الثلاثاء، 7 أبريل 2015

(( ولقد صدَق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين )).. فيديو




إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين


 (( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً  من  المؤمنين & وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيئ حفيظ  )) سبأ 20 -21
لنا في القرآن الكريم وقفات ووقفات في هذه الأيام , فوالله كأنه أنزل الآن مع تلك الأحداث الجليلة التي تمر بها أمتنا الإسلامية
فما كان يجهل علينا من ألفاظ ومعان من قبل بدأ نوره ومعانيه تمس قلوبنا ونعلم أن الله عز وجل  قد صدقنا وعده واختار فئة من المؤمنين ليكونوا شهداء على الناس ,  صادقين و ثابتين على الحق لا يضرهم كيد ومكر من مكر بهم , وأنه سبحانه وتعالى اختار فئة ليكونوا أعوان الشيطان وأذرعه التي ينتشر بها في المجتمع ليفسدوا ويعيثوا في الأرض فساداً.
ومع  لحظات التدبر لسورة سبأ وبعض العبر والعظات  وجدت الآتي ..........
لقد عاش قوم سبأ في أرض خصبة بالزراعة والأمطار حتى أن الله المنعم الجليل وصف حياتهم وأرضهم بأنها جنان  عن اليمين والشمال ( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال  كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ) سبأ  15
 لقد عاش قوم سبأ في بلدة طيبة ووعدهم الله بمغفرة الذنوب وأقاموا  سداً , هو سد مأرب يتم تخزين الماء فيه للتحكم به عند الحاجة اليه ,
وكان من نعم الله عليهم أن جعل  بينهم وبين القرى التي حولهم اتصال وسهولة فكان المسافر يخرج من قرية ويدخل الأخرى قبل أن يحل عليه الظلام ....( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة & وقدرنا فيها السير & سيروا فيها ليالي وأيام آمنين ) سبأ  18
ولكنهم كفروا بكل النعم الظاهرة والباطنة ......
( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ) ... فتبدل الحال من الرفاهية والنعم إلى العقاب والنقم .
أرسل الله عليهم سيل العرم  وهو سيل جارف يحمل في طياته العرم  , وهي الحجارة لشدة تدفقه فحطم السيل كل شيئ , و بدل الجنتين بالخراب والدمار  وتبدلت الثمار بنباتات شوكية وأشجار الأراك والسدر لما كفروا النعمة .
والمتدبر للآيات يوقن أن قصة السد تتكرر الآن بعد آلاف السنين !!!فهل من معتبر ؟؟
ولما كفروا بنعمة السفر والأمن في التنقل بين القرى وطلبوا من الله أن يباعد بين القرى لأنهم حجدوا النعمة وأصابهم الملل من الرفاهية ...!!!
كان ذلك من بطر القلب وظلم النفس ....
فاستجيبت دعوتهم بالشقاء وكفران النعم من المنعم سبحانه وتعالى ,  فسلب منهم النعم وأبدلهم من جنس أعمالهم ودعواتهم على أنفسم بالشقاء
فمزقهم الله وشردهم وجعلهم  آية , وأصبحوا أثراً بعد عين , وحديثاً يروى , وقصة تحكى
 وبعد أن ذكر الله لنا قصة سبأ وما كان من أمرهم في اتباعهم الهوى والشيطان أخبر عنهم وعن أمثالهم ممن اتبع إبليس والهوى وخالفوا الرشد والهدى فقال عز وجل (( ولقد صدَق عليهم إبليس ظنَه  فاتبعوه ))
لقد نجح الشيطان في غواية قوم سبأ وكل من اتبع منهجهم من البطر وكفران النعم
قال عبد الله بن عباس : لما امتنع إبليس عن السجود لآدم أقسم (قال رب بمآ أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين & إلا عبادك منهم المخلصين & قال هذا صراط عليً مستقيم & إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين )) الحجر 39-42
(( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً )) الإسراء 72
نحج الشيطان في غواية أتباعه من البشر وما كان له عليهم من سلطان إلا أن دعاهم فاستجابوا له ولكن هناك فئة قليلة استعصت عليها غواية الشيطان , قلة مؤمنة ثبتت على الحق لثبت للعالم أجمع أن الحق ثابت وواضح يعرفه من يطلبه ...............
وفي هذا المقام يقول الحسن البصري رحمه الله : لما أهبط الله آدم من الجنة ومعه حواء , هبط إبليس فرحاً بما أصاب منهما , والله ما ضربهم بعصا , ولا أكرههم على شيئ , ولكن ما كان منه إلا أن دعاهم فأجابوه
ومع حفظ الله يظهر من هو مؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وريبة , ليحفظ الله تعالى الأول من اتباع إبليس وغوايته
بينما الثاني يتبع إبليس وأعوانه وهو يعدهم ويمنيهم وما يعدهم إلا غروراً .....
وقال الشيطان  : إذا أصبت من الأبوين ما أصبت , فالذرية أضعف وأضعف ......
ولكن باب التوبة والإنابة مفتوح لكل جاهل جاحد بنعم الله حتي ينقذ نفسه من غواية الشيطان وبطران النعم وأن يكون من فريق أهل الضلال والهلاك , ويتوب ويتحول  إلى فريق المؤمنين الثابتين على الحق المبين الذين ارتفعوا بإيمانهم على غواية الشيطان لهم
وينتهي المشهد ...( قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب & قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد & قل إن ضللت  فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب ) سبأ 48-50
وقال الله تعالى : وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما لم يغرغر بالموت ولا يدعوني إلا أجبته , ولا يسألني إلا أعطيته , ولا يستغفرني إلا غفرت له .
فهل لنا جميعاً  من توبة نصوح ..... نتوب الى الله من كفران النعم وجحود العطايا التى كانت بين أيدينا ومن الظلم الذي عم الأوطان في كل مكان .....





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

..للقراء كامل الحرية فى التعبير عن آرائهم عن طريق التعليقات..
.. ولكن يمنع استخدام ألفاظ مسيئة أو السباب أو التعرض لحريات الآخرين.