بقـــايا إنســـان!!
أنا المواطن (مجهول ومَنْسِي)
قال الضَمِير المُتَكَلّم: صناعة الإنسان هي المهمة الأساس في كل الحضارات، في كل الأوطان، في كل الأنظمة والقوانين التي إنما تُصَاغ لتحقيق هذا الهدف وتلك الغاية؛ لأن صناعة الإنسان هي البِنْيَة التحتية للتنمية الحقيقية المُسَتَدامة.
ولتسليط الضوء على ما تفعله بعض أنظمة مؤسساتنا ليس في بناء الإنسان؛ وإنما في هَدمه، وتحويله إلى (بَقَايا إنسان) .....
إليكم حكاية هذا المواطن تُعْرض تفاصيلها دون ترتيب أو محسنات لفظية: أنا المواطن (مجهول ومَنْسِي) تخرجت في كلية الاتصالات، حسب نظام الخدمة المدنية أستحق، (المرتبة السادسة، الدرجة الرابعة)!!
لكنني تعينت وما زلت أقبع منذ عدة سنوات في (المرتبة الثانية)، لا تسألوا لماذا تعينت هكذا؟! ولماذا رضيت بذلك الضّيم؟! إنها يا سَادة البطالة، وعدم الواسطة، والحاجة!!
(فوربي بأول راتب دخلت جمعية )!!
المصيبة أن الزمن من حولي يجري لأهل المحسوبية وشِلّة المدير؛ فهناك من تعين على المراتب والبنود (أ، ب، عمال... إلى آخره)!!
وجميعهم رواتبهم أعلى مني، بل بعضهم أضعاف مرتبي؛ تخيلوا حتى المراسل الأُمّي (فئة د) تبدأ مسيرة راتبه بمبلغ أكبر وأكثر من راتبي، وقريبًا سيكون تعيينهم رسميًا (أقولها يعلم الله ليس حسدًا بل غبطة وحبًا، وطلبًا للمساواة)!!
أعيش في ظروف مالية سيئة، فأنا تحت خط الفقر (ويشهد الله يومًا استدنت من خَادِمَة أهل زوجتي)!!
حاولت تحسين وضعي الوظيفي حسب مؤهلي تصوروا طالبوني بالتقديم من جديد، وأن أدخل طابور انتظار التوظيف الطويل، الذي سيكون ترتيبي فيه (1107)، يلتحق منه بالوظيفة في تخصصي، وحسب المُعَدل فقط (7 أشخاص) في السنة، وبالتالي سوف أتعين أنا بعد (150 سنة)!! تزوجت بالديون، ولولا أن رزقني الله زوجة صالحة تقَدّر ظروفي لكان مصير زواجنا الطلاق!! تألمت، بكيت، أنا الآن أعاني مِن مضاعفات نفسية، لها أَسْكُن في جلسات علاج، وألتهم المسكنات!!
تلك الحكاية وغيرها كثير تؤكد: ما أحوجنا إلى غربلة شاملة للأنظمة خاصة الخدمة المدنية؛ وحملة لصناعة المواطن الفاعِل، ومنحه حقوقه حتى لا يتحول من إنسان إلى (بَقَايا إِنْسَان)! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
..للقراء كامل الحرية فى التعبير عن آرائهم عن طريق التعليقات..
.. ولكن يمنع استخدام ألفاظ مسيئة أو السباب أو التعرض لحريات الآخرين.