الأربعاء، 21 فبراير 2018

“المهمة خداع وطن” هل تنجح الشئون المعنوية في إخفاء مجازر السيسي؟ فيديو


“المهمة خداع وطن”
 هل تنجح الشئون المعنوية في إخفاء مجازر السيسي؟


المذابح الدموية بحق رافضي الانقلاب. منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو الماضي لم يتورع الانقلابيون عن تنفيذ أبشع المجازر ضد رافضي الانقلاب وارتقى آلاف الشهداء وسقط آلاف الجرحى والمصابين، وصارت السجون تعج بآلاف المعتقلين الذي صدعوا بالحق في وجه سلطان جائر. وقد منح السيسي الجيش والشرطة الضوء الأخضر لقتل المتظاهرين ...
  “صفقة القرن”..
عبارة أول من ذكرها قائد الانقلاب الدموي بمصر عبد الفتاح السيسي، وقد ذكر هذه العبارة برفقة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترامب بالبيت الأبيض، ثم تناقلت وسائل الإعلام العربية بشكل خاص، والعالمية بشكل عام، هذه العبارة دون أي معرفة لحيثياتها ولا أهدافها، ومع توالي الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط وتسارعها، بدأت تطفو على السطح بعض معالم ما يسمى بصفقة القرن، واتضح أن الأمر يتعلق بفلسطين والعمل على تصفيتها بشكل نهائي. 
 وفي الوقت الذي تشنّ فيه قوات الجيش مجزرة بحق أهالي سيناء، تَبُثّ إدارة الشئون المعنوية مجموعة من المواد الإعلانية عن أسلحة الجيش المختلفة تحت عنوان: “المهمة حماية وطن”، وهي المواد التي تم بثها في مختلف القنوات الفضائية الرسمية والخاصة كفواصل إعلانية أساسية بين البرامج والمسلسلات، والتي اعتبرها خبراء دليلًا على أن القوات المسلحة تقصف أهدافا وهمية.
 * تلميع العسكر
 من جانبه اعتبر أبو الفاتح الأخرسي، الناشط السيناوي، أن الأهداف المقصوفة في سيناء وهمية، مؤكدا أن ما يحدث ليس محاربة الإرهاب وإنما إبادة أبناء سيناء، موضحا أن “تزامن العملية العسكرية مع حملة الدعاية التي تقوم بها الشئون المعنوية هدفه تلميع الجيش”.
 وأكد “الأخرسي” أن ما يحدث في سيناء “جريمة إرهاب للمواطنين في سيناء؛ من أجل تطفيشهم عنها وتهجيرهم منها”، وعن الحملات الإعلامية، يقول “الأخرسي”: إن الهدف من المواد الترويجية التي أنتجتها الشئون المعنوية وتم بثّها في مختلف وسائل الإعلام هو تجميل صورة الجيش، وتلميعه فقط. وقال الباحث المتخصص في شئون الحركات الإسلامية الدكتور “كمال حبيب”: إن “دعم وسائل الإعلام للعملية العسكرية إنما يهدف لتحويل مجالات الحرب والسياسة إلى دراما مسرحية يشاهدها الشعب دون أن يلامس أي أثر لها بأرض الواقع، وأن جزءًا من هذه المسرحية هو استخدام مشروع الحرب لاستثارة المشاعر الوطنية لضبطها في الاتجاه المرجو؛ لأن تصاعد هذه المشاعر أكثر من الحد سيفرض واقعا وطنيا حقيقيا، ولا يبدو أن القائمين على إخراج مشاهد المسرحية السياسية في البلاد مستعدون لنتائجها”.
