ، وهو أن تعود مصر لأن تمارس دورها وقدرها بأن تكون دولة رائدة وقائدة وهذا لن يتم إلا بتحديد التوجهات لدى الدول العربية والإفريقية". وفي رسالة طمأنة واضحة للمصريين في هذا الصدد ، أكد شرف أن الناتج من كل هذه الجولات الإفريقية والعربية هو تقدير مصر والاستعداد لفتح صفحة جديدة معها . ولم يكتف شرف بما سبق ، بل إنه طمأن المصريين أيضا بأن أرض الكنانة ودعت إلى غير رجعة علاقات التبعية لواشنطن التي اتبعها نظام مبارك ، مشيرا إلى أن حضوره اجتماعات الدول الثماني الصناعية الكبرى واجتماعه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزعماء الدول الكبرى وزيارته لإيطاليا هي أمور جاءت في إطار حرصه على التأكد من جدية هذه الدول في احترام مصر الديمقراطية وقدرها ، بالإضافة إلى إرساء قواعد جديدة للتعامل مع هذه الدول . بل إنه شدد أيضا على أنه ينظر إلى المسئولية الملقاة على عاتقه على أنها مشروع لنهضة مصر ، موضحا أن هذا المشروع لا يمكن الاكتفاء فيه بالداخل وأنه لابد من حدوث توازنات بين الداخل والخارج . وبجانب تحديد معالم السياسة الخارجية لمصر الثورة ، فقد كشف شرف عن بشرى سارة جدا فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية من شأنها أن تطمئن المصريين أكثر وأكثر ألا وهي أن السحب من الاحتياطي النقدي انخفض خلال شهر يونيو ، موضحا أنه تم سحب 3 مليارات جنيه خلال شهر مارس تبعتها 3 مليارات أخرى في إبريل انخفضت بعد ذلك إلى مليارين في مايو ، وسط توقعات بأن تنخفض كثيرا خلال يونيو وهو الأمر الذي يدل على أن عجلة الإنتاج بدأت تدور .
مشاريع كبرى وفيما أكد شرف تفاؤله بالوضع الاقتصادي بالنظر إلى البنية الاقتصادية الموجودة في مصر ومقارنة بدول الجوار الأخرى ، فقد شدد على أن المشاريع الكبرى ستتم ضمن مخطط عام هو "إعادة توزيع مصر على المصريين".
وأضاف أن هدفه هو كيفية استغلال الأرض بما يحقق الاستفادة لجميع المصريين ، مشيرا إلى أن هناك مخططا ضخما للاستفادة الكاملة من أرض مصر وأنه يجب أن يكون هناك مخططا عمرانيا متكاملا ثم البدء في تنفيذ المشاريع وليس العكس.
وفيما كشف عن ثلاثة مشاريع "عظيمة" قدمتها وزارة الإسكان ومجموعة كلفها رئيس الوزراء ، لفت إلى أن مسألة التمويل لا خوف منها طالما هناك عائدا ، مشيرا في هذا الصدد إلى التمويل الدولي والشراكة ووسائل ضخ الأموال من الحكومة. وبالنظر إلى أن المصريين عانوا الأمرين في عهد مبارك ويتطلعون لتحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية بأسرع وقت ممكن ، فإن تصريحات شرف السابقة من شأنها أن ترفع معنوياتهم ، خاصة وأن رئيس الوزراء المصري حقق إنجازات لا بأس بها منذ توليه المسئولية من أبرزها رفع الحد الأدني للأجور واسترداد 75 ألف فدان من أرض توشكى .
ففي 7 يونيو ، توصلت الحكومة المصرية والأمير السعودي الوليد بن طلال لحل بالتراضي للخلاف بين الطرفين حول أرض توشكى عبر توقيع اتفاق جديد يلغي العقد القديم الذي وقع في ظل النظام السابق وتم بمقتضاه تخصيص 100 مائة ألف فدان لشركة المملكة القابضة للتنمية المملوكة للأمير الوليد وأبدى مجلس الدولة العديد من الملاحظات عليه لتضمنه شروطا مجحفة بحق مصر.
نظرية أوجلو ويبدو أن الأيام المقبلة ستحمل إنجازات أكثر وأكثر للمصريين ، خاصة وأن سياسات حكومة شرف تقترب كثيرا من النهج الذي اتبعه حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا منذ وصوله للسلطة في 2002 . فمعروف أن حكومة أردوجان نجحت في تحقيق طفرة اقتصادية كبيرة جدا وتحقيق مكانة عالمية ملموسة لتركيا من خلال نظرية وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو والتي جاءت في كتابه "العمق الاستراتيجي والمكانة الدولية لتركيا" .
ووفقا للنظرية السابقة ، فإن تركيا دولة مركزية ولها دور عالمي يعكس تاريخها وعمقها الاستراتيجي، ولذا فإنها يجب أن تتبنى نظرية الانفتاح على الكل وتعدد البعد ، أي أنه لا يجب أن يكون هناك توترا بين تركيا وأية دولة وأن تكون العلاقات التعاونية أكثر وأن لا تكون تركيا دولة أزمات بل دولة كبيرة تحترم آرائها إقليميا وعالميا ابتداء من الاحتباس الحراري وانتهاء بالشرق الأوسط . ويبدو أن شرف لم يذهب بعيدا عن النظرية السابقة عندما أكد أن مشروع نهضة مصر لا يمكن الاكتفاء فيه بالداخل وأنه لابد من حدوث توازنات بين الداخل والخارج .
وبالنظر إلى أن عودة مصر لدورها الريادي يقوم بالأساس على متانة الجبهة الداخلية والعلاقات المتوازنة والقائمة على المصالح المشتركة مع دول العالم ، فقد أشار شرف إلى أن كثرة زياراته الخارجية للدول العربية والإفريقية والأوروبية في الأسابيع الأخيرة جاءت في هذا الإطار .
وقال متسائلا: "كيف أغلق على نفسي في الداخل ولدي مشكلة مياه ، وانفصام بعض الشيء عن الدول العربية.. ولدي مشكلة ثقة مع بعض هذه الدول".
وتابع"أمن مصر ليس أمن الحدود فقط فهو مرتبط بعلاقاتها بالعالم كله فمثلا بالنسبة لدول حوض النيل كان لابد لهذه الدول أن تعرف توجهاتنا بعد هذه الثورة العظيمة ، وهو أن تعود مصر لأن تمارس دورها وقدرها بأن تكون دولة رائدة وقائدة وهذا لن يتم إلا بتحديد التوجهات لدى الدول العربية والإفريقية". وفي رسالة طمأنة واضحة للمصريين في هذا الصدد ، أكد شرف أن الناتج من كل هذه الجولات الإفريقية والعربية هو تقدير مصر والاستعداد لفتح صفحة جديدة معها . ولم يكتف شرف بما سبق ، بل إنه طمأن المصريين أيضا بأن أرض الكنانة ودعت إلى غير رجعة علاقات التبعية لواشنطن التي اتبعها نظام مبارك ، مشيرا إلى أن حضوره اجتماعات الدول الثماني الصناعية الكبرى واجتماعه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزعماء الدول الكبرى وزيارته لإيطاليا هي أمور جاءت في إطار حرصه على التأكد من جدية هذه الدول في احترام مصر الديمقراطية وقدرها ، بالإضافة إلى إرساء قواعد جديدة للتعامل مع هذه الدول . بل إنه شدد أيضا على أنه ينظر إلى المسئولية الملقاة على عاتقه على أنها مشروع لنهضة مصر ، موضحا أن هذا المشروع لا يمكن الاكتفاء فيه بالداخل وأنه لابد من حدوث توازنات بين الداخل والخارج . وبجانب تحديد معالم السياسة الخارجية لمصر الثورة ، فقد كشف شرف عن بشرى سارة جدا فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية من شأنها أن تطمئن المصريين أكثر وأكثر ألا وهي أن السحب من الاحتياطي النقدي انخفض خلال شهر يونيو ، موضحا أنه تم سحب 3 مليارات جنيه خلال شهر مارس تبعتها 3 مليارات أخرى في إبريل انخفضت بعد ذلك إلى مليارين في مايو ، وسط توقعات بأن تنخفض كثيرا خلال يونيو وهو الأمر الذي يدل على أن عجلة الإنتاج بدأت تدور .
