الجاسوس الذي جنده أبوه وسلمه ابن عمه
إسرائيل تطلب مبادلة أحد جواسيسها بعدد
من المعتقلين المصريين
الجاسوس عودة ترابين والد الجاسوس سليمان
الذى تطلبه إسرائيل
جددت إسرائيل طلبها بتسلم أحد جواسيسها ويدعي سليمان عودة ترايين، والمسجون حاليا بسجن طرة، مقابل تسليم عدد من المصريين الموجودين بالسجون الإسرائيلية.
يذكر أن إسرائيل قد تقدمت بهذا العرض عام 2010، ومن المنتظر أن يتقدم عضو الكنيست أيوب قرا، وهو من أصل درزي بالطلب مرة أخري للإفراج عن الجاسوس خلال الأيام المقبلة.
المثير، أن اتفاقا قديما قد تم بين الرئيس المخلوع مبارك وإسرائيل لتسليم الجاسوس، إلا أن قيام ثورة 25 يناير حالت دون تنفيذه.
يذكر أن الجهات الرقابية المصرية قد رفضت تسليم الجاسوس الإسرائيلي بسبب الضرر المعلوماتي الكبير الذي سببه، بعد أن قام بنقل معلومات عسكرية حساسة لإسرائيل.
المعروف أن سليمان ترايين يقضي عقوبة السجن 15 عاما منذ 1999 بعد أن أدين بالتجسس لصالح إسرائيل، إضافة لإدانته بترويج ملايين الدولارات المزيفة التي اعترف في التحقيقات أن الموساد ذوده بها لتعويض الاقتصاد المصري.
المثير أن الجاسوس الذي تطلب إسرائيل مبادلته بعدد من المصريين المحتجزين لديها، كان والده أيضا جاسوسا لإسرائيل، وقد هرب من مصر مع أسرته عام 1990 ليعش داخل إسرائيل.
***ينتمي الجاسوس "عودة الترابين" لقبيلة الترابين المنتشرة فى سيناء، ويبلغ عمره نحو 34 عامًا، وعوقب بالحبس 15 عامًا بتهمة نقل معلومات عسكرية حساسة لإسرائيل، وأدين بالخيانة العظمى. اعتاد أفراد قبيلة الترابين التجوال بحرية لرعاية أغنامهم بين صحراء النقب وسيناء، وفى سنة 1951 أصدر الحاكم العسكرى الإسرائيلى أمرًا بمنع سليمان ترابين من الإقامة فى صحراء النقب، وتم ترحيله إلى شمال سيناء، حيث استقر فيها وكوَّن عائلة مع زوجته "حربا"، التى أنجبت له 10 أبناء كان عودة الابن البِكر فيهم. وبعد حرب 1967 واحتلال الجيش الإسرائيلى لسيناء، قام جنرالاته بتجنيد سليمان ترابين للعمل لصالحهم. وكان ترابين يتحرى تحركات خلايا المقاومة الوطنية للاحتلال الإسرائيلى،
وبعمالته أضر بالكثير من أبناء سيناء الوطنيين، وأطلق عليه جنرالات الجيش الإسرائيلي صفة "البدوي الكريم"، لما قدمه لهم من خدمات فى مجال التجسس.
وفى شهر يناير من عام 1990 تمكن سليمان وأبناء عائلته من الهروب إلى إسرائيل، فقد أصدرت المحكمة المصرية حكمًا عليه بالسجن 25 عامًا، واهتمت إسرائيل بخادمها سليمان وعائلته، حيث وطنتهم فى مدينة رهط بصحراء النقب، وتم إلحاق الأبناء بالمدارس الإسرائيلية، بعد منحهم الجنسية. وعندما كبرت ابنتاه اهتم سليمان بالبحث عن زوجين لهما من أبناء قبيلة الترابين فى العريش. واستقرت الابنتان فى عاصمة شمال سيناء، لكن الأب لم يجرؤ على زيارتهما بعد أن صدر ضـده حكم بالسجن. وفى سنة 1999 عبر "عودة ترابين" الحدود مع والدته "حربا" فى زيارة لأختيه بالعريش، وعند مرورهما بنقطة حدودية حذرهما ضابط الجوازات من أنهما غير مرغوب في وجودهما بمصر. كان عودة فى ذلك الوقت قد أنهى دراسته الثانوية فى رهط، وقرر المجازفة بعبور الحدود إلى سيناء من خلال الدروب الالتفافية، حيث اختفى عدة أيام، حتى أُلقي القبض عليه في منزل شقيقته صابحة بالعريش. وكان برفقة قوات الأمن أحد أبناء عمومة عودة من قبيلة الترابين فى العريش، حيث أشار إليه قائلاً "هذا هو".
