الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

من أراد أن يتعامل مع مصر فليعرف من تكون.



كيــف نفهــم مصــر ؟؟!



لكل شعب خصائص يتميز بها عن غيره من الشعوب ومصر كذلك تتميز ببعض الخصائص التى تميزها وتعطيها طابعا خاصا
وهذه الخصائص والميزات يجب على كل من يتطلع إلى حكم مصر أن يعيها جيدا بل إن تلك الخصائص فرضت نفسها حتى على كل من حاول أن يستعمر هذا الوطن من الغزاة..
ومن أهم هذه الخصائص فى عجالة ما يلى :
1 - مصر الدولة الوحيدة التى ذكر اسمها فى القرآن الكريم صراحة وهذا مؤشر على أنها كانت أمة واحدة حتى أصبح اسمها علما على المكان وعلى الشعب فى آن واحد وهو يؤشر على أن مصرغير قابلة للتقسيم أو التجزئة وستظل مصر ما دام القرآن يتلى
 يتميز الشعب المصرى بوحدة لحمته وهو غير قابل للتفرقة والفرقة لهذا لا تنجح أى تدابير من شأنها أن تفرق هذا الشعب برغم تنوع سلالاته ورحابة خصائصه الديموغرافية..
فالوحدة فى كل الأمم هى أساس وحجر الزاوية للاستمرارية والنهضة بيد أنها فى مصر أضحت حالة مزاجية ونفسية حتى للأفراد ، فالفرد المصرى لا يعرف للإبداع طريقا إن غابت عنه هذه الوحدة ، بل سينعكس حتى على تعامله اليومى مع كل من وما يحيط به
ومن العجيب والغريب الذى يبين مدى أهمية الوحدة لدى الشعب المصرى أن أعتى الطغاة لم يستطع أن ينل من هذه الوحدة حتى فرعون نبى الله موسى رضخ لتلك الوحدة ، لننظر إلى قوله تعالى ( قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى ) سور طه آية 59 ، فهو عندما خيلت له نفسه المتكبرة أن يظهر على نبى الله موسى وعرض عليه المناظرة - ان جاز التعبير - اختار موسى عليه السلام يوم عيد للمصريين وهو يوم الزينة حيث يجتمع الناس ( وأن يحشر الناس ضحى ) فكان تأييد الله لنبيه أمام الجموع المحتشدة حتى آمن سحرة فرعون وأظهروا للناس كفر فرعون وقبح عمله ، الشاهد هنا ان الجمع والحشر واجتماع الناس يوم عيدهم دليل على وحدة هذه الأمة من قديم الزمن ودليل بين على أن سعادته لا تكتمل ولا تظهر بوادرها إلا باحساسه بالوحدة وأن أعياده لا تكتمل إلا بالالتقاء والتواصل المجتمعى ، وكأن هذه الوحدة هى خط أحمر لا يستطيع أعتى الطغاة أن ينال منها وإلا أُسقِط وحورب..
2 - يتميز الشعب المصرى فكريا وثقافيا بظاهرة فريدة وهى أنه غير قابل للتشكل الثقافى الخارجى أو الاستجابة لفرض ثقافة مختلفة أيا كان مصدر الثقافة غير أنه فى ذات الوقت يمتص الثقافات الأخرى مع ما يتماشى مع فكره ومزاجه العام أى أنه يبتلع الثقافات ويصبغها بصبغة مصرية لتخرج من رحمه ثقافة مصرية خالصة متنوعة المصادر وهو ما يعطيها صفة الاستمرارية
سأضرب مثالا بسيطا معبرا ، عندما دخل جهاز التليفزيون مصر كانت مصر تقبع تحت الاحتلال الإنجليزى وكان من الطبيعى أن تكون اللغة الإنجليزية لغة سائدة أو على الأقل لغة الصفوة ومع ذلك ظلت اللغة الإنجليزية محتجزة داخل أروقة الحكم ولم تنتشر بين جموع الشعب والمدهش أن الإنسان المصرى حينما أراد أن يسم هذا الجهاز الجديد لم يختر له اسمه الإنجليزى (تليفشن) أو( تليفيجن ) ( Television ) بل اختار الاسم الفرنسى لأنه الأقرب إلى لغته من حيث النطق والمزاج فسماه ( تلفزيون ) ( télévision ) ، وهو تفرد الشخصية المصرية التى تأبى الا ان تفرض نفسها حتى فى أشد لحظاتها ضعفا واستكانة..
التنوع الثقافى للثقافة المصرية جعلته حالة فريدة من نوعها سواء بسبب تنوع الاجناس والسلالات أو بسبب موقعها الجغرافى فهى تعتبر ملتقى الثقافات سواء من ناحية الغرب فى مطرح وما يحاذيها وتمتد لثقافات المغرب العربى أو فى الجنوب فى أسوان وبلاد النوبة وحلايب وشلاتين وهى امتداد للسودان والعمق الإفريقى بثقافاته المختلفة أو فى سيناء حيث الامتداد الثقافى لشبه الجزيرة العربية والشام وما وراء النهرين والهند إلى حدود الصين وهى امتداد لعمق الثقافات الحالية والتاريخية لهذه المنطقة الخصبة بثقافات وحضارات رائدة ، ثم أخيرا الحدود الشمالية والبحر الأبيض المتوسط والذى لم تمنع مياهه أن تكون امتدادا للثقافات الأوروبية المختلفة..
3 - يتميز الإنسان المصرى فى كثير من الأحيان بلمحة من الغموض التى اكتسبها من طبيعة الحياة وجغرافية المكان لذا صعب على كثير ممن تعامل مع شعب مصر سواء من الغزاة أو حتى ممن ولى حكمها أن يعلم خطواته المستقبلية أو حتى ردة فعله وهى خاصية قد لا يلتفت إليها الباحثون كثيرا مع أن التاريخ يدل عليها..
4 - على عكس ما يشاع من أن المصرى يرضخ للذل والعبودية طوعا وهذا على غير الحقيقة فهو حينما يرضخ لذل حاكمه الطاغية انما يكون باختياره ومحض إرادته واحيانا بتلاعب بعض الطفاة باحلامه وعقله كقوله تعالى ( فاستخف قومه فاطاعوه ) لكنه لا يرضخ الا طواعية ويعجز اى طاغية أن يستبد به كرها وجبرا دون اقناع حتى ولو مزيف شريطة كما قلنا أن لا يمس تلك الخطوط الحمراء التى ذكرناها
ويتضح ذلك جليا فى قصة ابن عمرو ابن العاص رضى الله عنه والمصرى
فيذكر ابن عبد الحكم أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال له : يا أمير المؤمنين ، عائذ بك من الظلم. قال : عذت معاذًا ، قال : سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته ، فجعل يضربني بالسوط ، ويقول : أنا ابن الأكرمين
 فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه هو وابنه ، فقدما ، فقال عمر : أين المصري ؟ خذ السوط فاضرب
فجعل يضربه بالسوط ، ويقول عمر :
اضرب ابن الأكرمين ، قال أنس : فضرب فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه ، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه. ثم قال عمر للمصري : ضع على صلعة عمرو فقال: يا أمير المؤمنين ، إنما ابنه الذي ضربني ، وقد اشتفيت منه ، فقال عمر لعمرو : مُذ كَمْ تعبدتم الناس ، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟! قال : يا أمير المؤمنين ، لم أعلم ولم يأتني
لذلك فطن عمرو ابن العاص لطبيعة الشخصية المصرية مبكرا فعقد معهم وثيقة الإسلام التى ينادى بيها وهى مبادئ الإسلام التى أبهرت العالم بعظمتها وسماحتها وحرصها على العدل وكرامة الاسان وكان فى مقدمة الوثيقة :
( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر ، الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبهم ، وبرهم وبحرهم ، لا يدخل عليهم شيء من ذلك ولا ينتقص ، ولا يساكنهم النوب ، وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية إذا اجتمعوا على هذا الصلح .. )..

5 - تفرد موقعها الجغرافى سواء من ناحية الموقع الفريد والذى يتوسط العالم القديم بكل ثقافاته وأجناسه أو من ناحية طبيعتها الجغرافية متعددة الأشكال وبالتاكيد فان جغرافية المكان من حيث الموقع أو الطبيعة لم تعط أهمية لمصر من ناحية القوة والمكانة فقط بل ساهمت أيضا فى صناعة الإنسان المصرى وأعطته زخما وتفردا وقدرة على التعامل مع مختلف الظروف والمواقف
فمن حيث الموقع فهى رمانة الميزان وملتقى الثقافات وواسطة العقد وكأنها بوابة الكون إلى الأرض
ومن حيث الطبيعة فكم من الحيرة تنتابك لتصفها فهى بلد زراعية كانها جنة خضراء ليس بها حبة رمل وهى بلد صحراوية تشعر أنها لا تعرف للخضرة مكانا ، هى واحة حينا وشبه واحة حينا آخر ، هى بلد بدوية كما أنها حضرية ، وهى دولة بر كما أنها دولة بحرية من طراز فريد ، تشعر أنها بلد المتناقضات لكنها فى الحقيقة هى بلد تختصر البلاد فيها
وحقا لقد وافق مفكرنا الراحل جمال حمدان الصواب حينما وصف عبقرية المكان بقوله عن جغرافية مصر (فلتة جغرافية لا تتكرر فى أى ركن من أركان العالم فالمكان ، الجغرافيا كالتاريخ لا يعيد نفسه أو تعيد نفسها ، تلك هى حقيقة عبقريتها الاقليمية)
حينما يسير النيل بين ربوعها فهو يتخطى كونه نهرا ليغدوا فيلسوفا شاعرا على عرش الملك تحوطه الدنيا على ضفتيه وكأن الطبيعة اختصرت الأرض على ضفافه من حدودها الجنوبية حتى المصب
كل تلك الخصائص والعوامل جعلت الانسان المصرى دائم التطلع للأفضل على مستوى الأمة حتى وان رضى لنفسه بالقليل
هلا فهم الساسة والصفوة من المثقفين كيفية التعامل مع هذه الأمة وهذا الشعب ؟
لم يكن مغزى مقالى أن أفضل شعب مصر على غيره من الشعوب فلكل شعب خصائص تميزه عن غيره وإنما كانت محاولة سريعة لمعرفة كيف نفهم مصر وكيف نفهم شعبها لنصل إلى جملة مفادها...
... من أراد أن يتعامل مع مصر فليعرف من تكون ...
بقلم : دكتور أحمد كلحى






قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



الأحد، 28 سبتمبر 2014

بين ثورة الفكر وفكر الثورة‎ فى مصر .المجــاهد أحمد حسين ..



مصر ليست ضيعة أو عزبة تتداولونها في الحكم



أحمد حسين .. مفجر الثورة فى الجامعة 
وقــائد المظــاهرات التى طالبت برحيـل الملك 
وتطهير البـــلاد من الفســـاد
.. فى ذكرى وفاة زعيم مصر الفتاة.. بين ثورة الفكر وفكر الثورة‎..
- مشروع القرش أنقذ الصناعة المصرية من التدهور .. "والطربوش "للتمسك بالهوية الشرقية والإسلامية
طه حسين يفتري عليه باتهامات باطلة و حكومة النحاس تقول إن مشاريعه ضد الوطنية المصرية لمجرد التفاف الأمة حوله
- سحب البساط من الوفد فتعرضت مقرات مصر الفتاة للإغلاق، والنحاس يتهمهم بالعمالة  لدولة أجنبية
- اتهم الملك بالخيانة وقال:"إن مصر ليست ضيعة أو عزبة تتداولونها في الحكم..
فى مثل هذا اليوم السادس والعشرين من شهر سيتمبر فقد الأفق الفكرى والثورى والسياسى الأستاذ أحمد حسين الرجل الذى تجمع لديه ثورة المفكر وفكر الثورة وهو من الزعامات التي أثارت قدرا كبيرا من الجدل السياسي؛ حيث ظهر كزعيم جماهيري ثوري منذ أيام دراسته في الجامعة، وتبنيه في تلك الفترة لمشروع وطني عرف بـ"مشروع القرش"، ويهدف إلى تحقيق الاستقلال الوطني في ناحية الصناعة، كما أنه كان من رواد إدخال الفكرة الإسلامية إلى العمل السياسي في مصر عقب إنشائه "الحزب الوطني القومي الإسلامي" الذي دعا إلى الوحدة العربية بعد حزب مصر الفتاة ، ووجود الشريعة الإسلامية في دستور البلاد وهو الأخ الأكبر للمفكر الكبيرعادل حسين ووالد المناضل مجدى حسين مؤسس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب الذى يدفع الآن ضريبة كفاحه ضد الحكم العسكرى خلف أسوار سجون المستبدين..
ولد أحمد حسين في 8 ربيع الأول 1329هـ الموافق 8 مارس 1911م بحي "السيدة زينب" بالقاهرة، وتلقى تعليمه الابتدائي في "مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية"، ثم انتقل منها إلى مدرسة "محمد علي الأميرية".
كان الحس الإسلامي موجودا عنده منذ الصغر، ففي دراسته الباكرة ألف مع صديقه "فتحي رضوان" -الذي أصبح أحد كبار الصحفيين والكتاب المصريين- جمعية مدرسية سميت بـ"جمعية نصر الدين الإسلامي"، والتي استمرت فترة قصيرة، لكنها توقفت بسبب ضغوط ناظر المدرسة آنذاك.
وعندما بدأت المرحلة الثانوية كان أحمد حسين في مدرسة الخديوية الثانوية، وازداد اهتمامه بالمسرح والتمثيل، ونمت عنده موهبة الخطابة، ونما عنده الحس الوطني، وقد أنهى دراسته الثانوية في 1347 هـ / 1928م، ثم التحق بكلية الحقوق، وفي أثناء دراسته ازداد شغفه بالسياسة، وبدأ في ممارستها عمليا، وكان من أبرز مشروعاته وأفكاره "مشروع القرش".
... مشروع القرش وأسيس الصناعات الوطنية ...
تبنى أحمد حسين مع فتحي رضوان "مشروع القرش" سنة 1350 هـ / 1931م؛ وذلك لحث كل مواطن مصري على أن يتبرع بقرش واحد لإنقاذ الاقتصاد المصري الذي كان يعاني آنذاك من آثار انخفاض أسعار القطن في الأسواق، ويمكن النظر إلى المشروع من أكثر من زاوية، فمن أهدافه -كما قال أحمد حسين نفسه- "نشر روح الصناعة الوطنية في كل مكان"، كما أنه كان بداية للأفكار الاشتراكية لدى الرجل، والتي تقوم على فكرة إنشاء صناعات قومية يساهم فيها الشعب نفسه، وتكون مملوكة له، وهو ما عبر عنه بقوله: "ولما كانت الصناعة تحتاج إلى رءوس أموال، لم أشأ أن تُجمع رءوس الأموال من بضعة أفراد؛ بل رأيت أن مما يحقق غايتها بكمالها أن يساهم الشعب مجتمِعا في إنشاء هذه الصناعات القومية؛ ليظل حريصا على تشجيعها فيما بعد".
كما أن المشروع جاء في إطار معركة شهيرة عرفت في مصر بمعركة الطربوش، فمصر كانت تستورد الطرابيش إلى أن أنشأ محمد علي باشا –حاكم مصر- مصنعا لتصنيع الطرابيش، لكن بعد تحالف الدول الغربية ضد مشروعه في مصر عام 1840م توقفت كثير من المصانع، ومن بينها مصنع الطرابيش، وعادت مصر إلى الاستيراد مرة أخرى.
... معركة الطربوش والصراع مع الوفد ...
لكن المعركة التي اشتعلت في تلك الفترة كان الطربوش فيها يعبر عن رمزية، ورمزيته تعني التمسك بالهوية الوطنية المصرية الشرقية والإسلامية، في مقابل الهويات التي كانت تطرح نفسها في ذلك الوقت، خاصة الانجذاب نحو الغرب؛ حيث كان أنصار هذا الاتجاه يرون أن القبعة هي بديل الطربوش الذي من المفترض أن يرتديه المصريون كغطاء للرأس؛ وكان من أنصار القبعة الكاتب الشهير سلامة موسى الذي رأى في الطربوش تمسكا بالحكم التركي، وفي المقابل كان أنصار الطربوش يلعنون القبعة ومن يرتديها، فكانت معركة كبيرة امتد جدالها وزخمها إلى الشارع المصري، وفي هذه الفترة ظهر مشروع أحمد حسين "القرش"، وكان لما يزل طالبا في الفرقة الثانية بكلية الحقوق، وكان يعتبر أنه من العار على المصريين أن يستوردوا زيهم القومي من الخارج
... بين مزايدات صدقي وغضب النحاس...
رأت حكومة صدقي باشا في المشروع فرصة لها لتحقيق قدر من الشعبية بين المصريين، وربما لتوظيف فكرة المشروع في إطار صراعه السياسي مع حزب الوفد آنذاك؛ ولذا أصدر أوامره للحكومة بأن تقدم كل التسهيلات للمشروع، وربما هذا ما يفسر الموقف العدائي الذي اتخذه الوفد من المشروع، حتى إن زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس باشا اتخذ موقفا عدائيا صريحا منه، متهما إياه بأنه مشروع ضد الوطنية المصرية، وقال: "إن المشروع انحراف بجهود الشباب عن قضية مصر الحقيقية"، ويقصد بها الاستقلال، بل إن الدكتور طه حسين نفسه رأى في المشروع نوعا من "هروب الشباب عن ثورة الفكر". 
الطريف أنه في تلك الفترة ظهرت "تقاليع" للطرابيش؛ مثل استبدال اللون الأحمر التقليدي للطربوش باللون الأخضر، وهو لون علم مصر آنذاك.
شارك آلاف المتطوعين في كافة أنحاء مصر في "مشروع القرش"، وحظي بدعم الكثير من الأحزاب باستثناء الوفد، وحظي بدعم الحكومة، حتى إن فرق الموسيقى العسكرية كانت تشارك في بعض حملات المشروع، وتقيم لها الحفلات الغنائية، كما شارك الشاعر الكبير أحمد شوقي في دعم المشروع بأشعاره، وكان مما قاله:
علم الآباء واهتف قائلا    أيها الشعب تعاون واقتصد
إجمع القرش إلى القرش يكن    لك من جمعهما مال لبد
أطلب القطن وزاول غيره    واتخذ سوقا إذا السوق كسد
كان الكثير من الطلبة في الجامعة يحملون عددا من دفاتر المشروع، ويذهبون بها إلى مدنهم وقراهم لجمع التبرعات، فكانت حملة يغلفها الحماس القوي والوطنية، حتى بلغت حصيلة المشروع في العام الأول نحو (17) ألف جنيه، وفي العام التالي نحو (13) ألف جنيه، وهو مبلغ ضخم جدا بمقاييس ذلك الزمن، وكان شعار اللجنة التنفيذية للمشروع "تعاون وتضامن في سبيل الاستقلال الاقتصادي". 
أسفر مشروع الطربوش بالفعل عن إنشاء مصنع في العباسية (في شارع مصنع الطرابيش) بالتعاقد مع شركة هاريتمان الألمانية، وافتتح المصنع في 15 فبراير 1933م.
... جمعية مصر الفتاة وجريدة الصرخة ...
ظهر اسم مصر الفتاة عام 1929 لأول مرة، ثم بدأت تتكون ملامح تلك الجمعية الوطنية إبان "مشروع القرش"، وفي جمادى الآخرة 1352 هـ / أكتوبر 1933م تشكلت جمعية "مصر الفتاة"، وأعلنت رسميا تحت رئاسة "أحمد حسين"، واتخذت من جريدة "الصرخة" لسانا لها، وكانت جمعية ذات أهداف وطنية فكان من مبادئها أن على كل مصري أن يؤمن بأن مصر فوق الجميع، وأن يشعل القومية المصرية، وأن تصبح الكلمة المصرية هي العليا وما عداها لغوا، وكان من متطلباتها:
 "لا تتحدث إلا بالعربية"، و"لا تشتر إلا من مصري"، و"لا تلبس إلا ما صنع في مصر"، و"احتقر كل ما هو أجنبي، وتعصب لقوميتك إلى حد الجنون".
كانت الجمعية مقصدا لكثير من الشباب المصريين؛ لما تميزت به من حماسة وحب للوطن، وأنشأت الجماعة جماعات شبه عسكرية عرفت بـ"تشكيلات القمصان الخضراء"، وقد ساندت جماعة مصر الفتاة وزارة علي ماهر باشا في الفترة من يناير إلى مايو 1936م، وهو ما زاد من قوتها.
بين القمصان الخضراء والزرقاء
في 16 شوال 1355 هـ / 31 ديسمبر 1936م تحولت جمعية مصر الفتاة إلى حزب سياسي، فكان حزبا يتمتع بشعبية وسط الشباب المصري، ويتبنى خطا وطنيا قويا ذا تأثير سلبي على شعبية الوفد بين الشباب؛ لذا اتجه الوفد إلى محاربة مصر الفتاة، كما أن تولي مصطفى النحاس رئاسة الوزراء في مصر عام 1936م كان مؤشرا على اضطهاد أعضاء مصر الفتاة وتشكيلات القمصان الخضراء، فأنشأ الوفد تشكيلات شبه عسكرية عرفت بـ"القمصان الزرقاء"، واصطدم هؤلاء بتشكيلات مصر الفتاة، ونتج عن ذلك قتل شخصين، ومن ثم تعرضت مقرات مصر الفتاة للإغلاق، وتوازى مع ذلك حملة سياسية شنها النحاس باشا في مجلس النواب بأن مصر الفتاة تعمل مع دولة أجنبية، خاصة بعد حادث تعرض النحاس باشا لإطلاق نار، فتم إغلاق دور مصر الفتاة، واعتقال الكثير من أعضائها، وعلى رأسهم أحمد حسين.
عندما تولى محمد محمود باشا رئاسة الوزراء في مصر في أواخر 1937م تم استصدار مرسوم يمنع عمل وإنشاء التشكيلات شبه العسكرية في مصر
عندما نزل الألمان الأراضي المصرية إبان الحرب العالمية الثانية وبدءوا يحرزون انتصارات على الإنجليز في مصر، تمكن أحمد حسين من الهرب مرة ثانية من السجن في أثناء علاجه في المستشفى، لكن هزيمة الألمان في معركة العلمين الشهيرة أحبطته؛ إذ كان يأمل أن يستغل تقدم الألمان لإحداث ثورة شعبية تقود إلى تحرير مصر من الاحتلال الإنجليزي، وهو ما جعله يسلم نفسه، فتم حبسه عامين، حتى أفرج عنه عام 1366 هـ / 1946م.
الصرخة... والتنظيمات العسكرية
كانت قيادة مصر الفتاة في يد الشباب، ولم تكن في أيدي الساسة الكبار؛ ولذا كانت حماستهم عالية للغاية، فأنشئوا تنظيما شبه عسكري كان الأول من نوعه في مصر، عرف بالقمصان الخضراء، وأصدروا جريدة شهيرة عرفت باسم "الصرخة" التي طالبت بجلاء الإنجليز عن مصر، وإلغاء نظام الامتيازات الأجنبية، وإدخال الخدمة العسكرية العامة إلى مصر، وظهرت مصر الفتاة كجمعية تريد إصلاح وتطوير البلاد والمجتمع؛ ولذا كانت تتكرر دعواتها لمقاطعة البضائع الإنجليزية، ومقاطعة منتجات ومصانع التبغ التي يديرها الأجانب، ومقاطعة الحانات ودور السكر والخمر. كانت مصر الفتاة تقوم بمسيرات، وتعقد الاجتماعات، وهو ما عرض أعضاءها للاصطدام المتكرر بالبوليس، وعرض بعض أعضائها للاضطهاد.
في عام (1938-1939م) أيدت "مصر الفتاة" الملك فاروق، ونادت بإحياء الخلافة في شخص الملك، وخلعت على الملك فاروق لقب "أمير المؤمنين"، وطالبت بالأخذ بالشريعة الإسلامية باعتبارها أساسا للحياة في مصر، وحمّلت الحضارة الغربية مسئولية تفكك نسيج المجتمع المصري، وإضعاف ما تميز به من تكافل، ونادت بأن تتولى القاهرة زعامة الشرق، وأن يصبح الأزهر الناطق باسم الأمم الإسلامية.
في أواخر الثلاثينيات أولت مصر الفتاة اهتماما بالنواحي الاجتماعية، مثل تحسين مستوى العمال والفلاحين الذين بات الجوع يهددهم، ودعا أحمد حسين إلى أن ينتظم العمال نقابيا، ودعا إلى تأميم قناة السويس، وإعادة فرض الزكاة على كل مصري، وتخفيف عبء الضرائب عن الفلاح.
الاشتراكية... والسجون
في أواخر الأربعينيات كاد حزب مصر الفتاة أن يختفي من على المسرح السياسي؛ نتيجة الإجراءات القمعية التي مورست ضده، ونتيجة للتغيرات التي حدثت في المجتمع المصري في أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، وكان أحمد حسين ضيفا متكررا على السجون، وبعد الحرب العالمية الثانية اتخذ موقفا متشددا، وطالب بالجلاء الناجز للإنجليز عن وادي النيل، وشاركت مصر الفتاة مع قوى وطنية أخرى في حملات لمقاطعة البضائع الإنجليزية.
طالب الحزب بإلغاء كل ما يتعارض من القوانين مع الشريعة الإسلامية، مع مراعاة عنصر التطور،كما ان الحزب طالب بإبقاء القوانين الوضعية مع اقتصار التعديل والتغيير على ما يتعارض منها مع الشريعة الإسلامية،
الاشتراكية والإسلام
ثم كان التغيير في حزب مصر الفتاة، ففي البداية كان شعاره (الله.. الوطن.. الملك)، و(الملك نعظمه، ونلتف حول عرشه) ثم استبدل بذلك شعار (الله.. الشعب)، وكان إسقاط الملك من الشعار واستبدال الشعب به دلالة واضحة حول الرغبة في التغيير، بل إنه تغير اسمه من "مصر الفتاة" إلى "الحزب الاشتراكي"، واعتبر أحمد حسين "أن الاشتراكية من لب الإسلام وصميمه".
حدد الحزب في برنامجه الجديد الملكية الزراعية بخمسين فدانا، وطالب بأن يحل الإنتاج الجماعي محل الإنتاج الفردي، وأن تكون الصناعات الكبرى والمرافق وغيرها مملوكة للدولة. كان هدف الحزب تحرير مصر، واستقلال وادي النيل، وتوحيد الشعوب العربية كلها في دولة واحدة على غرار الولايات المتحدة، وتأليف جيش عربي واحد. رفض الحزب مبدأ المفاوضة لتحقيق الاستقلال، وهاجم الولايات المتحدة وزحفها الاقتصادي على مصر من خلال الدولار، وكان يرى أن تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي لا يكون إلا من خلال إطلاق الحريات على أوسع نطاق.
أوضح الحزب تمايزه في تبنيه الاشتراكية عن الشيوعية، فرأى أن الشيوعية تتنكر للماضي وتتنكر للدين، في حين أن الاشتراكية ترى أن أساسها الدين، وكان أحمد حسين يؤكد دائما على مبدأ الإيمان بالله تعالى، وأن الإسلام دين ودولة، وكان يرفع شعار: "إن الإسلام يحرم الربا فهو يحرم الرأسمالية"، وأن الاستعمار هو ذروة الرأسمالية، وأن الاشتراكية هي ترياق الاستعمار. كان الحزب معترفا به، وكانت له صحيفة يلتقي من خلالها بالجماهير، فكان أكثر التنظيمات تمتعا بالنشاط العلني.
شكل الحزب مجموعات من المتطوعين في أثناء حرب فلسطين عام 1948م، واشترك أنصاره في الحرب غير النظامية على العصابات الصهيونية، وكانت بعض معسكرات أتباع أحمد حسين في سوريا.
كانت رؤية الحزب الاشتراكي أنه بقدر ما يتحطم حزب الوفد ينفتح الطريق أمام الثورة القادمة، وحكم هذا المنطق سلوك الحزب الاشتراكي، فكان أحمد حسين وحزبه يشنون هجوما قاسيا على الوفد ورجاله، وكان نقده اللاذع للوفد محاولة منه لتخليص الجماهير من تراث الوفد الماضي الذي أصابه التكلس؛ حتى إن أحمد حسين نادى في 24 من يناير 1952 بإسقاط حكومة الوفد، ودعا أكثر من مرة إلى تكوين جبهة ثورية، وبذل جهدا كبيرا في التقارب مع التنظيمات الشعبية والثورية.
كانت صحيفته "الاشتراكية" توزع ما يقرب من 80 إلى 100 ألف نسخة؛ وهو ما يؤكد أن نشاط الحزب اتسم بنوع من الإيجابية والفاعلية السياسية.
حريق القاهرة وحبل المشنقة
في 24 يناير 1952 عقد مؤتمرا صحفيا أعلن فيه أنه قرر الانسحاب من الحياة العامة، متوقعا تردي البلاد في الكوارث، وكان ذلك قبل حريق القاهرة بيومين، وقد وجه له البعض أنه يقف هو وحزبه وراء حريق القاهرة الشهير، وقدم إلى المحاكمة، وطالبت الحكومة بإعدامه، وكاد حبل المشنقة أن يلتف حول رقبته.
كان أحمد حسين هو العمود الفقري للحزب، فهو من يكتب ويخطب ويواجه الجماهير، ويواجه ويقابل الساسة حتى إن الملك رأى أن التخلص من التيار يكمن في التخلص من أحمد حسين زعيم الحزب..
مصر ليست ضيعة أو عزبة تتداولونها
أفرج عن أحمد حسين بعد قيام حركة يوليو 1952م، وإسقاط النظام الملكي، وعاد لنشاطه، لكن حل الأحزاب شمل حزبه في 1373 هـ / 1953م، ثم ما لبث أن تعرض للسجن والتعذيب الوحشي في السجن الحربي إبان "أزمة مارس" الشهيرة عام 1954م، والتي دار خلالها صراع على السلطة بين الرئيس محمد نجيب وجمال عبد الناصر الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء، وذلك بسبب برقية أرسلها إلى الطرفين قال فيها: "إن مصر ليست ضيعة أو عزبة تتداولونها".
عندما أفرج عنه انتقل أحمد حسين إلى منفاه الاختياري في سوريا، ثم لبنان، ثم لندن، ثم السودان، ولم يكف خلال هذا التجوال عن إرسال البرقيات إلى الرئيس جمال عبد الناصر-الذي كان عضوا سابقا في حزب مصر الفتاة- يطالبه فيها بالديمقراطية، ويحذره من الاستبداد والديكتاتورية.
في عام 1376 هـ / 1956م طلب أحمد حسين العودة إلى مصر على أن يعتزل العمل السياسي، واستجيب لطلبه، فعمل بالمحاماة فترة، ثم اعتزلها عام 1380 هـ / 1960م، وتفرغ للكتابة، وأصدر مجموعة من المؤلفات منها: "موسوعة تاريخ مصر" في خمسة أجزاء، وعدد صفحاتها (1500) صفحة، وإيماني، والأرض الطيبة، وفي الإيمان والإسلام، ووراء القضبان، ورسالة إلى هتلر، وحكومة الوفد، واحترقت القاهرة، والاشتراكية، وكتاب الطاقة الإنسانية - إصدار دار القلم ؛ وهو أشهر كتبه على الإطلاق. ثم اتجه إلى تفسير القرآن الكريم لكنه لم يكمله.
توفي أحمد حسين في 17 ذى الحجة 1403هـ الموافق 26 سبتمبر 1982..




قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



العلاقة الخفية بين أمريكا وإيران، لتفتيت الدول السنية بالمنطقة .. فيديو


ما حدث في اليمن في نهاية المطاف
 ليس المقصود منه اليمن وإنما الخليج كله


أمن الخليج القومي من البوابة الجنوبية، أي من استقرار اليمن 
 الدور السعودي في سقوط صنعاء
 وانعكاســـات ذلك على دول الخـــليج. 
 هل ينفذ النظام السوري وحلفاؤه مشروع الفوضى "الهلاكة" بالمنطقة؟ 
ألم يهدد الأسد قبل أكثر من سنتين
 بزلزلة الشــرق الأوســط إذا تعرض للخــطر؟ 
أم أن المنطقة بأكملها ضحية لمشاريع التفكيك والتقسيم.

ساهمت السياسة السعودية المتمثلة في الاكتفاء بتمويل الجماعات التي تدين لها بالولاء، في إضعاف اليمن وسقوطه فريسة في يد جماعة الحوثيين الشيعية المسلحة، التي نجحت بمؤامرة إقليمية ودولية كانت السعودية أحد أطرافها في السيطرة على العاصمة صنعاء، وترتيب الأوضاع السياسية في البلاد وفقاً لمصالحها الخاصة ومصالح حليفتها الاستراتيجية في المنطقة إيران، التي تعتبر صنعاء العاصمة الرابعة الموالية لها في منطقة الشرق الأوسط، بعد بغداد، ودمشق، وبيروت.
لقد اعتقدت المملكة خطأً ــــ حسب الكاتبة الصحفية منى صفوان في مقالها المنشور بموقع عربيات سبتمبر 2014 ــــ أن الأمور في اليمن تسير إلى الأمام، وأن الضربة القاصمة التي وجهت للمشروع الشيعي الإيراني في العراق كفيلة بجعله يرفع يده عن بقية مناطق التماس مع المملكة، وأن المليارات التي ضختها لرعاية مؤتمر كبير كفيل بجعل الأمور تسير في اليمن وفقا للمصالح السعودية، بينما كان العكس هو ما يحدث، إذ يبدو من مجمل التطورات في المنطقة أن ايران والولايات المتحدة الأمريكية خدعتا المملكة، وأوهماها بتقلص النفوذ الإيراني في المنطقة بعد سيطرة الدولة الإسلامية "داعش" على المناطق السنية في العراق، بينما كان الترتيب يجري على قدم وساق لإسقاط اليمن في قبضة الحوثيين، بدعم من المملكة العربية السعودية نفسها، والتي ظنت أن الخطر الأكبر عليها ليس من المد الشيعي بجوارها، وإنما من جماعة الإخوان المسلمين التي وصفتها بالإرهابية، والقضاء على ما تبقى من ثورات الربيع العربي.
فحسب صبرة القاسمي، مؤسس الجبهة الوسطية في اليمن، كانت كلمة السر فيما يحدث باليمن هي العلاقة الخفية بين أمريكا وإيران، لتفتيت الدول السنية بالمنطقة، وأهمها المملكة العربية السعودية، فرغم الخطاب العدائي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، الذي خفت حدته مؤخرًا، فإن تحالفًا خفيًا بين الدولتين يهدف لإعادة رسم منطقة الشرق الأوسط بالكامل، وخاصة السعودية المستهدف تقسيمها إلى 3 دول، شيعة في الشرق، حيث يوجد نحو 4 ملايين شيعي، ودولة في الغرب، يسكنها العرب السنة، وأخرى في الوسط، تحت رعاية دولية لوجود المقدسات الإسلامية بها.
ولذلك مثلت السياسة السعودية في اليمن خطاً استراتيجياً، لأنها أضعفت اليمن في النهاية وأسقطته في يد الحوثيين الموالين لإيران، وبالتالي عرضت أمن الخليج كله للخطر، إذ يبدأ أمن الخليج القومي من البوابة الجنوبية، أي من استقرار اليمن.
والمشكلة أنه بدلا من الاعتراف بخطأ التخطيط والتنفيذ ترى السعودية أن الحوثيين انقلبوا على الاتفاقية التي تم توقيعها معهم، ووسعوا رقعة انتشارهم العسكري، وسيطروا على صنعاء، لإقصاء كافة اليمنيين وليس فقط "الإخوان"، والأخطر من ذلك أنه بدلا من وضع استراتيجية شاملة لتدارك الموقف قبل أن تتحول السيطرة الحوثية على اليمن إلى حكم شامل مشابه لحكم الملالي في ايران، تكتفي المملكة بتشبه الحوثيين بداعش، وذلك حسب ما قاله "عبدالرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط"، محملة الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن مسئولية ما حدث.
والحقيقة أن سكوت المملكة العربية السعودية على ما يحدث في اليمن يثير الكثير من الاستغراب وعلامات التعجب، خاصة وأن الخطر الإيراني بات يحاصرها ودول الخليج من جميع الجهات، وهذا ما قاله مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني "علي رضا زاكاني" المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي صراحة، من أن ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية، مشيرا إلى أن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية.
ولم يعتبر "زاكاني" أن ما سماها - الثورة اليمنية - ستتوقف عند العاصمة صنعاء أو اليمن فحسب، بل ستمتد وتصل إلى داخل السعودية قائلا: "بالتأكيد فإن الثورة اليمنية لن تقتصر على اليمن وحدها، وسوف تمتد بعد نجاحها إلى داخل الأراضي السعودية، وإن الحدود اليمنية السعودية الواسعة سوف تساعد في تسريع وصولها إلى العمق السعودي"، على حد زعمه.
وعلى الرغم من هذه التصريحات الطائفية الصريحة, والتي لا تتورع عن إعلان مكة والمدينة أهدافا توسعية فارسية، وعلى الرغم من يقين جميع الدول الخليجية أن طهران لم ولن تلتزم يوما بأي اتفاق يخالف أهدافها التوسعية، وأن كل ما يجري مع طهران من مفاوضات أو تفاهمات ليس أكثر من هدر للوقت، إلا أن هذه الدول لم تتخذ ما ينبغي من إجراءات لتفادي سقوط وانهيار صنعاء آخر حصون أمنها القومي.
ولم يكن هذا رأي بعض المحللين السياسيين فحسب، بل هو رأي كثير من علماء الأمة بشكل عام، فقد تعجب الشيخ ناصر بن سليمان العمر من موقف دول الخليج مما يجري في اليمن وذلك مع سيطرة الحوثيين على البلاد، محذراً من أطماع إيران في المنطقة والتي تمتد إلى مكة المكرمة بحسب ما أعلنوا ذلك صراحة.

وفي  مقاله بجريدة الشروق المصرية تساءل  الكاتب الصحفي المصري فهمي هويدي عن  الصمت العربي الخليجي تجاه التطور الأخير على الساحة اليمنية وسيطرة الحوثيين على أجزاء من صنعاء، رغم أن دول الخليج من المفترض أن تكون قلقة بالفعل، ورغم أن التكهنات تشير إلى أن الحل المطروح الآن مع الحوثيين ينسخ المبادرة السابقة الذي توافق عليها مجلس التعاون بخصوص اليمن.
كما أكد الباحث والمحلل السياسي رياض الأحمدي أن ما حدث في اليمن ناتج عن ترك دول الخليج البلاد في المرحلة الانتقالية لصالح الدول الغربية، التي يبدو مشاركتها في مؤامرة تسليم صنعاء للحوثيين، لتنضم بذلك البلاد للفوضى الطائفية وتكون المناطق الشمالية مسرحًا للانطلاق باستهداف السعودية.
ومن جهته رأى الصحفي والمحلل السياسي مصطفى حسان أن طهران نجحت في ملء فجوة التأثير الخليجي المحدود، ودعمت الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء، ما يوضح امتلاك القادة الإيرانيين استراتيجية واضحة بضم صنعاء ضمن الهلال الإيراني في المنطقة، يصاحبه جمود خليجي في اليمن.
وتتفق وجهة نظر الأحمدي وحسان مع الكثير من السياسيين اليمنيين في أنّ غياب التأثير الخليجي الفاعل في اليمن، منذ اتفاق نقل السلطة في 2011، ترك الباب مفتوحًا لإيران بملء الفراغ الخليجي، حيث ألقت بثقلها السياسي والعسكري بدعم تحركات الحوثيين الشيعة لترسيخ نفوذها الإقليمي، بدءًا بإسقاط محافظة عمران شمال صنعاء وأخيرًا بسقوط العاصمة اليمنية صنعاء بأيديهم بكل مؤسساتها المدنية والعسكرية.
وبذلك يتضح أن ما حدث في اليمن في نهاية المطاف ليس المقصود منه اليمن وإنما الخليج كله، لأن الهدف الأساسي من وراء ذلك استكمال مخطط التقسيم والتفتيت الذي يستهدف دول المنطقة، والذي لم يتبقَّ منه سوى الخليج ومصر.





قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا




الجمعة، 26 سبتمبر 2014

ضابط أمريكي لـ"أوباما" “الأحذية الأمريكية” موجودة على الأرض في العراق،



ضابط أمريكي لـ"أوباما".. لا تخدع نفسك.. 
 "الأحذية الأمريكية" موجودة على الأرض في العراق


من أجل كرامتنا الوطنية، واحترامًا لأولئك الذين قد يضحون بحياتهم،
 دعونا نكون صادقين الآن
 عن الظروف التي تعمل بها القوات الامريكية الموجودة في العراق الآن 
وحياتهم ستكون في خطر 

كلاي هانا، كان ذات مرة جنديًا في الجيش الأمريكي في العراق بين عامي 2003 و2008، وهو اليوم ضابط في الحرس الوطني. وفي مقال على صفحات عدد مجلة البولتيكيو الأمريكية الصادر يوم الأربعاء، طلب هانا من الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ألا يخادع نفسه، وأن يعترف بوجود قوات أمريكية على الأرض في العراق تقاتل الآن ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وقال هانا: “كنتُ ذات مرة واحدًا من الأحذية على الأرض، ولذلك فأنا أعرف ما تعنيه هذه العبارة. وأستطيع أن أقول لكم، بعد الاستماع ذهابًا وإيابًا لكلّ من البيت الأبيض والبنتاغون حول ما قمنا بالضبط بإرساله إلى العراق (وربما إلى سوريا الآن)، أن أيًّا من الجانبين لا يعطي الشعب الأمريكي القصة كاملة”.

وأكد الضابط على أن “الأحذية الأمريكية” موجودة بالفعل على الأرض في العراق، وذلك رغم إيحاء الإدارة الأمريكية بأنها ما زالت تناقش ما إذا كان يجب نشر جنودها هناك. وقال هانا: “حسنًا، إنهم بالفعل هناك. نحن بالفعل نشارك بشكل فعّال في القتال في العراق، وذلك في تناقض مباشر مع ما قاله الرئيس أوباما عندما أعلن أنه بصدد اتخاذ إجراءات ضد الإرهابيين في الدولة الإسلامية، من أن البعثة لن تنطوي على وجود قوات أمريكية تقاتل على أرض أجنبية”.
واعتبر هانا أن هذه الادعاءات ليست صحيحة. وقال: “السؤال الوحيد هنا هو ما إذا كان سوف يتم خداع الشعب الأمريكي للمرة الألف بشأن ما نقوم به فعلًا”.
وتابع الكاتب: “مثل المستشارين الذين أرسلهم جون إف كنيدي إلى فيتنام، ومثل تدريب الجيش الأمريكي سرًّا لمانويل نورييغا، أو إعطاء إدارة ريغان الأسلحة لصدام حسين لمحاربة الإيرانيين، أو تمويل أمريكا للمجاهدين في الثمانينيات ليصبحوا تنظيم القاعدة في وقت لاحق، أو استخدام إدارة بوش لتهديد أسلحة الدمار الشامل كذريعة لغزو العراق، فإنّ هذه الاستراتيجية بإرسال المستشارين لمحاربة الدولة الإسلامية هي أيضًا حيلة، وتعكس قيادة متعارضة”.
وأكد الضابط الأمريكي على وجود العديد من المستشارين، ومديري الخدمات اللوجستية، وقوات أخرى، بالفعل في العراق. وقال إن عدد هؤلاء يقارب الـ 1700 مقاتل، يضاف إليهم أولئك الذين يقومون الآن بتحديد الأهداف لعشرات الغارات الجوية الأمريكية.
ولا يوافق هانا على الرأي القائل بأنه من الممكن القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” من خلال استخدام الضربات الجوية فقط، بل يدعو في مقاله إلى زيادة عدد القوات البرية هناك، ووضع الولايات المتحدة وحلفائها لكل قوة جيوشهم في المعركة، إذا ما أرادوا القضاء فعلًا على هذا التنظيم.
وقال الكاتب: “ما اتضح لي من خلال تجربتي، هو أننا الأفضل عندما نأخذ المعركة إلى العدو. نحن الأكثر نجاحًا عندما نذهب إلى الحي الذي يقيم فيه هذا العدو، ونستهدفه بينما هو يحس بالطمأنينة. لا يمكن القيام بذلك عن بعد أو من الجو وحده. ولا يمكن تحقيق ذلك عن طريق ربط أيدي مقاتلينا، وإملاء السياسة التكتيكية الساذجة للمكتب البيضاوي عليهم أملًا في تأمين أجندة سياسية مشكوك فيها”.
وأضاف هانا: “لذلك، ومن أجل كرامتنا الوطنية، واحترامًا لأولئك الذين قد يضحون بحياتهم، دعونا نكون صادقين الآن عن الظروف التي تعمل بها تلك القوات الموجودة في العراق.
دعونا نكون صادقين حول المخاطر التي يجري الاضطلاع بها حتى الآن من قبل شركاتنا وفرق وكالة الاستخبارات المركزية شبه العسكرية وطيارينا، الذين ينفذون استراتيجية الرئيس أوباما على أنهم مستشارون. هم بالتعريف قوات قتالية، وحياتهم ستكون في خطر هناك”.
-



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا






الخميس، 25 سبتمبر 2014

الحرب من أجل السيطرة على شبكات المعلومات في العالم.


الإنترنت قد ينتهي في ديسمبر



تفتيت الإنترنت بدافع الرغبة بالسيطرة الوطنية 
سيسرع في قدوم نهاية الحقبة الثانية من العولمة.

نهاية العولمة، المنطقة صفر، البلقنة، الشرذمة، ونهاية الإنترنت… كلّها طرق مختلفة لوصف نهاية نصف قرن من سعي الكثير من دول العالم إلى التكامل. عملية التكامل تلك كانت مركزية بالنسبة للسلام والازدهار خلال الـ 70 عامًا التالية للحرب العالمية الثانية. أنظمة التجارة الأكثر انفتاحًا، والخدمات اللوجستية عالية السرعة، والاتصالات الحديثة مثل الإنترنت، وخدمات الطيران الأرخص، زادت إلى حد كبير من حرية حركة الناس ومن الكفاءة والنمو الاقتصادي. وكان هذا، بالطبع، العصر الثاني من العولمة. العصر الأول مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أنهته الحرب العالمية الأولى. وكان المفتاح لتحقيق التكامل في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، هو تأسيس إطار من المؤسسات والاتفاقات الدولية، مثل الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والاتحاد الدولي للاتصالات، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والاتحاد الأوروبي، واتفاق أمريكا الشمالية للتجارة الحرة. ولكن كان هناك قوتان تمزقان هذا الإطار إربًا. أولًا، بدأت الولايات المتحدة في ظل رونالد ريغان بالابتعاد عن العولمة، ونظر هو وأتباعه إليها على أنها تهدد سيادة الولايات المتحدة. وكان امتناع مجلس الشيوخ الأمريكي عن التصديق على قانون البحار الخطوة الأولى ربما في ابتعاد الولايات المتحدة عن العولمة. ومنذ ذلك الحين، أفشلت واشنطن تقريبًا أي معاهدة متعددة الأطراف، بما في ذلك المعاهدات التي كتبتها أمريكا بنفسها.
 والقوة الأخرى هي صعود قوى اقتصادية جديدة، مثل الصين والهند والبرازيل وحتى روسيا. من وجهة نظر هذه الدول الصاعدة، تشكلت قواعد النظام العالمي من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، لصالح الغرب. والآن، تريد تلك البلدان إعادة كتابة القواعد من جديد، ولكن في صالحها هذه المرة. ومن بين أهم ساحات القتال في هذه المعركة هي الحرب من أجل السيطرة على شبكات المعلومات في العالم، وخاصة الإنترنت. تم تصميم الإنترنت لتسهيل حركة المعلومات، وقد نجح ببراعة.

أيّ شخص لديه حق بالوصول إلى الشبكة العنكبوتية اليوم، والإنترنت يجعل كمًّا هائلًا من المعرفة متاحًا في جميع أنحاء العالم. المال يتمّ تداوله في سوق متكاملة عالميًّا، وأصبح الإنترنت جزءًا من المعاملات اليومية في السوق. ولكن، وبالنسبة لواشنطن، وبعد تزايد المخاوف بسرعة حول الخصوصية والتجسس الحكومي والقرصنة، أصبح هناك تحدٍّ قد لا يمكن إيقافه مكون من تحالف كل من أصدقاء أمريكا ومنافسيها. المعركة المقبلة سيتم خوضها في بوسان، كوريا، في غضون بضعة أسابيع، خلال اجتماع الاتحاد الدولي للاتصالات. في هذا الاجتماع، سوف تحاول الدول المنافسة مرة أخرى انتزاع السيطرة على الإنترنت بموجب عقد مع حكومة الولايات المتحدة، وهو ما حاولت هذه الدول فعله في ديسمبر الماضي في دبي. وإذا نجحوا في ذلك، فإن هذا قد يؤدي إلى نهاية العالم كما نعرفه. لن يكون هناك إنترنت. سيكون هناك العديد من الشبكات الوطنية والمحلية فقط. تم إنشاء شبكة الإنترنت لتجاوز الحدود في الاتصالات الرقمية، سواء كانت تلك الحدود حدودًا وطنية أو ثقافية. ومع بدء الحدود الرقمية في الارتفاع، سوف تبدأ تكلفة ممارسة كل شيء في النمو، وسوف تبدأ دول العالم مرة أخرى بالتباعد. مع قطع الاتصال بالإنترنت، من المرجح أن تنمو القومية من جديد. وسنكون في عالم فيه احتكاك عالٍ بين الدول، وفرص متنامية بسرعة لحدوث الصراعات. هذه وصفة للفقر والحرب، وتفتيت الإنترنت بدافع الرغبة بالسيطرة الوطنية سيسرع في قدوم نهاية الحقبة الثانية من العولمة. بيتر شوارتز – هافينغتون بوست

 


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا



في سيناء حرب قذرة لا تكشف عن اسمها.



جيل جديد من المقاتلين
 يحركهم تعطشهم للانتقام أكثر من القناعات الأيديولوجية.


;لومند ديبلوماتيك منذ 31 عامًا، قتل عسكري مصري محمد يوسف طبل على أبواب مدينة الشيخ زويد، 30 كيلومترًا شرق العريش في سيناء. كان موظفًا لدى جهة رسمية ولم يمرّ موته مرور الكرام؛ إذ تعاطف الكثيرون مع عائلته ورفاقه مما ساعد على احتواء غضبهم ولملمة جراحهم، في حين أن آلاف الضحايا المجهولين وذويهم لم يحصلوا على فرصة مماثلة. 
نشأ طبل في وسط حضري متعلم بالعريش، إلّا أن سكّان هذه المنطقة الحدودية مع إسرائيل بالأساس بدوا مهمشين ومشوهي السيرة، لم يحملوا السلاح إلا قسرًا وإكراهًا كضحايا لسياسة الأرض المحروقة.
مقاومة إسرائيل منذ 1948
في يناير 2011، عند اندلاع “الثورة” في كافة أنحاء مصر، لم تهدأ العريش ـ عاصمة محافظة شمال سيناء ـ، بل إن ردة الفعل على مقتل أول متظاهر في الساحة الرئيسة للشيخ زويد ـمدينة بدوية قريبةـ كانت عنيفة جدًّا؛ ممّا أدى إلى انسحاب المدافعين عن الحقوق الإنسانية والسياسية في حين انكبّت النسوة على تكسير الحجارة ليقذفها الأطفال وأخرج الرجال أسلحتهم (بنادق كلاشنكوف وقاذفات صواريخ).
إنّ العقود الثلاثة السابقة وما شهدته من ظلم وقهر وذلّ وأكاذيب من الحكومة لم تغذ عطش السيناويين للانتقام كما آخر سنوات من حكم الرئيس حسني مبارك. 
إذ، في إطار الرد على أول موجة كبرى من الهجمات الإرهابية جنوب سيناء (2004-2005)، عانى سكان المنطقة من قمع وحشي وشهدنا تصاعدًا غير مسبوق لوتيرة العنف، خاصة ضد النساء، من قبل الجهات الأمنية في رفح والشيخ زويد، فاق الرقم القياسي المحزن لجيش الاحتلال الإسرائيلي (1967-1982). هذا العنف زاد من عزم الجماعات المسلحة صلابة، خاصة الميليشيات السلفية والجهادية كأنصار بيت المقدس.
وتعود مقاومة إسرائيل على أسس طائفية إلى 1948، عندما أنشأ الإخوان المسلمون مخيمات تكوين عسكري للمتطوعين في العريش وسد الروافعة. 
إلا أن حضور الإخوان المسلمين في سيناء تراجع، حتى اضمحل تمامًا بعد سنتين من سيطرة جمال عبد الناصر والضباط الأحرار على الحكم في القاهرة، ومع منع تنظيمهم ونفي عدد من قياداتهم، خاصة في الأردن.
في الوقت نفسه، أنشأ وريث طريقة الشيخ أبي عماد الغزاوي ، الشيخ عيد أبو جرير، أوّل مجموعة صوفية. وظهر تيار الجهاد الصوفي عند أزمة السويس والحرب التي تلتها في 1956. والذي تعاون فيما بعد مع الجيش المصري وجهاز استخباراته في المعركة ضد إسرائيل التي، عند نهاية الصراع، احتلت المنطقة ـ وكذلك قطاع غزة ـ حتى مارس 1957. بعض قيادات هذه المجموعة ومقاتليها السابقين تمّ تكريمهم رسميًّا من الدولة مثل الشيخ حسن خال من قرية الجورة التي تبعد 7 كيلومترات عن الشيخ زويد جنوبًا.

ورغم الروابط التاريخية الوثيقة بين الصوفية والجيش النظامي، يعتبر أهالي سيناء، اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، التي وقعها أنور السادات ومناحيم بيغن سنة 1979 (بعد مفاوضات كامب دايفد سنة 1978) خيانة ولا تزال إسرائيل عدوهم والخطاب الديني الذي لا يفصل الصهيونية عن اليهودية يسلط الضوء على الخطر المستمر الذي يمثله هذا العدو.
وخلال الفترة الممتدة بين 2001 و2010، لم يتمكن تنظيم أسامة بن لادن من إنشاء خلية في مصر ـ رغم أنها البلد الأمّ لزعيم تنظيم القاعدة الحالي، أيمن الظواهري ـ، إلّا في سنة 2006 وتولّي أحمد الحكايمة زعامة تنظيم القاعدة في أرض الكنانة؛ بيد أنه قتل بعد سنتين. وفي يونيو 2010، قام مجهولون، في سيناء، لأوّل مرة بتفجير أنبوب لنقل الغاز الطبيعي المصري من مصر إلى إسرائيل، ثمّ تكررت هذه العملية، بعد سقوط حسني مبارك 13 مرّة، في مناطق مختلفة من شبه الجزيرة. لتعلن الحكومة، في أبريل 2012، عن إلغاء تعاقدها لتصدير الغاز؛ وهو قرار يتوافق مع قرار قضائي ينص على أن العقد يقوّض السيادة الوطنية ومصالح مصر

آنذاك، ظهر تنظيم أنصار المقدس للعلن، لأول مرة، عبر شريط مصور عنونه بـ “إن عدتم، عدنا”؛ أي “إن استأنفتم تصدير الغاز، سنعود”، أعلنَ فيه صراحة عن مساندته للقاعدة وأنّ التنظيم يعترف به.
الجنازة المهيبة، وفقًا للطقوس القبلية، لواحد من الجهاديين البدو، تمّ استهدافه بطائرة بدون طيار إسرائيلية، يوم 9 آب/أغسطس، كانت شاهدًا على التعاطف الذي يتمتع به أنصار بيت المقدس، إلّا أن شعبيتهم وشعبية من يماثلهم من الجماعات تراجعت بعد استهدافهم للجيش النظامي المصري.
وفي تحدٍّ لسلطات القاهرة، رحّب سكان المنطقة بالهجمات التي طالت أهدافًا إسرائيلية خلف الحدود. إذ اعتبروا أن ما يحاك سرّا بين مبارك والإسرائليين حال دون تنمية شبه الجزيرة. وتعتقل إسرائيل العشرات من أبناء القبائل الحدودية، تمّ توقيفهم ويتمّ اعتبارهم دائمًا “أسرى حرب”. رغم ذلك، يخشى أن تتحوّل مقاومة الكيان العبري إلى انتفاضة مسلحة ضد الدولة المصرية.
هذه الخطوة أعطت لإسرائيل ذريعة بأن تتخذّ ما تراه مناسبًا من إجراءات. ففي آب/ أغسطس، دخل كوموندوس الأراضي المصرية لاغتيال إبراهيم عويضة، قيادي بدوي في أنصار بيت المقدس، في قرية خريزة، على بعد 15 كيلومترًا غرب الحدود.
وفي مايو 2013، تعاون عملاء محليون مع الإسرائليين لقتل مهدي أبي دراع في قرية جوز أبو رعد قرب رفح، شمال سيناء. ثم في أغسطس من السنة نفسها، لم تتردد إسرائيل في إحراج الجيش المصري بإعلانها عن مجزرة نفذتها طائرة بدون طيار، في العجراء، راح ضحيتها مجموعة جهاديين كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ أرض ـ أرض على أراضيها.
... قرية مدمرة انتقامًا ...
كردٍّ على هذا التصعيد، قامَ الجيشُ المصريُّ، يوم 10 آب/أغسطس 2013، بمهاجمة قريتين يعيشون فيها جهاديون من أنصار بيت المقدس. ولأول مرة منذ 1967، دخلت طائرة هيليكوبتر مصرية المنطقة (ج) لتقصف قريتي “التومة” و”المقاطعة”. وهنا ندرك الدخول في حرب حقيقية.
لم يكن للإخوان المسلمين أي وجود منظّم شرق العريش ولم يتمكنوا من خلق روابط مع الجماعات المسلحة في سيناء طيلة فترة حكم الرئيس محمد مرسي (يونيو 2012 ـ يوليو 2013). لكن ـ وعلى الرغم من العداء الأيديولوجي تجاههم ـ، لم يتردد “أنصار بيت المقدس” من إظهار تضامنه معهم في إطار ما يواجهونه من قمع عنيف منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 ولم تخلو تصريحاته، المليئة بالحجج الدينية، من اتهام الجيش بالفشل في أداء واجباته تجاه الأمة، وأكد على أنه يعامل عناصر الجيش جميعهم ـ من المجندين إلى أصحاب الرتب العليا ـ ككفار وعلى توسيع نطاق عملياته، خارج سيناء لتشمل أهدافًا في مناطق مختلفة من مصر.

ثم، لاستيائه من العنف وجرائم الحرب المرتكبة خلال العمليات العسكرية، التي بدأت يوم 7 سبتمبر 2013 والمستمرّة إلى الآن، جنّد “أنصار بيت المقدس” المزيد من المقاتلين؛ إلّا أن سيناريو توسيع نطاق عملياته في باقي أنحاء مصر لن يكون الأسوأ، ضرورة، بل تقوية الروابط ـ غير واضحة المعالم حتى الآن ـ بين التنظيم والجماعات الجهادية في سوريا.
العنف غير المسبوق الذي تلى عزل محمد مرسي استفز مقاتلي أنصار بيت المقدس؛ فالهجمات التي نفّذت ضد الإخوان وغيرهم من المتظاهرين الإسلاميين في شهر رمضان 2013 (ساعة الصلاة في المساجد) والشكوك المستمرّة التي تحوم حول المتدينين، صوّرت لهم أن ما يحدث ليس سوى حرب على الإسلام.
لتأتي محاولة اغتيال وزير الداخلية في القاهرة، في سبتمبر 2013، والتي مثّلت نقطة تحوّل؛ ففي السابق يستهدف “أنصار بيت المقدس” الجيش وقوات الشرطة، إلّا أنه انتقل إلى عمليات إرهابية بالمعنى الدقيق؛ إذ إن أولئك الذين يخططون للعمليات لا يبالون بالخسائر التي قد تطال المدنين. وفي أكتوبر 2013، قام جهاديٌّ من أنصار بيت المقدس بتفجير شاحنة مفخخة أمام مبنى مديرية أمن جنوب سيناء ثم تم تفجير مكتب الأمن العسكري لإقليم الإسماعيلية. 
بعد شهر من هذه الحادثة، وإثر تفجير مبنى الأمن بالمنصورة، عاصمة الدقهلية، صنّفت الحكومة الانتقالية “أنصار بيت المقدس” كمنظمةٍ إرهابيّة.

أمّا الانتهاكات التي ترتكبها قوات الجيش النظامي ضد المدنين تبقى دون عقاب؛ ففي سيناء، كلّ شيء مباح بما ذلك تدمير المنازل دون إذن القبائل وحرق الأكواخ التي تأوي الأشد فقرًا والمسنّين واقتلاع أشجار الزيتون وإطلاق النار على بعض المنازل وقتل النساء والأطفال والاعتقال العشوائي لبعض المشتبه فيهم وغلق العشرات من الأكشاك والمحلات والتهجير القصري والاختفاء المنظم، وكذلك التعدّي على الصحفيين والباحثين ـ بما في ذلك كاتب هذه السطور.
بعد أربعة أشهر من هذه الحرب المفتوحة، أعطى “أنصار بيت المقدس” دليلًا على حيويته من خلال ثلاث عمليات نوعية نفذت في يناير 2014: الأولى بإطلاق صاروخ جراد على إيلات يوم 21 يناير. والثانية استهدفت مديرية الأمن في وسط القاهرة، بعد يوم من تحذير وزير الداخلية كلّ مَن يحاول الاحتفال بـ”ثورة 25 يناير” أمام مركز شرطة. 
والثالثة ـ والتي لاقت انتشارًا إعلاميًّا واسعًا ـ إسقاط طائرة عسكرية مصرية، يوم 25 يناير ومقتل طاقمها. وفي ردّ انتقامي على هذا، قام عسكريون غاضبون بتدمير قرية اللفيتات، كما شنّوا غارات ليلية على مدينة البرث.
خلال هذه الأشهر الطويلة، نجح الجيش المصري في فرض تعتيم إعلامي على كلّ ما يحدث في شمال سيناء؛ إذ تمّ الاعتداء على الصحفيين والنشطاء واعتقالهم وتعذيبهم أو ملاحقتهم ممّا اضطرهم للاختفاء، أما الصحفيون الأجانب فقد تم ترحيلهم. كما يتمّ قطع الاتصالات يوميًا وفرض حظر تجوّل ساعة قبل الغروب.
كل هذا ـ بما في ذلك العقاب الجماعي والتعسفي للسكان ـ لم يمنع “أنصار بيت المقدس” من إطلاق المزيد من الصواريخ على إسرائيل، خلال الحرب على غزة في يوليو ـ أغسطس 2014، إذ أطلق صواريخَ من المنطقة ذاتها حيث قامت طائرة بدون طيار قبل سنة بقتل أربعة جهاديين.
وعندما نجح الجيش المصري في منع إطلاق صواريخ مرة ثانية على إسرائيل، يوم 13 يوليو 2014، استهدف “أنصار بيت المقدس” معسكرًا للجيش شرقي العريش. فأصاب الصاروخ الأول الهدف؛ إلّا أنّ الصاروخ الثاني قد سقط على المنازل المجاورة؛ ممّا أسفر عن مقتل 7 مدنين من بينهم طفلة عمرها 10 سنوات، وعن إصابة 9 آخرين بجروح.
اليوم، ابتعدَ تنظيمُ “أنصار بيت المقدس” عن القاعدة ليتحالف مع “الدولة الإسلامية”، وساهمت السياسة الشرسة التي تنتهجها السلطات المصرية والإسرائيلية في خلْق جيل جديد من المقاتلين، يحركهم تعطشهم للانتقام أكثر من القناعات الأيديولوجية.
-


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا







لماذا المشاريع السياسية للإسلام السني خطرا على السعودية؟.



السعودية والإمارات في مواجهة الصعود الإسلامي
 بعد ثورات الربيع العربي

 تعتبر الحركات الإسلامية التي تسعى للوصول للحكم 
عبر آليات شعبية ورضاء شعبي
 المنافس الحقيقي للنظام السعودي في المنطقة


لم يمر وقت كبير على انقلاب مصر وموقف السعودية الداعم الرئيسي له حتى جاشت في نفوس الكثيرين أسئلة عن طبيعة وحقيقة الموقف السعودي من ملفات الإسلام السياسي السني، فالسعودية في كل مكان انخرطت في مواجهة المشاريـع "الواقعية" للحركات السنية الإسلامية منذ دعمها لانقلاب الجزائر وقت صعود جبهة الإنقاذ الإسلامية مرورا بمواقفها من حركة حماس في غزة و فروع الإخوان في كل من مصر وسوريا واليمن والكويت والأردن، فالسعودية ترى منذ صعود نجم هذه الحركات الإسلامية واقترابها من مواقع السلطة في بلدانها "الخطر الأكبر" على نظامها الداخلي وسطوتها الخارجية،  بل تغاضت الرياض عن خطر المشروع الإيراني قليلا لتتفرغ هي وحليفتها أبوظبي لمواجهة خطر صعود المد الإسلامي السياسي عبر عملية معقدة ومتسلسلة من دعم الثورات المضادة والجيوب العسكرية والأمنية في كل البلاد التي حدث فيها مثل هذا المد .

و إن التقت السعودية والإمارات في مواجهة الصعود الإسلامي بعد ثورات الربيع العربي فيبقى لكل منهما أسبابه الخاصة وإن اشتركا في أسباب أخرى لكن تبقى للسعودية أسبابها الجوهرية المغايرة لأسباب الإمارات، فالإمارات دوما تؤكد على الخطر "الإسلامي" من حيث هو خطر على الهوية الوطنية الجامعة، فهي ترى في الحركات الإسلامية منظمات متجاوزة للولاء الوطني وفاعلين عابرين للحدود، وفي الأيديولوجيا الإسلامية تهديدا مباشرا لصيغتها الوطنية ولصيغة المنطقة وتتجه الإمارات لتوصيف الحركات الإسلامية بأنها وإن أظهرت احتراما للبنى السياسية التقليدية للدولة القومية الحديثة فإنها تضمر في بنيتها الفكرية والدينية تصورا متجاوزا لهذه الهويات وهادما لها، فلا يمكن في نظر محمد بن زايد و قرينه أنور قرقاش أستاذ العلوم السياسية ورجل الأعمال والسياسي ذو النفوذ هنالك -لايمكن في نظرهم- التعايش بين الدولة ونقيضها في إطار واحد، حيث مرجعية "عَلَم الدولة" و "الحدود الجغرافية" هي الضامن الوحيد لاستقرار الشكل الحالي للمنطقة ولدولها وللإمارات بصفة خاصة، حيث أن مركزية العقد الاجتماعي بها قائم على "الوطن" وفيدراليته وليس على أي شيء آخر.

أما على الجانب الآخر فللمملكة السعودية تخوفات أخرى كبرى هذه التخوفات أبعد مدى من التخوف الإماراتي فالصيغة "الدينية" في العقد الاجتماعي السعودي حاضرة منذ التأسيس وإن تحولت في النهاية إلى مجرد خطاب مشروعية سياسية، إلا أن مركزية الدين في الخطاب "الولائي" السعودي الداخلي أمر مفروغ منه سواء اتفق البعض أم اختلف حول هامشية الوزن الواقعي للدين في توجهات الدولة الخارجية وسلوكها السياسي الداخلي إلا انها في خطاب الشرعية والولاء تصدر الدين كأحد أهم أعمدة مشروعية حكم العائلة الملكية، وإن كانت المملكة قد بدأت بالأخذ بنصيحة محمد بن زايد في مجال التركيز على الهوية الوطنية للمملكة مقابل تخفيض مستوى خطاب المشروعية الدينية، وهذا قد بدا بارزا في احتفالات اليوم الوطني السعودي حيث التركيز على الأبعاد الكرنفالية التقليدية والأزياء التاريخية والصحاري والطبيعة البدوية والجبلية والقلاع التاريخية مقابل تراجع كبير في إبراز الصبغة الإسلامية ومركزية الحرمين في إعلانات اليوم الوطني التلفزيونية، لكن كل هذا لم ينتقل بعد بالوعي الجمعي السعودي باتجاه الهوية الوطنية الخالصة ومازالت مركزية المشروعية الدينية حاضرة وبغزارة .

لذلك يبقى السؤال: مادام أن المملكة لا تنحو منحنى علماني كالإمارات في الموقف من الدين فما مكمن الخطر الفعلي في المشاريع السنية الحركية إذن؟

تعتبر الحركات الإسلامية التي تسعى للوصول للحكم عبر آليات شعبية ورضاء شعبي المنافس الحقيقي للنظام السعودي في المنطقة فالأرضية الدينية السنية للشارع السعودي وتاريخ الاندماج الشعبي السعودي في قضايا إسلامية كبيرة كقضية البوسنة و دعم الأفغان وتوسع حركة الصحوة الإسلامية داخلها في فترة سابقة ومركزية القضايا الإسلامية رسخت في النفسية السعودية تقبلا ضمنيا لأطروحات الإسلام السياسي ففي السعودية لايمكن نقد الإسلام السياسي من حيث كونه مزجا للدين بالسياسة كما تفعل أجهزة الدعاية في مصر أو تونس أو حتى الإمارات فهذه مرحلة غير قابلة للاشتباك لأن هذا المزج يزيد مشروعية هؤلاء ولا ينتقصهم، ولأنه متسق مع الخطاب السائد منذ مرحلة الملك فهد حيث حاول تقوية مرجعيته الدينية لمواجهة النقد الصحوي ضده في ملف استقدام الأمريكان، وبالتالي فالقابلية الداخلية للشارع السعودي قادرة أن تستوعب اطروحات الإسلام السياسي بل وتعتنقها وبالتالي فالنجاح الذي قد يصيب أحد مشاريع الإسلام السياسي في أي دولة مجاورة سيمثل التهديد الأخطر والأكبر للمملكة، فالاشتراك في المرجعية الدينية والافتراق في الإصلاح السياسي وملف الحريات والمشروعية "الشعبية" بجوار المشروعية الدينية سيجعل التعطش الداخلي في المملكة لهذا النوع من التجارب كبير، وبجانب هذا الخطر الداخلي يشكل استشراء تصورات الإسلام السياسي ومشاريعه في المحيط الإقليمي خطرا كبيرا من حيث تغيير منظومة القوى والأحلاف التقليدية وقلب ناموس المنطقة وتراتبيتها.
ونتابع في الجزء الثاني .. علاقة الموقف من الإسلام السني بالموقف السعودي المتراجع من المشاريع الشيعية وإمكانية التفاهم في ملفات متعددة ولماذا لا ترى المملكة مثل هذا الخطر في المنظومة الشيعية، وتطبيقات واقعية في العراق واليمن ومصر حول التوافق السعودي الإيراني فيهما !
-


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا









الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

نعم لقـد أدبه الله ورباه على عينه فيديو


وخاب مسعى اذناب العلمانيه 
 يريدون ان يطمســوا معــالم مصــر الإســلاميه 
وما الله بغافل عما يعملوان


{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }
نعم لقد أدبه الله ورباه على عينه. . وشرح له صدره .. ورفع له ذكره ووضع عنه وزره وأعلى له قدره وزكاه في كل شئ . زكاه في عقله فقال سبحانه:مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم :2] وزكاه في صدقه فقال سبحانه :وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى [ النجم : 3] وزكاه في صدره فقال سبحانه :أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [ الشرح:1] وزكاه في ذكره فقال سبحانه : وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ [ الشرح:4] 
  ** {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ..



  يعرض لنا القرآن الفارق الحاسم بين تلك الأمة التي خلت والجيل الذي كانت تواجهه الدعوة حيث لا مجال لوراثة ولا مجال لنسب بين السابقين واللاحقين:فلكل طريق ولكل عنوان ولكل صفة ، أولئك أمة من المؤمنين لا علاقة بأعقابها من الفاسقين ، إن هؤلاء الأخلاف ليسوا امتدادا حقيقيا لأولئك الأسلاف ، فلهؤلاء راية ينضوون تحتها ولأؤلئك راية . 
وهذ هو التصور الإيماني ، الذي يفرق بين جيل مؤمن وجيل فاسق ، فليسا أمة واحدة وليس بينهما صلة ولا قرابة ، إنهما أمتان مختلفتان في ميزان الله. إن الأمة في التصور الإيماني هي الجماعة التي تنتسب إلى عقيدة واحدة من كل جنس ومن كل أرض ، وليست هي الجماعة التي تنتسب إلى جنس واحد أو أرض واحدة.

 ** {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } ..

  نعم لقد أدبه الله ورباه على عينه. . وشرح له صدره .. ورفع له ذكره ووضع عنه وزره وأعلى له قدره وزكاه في كل شئ . زكاه في عقله فقال سبحانه:مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم :2] وزكاه في صدقه فقال سبحانه :وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى [ النجم : 3] وزكاه في صدره فقال سبحانه :أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [ الشرح:1] وزكاه في ذكره فقال سبحانه : وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ [ الشرح:4] وزكاه في حلمه فقال سبحانه :بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [ التوبة :128] وزكاه في علمه فقال سبحانه :عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى [ النجم : 5] وزكاه في خلقه فقال سبحانه :وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [ القلم: 4] فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خيرُ خلف الله كلهم.. فلقد جمع الله في شخص المصطفى القدرة الحية الكاملة للمنهج التربوي الإسلامي على مدار التاريخ كله . 
* فهو رسول يتلقى الوحى من الله جل وعلا ليربط الأرض بالسماء بأعظم رباط وأشرف صلة. 
* وهو رجل سياسة يقيم الأمة من فتات متناثر ، فإذا هى بناءٌ لا يطاوله بناء وغيرَّ مجرى التاريخ في فترة لا تساوى في حسبا الزمن شيئاً . 
*وهو رجلٌ حربٍ يضع الخطط ، ويقود الجيوش كقائد متخصص في القتال فكان إذا صمتت الألسنة وبلغت القلوب الحناجر قام في الميدان ينادى بأعلى صوته: « أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ » 
*وهو أب ، وزوج ، ورب أسرة كبيرة تحتاج كثيراً من النفقات – من نفقات النفس والتربية والتوجيه فضلاً عن نفقات المال – فيقوم بهذا الدور الكبير على أعلى نسق شهدته الأرض وعرفه التاريخ. 
* وهو عابد خاشع خاضع لربه كأنه ما خلق إلا للعبادة وكأنه قد تفرغ لها ومع هذا كله فهو قائم على أعظم دعوة شهدتها الأرض ، أخذت عقلَه وفكرَه وروحَه وعرقَه ودمهَ كل هذا العظمات ، كل هذه الطاقات ، وكل هذه الأشخاص المتفرقة تجمع في شخص المصطفى صلى الله عليه وسلم 
* فهو القدوة الطيبة والمثل الأعلى الذى يجب ألا تكون سيرته ماضياًَ أبداً بل يجب أن تكون سيرته الزكية شعلة توقد شموسَ الحياة ودماءً تتدفق في عروق المستقبل والأجيال.


لن يفلح الدعاة إلى الله في دعوتهم إلا إذا اتبعوا النبي عليه الصلاة والسلام ، الذي عصمه الله عن الخطأ في الأقوال والأفعال والأحوال ، وأوحى إليه وحياً متلواً ، وغير متلو ، وألزمنا أن نأخذ منه كل ما أمرنا به ، وأن نَدَع كل ما نهانا عنه ، وأن نتأسى بمواقفه وسيرته ، لأنه القدوة والأسوة الحسنة والمثل الأعلى . هكذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام ، كان صلى الله عليه وسلم عابداً متحمِّسًا ، قائداً فذاً ، شيّد أمة من الفتات المتناثر ، أما هذا النموذج المعاصر الذي مسخ الدين إلى تمتمات وأقوال وحركات وأشكال لا تقدم ولا تؤخر ، ونسي عمق هذا المنهج ، ونسي عظمة هذا المنهج ، ونسي هذه الرسالة التي أنيطت بالمسلمين فهو نموذج بعيد عن الإسلام ، كان صلى الله عليه وسلم عابداً متحمِّسًا ، وقائداً فذاً ، شيّد أمةً من الفتات المتناثر ، كان رجلَ حربٍ يضع الخطط ، ويقود الجيوش ، وكان أباً عطوفاً ، وزوجاً رحيماً ، تحققت به المودة والرحمة والسكن ، وكان صديقاً حميماً وقريباً كريماً وجاراً تشغله هموم جيرانه ، وحاكماً تملأ نفسه مشاعر محكوميه ، يمنحهم من مودته وعطفه ، يجعلهم يفدونه بأنفسهم ، ومع هذا كله فهو قائم على أعظم دعوة شهدتها الأرض ، الدعوة التي حققت للإنسان وجوده الكامل ، وتغلغلت في كيانه كله ، ورأى الناسُ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تتمثل فيه هذه الصفات الكريمة كلها ، فصدقوا تلك المبادئ التي جاء بها كلها ، ورأوها متمثلة فيه ، ولم يقرؤوها في كتاب جامد ، بل رأوها في بشر متحرك ، تحركت لها نفوسهم ، هفت لها مشاعرهم ، حاولوا أن يقتبسوا قبسات منه ، كلٌّ بقدر ما يطيق ، فكان أكبر قدوة للبشرية في تاريخها الطويل ، كان هادياً ومربياً بسلوكه الشخصي قبل أن يكون بالكلم الطيب الذي ينطق به .  
دعونا من السلبيات ، دعونا من الجزئيات ، دعونا من المواقف السلبية ، دعونا من التفرج على بعضنا بعضاً ، دعونا من الانتقاد المخرِّب ، دعونا من تقييم الناس ، دعونا من هذه الأمراض التي فتكت بنا ، دعونا من هذه الانحرافات التي شلت قدرتنا، دعونا من هذه الترهات التي أعمت أبصارنا ، دعونا من كل هذا ، واقرؤوا سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ، اقرؤوا سيرته ، فسيرته وحدها كتاب وسنة ، هكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام ، هكذا كانت المحبة بين أصحابه ؟ فكيف هم المسلمون اليوم ؟ ماذا فعلوا ؟ لم يقدموا شيئاً ، ليست كلمتهم هي العليا ، أمرهم ليس بيدهم ، للطرف الآخر عليهم ألف سبيل وسبيل ، لماذا ؟
 ألم يقل الله عز وجل لسنا مستخلفين ، ولسنا ممكَّنين ، ولسنا مطمئنين ، وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، لابد من مراجعة الحسابات ، لابد من نقد الذات ، لابد من الإصلاح بين المؤمنين ، لابد من أن يكون المؤمنون كتلة واحدة ، لا يمكن أن تفرقهم هذه الترهات .
 مع الشيطان أوراق رابحة ، أولها أن يوسوس لك بالكفر ، فإن رآك على إيمان وسوس لك بالشرك ، فإن رآك على توحيد وسوس لك بالبدعة ، وإن رآك على سنة وسوس لك بالكبيرة ، وإن رآك على طاعة وسوس لك بالصغيرة ، وإن رآك على ورع بقيت معه ورقة أغراك بالمباحات حتى تضيع الأيام كلها في المباحات ، ويأتي ملك الموت ، وأنت صفر اليدين ، فإن نجوت من هذا بقيت معه الورقة الأخيرة (التحريش بين المؤمنين )، وهذا الذي يتم الآن في معظم بلاد المسلمين ، خصومات لا تنتهي ، أحقاد لا تنتهي ، خلافات لا تنتهي ، كل يدَّعي وصلاً بليلى ، كل يتوهّم أنه على الحق ، لا يرى غيره ، ويلغي الطرف الآخر ، لا يظن بالناس خيراً ، هذا الذي يدعو ، ويتوهم أن الجنة له وحده ، وأن الحق معه وحده ، وأن الله له وحده ، هذا ليس مخلصاً ، هذا متطرف ، هذا يدعو إلى ذاته بدعوة إلى الله مغلفة بدعوة إلى ذاته ، من خصائصه أنه يثير الخلافات بين المسلمين ، أنه يوهم الناس أنه وحده على حق ، أنه يوهم الناس أن الحق ضائع، ويقول : إذا أردتموه فهو عندي ، أما الذي دعا إلى الله بإخلاص فهذا الذي يتبع ولا يبتدع ، هذا الذي يؤلِّف ولا يفرِّق ، هذا الذي يقرّب ولا يبعّد ، هذا الذي يحسن الظن ، ولا يسيء الظن ، هذا الذي يقر بوجود الآخرين ، هذا الذي تراه متواضعاً يرجو رحمة الله ، ويخشى عذابه ..
 وخاب مسعى اذناب العلمانيه 
يريدون ان يطمسوا معالم مصر الإسلاميه .. 
وما الله بغافل عما يعملوان









قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا


اعترافات لواء المخابرات. شفرة "عوكل" المخابراتية.. فيديو


فك شفرة عوكل !
 المخابرات المصرية تخرج عن صمتها وتكشف عن سر "شفرة عوكل"


هذه هي استراتيجية النظام، وتلك هي شفرة "عوكل" الحقيقية التي يتوجب علينا بدورنا فكّها وتفسيرها للشعب
إن تفسير شفرة عوكل يقول بأن الدببة المتحلقة حول النظام ستقتله قريباً بغبائها
وأن يوم الحساب قادم لا مفر منه مهما تحصن الظلم بقوة زائفة.

أجرى السيد ثروت جودة حوارًا صحفيًا مع صحيفة الوطن ليحدث ضجة في الأوساط السياسية والشعبية، ليست المرة الأولى التي يُتْحِفنا فيها السيد جودة بحواراته الصحفية؛ فلقد طمأننا منذ ما يقرب عام على تأمين كافة اتصالات المسئولين المصريين في الخارج عن طريق شفرة "عوكل" المخابراتية، (اللي بتلَعبِك الدنيا كلها في بعض فلا يستطيع أحد أن يعرف هو جاي منين ولا رايح فين ! ". وهو أيضا الذي أطلعنا على سر الدمية "أبلة فاهيتا"، وكشف لنا أنها صناعة أمريكية بأدوات "إخوانية وإبريلية"، تستخدم لنقل الشفرات والرسائل التحريضية ضد الجيش والشرطة. وهو كذلك من صرح من قبل بأن أمثال توفيق عكاشة وعبدالرحيم علي "رموز وطنية" ساهمت في إشعال "ثورة" 30 يونيو.
فما الجديد في الحوار الأخير؟
الجديد أن جودة أدلى هذه المرة بما يمكن أن نعده معلومات وليست آراء، وغالبيتها صادم حد الذهول، إن المتابع المدقق لسير الأحداث في الآونة الأخيرة لا يجب أن يفاجئه تصريحات كتلك مهما بدت متصادمة مع ما يدور حولنا من أحداث، فمثلاً لا ينبغي أن يفاجئنا تأكيد السيد جودة بأن المخابرات لم تمد محمد مرسي بمعلومة واحدة صحيحة بينما تتم محاكمة مرسي بتهمة التخابر وتقديم معلومات من شأنها الإضرار بمصر تبعاً لتقرير هيئة الأمن القومي، والذي أفاد بأن أجهزة الكمبيوتر التي تم ضبطها مع مرسي والذين معه قد احتوت على مستندات من شأنها الإضرار بالأمن القومى المصري وأن محتواها يعد سراً من أسرار الدفاع عن البلاد .. فالمحاكمة منذ بدايتها وبكل ملابساتها وشواهدها، وبوضع المتهم في قفص من زجاج لحجب صوته إن قرر الدفاع عن نفسه، تعد نموذجاً فريداً لمحاكمة هزلية ومأساوية . إذن نحن نحاكم شخصا لم يحصل على معلومة واحدة ... بتهمة إفشاء المعلومات (التي لم يحصل عليها أصلا) لأعدائنا!
كما أن زلة لسان جودة حين أفصح عن أن مرسي كان متهماً في ثمانية قضايا منفصلة لكن قام السيسي بدمجها في قضيتين فقط لأنه "رجل رحيم ويراعي الله كثيراً" لا ينبغي أن تقلقنا على شموخ القضاء واستقلاليته عن السلطة التنفيذية .. فدولة الرجل الواحد تعد نموذجاً مستساغاً مقبولاً لا ينبغي الخجل منها أو انتقادها ولا حتى الثورة عليها في الوقت الراهن.
ولا ينبغي أن يقلقنا أيضاً استهانة وكيل المخابرات السابق نفسه بقانون المخابرات العامة الذي يلزم في مادته الثالثة بـ "مد رئيس الجمهورية ومجلس الدفاع الوطني وهيئة المخابرات بجميع احتياجاتها وتقديم المشورة والتوصيات اللازمة لها"، ولا باعتقاده بأن صوم ثلاثة أيام أمر كفيل بتكفير إثم الحنث باليمين الدستورية التي تلزمه بأداء مهام العمل في هذا الجهاز بشرف وأمانة، ولا بإسداء النصح لأحد كبار موظفي هذا الجهاز بعد تركه الخدمة بوقت طويل .. فنحن في دولة يتقاعد فيها كبار الموظفين على الورق فقط ويبقى أثرهم (كفراشة محمود درويش) لا يزول!!! كما أن الرجل يعتقد جازماً بأنه لا يجب طاعة رئيس الجمهورية مادام قد قرر مطمئناً بأنه خائن وعميل، ولن يثبت أبداً العكس ..
لا يقلقنا كذلك غياب دولة القانون التي تحتم أن يحاكَم السيد جودة وفقاً لقانون المخابرات العامة الذي ينص على محاكمة من يسرب الأخبار والمعلومات المتعلقة بالجهاز وأسلوب عمله ما لم يكن قد صدر إذن كتابي من رئيس المخابرات العامة بنشره أو إذاعته .. فالبلد في حالة حرب لا يستقيم معها تطبيق القانون بحذافيره ..
كما لا ينبغي أن تقلقنا العقلية العسكرية النموذجية التي تحكم جميع تصرفات السيد جودة، وفرضت عليه حين أخطأ أن يتمادى في الخطأ وأن يظنه بطولة، ثم أن يتنصل تماماً منه، ويدعى أن ثمة مؤامرة خبيثة تهدف للنيل منه، كل هذا رغم علمه بأن التسجيل الصوتي لكامل حواره موجود وقد يذاع في أية لحظة (إلا إذا ...).
فما الذي يستوجب أن يثير قلقنا في حوار جودة إذن؟ ما ينبغي أن يقلقنا هو أن السيد جودة لم يتنصل من اعترافاته إلا لأنه خرج عن الخط غير المرئي الذي رسمه النظام والذي قرر أنه السقف المعقول لخلط الأوراق وتوزيع الاتهامات والذي لا يجب تخطيه، وتبدأ حدود هذا الخط عند توريط النظام بأي شكل من الأشكال.
حين خرج السيد جودة عن هذا الخط ورّط الدولة العميقة والنظام بشكل مباشر وقدم الدليل على ما قد يستوجب محاكمتهم مستقبلاً، ولولا ذلك ما تصدى له أحد ولا أعاره النظام أي اهتمام، حتى لو تسبب في إلحاق أذى حقيقي بحياة أحد من المواطنين أو وزّع الاتهامات المجانية هنا وهناك، تماماً كوكيل النيابة في قضية علاء عبد الفتاح والذي أفسد سيناريو محاكمة علاء عبد الفتاح والذي كان مايزال "مبلوعاً" رغم كل ما فيه من تجاوزات صارخة، لكن لولا الخروج عن الحد "المعقول" للتدني وعرض فيديوهات شخصية مُنْبَتّة الصلة بالقضية وتنتهك خصوصية "المتهم" بشكل فاضح وغير قانوني لما تم إخلاء سبيل علاء.
هذه هي استراتيجية النظام، وتلك هي شفرة "عوكل" الحقيقية التي يتوجب علينا بدورنا فكّها وتفسيرها للشعب، إن تفسير شفرة عوكل يقول بأن الدببة المتحلقة حول النظام ستقتله قريباً بغبائها، وأن يوم الحساب قادم لا مفر منه مهما تحصن الظلم بقوة زائفة.

-




قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا




السبت، 20 سبتمبر 2014

لكننا لا نقرأ التاريخ..6 أشياء اكتشفنا خداعها بعد الثورة والانقلاب .



« مــا أشبه الليلة بالبارحــة!»
 السلطة في تركيا من أتاتورك حتى أردوغــان 
 هـــل يعيــد التــاريخ نفســة على أرض مصــــر 
... السيسى على خطــى اتا تورك ....


مصطفى كمال أتاتورك وتكريس العلمانية في تركيا:
بدأ أتاتورك عهدًا من تكريس العلمانية والتغريب بشكل كامل في تركيا، فمنع الناس من ارتداء الطربوش والعمامة، ومنع المدارس الدينية وألغى المحاكمات الشرعية، وألغى استخدام الحروف العربية في الكتابة، واستبدلها بالحروف اللاتينية.
ظلت التغيرات التي أدخلها أتاتورك على الحياة التركية موضع جدل حتى اليوم، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أنه أسس دولة قوية حديثة، يرى خصومه أنه قد قام بإزالة كل ما له صلة بالدين والتدين والهوية الإسلامية، وفي عهده كانت الحريات شبه معدومة، ونظامه أقرب إلى الديكتاتورية.
شكل أتاتورك أول حزب سياسي عام 1923م، وهو حزب الشعب الجمهوري، والذي ظل في سدة الحكم حتى بعد وفاة أتاتورك، فخلفه نائبه عصمت إينونو، الذي سار على نهج أتاتورك، فقام بتغيير الأذان إلى اللغة التركية، وأغلق المدارس الدينية.
..........................
حكومة عدنان مندريس .. وانقلاب 1960م:
القيادة العسكرية وحكومة سليمان ديميريل:
انقلاب كنعان أوفرين 1980:
عهد تور غوط  أوزال:
سليمان ديميريل وحكومة نجم الدين أربكان وانقلاب آخر:1959
ظهور حزب العدالة والتنمية:2000
جاء حزب العدالة والتنمية مؤكدًا أنه لا يريد دولة دينية، لكنه يريد دولة ديمقراطية علمانية، تفصل بين الدين والدولة، ولا تسيطر فيها الدولة على الدين.
رجب طيب أردوغان رئيسًا للجمهورية..
السيسى على خطى اتا تورك

هل تعلم أن مصطفى كمال أتاتورك قاد إنقلابا على الحكومة العثمانية
وكانت إنجازاته :
1- إلغاء الحجاب
2- إدراج مبدأ العلمانية في الدستور
3- منع الأذان
4- إلغاء الإحتفال بأعياد الفطر والأضحى
5- إستبدال يوم الجمعة بالأحد وجعله
6- إستبدال الحروف العربية باللاتينية
7- إلغاء المدارس الدينية

حكومة السيسي أكثر الأنظمة قمعية في تاريخ مصر الحديث



هل تعلم أن الجنرال عبد الفتاح السيسي قاد إنقلابا على حكومة الإخوان لرفضه قيام دولة إسلامية ..
( كما اعترف في حوار له مع الواشنطون بوست ) ؟
هل تعلم أن الجنرال عبد الفتاح السيسي قتل المئات واصاب الألاف في مجازر أبشع من مجازر الصهاينة ؟
هل تعلم أن الجنرال عبد الفتاح السيسي شن حملة إعتقالات واسعة للإسلاميين وتعذيبهم داخل المعتقلات ؟
هل تعلم أن الجنرال عبد الفتاح السيسي بعد الانقلاب أغلق الكثير من المساجد ؟
هل تعلم ان الجنرال عبد الفتاح السيسي في عصره منعت الناشطة اليمنية توكل كرمان من دخول مصر.
 ورحب بالعاهرة البولندية لونية آنيا ليوسكا التي تقوم بجولة تشمل جميع دول العالم، تهدف من خلالها مضاجعة 100 ألف رجل من كل مدن العالم
هل تعلم أن الجنرال عبد الفتاح السيسي يسير على خطى سيده الجنرال مصطفى كمال أتاتورك ؟!
(1) ثورة 18 يوم
بات يقينيًا لدى بعضنا - وأنا منهم - تاريخيًا وواقعيًا استحالة أن تنتهى ثورة وتحقق أحلامها وأهدافها خلال ثمانية عشر يومًا..



أولاً: تاريخيًا الأمر مختلف تمامًا لكننا لا نقرأ التاريخ جيدًا:
(1) الثورة الفرنسية:
 اندلعت 1789 واستمرت عشر سنوات حتى 1799 في ثلاث مراحل ملكية دستورية ثم نظام جمهوري ثم تراجع للتيار الثوري أتاح لنابليون الانقلاب على النظام الجمهوري إلى ديكتاتورية توسعية عام 1799 (ويكبيديا).
(صورة لاقتحام سجن الباستيل في 14يوليو  1789- ويكبيديا)
أنهت الثورة الفرنسية 1789 حكم الملك لويس السادس عشر وحولت الحكم إلى نظام جمهوري، ورفعت شعارات الحرية والإخاء والمساواة، كما استندت إلى دستور ينص على حقوق الأفراد وواجباتهم، وأعلنت قيام دولة المؤسسات ممثلة في الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، مؤكدة على حق الأفراد في التنظيم وحريتهم في الاعتقاد. (الباحث/ هانى جودة)
(2) الثورة الإنجليزية:
من 1642 حتى 1660..
قضت فعليًا ونظريًا على فكرة حق الملوك الإلهي، وأصبح البرلمان هو صاحب الكلمة العليا في شئون الحكم. (ويكبيديا)
(3) ثورة التحرير الجزائرية:
اندلعت ثورة التحرير الجزائرية في 1 نوفمبر 1954 ضد الاستعمار الفرنسي الذي احتلّ البلاد منذ سنة 1830، ودامت طيلة 7 سنوات ونصف من الكفاح المسلح والعمل السياسي، وانتهت بإعلان استقلال الجزائر يوم 5 جويلية 1962 بعد أن سقط فيها أكثر من مليون ونصف مليون شهيد جزائري؛ وذلك ما أعطى الجزائر لقب بلد المليون ونصف المليون شهيد في الوطن العربي. (ويكبيديا)
ثانيًا:الواقع أشد ألمًا ووجعًا حيث أثبت الواقع سذاجة لا حدود لها فى تفكيرنا، فكيف لنظام عسكري ديكتاتوري تغلغل في مفاصل الدولة العميقة لأكثر من ستين عامًا ينشر فسادًا في شتى صور الحياة، كيف له أن يسقط في ثمانية عشر يومًا؟!
- كيف لجيش كامب ديفيد أن يسقط في ثمانية عشر يومًا؟
- وكيف لداخلية الأنظمة المستبده أن تسقط في ثمانية عشر يومًا؟
- وكيف لقضاء دنشواي وأحكام الظلم والجور أن يسقط في ثمانية عشر يومًا؟
- وكيف لإعلام العار والخزي والكذب والخداع إعلام 67 أن يسقط في ثمانية عشر يومًا؟
- وكيف لجينات الذل والعبودية الموروثة في الدم المصري أن تسقط في ثمانية عشر يومًا؟
(2) التابوهات والرموز والمشايخ
لم يعد بعد الثورة والانقلاب رمزًا إلا وكسر، ولا تابوهًا إلا وسقط، ولا شيخًا إلا ووقع - ولازال - تيار السقوط يجري سريعًا بحيث لا يترك للنفس فرصة للتفكير فيما يحدث!
سقط تابوه الجيش المصري العظيم عند كثير من الناس بعد أن رأى جنوده ينتهكون ست البنات، ويقومون بكشوف العذرية، ويطلقون الرصاص ليقصفون به مستقبل شبابهم وأبنائهم وأرواحهم، ويسرقون الأوطان والأموال والأرواح.
وسقط تابوه جهاز مخابرات رأفت الهجان وأسطورته بعد أن اجتهد خلال ثلاثة أعوام في سرقة الثورة وخطفها وتشويهها وكان - وبلاشك - الطرف الثالث صاحب الثلاثمائة ألف بلطجي والذين سعوا في الأرض فسادًا وإفسادًا، قتلوا فيها الأرواح، وسرقوا فيها أحلام شباب آمن بمستقبل وطنه وأمته.
وسقط تابوه مفهوم الدولة وصورتها في تصور الحركة الإسلامية، فلم يعد هناك تصور حقيقي لماهية الدولة وحقيقتها وشكلها في فكر الحركة الإسلامية بعد أن فشلت أكبر حركة إسلامية في العصر الحديث في تقديم نموذج يحتذى به سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا.
وسقط تابوه النهضة ومهندسها الذي كانت تنحنى له الجباه، وتجلس تحته الهامات، وتنسج حوله الأساطير، وتفرض حوله سياج من الهالات والخطوط الحمراء.
سقط تابوه المشايخ والعلماء الذين صدعوا رؤوسنا ولوثوا أفكارنا، فمن كان يتوقع أن عمرو خالد يشجع البيادة وحكمها، وحسان يصمت على الدماء ويتنساها، والحوينى يعتزل الفتنة ويترك الدنيا دون أن يمارس فيها جرحه وتعديله؟
ومن كان يتوقع أن نصر فريد واصل يشجع على قتل الناس، وزكريا عبد العزيز يحكم بالمؤبد على فتيات صغيرات إيمانًا منه بالورق وكفرًا منه بالقيمة والمبدأ؟
سقط تابوه التيار الإسلامي وعلاقته بالناس وتواجده في الشارع والذي طالما شرب حتى الثمالة من هول أعداد مؤيديه في الشرعية والشريعة ومدى صدق ما ينادي به من أفكار يوتوبيه لا مكان لها في عالم الناس.
وسقط تابوه الشعب المصري العظيم والذي تحول البعض منه إلى مسوخ بشرية، وكائنات زومبية تفوض القاتل ليسفك الدماء وتفرح في استئصال فصيل وطني وقتل أفراده واعتقال أبنائه وسرقة أمواله وهتك أعراضه، شعب هلل للطاغوت ورضى بالذل والسكوت واستأنس للمتغلب السارق السافك للدماء واطمأن له.
(3) الوطن
الوطن الذي نعيش فيه ويعيش فينا هو الوطن بمفهومه العقدي وطن (لا إله إلا الله) والذي يسع ويشمل وطن المولد والمنشأ بمعناه السياسي، فإذا تعارض الوطن العقدي مع الوطن بمفهومه السياسي يقدم الوطن العقدي عليه حيث إن النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما خرج من مكه (وطن المولد والنشأه) قال لها (ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ". رواه الترمذي الحديث رقم 3926، ص 880  لكن عندما عادته وحاربته حاربها في غزوات بدر وأحد ودخلها فاتحًا في فتح مكة.
والوطن (وطن المولد والمنشأ) هو المسكن الذي تسكن إليه والمأوى الذي تأوى إليه، تأكل فيه وتنام هانئًا مطمئنًا فيه وتتعلم فيه وتعالج فيه وتنال حريتك وكرامتك فيه، ليس هو وطن (حضن السفاح) الذي تُقتل فيه وتُنتهك حريتك وكرامتك فيه وتطارد فيه وتعتقل فيه ولا تنعم فيه بحرية أو إنسانية أو عدالة اجتماعية.
(4) الجماعة الربانية
الربانية لغة تعني الانتساب للرب وتعنى أيضًا من يربي الناس ويعلمهم ويأخذ بأيديهم إلى الجادة..
وكأحد أفراد جماعة الإخوان المسلمين الذين لفظتهم الجماعة لخبث عندي قبل الثورة - كما مشهور عند أبناء الجماعة عندما يترك أحد الجماعة فيهرول أحدهم بعبارة (إنما تلفظ الجماعة خبثها!) - كنت أحد المؤمنين بربانية الجماعة بالمعنى الأول وهو الانتساب للرب الخالق البارىء!
والانتساب للرب الخالق شيء عظيم ومشرف في التعلق بالرب الخالق والرازق وطاعته وعبادته كفرد من عباده الكثر، وهذا الفرد يحمل تصورًا عن فهمه للدين ليس هو التصور الإلهي ذاته، لكن فهم الفرد للتصور الإلهي وليس مراده والذي بالضرورة قد يكون هذا الفهم صوابًا يحتمل الخطأ أو النقد أو التعديل.
وهذا التصور والفهم لا يملك حصرية الحق وصورته نقيض مايقول الأستاذ البنا والذي يصف الإخوان (نحن دعوة القرآن الحق الجامعة الشاملة)!
فكيف بدعوة القرآن الحق الجامعة الشاملة أن تداهن الظالم وتصادق الفاجر وتصمت على الدماء ولا ترى الانتهاكات في حق الإنسان وكرامته وحريته؟
هناك مرض خطير قد يصيب الإنسان (وخاصة الإسلامي لجمال مايحمله .. أو يدعى أنه يحمله).
هذا المرض هو (اللسعة الإنسانية)
واللسع هو اللدغ أو اللفح أو الإيذاء
وعندما تلدغ أو تلفح أو تؤذي الإنسانية في مضمونها وقيمتها فهذه مصيبة..
والمشكلة أن تكون جزءًا من ظاهرة اللسع الإنساني بل وتزيد من تطورها..
وتغيير جيناتها بطفرات الممارسة الخطأ - وتكون أسيرًا لهذه الممارسات بل وتبررها ....
- وما (ست البنات) منا ببعيد.
(5) السلمية تنتصر
لم يتح لنا التاريخ والواقع الرفاهية في التفكير في هل السلمية هي الخيار الوحيد لتحقيق أحلامك وأهدافك وأهداف ثورتك النبيلة؟
فجاء واقعنا المعاصر ليلطم وجوهنا بصفعاته القوية ويقول لنا جاهرًا صوته: السلاح هو من ينتصر في واقعنا ومنطقتنا ولك بعض الأمثله.
- انتصرت الثورة الليبية - أو تكاد - في مواجهتها مع القذافي تارة ومع ذيول ثورة نظامه المضادة وحلفائها الإقليمين في ثوبها الحفترى وطردته صاغرًا مدحورًا من ليبيا.
- فرض - أو يكاد - الحوثيون أجندتهم على الواقع اليمني بقوة السلاح وفقط.
- انتصارات داعش في المنطقة كانت ولا تزال بالقوة المسلحة.
- انتصار حماس على عدونا الصهيوني ومكانتها وقدرها في الأمة لم تحصل عليه بمفاوضات ولا سلميه إنما بقوتها المسلحة.
(6) الانقلاب يترنح
ما كرهت في حياتي مثل خدعة (الانقلاب يترنح) التي لا يعرف مصدرها ومن روجها لكن استعملت كثيرًا من قبل مؤيدى د/ مرسى وقادة التحالف الوطني، فلا يكاد يخلو لقاء تلفزيوني خلال عام مضى من هذه الكلمة أو أحد مترادفاتها مثل (الانقلاب يلفظ أنفاسه الأخيره) و(قائد الانقلاب يعيش في مأزق شديد) وهكذا..
لكن الحقيقة وبعد أكثر من عام ( الانقلاب يترنح ويتوغل وينتشر ويستمر!).




قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا