الاثنين، 18 يناير 2016

إسرائيل: لماذا أسقطتم الجنسية عن مصرية انضمت إلينا؟



أحـن للإسكندرية وأريـد زيارتهـا بالـزي العســكري
إسرائيل ليست دولة سيئة
 كل ما نقوم به هو الدفاع عن أنفسنا وعن دولتنا



بعنوان "الشابة التي خدمت في الجيش الإسرائيلي.. رئيس الحكومة المصرية يسقط جنسيتها"، قالت الإذاعة العسكرية "جالي تساهال" إنَّ دينا عوفديا "يهودية هاجرت إلى إسرائيل من مصر وخدمت في الجيش الإسرائيلي"، أسقط المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء جنسيتها، بداعي "انضمامها إلى جيش أجنبي دون الحصول على موافقة وزير الدفاع". وقالت الإذاعة، في تقريرٍ لها، نشر عبر موقعها الإلكتروني، الاثنين: "رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل أسقط الجنسية عن مواطنة مصرية يهودية هاجرت إلى إسرائيل لأنها خدمت في جيش الأخيرة، وفي بيان صادر عن مكتبة، قال إسماعيل إنَّ دينا عوفديا التي أنهت فترة خدمتها بالجيش الإسرائيلي، انضمت إلى جيش أجنبي دون أخذ المصادقة والموافقة على ذلك من قبل وزير الدفاع المصري، ولهذا فقد تم إسقاط الجنسية عنها". وأضافت: "عوفديا، ابنه الـ24 عاما سافرت إلى إسرائيل قادمة من الإسكندرية قبل عشرة أعوام، بصحبة عائلتها وخدمت في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، واليوم هي مواطنة إسرائيلية.. ودينا رفضت التعقيب على الأمر".
  رولين عبد الله.. مواليد الإسكندرية 
روت دينا قصتها لموقع الجيش الإسرائيلي مؤخرًا، قائلة إنَّها ولدت باسم رولين عبد الله وبحثت طويلاً عن انتماء، فوجدت هذا الانتماء في اليوم الذي تحولت فيه إلى "دينا عوفاديا" مواطنة ومجندة في إسرائيل. وأضافت: "عشت طفولتي في مدينة الإسكندرية المصرية تعلمت في مدارسها، وصادقت أبناءها وبناتها وترعرعت بينهم وتعلقت بهم لكنني شعرت في بعض الأحيان أنني مختلفة، وأنَّ شيئا ما بالغ الأهمية ينقصني وهو: من أنا؟ لماذا يمنعني والدي من التعلق بدينٍ ما، كنت أبحث دائمًا عن انتماء لكي لا أشعر بالاختلاف لن أعرف عن نفسي وعن عائلتي شيئًا، في مرحلة ما كنت أعتقد أنني أنتمي لعائلة مسيحية علمانية ومع ذلك لم أسمع في المنزل أي مصطلح بشان الديانات والحضارات، عندما كانوا طلاب صفي يتكلمون عن حضارتهم وأديانهم كنت أتساءل طيلة الوقت عن هويتي وعن حضارتي مع ذلك تربيت على حب واحترام الغير أيًّا كان.. لم أسمع بتاتًا أي كراهية وغضب في المنزل بالرغم ما كنت أسمع وأرى في المدرسة والشارع والتلفاز حول الكراهية الموجهة للشعب اليهودي فعندما كنت أسال جدي ووالدي لم أتلقى إجابة كافية".
  السلفيون اقتحموا منزلي وهددونا بالسلاح
 عيلـة اليهـــود
 وقالت: "سألت نفسي، من أنا، لست مسيحية ولست مسلمة، فماذا أكون؟، لم يتأخر الجواب بالوصول؛ فبعد أن اقتحمت مجموعة من أتباع التيار السلفي في مصر منزلي وتهديدنا بالسلاح وبالعصي، كان علينا مغادرة مصر خلال فترة قصيرة لأننا عائلة يهودية، هنا تلقيت جزءًا من الجواب ولكن ليس الجواب بأكمله، كنت متأكدة أنَّهم لصوص لا أكثر، لن أنسى هذا اليوم فهو محفور في ذاكرتي، جلست في غرفتي للدراسة للامتحان في موضوع التاريخ وإذا بي أسمع صرخات أمي وخالتي من خلف جدران الغرفة وعند خروجي من الغرفة فوجدتهم يلقون بهن على الأرض ويبحثون عن والدي وعمي ولكن من حسن حظهم لم يكونوا في المنزل، صرخوا في المنزل وكسروا كل ما وقع في أيديهم وبالصراخ بعيلة اليهود لم يخطر في ذهني أنَّهم يقصدون ذلك وعندما خرجوا قمت بتفقد المنزل وأدركت حينئذ أنَّ هدفهم كان ليس سرقة شيء من بيتنا".