 * صفقة القـرن
 تحدث السفيه السيسي عند بداية الانقلاب، كثيرا عن أمن جيرانه والحفاظ على علاقات متميزة معهم، واليوم بدأت معالم صفقة القرن تظهر من جانب آخر، وذلك بدعوة الجيش إلى شن حرب على ما يسمى بالإرهاب، وقد نقلت قنوات مصرية تلاوة أحد الناطقين باسم القوات المسلحة بيانا متلفزا، وكأن مصر مقبلة على حرب مثل حرب 67 أو 73، وهو مشهد يوحي بأن السفيه السيسي يعيش تخبطا كبيرا، ويريد صرف الأمر إلى شن حرب على الإرهاب بسيناء. وبحسب خبراء ومراقبين، فإن الجرائم التي تجري الآن في سيناء لها علاقة بمسألتين: أولاً أن ما يقوم به السفيه السيسي هو في إطار ما يسمى بـ”الصفقة المزعومة”، وهو استكمال لما بدأه السفيه السيسي ونظامه من تهجير ممنهج لأبناء سيناء، وإخلاء المنطقة بقصد التمهيد لأمر كبير يدبر بسيناء، وقد اتضح هذا الفعل من قبل بموافقة السفيه السيسي وإعطائه ضوءا أخضر لدولة الاحتلال بشن ضربات عسكرية ضد الإرهابيين بسيناء، وذلك عن طريق تنسيق كامل مع الاحتلال، وها هو السيسي يستكمل المهمة، وذلك من أجل إنفاذ القانون كما صرح بذلك الناطق العسكري.
 والأمر الذي يثير الاندهاش هو الكم الهائل والتحضير المبالغ فيه للجيش المصري، وكأن الجيش سيدخل حربًا مع جيش آخر.
إن الأمر خطير ويستدعي بالنسبة للسيسي ونظامه محاربة الإرهاب بهذا الشكل، رغم أربع سنوات لم يتم بعد معرفة أوكار الإرهابيين ومحاربة الإرهاب المحتمل، ليخرج السيسي مفاجئا المصريين والعالم بهذه العملية.
والأمر الآخر الذي يثير الريبة، أن العديد من المتابعين للشأن المصري وبخاصة سيناء، قالوا إن عدد هذه المجموعات الإرهابية لا يتعدى الألف شخص، لكن السيسي حشد لهذه العملية 35 ألف عسكري وبعض أفراد الشرطة، الشيء الذي يزيد من طرح تساؤلات كبيرة عن هذه العملية وهدفها الحقيقي.
 * تشتيت وتخويف
 ويرى مراقبون أن السفيه السيسي مقبل على مسرحية انتخابات رئاسية، وبغرض صرف الشعب عن فشل السفيه السيسي ونظامه العسكري، كان لا بد من إيجاد حل لهذه المعضلة، ولن يكون الحل والخروج منها إلا عن طريق شن حرب على الإرهاب، بغرض تشتيت انتباه المصريين عن المعارضة التي بدأت تظهر ضد السيسي ومعسكره.
 كما لا يمكن تجاهل أن هناك معسكرا داخل العسكر بدأت تظهر معارضته لسياسة السفيه السيسي داخليا وخارجيا، بسبب ما جلبته سياساته من كوارث لمصر.