مشاريع كبرى وفيما أكد شرف تفاؤله بالوضع الاقتصادي بالنظر إلى البنية الاقتصادية الموجودة في مصر ومقارنة بدول الجوار الأخرى ، فقد شدد على أن المشاريع الكبرى ستتم ضمن مخطط عام هو "إعادة توزيع مصر على المصريين".
وأضاف أن هدفه هو كيفية استغلال الأرض بما يحقق الاستفادة لجميع المصريين ، مشيرا إلى أن هناك مخططا ضخما للاستفادة الكاملة من أرض مصر وأنه يجب أن يكون هناك مخططا عمرانيا متكاملا ثم البدء في تنفيذ المشاريع وليس العكس.
وفيما كشف عن ثلاثة مشاريع "عظيمة" قدمتها وزارة الإسكان ومجموعة كلفها رئيس الوزراء ، لفت إلى أن مسألة التمويل لا خوف منها طالما هناك عائدا ، مشيرا في هذا الصدد إلى التمويل الدولي والشراكة ووسائل ضخ الأموال من الحكومة. وبالنظر إلى أن المصريين عانوا الأمرين في عهد مبارك ويتطلعون لتحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية بأسرع وقت ممكن ، فإن تصريحات شرف السابقة من شأنها أن ترفع معنوياتهم ، خاصة وأن رئيس الوزراء المصري حقق إنجازات لا بأس بها منذ توليه المسئولية من أبرزها رفع الحد الأدني للأجور واسترداد 75 ألف فدان من أرض توشكى .
ففي 7 يونيو ، توصلت الحكومة المصرية والأمير السعودي الوليد بن طلال لحل بالتراضي للخلاف بين الطرفين حول أرض توشكى عبر توقيع اتفاق جديد يلغي العقد القديم الذي وقع في ظل النظام السابق وتم بمقتضاه تخصيص 100 مائة ألف فدان لشركة المملكة القابضة للتنمية المملوكة للأمير الوليد وأبدى مجلس الدولة العديد من الملاحظات عليه لتضمنه شروطا مجحفة بحق مصر.
نظرية أوجلو ويبدو أن الأيام المقبلة ستحمل إنجازات أكثر وأكثر للمصريين ، خاصة وأن سياسات حكومة شرف تقترب كثيرا من النهج الذي اتبعه حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا منذ وصوله للسلطة في 2002 . فمعروف أن حكومة أردوجان نجحت في تحقيق طفرة اقتصادية كبيرة جدا وتحقيق مكانة عالمية ملموسة لتركيا من خلال نظرية وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو والتي جاءت في كتابه "العمق الاستراتيجي والمكانة الدولية لتركيا" .
ووفقا للنظرية السابقة ، فإن تركيا دولة مركزية ولها دور عالمي يعكس تاريخها وعمقها الاستراتيجي، ولذا فإنها يجب أن تتبنى نظرية الانفتاح على الكل وتعدد البعد ، أي أنه لا يجب أن يكون هناك توترا بين تركيا وأية دولة وأن تكون العلاقات التعاونية أكثر وأن لا تكون تركيا دولة أزمات بل دولة كبيرة تحترم آرائها إقليميا وعالميا ابتداء من الاحتباس الحراري وانتهاء بالشرق الأوسط . ويبدو أن شرف لم يذهب بعيدا عن النظرية السابقة عندما أكد أن مشروع نهضة مصر لا يمكن الاكتفاء فيه بالداخل وأنه لابد من حدوث توازنات بين الداخل والخارج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
..للقراء كامل الحرية فى التعبير عن آرائهم عن طريق التعليقات..
.. ولكن يمنع استخدام ألفاظ مسيئة أو السباب أو التعرض لحريات الآخرين.