   جدي قال لنا : نحن يهود وعلينا ترك مصر 
وأضافت: "هنا جاءت المفاجأة الكبيرة عند قيام جدي باجتماعنا في أعقاب الحادثة وبقوله إننا يهود وعلينا ترك مصر في أسرع وقت، بالنسبة لي لم أتخيل يومًا أنني ابنة لعائلة يهودية، أولاً لأنَّ والدي لم يذكر هذا الأمر أمامي في أي يوم من الأيام، وثانيًا لأنني تربيت طوال عمري في المدارس المصرية، ومن هنا لم تعد المسافة بين الإسكندرية وتل أبيب طويلة كما كانت تبدو؛ فخلال شهر من الحادثة، امتنعنا عن الخروج من المنزل، كما لم أذهب إلى المدرسة لأنَّنا كنا مهددين.. وخلال هذا الشهر أردت زيارة صديقتي المقربة جدًا أمل، وطلبتُ من جدي الخروج وحين سمح لي كنت سعيدة للغاية كانت في مقام شقيقتي فوجئت عندما أقفلت باب المنزل في وجهي بل انصدمت، هذا الموقف ولد شعورًا لدي ولدى عائلتي أن مصر كلها أغلقت الباب في وجهي ووجه عائلتي، ومع انهيار آخر حاجز نفسي أصبحت تل أبيب أقرب من الإسكندرية الى قلبي، ولو أن طريق الرحلة إلى إسرائيل مرّت عبر إسطنبول".
أفيحاي أدرعي تقبلني باحترام 
وقالت: "بعد أن أنهيت دراسة الثانوية في مدرسة دينية في القدس، قمت بالتجنيد للخدمة العسكرية الإلزامية في وحدة الناطق بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي، أعمل تحت القائد أفيخاي أدرعي؟؟ نعم أفيخاي ادرعي تقبلني بحب واحترام وتقدير أعمل معه في مجال مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية، ونشر الأخبار على الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك والتويتر وغيرها، أنا سعيدة بمهمتي وأعتبرها مقدسة لأنَّها توصل للعالم كله وللبلدان العربية خاصة الصورة الحقيقية والإنسانية عن إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي وتساهم في تغيير الصورة النمطية الخاطئة التي يتربى عليها أبناء الدول العربية في المدارس حول إسرائيل وجيشها، نتلقى يوميًّا المئات من ردود الفعل الإيجابية والمشجعة على ما نكتبه في الصفحات المخصصة لذلك، ومن كل الدول العربية مما يجعلني فخورة بتأثيري على الكثير وإظهار الحقيقة".
  أحن للإسكندرية وأريد زيارتها بالزي العسكري 
وذكرت: "نعم كانت هناك فترة مؤلمة في مصر، ولكن هذا لا يعني أنني لا أحن إلى زيارة الإسكندرية ورؤية منزلي وأصحابي وجيراني، ولكن المرة أرغب أن تكون هذه الزيارة بلباسي العسكري الكامل، وللقول إن إسرائيل ليست دولة سيئة، كل ما نقوم به هو الدفاع عن أنفسنا وعن دولتنا، لا أكثر، ورسالتي إلى أمل وغيرها من أصحابي في الماضي: الكراهية ليست بطبعي.. أنا لا أكرهك بالرغم من أنك أغلقتي باب محبتي لك في يوم ما كوني مختلفة الديانة.. أنا أحبك جدًا وأتمنى أن يأتي اليوم الذي تقومي فيه بزيارتي في بيتي في أرض إسرائيل وأن يعم السلام الحقيقي بيننا".