مصر السيسي.. تآمر الجيش على الشعب ومكتسباته


تآمر الجيش على الشعب ومكتسباته


لغة المصالح هي من تحكم النظام العسكري منذ انقلاب الثالث من يوليو حتى سخّر كل شيء لخدمة مصلحته، داخليا المصلحة العليا هي استثمارات القيادات العسكرية التي باتت تسيطر على الاقتصاد أما خارجيا فالأجندة المفروضة عليه مقابل بقاؤه على رأس السلطة هي ما تحكمه. 
 وحسب تقرير بثته قناة “وطن”، مساء الاثنين، فإن ثورة 25 يناير كان لها الدور الأهم في تحول الحياة السياسية في مصر ليصبح لجميع المواطنين كامل الحقوق في ممارسة الحياة السياسية وعلق المصريون أمالا على أبناء يناير ليخرج من رحم الثورة 24 حزبا سياسيا ومع أول انتخابات برلمانية كان لتلك الأحزاب تمثيل قوي داخل برلمان الثورة الذي تشكل في بداية عام 2012 بعد أن حصدت تلك الأحزاب 78% من إجمالي المقاعد البالغ عددها حينذاك 498 مقعدا.
 مرت الأيام وتعاقبت الأحداث المرة على المصريين بداية من تآمر الجيش على الشعب ومكتسباته في أكثر من واقعة كان أبرزها حـــل البرلمـــان ومذبحــة ماسبيرو 
وأحداث مجلس الوزراء وشارع محمد محمود
 وإشعـــال الفتنــة بين تحــالف الثـورة والشــعب
 ثم جاء انقلاب الثالث من يوليو عام 2013 ليتغير كل شيء وتقضي أحزاب نحبها وتنتظر الأخرى مصيرها وبدأت الأذرع العسكرية في القضاء إصدار حكم بحل حزب الحرية والعدالة الذي نجح في الحصول على ثقة الشعب وحصل على الأغلبية في مجلسي الشعب والشورى واستطاع مرشحه الدكتور محمد مرسي الفوز بمنصب رئيس الجمهورية بعد منافسة شرسة مع فلول نظام مبارك.
 بعد 30 يونيو حاول العسكر إضفاء شرعية لأنفسهم من خلال إجراء انتخابات برلمانية محسومة لصالح الأحزاب التي ولدت من رحم الانقلاب واستولى العسكر على السلطة وفعلوا ما فعلوا وكان للشعب نصيب من جريرة العسكر وظن من خرجوا أن لهم الحقوق نفسها التي كانت لهم قبل الانقلاب.
 وكلما حاول بعضهم الاعتراض على هذه الأفعال كان المصير المحتوم بضعة سنتيمترات داخل زنزانة مكدسة بالمعتقلين من مختلف الأطياف فالانقلاب عمد إلى قتل الحياة السياسية لخدمة أجندته الداخلية المتمثلة في استثمارات الجيش والتوسع فيها والخارجية الرامية إلى تنفيذ ما يملى عليه لضمان استمراره على رأس السلطة وليس شاهدا على جرائمه السياسية أكثر من الأسابيع الأخيرة التي شهدت اعتقال رئيس أركان الجيش الأسبق الفريق سامي عنان ثم المستشار هشام جنينة والصحفي معتز ودنان الذي أجرى حوارا صحفيا معه، وأخيرا الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح الذي تجرأ وهاجم النظام وبعد وضع حزب مصر القوية تحت الحراسة الأمنية وإعلان حزب الوسط نيته تجميد نشاطه عقب اعتقال أمينه العام الدكتور محمد عبداللطيف وبعد أن أصبح حزب مصر العروبة خارج الخدمة مثله مثل الأحزاب التي ولدت من رحم الثورة يبقى القوس مفتوحا لإضافة أسماء وكيانات وأحزاب ربما تفكر في معارضة النظام.







الثلاثاء، 20 فبراير 2018

تواطؤ دولي لتمكين السيسي من فرم المصريين بعد “مارس”.فيديو



نفــاق صندوق النقــد
تواطؤ دولي لتمكين السيسي من فرم المصريين بعــد “مــارس”


في ظل الانتقادات الحقوقية والممارسات غير المسبوقة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحقوقي التي يوجهها العديد من منظمات العالم والسياسيين والحقوقيين لنظام السيسي الانقلابي، الذي يقلب المصريين في همومهم وانتكاساتهم ليل نهار، تأييد السياسة الدولية، التي لا تراعي سوى ما تحققه نظم الدول النامية للعالم الخارجي من مصالح.
فرغم تيقن الإدارة الأمريكية من خطورة وقبح نظام السيسي على العالم، وليس المصريين فقط، إلا أنها لا تراعي سوى مصلحتها بتحقيق أمن إسرائيل في سيناء، حتى لو جاء على حساب قتل آلاف المصريين من النساء والأطفال قبل الرجال في عششهم وبيوتهم في سيناء، يأتي الدعم الأمريكي للسيسي وهو في ذروة درجات القمع لشعبه، بزيارتين متلاحقتين من نائب الرئيس الامريكي بنس، ووزير الخارجية الأمريكية تيلرسون، لمصر وهو ما اعتبره مراقبون دعما سياسيا لمغامرات السيسي في سيناء.

الموقف المراوغ الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من التوقيفات والملاحقات التي نفذتها أجهزة النظام في مصر لإسكات المعارضة وإخلاء ساحة الترشيح من المنافسين، أثار استياء أوساط عديدة، إعلامية وسياسية، بقدر ما كشف عن مدى تخلي واشنطن “الترامبية” عن خطاب دعم الحريات وحقوق الإنسان الذي اعتمدته الإدارات السابقة ولو بصورة استنسابية.
** قالو عن خسن البنا
حسن البنا، رائد الصحوة الإسلامية في العالم، عرف على نطاق واسع عندما أسس حركة الإخوان المسلمين أواخر القرن العشرين، جاهد ضد الاحتلال البريطاني لبلاده وقاد تشكيلات عسكرية للدفاع عن فلسطين.
عمل البنا مدرسا للعربية لفترة، ثم تفرغ للجهاد ونشر الفكر الإصلاحي والتنظير لمشروع الدولة الإسلامية.
أسس البنا حركة الإخوان المسلمين عام 1928 وتولى قيادتها.
أنشأ وقاد تشكيلات فدائية عسكرية لمواجهة الاحتلال البريطاني لمصر وللدفاع عن فلسطين.
- التوجه الفكري...
عمل البنا على تجذير فكرة شمولية الإسلام وضرورة تطبيقه منهج حياة، وحارب مظاهر الانحلال الخلقي والاغتراب في المجتمع.
في عام 1936 اقتحم البنا الميدان السياسي، وفي عام 1948 دعا الملوك والحكام إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في شؤون الحياة، وبشّر بالدولة الإسلامية في صورة الخلافة.
وقد عمل البنا من أجل هدفين أساسيين: تحرير الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، وقيام دولة إسلامية حرة.

 لا مستقبل للديكتاتورية في العالم العربي




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


أهلا بكم في الجحيم الديمقراطي ,حكاية رئيس منتخب ..



.. بدعــم صندوق النقــد وواشنطن ..
 السيسي على المكشوف
 .وتأتي الانتكاسة الكبرى في ولاية السيسي الثانية.


منذ البداية، كان الرهان على انتخاباتٍ، أو ما يشبه الانتخابات، نوعاً من الانتحار، في ظل سلطةٍ لا سقف لبطشها، ولا قاع لوحشيتها، تمارس القتل والحرق، بوصفه منتهى الإنسانية، وتمارس الإقصاء والنفي، باعتباره منتهى الوطنية.
في مصر، وفي كل الدول المنكوبة بطغيان القوة العسكرية، لا يخرج مفهوم الطغاة للعبة الانتخابات عن كونها محرقةً فاخرةً لكل أشكال المعارضة، يؤدي فيها المعارض وظيفة الفراشة التي يدعونها إلى النور، فلا تجد إلا ناراً مستعرة، تحيلها إلى رماد، وتعدم فكرة المعارضة ذاتها، وتضاعف إحساس اليأس واللاجدوى لدى الجمهور العادي الذي صوروا له أشكالاً من المعارضة وكأنها تحمل قدراتٍ استثنائيةً على مواجهة الطغيان.*
في الحالة المصرية، كان واضحاً منذ البداية أن السلطة تمتلك من جرأة الطغيان، وقوة العصف بالقانون، والفتك بأي اعتبار أو معيار محترم، ما يجعل الوصول إلى حلبة السباق (الخادع) معها مرهوناً بمشيئتها، مستخدمة في ذلك كل مفردات إرهاب الخصوم، وترهيب الجمهور، ابتداءً بوضع قواعد للعب تقتل أي فرصة لمنافسة حقيقية، مروراً باستخدام أدوات النظام الكهنوتية، التي تمنح الحاكم حصانة إلهية، وليس انتهاءً بالتكفير باسم الوطنية، الذي يجعل التفكير في إزاحة الحاكم المهيمن، بالصندوق أو بغيره، عملاً خيانياً.
بهذه الوضعية، تحولت فكرة الانتخابات إلى مصيدةٍ أنيقة، تتألق أضواؤها، فتهرع إليها الفريسة، تلو الأخرى، بينما القناصة الماهرون يعتلون سطح الكرنفال، مطلقين النار على كل من يقترب، ومكبرات الصوت تنادي هلموا إلى العرس الديمقراطي.. هلموا إلى الجحيم.
وعلى ذلك، لم تكن المطالبة بالنأي بالنفس عن جحيم الانتخابات العبثية نوعاً من الترف السياسي، أو إفراطاً في التشاؤم، أو جموداً في رفض كل فرص الحلحلة، وفتح المجال العام، كما صاح الذين قلنا لهم إنها مقتلة لا تذهبوا إليها بأرجلكم، بل كان الأجدر بمن يريد معارضةً حقيقية فعلاً أن يترك السلطة عاريةً من أي رداء لديمقراطية مزيفة، فلا يساهم في إضفاء معقوليةً على جحيم مستعر بالجنون.
غير أن الفراشات التي ذهبت إلى الحريق، المخلصة منها والموظفة، لم تتوقف عن الركض على طريق العبث، إلا بعد أن صنعت لافتةً طويلةً تقول: هنا انتخابات، أو ما يشبه الانتخابات.
وأنت تتابع مأساة اقتياد المستشار هشام جنينة إلى ظلمة الاعتقال، مشروع النائب المدني لمشروع المرشح العسكري المحتمل، سامي عنان، وابتلاع الصمت لمشروع المرشح المدني خالد علي، وقبلهما مشروع جنرال أبو ظبي، أحمد شفيق، من حقك أن تسأل عن حصاد هذه المغامرة المجنونة؟
هل انفتح المجال العام أمام خالد علي ومشروع حملته؟
هل أسهم استدعاء الجنرالات، بأوهام ولائهم للدولة المدنية الديمقراطية العادلة، في خلخلة منظومة الطغيان والفساد الجاثمة على صدر مصر؟
الحصاد المر، للأسف، أن ما يسمى المجال العام ضاق بما لم يعد يسمح بالتنفس، والأمل في خلاص عسكري من العسكر اختنق في الصدور الباحثة عن بصيص نور، والتشظي والانقسام داخل ما تسمى كتلة مدنية ثورية، بات أفدح مما كان، وكما كتبتُ سابقاً “في المحصلة، نحن أمام يافطةٍ صنعت بعناية، تقول إنه ليس في مقدور أحد أن يزيح عبد الفتاح السيسي عن السلطة، التي وصل إليها بالقتل والتآمر، لا جنرال سابقاً يستطيع منازلته، أو حتى يستطيع الوصول إلى ساحة النزال من الأصل، ولا مرشحاً مدنياً يملك الفرصة للوقوف في وجهه”. ومرة أخرى، لا يستطيع العقل أن يستوعب هذه الأخطاء التكتيكية العجيبة التي تطوع بها المشاركون في اللعبة، كما فعل الجنرال عنان، وهو يشير إلى الثغرة القانونية التي يمكن اصطياده بها في إعلان اعتزامه الترشح، وكما فعل المستشار هشام جنينة في حواره الانتحاري الذي أعلن به حرب الأسرار والوثائق، كما لا يمكن تفسير حجم الهشاشة القاتلة فيما يفترض أنها جبهة واحدة (جبهة عنان) إلا بأن كل هؤلاء يتسابقون في حشو بنادق القناصة بالرصاص، ووضع علاماتٍ إرشاديةٍ فوق رؤوسهم.
فالإدارة، خاصة وزارة الخارجية، بقيت في ردودها في إطار التعميم. واكتفت بالتشديد على أهمية أن تجرى الانتخابات “المسرحية” بصورة “حرة ونزيهة وشفافة، ليس فقط في مصر بل في أي بلد في العالم”. وكأن الحالة الانتخابية المصرية الراهنة لا تتميز بخصوصياتها السلبية عن سائر الحالات الانتخابية الدولية.
وحسب مراقبين، فإنه ليس من المستبعد أن تكون إسرائيل قد لعبت دورها في حمل الإدارة الأمريكية على غض النظر عن الموضوع الانتخابي بمصر، دعما لحليفها الاستراتيجي السيسي.
ومن ثم تغيرت مواقف الإدارة الامريكية، وهي التي كانت قد أوقفت تسليم مصر مساعدات مالية بقيمة 96 مليون دولار وتأجيل منحها مساعدة عسكرية بقيمة 195 مليون دولار بسبب ممارساتها القمعية في مجال حقوق الإنسان.
نفــاق صندوق النقــد
وفي سياق النفاق الدولي الذي تمارسه الأطراف الفاعلة في الخريطة الدولية كشف مسئولون في وزارة مالية السيسي أن صندوق النقد الدولي عدل موعد إجراء المراجعة الثالثة للاقتصاد المصري إلى ما بعد إجراء الانتخابات المقررة في الفترة من 26 إلى 28 مارس إلى مايو المقبل، حيث ستجري المراجعة المقبلة، وليس فبراير كما كان متفقا عليه وقت اعتماد البرنامج المصري للإصلاح الاقتصادي.
واشترط صندوق النقد لدى الاتفاق على منح مصر قرضا بقيمة 12 مليار دولار نهاية 2016 إجراء مراجعتين للاقتصاد خلال فترة تنفيذ البرنامج الاقتصادي المتفق عليه في فبراير ونوفمبر لثاني من كل عام لمدة 3 سنوات، إلا أن عدم تنفيذ مصر بعض الإجراءات المطلوبة، أدى إلى إرجاء المراجعة الأولى إلى شهر مايو.
وحصلت مصر مطلع العام الجاري على الشريحة الثالثة من القرض، بقيمة ملياري دولار، ليصل إجمالي ما حصلت عليه إلى نحو 6.08 مليارات دولار.
وتستهدف المراجعة، اتخاذ بعض الإجراءات الاقتصادية الجديدة، والتي من ضمنها رفع الدعم نهائيا عن الوقود، فحسب مراقبين اقتصاديين “لا توجد نية لرفع أسعار الوقود حاليًا، لكن من المتوقع أن تتم زيادة الأسعار قبل حلول العام المالي 2019/2018 المقبل، لخفض العجز المتوقع في الموازنة الحالية، بسبب ارتفاع أسعار البترول عالميًا”.
وهو ما يعني تأجيل الزيادة القاتلة في سعر الوقود لما بعد انتحاب السيسي أو تمرير الاستفتاء عليه في مسرحية القرن في مارس.
وأقدمت الحكومة على رفع أسعار الوقود مرتين بنسب كبيرة، منذ إبرام اتفاقها مع صندوق النقد، جاءت الأولى في نوفمبر 2016، بنسب تراوحت ما بين 30% و47%، والثانية في 30 يونيو 2017 بنسبة تصل إلى 55%.
ويتضمن برنامج صندوق النقد إلغاء الحكومة دعم الوقود خلال العام المالي المقبل، وزيادة أسعار الخدمات والرسوم، وتحرير سعر الصرف، وفرض المزيد من الضرائب.
وبذلك يدعم صندوق النقد وواشنطن السيسي على المكشوف، وهو ما ينعكس سلبا على معيشة المواطن، والذي يجري تشويه وعيه بإنجازات وهمية لا يستشعرها في واقعه ولكنها تداهمه عبر إعلانات الفضائيات على مدار الساعة، وتأتي الانتكاسة الكبرى في ولاية السيسي الثانية.

حكاية رئيس منتخب .. منذ كان نائبًا للشعب
 لا يخشى النظام حتى وفاته بمحبسه بعد انقلاب على شرعيته