الأحد، 15 يوليو 2018

كي لا يزوَّر التاريخ - مقارنة بين مرسى والسيسى..فيديو


إذا كان السيسي وعصابة الانقلاب قد تمكنوا
 وسيطروا واستبدوا بالقوة والبطش وقهر المظلومين
 فإننا لعلى يقين مِنْ أنْة سيأتي اليومُ 
...الذي يُمكِّنُ اللهُ فيه...
 .. المظلومَ المُستضْعَفَ مِنْ ظالِمِه المستكبِر ..


هناك حقوق وحقائق لا يمكن أن تضيع 
... مهما طال الزمان، وتعاقبت الأيام ... 
ومهما حاول المضلِّلون والمزوِّرون 
فلن يستطيعوا أن يطمسوا الحقيقة ويخفوها أبد الدهر. 
 ومع الذكرى الخامسة لانقلاب “السيسي” على الرئيس “محمد مرسي”، يجب ـ إعذارا إلى الله ـ ونصرة للحق، وأداءِ الشهادة التي هي من حق الأجيال على مر التاريخ أن نؤكِّد حقيقة ما جرى، وأنه انقلاب باطل، ومجرَّم شرعا وقانونا، وبغيٌ وعدوان وإفساد في الأرض.
 إن الرئيس “محمد مرسي
” حاكمٌ مسلمٌ انعقدَتْ له البيعةُ الشرعية، 
واعترفَت به الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية رئيسا 
 والسيسي ينطبق عليه ما ينطبق على الخوارج
 الذين يخرجون على حاكم يحكم بشرع الله. 
 وعصابة الانقلاب في ميزان كتب الفقه يسمون “بغاة”، 
وهم الخارجون على الحاكم الشرعيّ المسلم المقسط، 
الذي لم يفعل ما يستوجب عزله شرعا.
  ما قام به السيسي والجيش في 3/7/2013م هو خروج على الرئيس الذي اختاره الشعب، بل قد بايعه قائد الانقلاب نفسه رئيسا للبلاد، وقائدا أعلى للقوات المسلحة، وأعطاه العهود والمواثيق، ثم غدر به، واستعان على جريمته بالقوات المسلحة، وألغى الدستور، وألغى المؤسسات التشريعة، وقتل المعارضين لانقلابه، وهذا في ميزان الشرع هو الباغي الخارجيّ الذي عناه الفقهاء في البغاة أو الخوارج.
 وعلى هذا فإن السيسي هو الذي يجب ضرب عنقه كما قال صلى الله عليه وسلم: «من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم؛ فاقتلوه» (رواه مسلم). وأما الادعاء بأن المنقلب صار حاكما متغلبا له السمع والطاعة؛ فإن هذا من تضليل المدلِّسين من أدعياء السلفية، ومقصدُهم من تبنِّي هذا الفقه البدويّ الصحراويّ المتخلِّف أن يُقنِعوا الناس ــ باسم الشرع ــ بصحة الانقلاب الأثيم، ويزيِّنوا لهم الرضا بتغلب المجرم السفاح “السيسي”. وهذا الكلام ساقط تافه، كما أنه ليس هناك دليل من كتاب أو سنة يقول بشرعية المتغلب.
 أما الثابت الصحيح الذي عليه جماهير أهل العلم، والذي تؤيده النصوص المعصومة والصحيحة الصريحة؛ أن الحاكم الذي بايعته الأمة ولم يفعل ما يستوجب عزله ــ وهو ما ينطبق على الدكتور محمد مرسي ــ يجب الوفاء له بالبيعة، ويسمَّى الخروج عليه عند العلماء الأثبات “بَغْياً”، ولا عبرة بالمتغلب، ولا تثبت له بيعة، لأنه قَهَر حاكما تمت توْليتُه بالطرق الصحيحة، ويظل المتغلِّب (الانقلابيُّ) مغتصِبا للحكم، وتكون كلُّ الآثار المترتبة على انقلابه باطلة، وَيَبْقَى الإِمامُ المقهورُ المغلوب على إِمامتِه, ويظل هو الحاكم الشرعيّ ومع هذا فإن الفقهاء الذين قالوا بإمامة المتغلب لم يطلقوا القول هكذا دون ضوابط، وهذا موجود في كتب السياسة الشرعية، مثل الأحكام السلطانية للماورديّ، حيث ذكر شروطا لانعقاد إمارة المتغلب الذي أسماه “الأمير المستولي” أو “إمارة الاستيلاء”، وكلُّها لا تنطبق على انقلاب السيسي.
 ثم إن أهل العلم قبل أن يتكلموا في انعقاد إمارة المتغلب ينظرون أولا:

 ... على مَن تغلب أو انقلب؟ ...
 ولا يخلو الأمر من أنه: ـ إما أن يكون قد تغلب على حاكم ظالم قد عطّل الشرع، فجاء هذا المتغلِّب ليقيم العدل، ويطبق الشرع.
 ـ وإما أن يكون هذا المتغلب ظالما انقلب على ظالم مثله.
 ـ وإما أن يكون قد انقلب على حاكم له بيعة شرعية، وعادل، وجاء المتغلب ليعطل الشرع، ويحكم بالجور.
 فإلى أي واحد من هؤلاء ينتمي السيسي؟
 لا شك في أنه إلى الصنف الأخير أكثر قربا وأشد التصاقا. والواقع أنه قد تغلب على حاكم شرعيّ له توجه إسلامي، أعلن عنه، فانتخبته الأمة أملا في أن يكون عادلا ويطبق الشرع شيئا فشيئا، وكان عند حسن الظن به. كما أن الواقع يشهد بما لا يدع للشك مجالا بأن السيسي وعصابة الانقلاب من الجيش وفلول نظام مبارك ومعهم الكنيسة وشعبها لم يتغلبوا من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية؛ بل إنهم ما قاموا بالانقلاب إلا لتوجه الرئيس “محمد مرسي” نحو تطبيق الشرع، وإقامة العدل في البلاد، ونصرة الدين وقضايا المسلمين.

 ... ماذا فعل السيسي بالدين والشرع بعد الانقلاب؟ ...
 إنه لم يحدُث اجتراءٌ على دينِ الله، وهدْمٌ لأصوله، وتقويضٌ لدعائمه وثوابته، ورعايةٌ للإلحاد؛ في تاريخ أيِّ نظامٍ حاكمٍ في مصر، كما حدث بيد النظامِ الانقلابيِّ. لقدْ قام النظامُ الانقلابيُّ بهدْمِ كثير مِن المساجد وحرقها وإتلافها وتفجيرِها، كما حدث في حرْق مسجد رابعة، وتفجير المساجد على الهواء مباشرة في رفح المصرية، وحرْقِ المصاحف، وتعطيلِ إقامةِ الشعائرِ وصلاةِ الجمعةِ في مئاتِ المساجدِ بيد وزارةِ أوقافِ الانقلابِ، في الوقتِ الذي يقومُ فيه ببناء وتدشين وافتتاح عشرات الكنائس الصليبية مِن غير داعٍ لذلك.
 كما رعى الانقلابُ الملاحدةَ
 ـ كما في نموذج المدعو إسلام البحيريّ
ـ وأطلَق العِنانَ للطعنِ في محكم النصوص القرآنية، وهدْمِ السنة الصحيحة، وتكذيبِ صحيح البخاريّ في كافة القنوات والوسائل الإعلامية الانقلابية
ـ مثل نماذج إبراهيم عيسى، وصلاح منتصر، ومليونية خلع الحجاب
ـ. بل وصل الحال إلى تبجح المسئولين في وزارة التربية والتعليم بحرقِ الكتب الإسلامية، وقد شاهدَ الناس هذا المنظر، وهو مسجَّلٌ ومنشور في الفضاء الإلكترونيّ. أما سحلُ المحجبات والمنقّبات في الشوارع علانية بيد قوات الانقلاب فقد بات منظرا متكررا، وأيضا صورُه تملأ الأرجاء! وأما عن الظلم الذي يقترفه السيسي ـ ولا يزال ـ فحدِّث ولا حرج، لقد قام انقلاب العسكرِ بقيادة السيسي بإهدار المصالحِ الضرورية، التي تمثِّل ـ بجدارةٍ ـ حقوقَ الإنسانِ التي لا غِنَى له عنها أبدا، والتي أجْمعَتِ الشرائعُ الإلهيةُ، والعقولُ السويّةُ على رِعايتِها وصِيانتِها، ومنْعِ الاعتداءِ عليها، أو المساسِ بها. وهذه المصالح هي: حِفْظُ الدِّينِ، والنَّفْسِ، والنَّسْلِ ـ أو العِرْض ـ، والمالِ، والعقل، ويُمكِن أن يضَاف إليها: الحرية.
 وقد جاء الانقلابُ العسكريُّ الصليبيُّ الصهيونيُّ الشيوعيُّ العلمانيُّ في “مصر” بقيادة الخائنِ الغادِرِ “السيسي”، بمشروعٍ تخريبيٍّ واضحٍ ينطوي على إفسادِ الحياةِ والأحياءِ، وكان في مقدِّمةِ هذا المشروعِ المفسِد المخرِّب الاعتداءُ على تلك المصالحِ الضرورية، واستباحتُها وإهدارُها بخُبْثٍ وقَصْدٍ وإصرار، بأعمالٍ ممنهَجة مخطَّطة.
 ويكفي أنه استهل جريمته بقتل الآلاف من معارضيه، وتصفيتهم في الميادين والشوارع، وأحكام الإعدام والسجن المشدد الطويل بتهم ملفقة، واعتقال نحو مائة ألف في مقدمتهم الرئيس الشرعيّ الأستاذ الدكتور “محمد مرسي”، ومصادرة الأموال والحريات، وسحق كرامة الإنسان. إن مما يدعو للعجب أن يُجْمِع العالَم في هذا الزمان على مقت وإنكار أيِّ انقلاب عسكريٍّ على السلطة الشرعية، واغتصابها بالقوة، وتجريم مَن يفعل ذلك، وملاحقتِه قانونيا على فعلته، ومحاسبته عليها حتى ولو بعد حين؛ بينما يأتي بعض الخونة الجهلاء من أصحاب التدين المغشوش من أدعياء السلفية ويزعمون أن الإسلام يبارك الانقلاب العسكريَّ على الشرعية!!!
 وإذا كان السيسي وعصابة الانقلاب قد تمكنوا وسيطروا واستبدوا بالقوة والبطش وقهر المظلومين؛ فإننا لعلى يقين مِنْ أنْ سيأتي اليومُ الذي يُمكِّنُ اللهُ فيه المظلومَ المُستضْعَفَ مِنْ ظالِمِه المستكبِر.

 وسيُدْرِك فيه كلُّ مقهورٍ مستضعَفٍ ثأرَه 
مِن عصابات الإجرام المحاربين لله ورسوله، 
الساعين في الأرض فسادا.





{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}
 [الرحمن: 29 ـ 30].
 {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} 
[مريم: 84].
 {وكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]
. حسبنا الله ونعم الوكيل . 
بقلم د. إسماعيل علي.. الأستاذ في جامعة الأزهر


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