إسقاط الجنسية المصرية عن مجندة إسرائيلية 
والسبب: "الترخيص"

ليس الخيانة للوطن أو العمالة للكيان الصهيوني – بطبيعة الحال - هى التهمة التى تستوجب إسقاط الجنسية المصرية، لأن تلك الجرائم تطول رأس الانقلاب العسكري وجنرالات الفساد فى دولة العسكر، بعدما بلغ التنسيق الأمني والتعاون الاستراتيجي والتكامل الدبلوماسي بين الانقلاب والاحتلال مراحل غير مسبوقة، وإنما رأت حكومة 3 يوليو أن "الترخيص" وحدة هو الجريمة التى تستوجب هذا النوع من العقاب. شريف إسماعيل – رئيس حكومة العسكر - وافق على إسقاط الجنسية المصرية عن دينا محمد علي المصري "دينا عوفاديا"، لالتحاقها بالخدمة العسكرية بدولة "أجنبية" دون ترخيص سابق من وزير الدفاع والإنتاج الحربي.
الخبر الذى صدرته الجريدة الرسمية كشف أن سبب موافقة حكومة الانقلاب على إسقاط الجنسية عن دينا "عوفاديا" لم يكن بسبب التحاقها بجيش الاحتلال الصهيوني وأداء الخدمة العسكرية فى وحدة المتحدث العسكري العبري أفاخاي أردعي، وإنما لأن الخيانة لم تمر عبر البوابة الرسمية ولم تحصل على الأوراق اللازمة من دولاب العمل فى دولة البيادة لتلك المهمة.
الإعلامي محمد ناصر، سخر على نحو لا يخلو من المرارة من الحال التى وصل إليها الوطن تحت حكم العسكر وانقراض الشعور الوطني تحت وطأة تحالف السلطة من الكيان العدو، حيث اعتبر أن غضبة الدولة المصرية لتلك الحالة الفجة من الخيانة ترجمتها إلى مبررات لاتخاذ قرار تأخر كثيرا.
وأضاف ناصر –عبر برنامجه على فضائية "مكملين"- مساء الاثنين، أنه وفقا لنص قرار الحكومة كان من المفترض أن تحصل "عوفاديا" قبل أن تنضم إلى جيش العدو وتوجه سلاحها إلى صدور العرب وتقتل وتحصد أرواح الفلسطيينين على إذن مسبق من وزارة الدفاع والإنتاج الحربي. 
وتهكم مذيع "مكملين" أن المجندة الإسرائيلية كان عليها أن تذهب إلى صدقي صبحي لتحصل على تصريح بالعمل فى الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن الحكومة الفاشلة عندما أرادت أن تصنع شيئا جيدا أضفت عليه مبررات كارثية.
وأشار ناصر إلى أن ما فهمه من قرار الحكومة "أن الأدب يستوجب حصول "عوفاديا" على تصريح لأن البلد مش سايبه"، مشددا على أن إسقاط الجنسية عنها لا يحتاج إلى مبررات وإنما يستوجب أن يعقبه ضرب تلك "الخائنة" بالأحذية.
بدروه، سخر الخبير السياسي د. نادر الفرجاني –أستاذ العلوم السياسية- من قرار حكومة شريف إسماعيل، قائلا: "يعني المشكلة كلها كانت فى «التصريح المسبق» ليس إلا"، مشيرا إلا أن الجنسية مقابل الترخيص لا مقابل العمالة. 
وكانت دينا محمد علي المصري "دينا عوفاديا" قد هاجرت مع أسرتها من الإسكندرية، قبل 15عاما لتلحق بالجيش الصهيوني، وأقام متحدث الجيش الصهيوني بإقامة حفل تكريم على شرفها تقديرا لجهودها فى خدمة "إسرائيل" –بحسب بيان الاحتلال-.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

..للقراء كامل الحرية فى التعبير عن آرائهم عن طريق التعليقات..
.. ولكن يمنع استخدام ألفاظ مسيئة أو السباب أو التعرض لحريات الآخرين.