الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

صحة المواطن و غذائه قضية أمن قومي ..للرئيس محمد مرسي



.. حــرب الغــذاء ..
(4) " فتـــرة المقـــاومة "


حرب الغذاء. (3) " كنز إسرائيل الاستراتيجي"
يتمثل الفرق الجوهري في إدارة حرب الغذاء بين فترة السادات و فترة حسني مبارك في أن فترة السادات تميزت بالفجاجة و الخبط العشوائي بينما تميزت حرب الغذاء فترة حكم حسني مبارك بالاحترافية و حبكة التعتيم و شناعة التأثير، تحت إشراف مؤسسات الدولة الرسمية بقيادة حسني مبارك " كنز إسرائيل الاستراتيجي" . سبق و أن ذكرنا في الحلقة الأولى من هذه السلسلة أن هناك أربعة مسارات رئيسية في حرب الغذاء هي:
أ- التلويث، ب - التبديد، جـ - التهديد، د ـ التجويع. 
 و في حرب الغذاء الدائرة ضد الشعب المصري المطلوب إبادته، تكفلت دولة مبارك الرسمية برعاية المسارات الأربعة، و تسلم الفجار و عملاء الصهاينة مقاليد الأمور و عملوا بكل أريحية و اديرت خطة الإبادة السرية الناعمة للشعب المصري بخطط مدروسة و على جميع الأصعدة، تعالوا نستعرض منها طرفاً مما يخص حرب الغذاء تحديداً..
 أ‌- التلويث: في مجال الزراعة تم التعاون رسمياً مع إسرائيل و اطلقت يد الخبراء الصهاينة في الزراعة المصرية لا سيما مع تعيين وزير الزراعة ذو الأصول المارونية الصهيونية " يوسف أمين والي موسي ميزار" عام 1984، و الذي دمَّر الزراعة المصرية بمعاونة أقاربه الصهاينة.
 رغم تقدم الكيان الصهيوني المسمى إسرائيل في مجال تقنيات الزراعات المحمية و نظم الري الموفرة للمياه إلا أن التعاون مع خبراء الكيان المحتل اقتصر تقريباً على خطة التدمير بإجراءات مدروسة و ممنهجة كان أهمها:
 1- استنبات البذور الإسرائيلية المعدلة جينياً أو المعالجة بالأشعة في الأرض المصرية و تجربة تأثيرها على المستهلك المصري باعتباره كائن لا قيمة له.
 2- توطين و نقل الآفات الزراعية إلى الزراعة المصرية، فتم توطين الفأر النرويجي الذي هو أخطر من الجراد و ظهرت حشرات لم تعرفها الزراعات المصرية في تاريخها قبل عهد حسني و على رأسها الدبور الأخضر.
 3- انتشار الري باستخدام مياه صرف الأراضي "مياه الرشح"، و المياه الجوفية السطحية في الوادي القديم، و تتمثل خطورتها في أن هذه المياه قد تم الري بها مسبقاً و عندما تسربت في باطن الارض أخذت معها النسبة الكبرى من المبيدات و الأملاح الزائدة و كافة الملوثات، و في كل مرة يعاد رفعها و الري بها تحصل على مبيدات و ملوثات إضافية فتتضاعف نسب تركيز الملوثات و تصل إلى معدلات خطيرة قاتلة.
 4- الري بمياه الصرف الصحي غير المعالجة، فقد تجاهلت الدولة الظاهرة مما شجع على انتشارها بشكل وبائي بل أن بعض شركات المنتجات الغذائية مثل الشيبسي و غيرها تعاقدت مع مزارعين يروون محاصيلهم بمياه الصرف الصحي.!!! و قد ذكر في تقرير حالة البيئة في مصر عام 2009 أن "تركيز المواد العضوية (الطلب البيوكيميائي على الأكسجين) قد تجاوز الحد المسموح به (6 ملغم/لتر) في جميع قنوات الري".، كما وجدت الدراسة أن متوسط تركيزات الأمونيا في معظم نقاط الرصد في قنوات الدلتا قد تجاوز الحدود المسموح بها وأن عدد خلايا البكتيريا القولونية يتجاوز الحدود الآمنة (1,000 خلية لكل 100 ملليتر) التي تحددها منظمة الصحة العالمية، و أن لذلك صلة بارتفاع عدد حالات الفشل الكلوي وسرطان الكبد وأمراض الجهاز التنفسي في مصر بسبب استخدام مياه غير نظيفة لري الخضروات ومزارع الفاكهة. 5- تم إغراق البلاد بكافة أنواع المبيدات السامة المميتة و المسرطنة و الممنوع استخدامها عالمياً فقضت على الأعداء الطبيعيين للآفات من طيور و حشرات مفيدة، مما جعل تكرار استخدام المبيدات و التوسع فيها أمراً حتمياً لحماية المحاصيل، و قد أدى ذلك إلى تلويث كامل سلسلة الغذاء ابتداءً من الخضروات الطازجة إلى المصنعة إلى لحوم الذبائح التي تتناول الأعلاف النباتية. كذلك تلوثت المياه الحوفية و مجاري الترع و تسممت الأسماك و انخفضت الثروة السمكية و طال التلوث بالمبيدات كل شيء، حتى أنهم قاموا برش البطاطس بالمبيدات الحشرية التي تحتوي على سم الدوكساين لإطالة فترة صلاحيتها، و أكلها ولا زال يأكلها الشعب الطيب الصبور المهاود.!!!
 6- استخدام الهرمونات المسرطنة في مزارع الدجاج و تسمين العجول و زيادة إنتاج الحليب في مزارع الأبقار.
 7- تم استيراد الأطعمة و المواد التموينية الملوثة و الأسماك و اللحوم الفاسدة و المنتهية الصلاحية، و الغير صالحة للاستخدام الآدمي، و تسويقها في السوق المصرية، و أذكركم بحادث صحوة الضمير الألماني عندما اعترض ناشطون ألمان قطاراً محملاً بالمواد الغذائية الملوثة بالإشعاع كانت في طريقها للميناء لتصديرها لمصر. كل ما سبق غيض من فيض في حرب ممنهجة قَصَدَتْ و أَدَّتْ إلى انتشار الأمراض بشكل موسع و خطير بين عموم الشعب المصري و على رأسها أمراض الجهاز الهضمي ، و أمراض الجهاز العصبي، و التسمم، و آلام المفاصل، و التأخر الذهني، و الفشل الكلوي و الكبدي، و السرطان، و تدمير الخصوبة، و أمراض الحساسية، و الخلل الوظيفي لمختلف أعضاء الجسم، و أحياناً الدخول في غيبوبة تصل إلى حد الموت.
 ب - التبديد: قام مبارك كنز إسرائيل الاستراتيجي بالعديد من الإجراءات التي من شأنها عرقلة المشروعات الغذائية و منع النمو و تبديد الموارد المتاحة و منها على سبيل المثال:
 1- عدم تبني أي مشروع جاد لتوفير مليارات الأمتار المكعبة المهدرة من المياه بأراضي الدلتا القديمة و الوادي بسبب نظام الري بالغمر و الذي يمكن توفير ثلاثة أرباع مياهه في معظم المزروعات لو استخدمت تقنيات و نظم الرش أو التنقيط و الاستفادة بالفائض في مضاعفة الرقعة الزراعية.
 2- التجاهل التام للمشروعات التي قام بها الشباب في استصلاح الأراضي و خاصة في سيناء، بل أن الدولة حاربتهم بمطالبتهم بتسديد مقابل الأراضي التي استصلحوها دون أن تقدم لهم أي دعم أو رعاية و لم توصل لهم أي خدمات. 3- تعمد إهمال و إبطاء وتعويق مشاريع التنمية الزراعية و اقتصارها على ما يصب في صالح حيتان عصابة مبارك أو خطته المستقبلية لتوصيل مياه النيل لإسرائيل.
 4- قتل مبارك مشروع قناة جونجلي في جنوب السودان لزيادة موارد مصر و السودان المائية، و ساعد على انفصال الجنوب ليموت المشروع نهائياً لصالح إسرائيل بعد ان أنفقت عليه مصر و السودان نحو 100 مليون دولار.
 5- خُصِصَت معظم الأراضي الجديدة لمستثمرين أجانب أو وسطاء لأجانب أو حيتان من عصابة مبارك و لم ينال الشباب المصري منها سوى فتات من أردأ و أبعد تلك الأراضي لذر الرماد في العيون، و يكفي أن نعرف أن مشروع توشكا الفاشل، و الذي كلف الدولة 10 مليارات جنيه من أموال الشعب بأسعار التسعينات، لم يخصص منه للشباب قيراط أرض واحد، بينما حصل ملياردير سعودي مثل الوليد ابن طلال على 100ألف فدان بسعر 50 جنيه للفدان أرض بكر تزرع لأول مرة في التاريخ، علماً بأن فدان الأرض البور في الدلتا وقتها كان سعره 100000 جنيه مصري.!!!
 6- عمد خبراء إسرائيل الذين استقدمهم يوسف والي وزير مبارك إلى القضاء على الثروة الجينية للمحاصيل المصرية الأصلية التقليدية فاختفت أصناف من منتجات الزراعة المصرية للأبد و و لم يعد لها وجود بالسوق المصرية، لتحل محلها البذور الإسرائيلية.!!!
 التهديد: 
 1-عمد نظام مبارك إلى إفقار و إعاقة الفلاحين، بعدم تقديم أي دعم حقيقي و عدم شراء انتاجهم بقيمة عادلة، بينما تم استغلال حاجتهم بقروض البنك الزراعي التي ضاعفت مشكلتهم و حملتهم أعباء الديون بفوائد ربوية عالية و هددتهم بالحجر على أراضيهم. 2- لم يتح نظام مبارك الفرصة الحقيقية للشباب للانطلاق في البحث عن المياه الجوفية في الأراضي البكر و استصلاح الأراضي حيث كان من يقوم بذلك يتحمل كافة المخاطر وحده بداية من مشاكل النقل و التسويق إلى خطر مصادرة الأرض في أي وقت بذرائع شتى.
 جـ - التجويع: يرتبط التجويع بالتبديد و التهديد لذلك فكل النقاط التي سبقت تحت عنوان التبديد و التهديد يمكن إدراجها أيضاً تحت عنوان التجويع ، مضافاً إليهم التالي:
 1- تم تغيير نمط المحاصيل المصرية بالتركيز على زراعة محاصيل ضعيفة القيمة مثل الشمام و الجريب فروت و غيرها بغرض التصدير أساساً لصالح طبقة رجال أعمال محدودة، بديلاً عن المحاصيل القومية الاستراتيجية مثل القمح و القطن و غيرها.
 2- عمد مبارك و نظامه إلى تجويع الشعب المصري فلم يقدموا أي حلول جوهرية لحل أزمة نقص الغذاء في مصر بل ساهموا بتبديد الموارد في تفاقمها.
 3- رغم أزمة رغيف الخبز المزمنة في مصر منع مبارك التوسع في زراعة القمح بتوجيه مباشر منه شخصياً، و لما سُأل عن السبب رغم العجز و الحاجة الماسة إليه رد العميل مبارك بصراحة و وقاحة " أمريكا عايزة كده" .!!! أكتفي بهذا القدر الكافي عن فترة مبارك و أختم بشهادة شيخ الجيولوجيين الدكتور/ رشدي سعيد في 2006 حيث قال:
 " في الـ ٣٠ عاما الأخيرة أنا لدي شعور أن هناك خطة ممولة لجعل مصر بلدا «معالاً» شأنه في ذلك شأن السلطة الفلسطينية وأفغانستان أو أوغندا، بلدا يعيش علي المعونات، عملية تدمير القوي الإنتاجية لمصر مخططة، عملية تصحير مصر حتي يمكن تطويعها من بين دول العالم النامي، وجعلها تحت الأيدي دائما هذا يمنحها وهذا يمنعها مخططة، وإلا فسروا لي ما حدث لمصر في الـ ٣٠ عاما، ماذايعني ما حدث إلا تدمير مصر؟"..... انتهى كلامه.



..................



ليست هناك تعليقات: