الاثنين، 20 يونيو 2011

التوغل الإسرائيلي الأمريكي بالسودان من شأنه أن يهدد أمن مصر المائي



محاولات زعزعة الاستقرار فى السودان.
اسرائيل تطالب السودان ودول عربية 
بتعويض عن ممتلكات اليهود في السودان.



أعلن الدكتور هانى رسلان رئيس وحدة السودان بجريدة الأهرام، أن كل مايحدث في السودان من محاولات للتوغل الإسرائيلي والأمريكي بالسودان ، من شأنه أن يؤثر على منابع النيل الغربية والتى تحصل مصر منها على حوالى 15% من مياه النيل (تحصل على 85% من مياة الهضبة الإثيوبية الشرقية)، بما يهدد أمن مصر المائي بشكل خطير. 
وأضاف إلى محاولات زعزعة الاستقرار فى عدة أقاليم فى السودان ومنها، ولاية النيل الأزرق، ودارفور، ومنطقة شرق السودان، إضافة إلى ترسيم الحدود مع دولة الجنوب الجديدة ومشكلة أبيي وإقليم كردفان، محاولات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم مشكلة النازحين.  وأكد أن أمن السودان بدولتيه له اتصال بتوازن القوى فى كل من منطقة البحيرات العظمى ودولها الأفريقية ودول القرن الأفريقى وأمن البحر الأحمر، وكلها لها صلة قوية بالأمن القومى المصرى 
=========== 
أعدت إدارة الأملاك بوزارة الخارجية الإسرائيلية مشروع قانون طرحته على الكنيست الإسرائيلي، تطالب فيه كل من السودان ومصر وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا وسوريا والعراق ولبنان والأردن والبحرين بتعويض يقدر ب(300)مليار دولار امريكي، عبارة عن قيمة ممتلكات(850) ألف يهودي كانوا يعيشون في تلك البلدان!، فيما أطلقت الخارجية الإسرائيلية حملة دبلوماسية تؤكد أن أي حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يوازي تعويض اللاجئين اليهود من الدول العربية! هذه المطالب جعلتنا في (آخر لحظة) نغوص في أعماق هذا الملف، ملف اليهود وممتلكاتهم في السودان أين كانوا؟ ومن أين أتوا؟… وماذا كانوا يفعلون؟ وماهي حقيقة ممتلكاتهم، والنشاط الذي كانوا يمارسونه منذ أواخر القرن التاسع عشر الى الخروج الكبير نهاية ستينيات القرن المنصرم ؟..
بأي كيفية؟ وتحت أي لافتة يعملون؟ وماهو مصير ممتلكاتهم التي قد يطالبون بها ؟… إلى التفاصيل… 
اليهــودي الأول: 
تعتبر عائلة ( بن كوستي) من أولى العائلات اليهودية التي وصلت البلاد، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر وشهدت السنوات التي أعقبت قيام الحكم الثنائي أكبر موجات هجرة يهودية الى السودان،. وعائلة (بن كوستي) من اوائل العائلات التي استوطنت في ـم درمان، وهو يهودي عثماني (1842- 1917 ولد بفلسطين المحتلة، ويعود أصل والده الحاخام الى أسبانيا، وكان يريد لابنه أن يكون حاخاماً مثله، لكن( بن كوستي) فضل الانخراط في سلك الوظائف الحكومية لدي الامبراطورية العثمانية، قبل وصوله هو وزوجته الى السودان والعمل في شركة تجارية، وعاش مابين مناطق الخرطوم والمسلمية يتاجر في سن الفيل وريش النعام. 
لكن(بن كوستي) تم سجنه أثناء حصار الخرطوم أيام المهدية بتهمة مساعدة (غردون)، وسرعان ما أفرج عنه( الخليفة عبد الله) وأجبره على البقاء في أم درمان، وأصبح (بن كوستي) مصدر ثقة الخليفة الذي أوكل إليه بعض المهام من بينها استيراد البضائع المصرية، ولا سيما الأقمشة عن طريق سواكن بعد الاحتلال المصري – الانجليزي في 1889 أصبح( بن كوستي) أول رئيس للجالية اليهودية، وقام ببناء المعبد اليهودي الأول بحي المسالمة أم درمان – حسب ما أشار اليه داوود بسيوني المؤرخ اليهودي. 
وحمل بن كوستي اسم (عبد القادر البستيني)-وهو الاسم الذي كان يطلقه عليه (الخليفة عبد الله)، وتحول اسمه للمرة الثالثة الى (بسيوني)، وتزوج من امرأة سودانية تدعى (بنت المنا) وأنجبت منه (عبدالقادر) الذي تزوج بدوره من مدينة أم درمان مخلفاً ثلاثة أبناء انخرط أحدهم في القوات المسلحة السودانية . 
بينما عمل الابن الثاني (سليمان بسيوني) طبيباً بوزارة الصحة السودانية حتى وصل الى درجة (حكيمباشي) مستشفى الخرطوم، ونال (سليمان) تعليمه بكلية غردون التذكارية التي أصبحت فيما بعد جامعة الخرطوم، وتزوج فتاة من الاقليم الجنوبي، منجباً منها (ديفيد) الذي شغل منصباً قيادياً في القطاع الزراعي بالاقليم الجنوبي.. أما( بسيوني) نفسه فقد هاجر الى مدينة (أسمرة ) الارترية، ومنها الى دولة اسرائيل ويمتلك(بسيوني) الجنسية السودانية بالميلاد، وتحمل الرقم 13191 بتاريخ 1956، أما الابن الثالث فقد مكث بالسودان مع أسرته وعمل محاسباً بشركة (قنجاري) الكائنة بشارع الجمهورية، وكان آخر سكرتير للجالية اليهودية، بينما درس أبناؤه بجامعات انجلترا، وتم بيع المعبد الذي بناه( بسيوني) في حي المسالمة، وأقيم معبد آخر هو المعبد الأخير لليهود الذي كان يقع بشارع القصر بالخرطوم مقابل مدارس( كمبوني)، ويحمل هذا المعبد لافتة وشعار الجالية اليهودية في السودان، ورغم صِغر حجم هذه الجالية ومحدودية نشاطها، لكنها أقامت المعبد وأدارت نشاطات كبيرة اجتماعية وتجارية واسعة في الخرطوم، وظلت هذه الجالية على الدوام على صلة وثيقة بالحركة الصهيونية العالمية. 
الجـالية اليهودية في السـودان: 
كان عدد أفراد الجالية اليهودية في السودان يبلغ مابين الثمانمائة والألف موزعين ما بين الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان، وود مدني، وبورتسودان، ومروي، التي أقام فيها (شاؤول الياهو) وزوجته، بينما بقي أولاده بالخرطوم والخرطوم بحري، ويقال إن (بنيامين نتنياهو) رئيس الوزراء الاسرائيلي ينتمي الى هذه العائلة!. ويعود أصل 90 % من أفراد هذه الجالية الى اليهود (السفارديم) الذين ينحدرون من سلالات اليهود الذين طردوا من أسبانيا عام(1492) عقب سقوط (غرناطة عاصمة الأندلس اتجهوا بعدها نحو المغرب وتونس والجزائر، ثم الى مصروالسودان، بينما هاجر بعضهم الى كل من فرنسا وايطاليا واليونان وتركيا، أما اليهود (الاشكنازي) ذوو الأصول الأوروبية فلم يجدوا مفراً سوى الاندماج في الأغلبية من اليهود (السفارديم)، والتطبع بعاداتهم وأساليب عباداتهم،وحدثت زيجات كثيرة بين الجانبين في كل من القاهرة والخرطوم. 
يهــود بأسماء العـرب! 
 بالرغم من أن معظم اليهود الذين جاءوا الى السودان من عائلات يهودية معروفة عاشت في مصر سنوات طويلة، لكنهم لم يكونوا يحملون أسماء تشير أو تدل على أصولهم اليهودية!، كان هناك من يحمل اسم المغربي، والتونسي، والبغدادي، والأسبانيولي، وهي البلدان التي عاشوا فيها أو انحدروا منها، أما الذين عرفوا باسم الاسبانيولي فهم هؤلاء الذين انحدروا من(سالونيكا)، وجزيرة(رودس)،( وكورفو) اليونانية ومن (ازمير) و(اسطنبول) في تركيا، وكان بعضهم مايزال يتحدث الاسبانية ويحتفظون بتلك اللغة رغم مرور حوالي اربعة قرون على خروجهم من اسبانيا، أما اليهود الاوروبيون فهم هؤلاء الذين وفدوا من ايطاليا وفرنسا فيتكلمون الفرنسية، لكن غالبيتهم قدموا من مصر ويتحدثون باللهجة العامية المصرية، ويمارسون عادات وتقاليد مجتمعهم الذي ولدوا وعاشوا فيه، ماعدا الشريحة العليا التي عاشت حياة اوروبية. ويتحدث الجميع باللغة العربية لغة الأهالي في كل من مصر والسودان ويكتبونها، ومعظم يهود السودان كانوا يتحدثون اللغة الانجليزية بطلاقة، حيث كانت هي اللغة الثانية لدى الإدارة، ولغة التعليم العالي والتجارة الدولية في السودان، بينما يتحدث بعضهم اللغة الفرنسية –لغة النخبة- التي كانت تدرس في المدارس الخاصة في مصر وشمال أفريقيا.


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

..للقراء كامل الحرية فى التعبير عن آرائهم عن طريق التعليقات..
.. ولكن يمنع استخدام ألفاظ مسيئة أو السباب أو التعرض لحريات الآخرين.