وفى مركز الشرطة بالعريش تم التحفظ على ما كان مع عودة من دولارات مزيفة، وعملات نقدية إسرائيلية، وجهاز اتصال، ومنذ ذلك اليوم انقطعت أخباره، ولم تستدل عائلته على مكانه.
بعد 4 أعوام على اختفائه علمت عائلته فى إسرائيل من أحد أبناء قبيلة ترابين أنه التقاه فى سجن الإسكندرية، قبل أن يتم ترحيله إلى سجن بورسعيد.
وفى السجن ادعى عودة أنه مواطن إسرائيلى، وطلب من إدارة السجن إبلاغ القنصلية الإسرائيلية بالقاهرة بمكان اعتقاله، وتوجه السفير الإسرائيلى بالقاهرة "شالوم كوهين" للسلطات المصرية بطلب اطلاع على تفاصيل القضية. وكان رد السلطات المصرية أن "عودة سليمان" مواطن مصرى يخضع للقوانين المصرية، والأوراق والمستندات الرسمية الخاصة به تثبت أنه من مواليد مدينة العريش، وأنه يدعي عكس ذلك للإفلات من العقوبة. أصدرت محكمة أمن الدولة العليا حكمها بالسجن 15 عامًا على عودة، بعد توافر أدلة تدينه بالتجسس لصالح إسرائيل، ومحاولته تجنيد أحد أبناء عمومته من العريش.ابن العم الذى يدعى "سليمان"، اعترف فى التحقيقات بأن عودة، أثناء إحدى زياراته لشقيقته صابحة فى العريش، حاول تجنيده للعمل مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية، عبر تتبع التحركات العسكرية المصرية فى سيناء، على أن يكون عودة حلقة الوصل بين سليمان وتل أبيب.
وكان عودة يحمل دولارات مزيفة يعتزم دفعها لابن عمه فى حالة موافقته على اقتراحه. ولجأ سليمان إلى السلطات المصرية التي راقبت تحركات عودة، وعمليات تسلله إلى سيناء عبر الدروب السرية الالتفافية، إلى أن تم القبض عليه فى منزل شقيقته.">وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قد سألت الأب سليمان ترابين عما يطلبه من السلطات المصرية، فقال "اكتبوا أنى مواطن إسرائيلى، ولا أريد جمايل من المصريين، مارسوا ضغوطكم عليهم واحضروا ابنى، لو كان درزيا أو إسرائيليا يهوديا لما تُرك يتعفن فى سجن ليمان طرة عند المصريين".
كان القنصل الإسرائيلى فى القاهرة يقوم بزيارة عودة في محبسه شهريًّا، ويسلم شيكًا بالدولارات لإدارة السجن لإعطاء الجاسوس ما يرغب فيه من الكانتين.وفى ساعات "الفسحة" اليومية، كان ترابين يلعب كرة القدم مع زملائه فى عنبر الجواسيس، ومن بينهم عماد إسماعيل، فنى النسيج، الذى ألقى القبض عليه بعد عودته من دورة تدريبية فى إسرائيل، وأدين بالتجسس لصالحها، وحُكم عليه بالسجن 15 عاما، إلى جانب مهندس الكمبيوتر المصرى أيضًا، محمد العطار، المحكوم عليه بالسجن 25 عامًا لإدانته أيضًا بالتجسس لصالح تل أبيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق