الثلاثاء، 7 يناير 2014

سيناريوهات الفتنة القادمة وأبعادها المحلية والعالمية - فيديو



فى محطة تاريخية
 هى أصعب محطات التاريخ العربى والإسلامى  
جلسة سرية بين الامارات و"إسرائيل" والأردن وأمريكا
... لدعم الانقلاب الغاشم ...

 مفاجأة من العيار الثقيل..  
تفاصيل زيارة "الوفد المصري"إلى "إسرائيل" في مارس الماضي





قام وفد من ضباط المخابرات الحربية المصرية بالجلوس مع ضباط من المخابرات "الإسرائيلية" وذلك قبل زيارة أوباما لإسرائيل في مارس الماضي , حيث تهدف الزيارة إلى الضغط على إدارة أوباما لإتباع سياسة أكثر حذراً مع الإخوان المسلمين وللتنسيق ضد حماس .
 جاء ذلك ضمن تقرير نشرته مجلة (ذا تاور ) المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط بتاريخ 18 مارس 2013 وجاءت ترجمة الجزء الأهم من التقرير كالأتي : " علمت ذا تاور أنه قبل أيام من وصول الرئيس باراك أوباما إلى إسرائيل لمناقشة المواضيع الإقليمية الحساسة, قام وفد رفيع من ضباط المخابرات الحربية المصرية برحلة خاطفة إلى إسرائيل للقاء نظراءهم".
 وقد أوضح ضباط المخابرات الحربية الذين يزورون إسرائيل أن الجيش المصري يشعر بالقلق العميق إزاء ما اسماه بتحركات حماس ضد أهداف في مصر وإزاء الاضطرابات الداخلية. وقد طلب ضباط المخابرات المصرية العون من نظرائهم الإسرائيليين في أن تنصح الحكومة الإسرائيلية إدارة أوباما أن تتبع سياسة أكثر حذراً مع الإخوان المسلمين . جلسة سرية بين الامارات و"إسرائيل" والأردن وأمريكا لدعم الانقلاب الغاشم
 سيناريوهات الفتنة القادمة وأبعادها المحلية والعالمية الفشل الذريع للانقلاب داخليا بدا واضحا فى إدارة مرافق الدولة، وعدم قدرته على سداد رواتب الموظفين، والارتفاع غير المسبوق لسعر الدولار أمام الجنيه، حيث بلغ ثمانية جنيهات فى السوق السوداء، وتداعياته على ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
 أما خارجيا فيبدو فى عدم قدرته على إقناع وكسب مؤيدين له وكسر الحصار والعزلة السياسية التى يعيشها، إضافة إلى أن ملف تجريم قادة ومحرضى الانقلاب والقتل دوليا أمام المحكمة الدولية شارف على الانتهاء، بما يعنى إمكانية تجريمهم أمام المحاكم الدولية.  حقيقة الأمر أن الانقلاب فى أزمة كبرى، وربما انعدمت خياراته إلا من الهروب إلى الأمام بمزيد من القمع والبطش بالثوار السلميين باحثا عن طوق نجاة، يحميه من المحاكمات الداخلية والدولية التى تنتظره. فى أثناء كل هذه الفترة والحراك الثورى مستمر بوتيرة متصاعدة كما وكيفا باستمرار انضمام شرائح نوعية جديدة من الطلاب والناشطين السياسيين المتحولين من تأييد الانقلاب إلى تأييد الشرعية، استخدم فيها العسكر والنظام المؤقت الجديد كافة أسلحة قمع المتظاهرين، وتحطمت جميعها أمام ثبات وصمود وسلمية الثوار. وتبع ذلك استخدام العصا الـ"قانونية" بإصدار قانون منع التظاهر، إضافة إلى قرار مجلس الوزراء باعتبار الإخوان جماعة إرهابية وما ترتب عليه من إمكانية الحكم على المتظاهر بخمس سنوات وقائد المظاهرة بخمسة وعشرين عاما، وربما يصل الحكم إلى الإعدام، ناهيك عن انتشار ظاهرة تلفيق الجرائم الجنائية للثوار.
 كل ذلك فشل وتحطم أيضا أمام صخرة ثبات وصمود وسلمية الثوار، مما دفع بالعسكر إلى استخدام سلاح جديد كطوق نجاة لهم، بمحاولات إشعال الفتنة الكبرى فى مصر من خلال تقسيم المجتمع لفريقين:

 فريق الانقلاب وفريق الإخوان المسلمين الذى طالما حاول تشويههم وتجريمهم لضرب الثورة بكل قوة تحت غطاء مسمى ضرب الإخوان الإرهابيين، إضافة إلى إعادة اللعب على ملف الفتنة الطائفية. وقد فشل الانقلاب فشلا ذريعا فى جر الثوار إلى مستنقع العنف، مفوتين عليه فرصة امتلاك مبرر يمكنه من سحقهم تحت جنازير الدبابات، ومن ثم قد يبدأ بتدبير العديد من العمليات الإرهابية وتلفيقها زورا لهم، خاصة الإخوان المسلمين، محاولا بذلك أيضا إلقاء قنبلة كبيرة من الدخان يتستر تحتها لتمرير الدستور. فى هذا السياق توضع الخطط وتدبر المؤامرات وتحاك الفتن لتقويض ثمار ثورة 25 يناير أولا، وتفويض مضامين القوة المصرية ممثلة فى الحراك الثورى وفى القلب منه جماعة الإخوان المسلمين والذى يتزايد على قاعدة من الوعى الشعبى بحقوقه وضرورة استعادة إرادته وشرعيته وتجربته الديمقراطية الوليدة. وهى التجربة التى انتزعها من أنياب نظام مبارك السابق، والتى سرعان ما انتزعها العسكر منه عبر محاولات متكررة لإدخال مصر فى دوامة من الاحتراب الداخلى، وربما حرب أهلية تستمر لسنوات تأكل الأخضر واليابس فى مصر، لتمهد الساحة لتمدد أى قوى طامعة فى المنطقة.  فى هذا السياق، نستطيع أن نرسم سيناريوهات الفتنة المتوقعة فى الأيام القادمة، والتى تتم بتدبير أجهزة الانقلاب لتحقيق عدة أهداف مجتمعة بضربة واحدة. هذا إضافة الى العديد من المتغيرات الجارية الآن دوليا ومحليا تؤكد فرضية ذهاب العسكر لإشعال فتنة كبرى فى مصر:
■ - على المستوى الدولى: انزعاج الغرب الشديد من الوافد الحضارى القادم بقوة مهددا عرشه المهيمن على القرار العالمى ومقدراته، والذى تمثل فى النمو المتسارع للنظم الإسلامية التى جاءت تترا على السلطة نتيجة للربيع العربى. هذا إضافة إلى النمو المتسارع لتركيا ذات الشعارات الإسلامية والانتماء الأيديولوجى للإسلام، وتحديدا فكر الإخوان المسلمين، والتحضيرات الجارية على قدم وساق لوقف الربيع العربى، وتقويض كافة نتائجه والعودة إلى المربع الأول ما قبل اشتعال فتيل الربيع العربى.

■ - الإجراءات الواضحة لتقويض نظام رجب طيب أردوغان والتى بدأت بالفعل على المستويين المحلى والإقليمى، بإشعال المزيد من الفتن الداخلية والخارجية، مستغلين العديد من أوراق المعارضة الداخلية، وخارجيا أوراق الأكراد، سوريا، وإيران ذات النفوذ المتزايد فى المنطقة بعد التنسيق الإيرانى والغربى الأخير على تقاسم النفوذ والمصالح بالمنطقة.
■ - اشتعال الحراك الثورى وغياب قدرة الانقلابيين على السيطرة عليه أو وقفه، مع التزايد الكمى والنوعى فى شرائح المنضمين الجدد إلى ثوار الشرعية، خاصة أن نسبة كبيرة منهم من المتحولين من تأييد الانقلاب إلى الانضمام لصفوف أنصار الشرعية.
■ - الإشارات المتكررة التى تأتى من الجيش والتى تؤكد تململ وغضب الكثير من القيادات الوسطى والدنيا من الانقلاب، ومن كل ما يمارس ضد أهلهم من أبناء الشعب المصرى.
■ - الضغط الأمريكى والأوروبى والعربى المؤيد للانقلاب بضرورة تسريع إجراءات تمكين الانقلاب على الأرض، ووقف الحراك الثورى المحرج لهم بشدة أمام العالم وأمام شعوبهم.
■ - وجود صراعات حقيقية بين قادة الانقلاب على السلطة من جهة، والعسكر وبعض النخب السياسية الطامحة فى السلطة، والداعية إلى سرعة حسم المشهد السياسى فى مصر بأسرع ما يمكن، ولو بكلفة دموية باهظة التكلفة.
■ - الترتيبات الإقليمية التى تمت بين الإيرانيين والأمريكيين فى المنطقة والتى تسير فى اتجاه دعم وتمكين الانقلابيين فى مصر حفاظا على مصالحهم جميعا بالمنطقة، وحصار ووقف أى قوة سنية وطنية يمكن أن تصل إلى السلطة وتهدد مصالحهم.
■ - السفور والفجور الشديد فى أداء حزب النور وشخصيات إسلامية محسوبة على التيار الإسلامى ضد أنصار الشرعية -وتحديدا الإخوان المسلمين- والذى ازداد بشدة غير مسبوقة مع مسلسل الدستور الجديد، والذى يؤكد المحللون أنه يأتى بناء على توجيه مباشر من أجهزة الانقلاب.
■ - تحويل العديد من القيادات الإخوانية إلى سجن العقرب شديد الحراسة وفرض عزلة فردية، وطوق أمنى شديد جدا عليهم، تمهيدا لأمر يدبر بليل تلفه مؤامرات محلية ودولية مشتركة ضد الإخوان المسلمين الحارس الأمين على الإسلام الوسطى المعتدل فى مصر والعالم بأسره، خاصة بعد سقوط وتهاوى أكبر المؤسسات الإسلامية الرسمية فى مستنقع الانقلاب.
■ - بعض الاعترافات المزورة لبعض المعتقلين والتى حرص ضباط أجهزة الانقلاب على سرعة الحصول عليها تحت ضغط التعذيب الرهيب، والترهيب باستخدام أهالى المعتقلين للضغط عليهم فى وقت زمنى واحد فى عدد من المحافظات، للإيحاء بوجود تنظيم إرهابى لممارسة العنف على مستوى الجمهورية.
■ - التحذيرات المستمرة التى توجهها السفارة الأمريكية لرعاياها بتوخى الحذر من أعمال إرهابية متوقعة فى مصر.
■■ فى هذا السياق، نستطيع أن نرسم سيناريوهات الفتنة المتوقعة فى الأيام القادمة، والتى تتم بتدبير أجهزة الانقلاب لتحقيق عدة أهداف مجتمعة بضربة واحدة.
■ - سلسلة من عمليات الإرهاب المدبرة من أجهزة الانقلاب وإلصاقها زورا وبهتانا بالإخوان المسلمين وثوار الشرعية.
■ - عمليات اغتيال مدبرة من أجهزة الانقلاب بحق بعض القيادات السلفية والإسلامية المناهضة للشرعية وللإخوان المسلمين، خاصة تلك التى كلفت بحدة الخطاب والمواجهة مع الإخوان فى الفترة الأخيرة.
■ - عدد من العمليات الإرهابية الكبيرة فى اتجاهات مختلفة (قوات مسلحة، كنائس) داخل القاهرة والإسكندرية وغيرهما، وإيقاع عدد كبير من القتلى.
■■ أهداف إستراتيجية ويسعى الانقلابيون من وراء ذلك لتحقيق جملة أهداف، من أهمها:
■ - استعادة التوازن المعنوى داخل الجيش بمزيد من الاستعداء ضد الإخوان والثوار، واستعادة التوازن النفسى ضد الإخوان وثوار الشرعية، خاصة بعد النمو المستمر لمعارضة الانقلاب بين صفوف أقباط مصر وتحوله إلى شكل مؤسسى منظم يعمل داخل مصر وخارجها.
■ - تمهيد الساحةلتوجيه ضربة قوية ضد قيادات الإخوان بالمعتقلات، أهمها أحكام بالإعدام على ما يقارب الثلاثين من قيادات الصف الأول، خاصة الذين مارسوا أدوارا مهمة أثناء الفترة الأخيرة، إضافة إلى سنوات سجن طويلة تتراوح بين العشرة والعشرين عاما لعدد كبير من القيادات العليا والوسطى فى الجماعة.
■ - التخلص من الأوراق السلفية والإسلامية الموالية للانقلاب والتى انتهى دورها وتتزايد مطالبها بشكل مستمر ظنا منها أنها شريك حقيقى للانقلاب من حقه المطالبة بحصة من المكاسب.
■ - تثبيت أركان الانقلاب والتمكين له فى مصر وتهيئة الوضع لاعتراف أمريكى وغربى رسمى، خاصة بعد الانتهاء من مسلسل الدستور. إذًا، الساحة الدولية والإقليمية متفقة ومهيأة لتوجيه ضربة قوية وعنيفة ضد التمدد الإسلامى السنى والذى بلغ ذروته تلقائيا فى أوروبا وأمريكا ومناطق واسعة من أمريكا الجنوبية على مستوى المهتدين الجدد للإسلام، والعودة للهوية الإسلامية الواضحة بين صفوف المهاجرين المسلمين بالدول الغربية. هذا إضافة إلى تأثيرات الربيع العربى المفاجئ والذى أعلن بداية انهيار النظم الاستبدادية الوكيل الغربى على شعوب ومقدرات المنطقة، بل ووصول الإسلاميين أنفسهم إلى السلطة والذين يعدون (داخل بعض الدوائر الغربية) المصدر الأساسى للخطر على الغرب. إذًا، هى حرب عالمية ثالثة ضد الإسلام وعناصره الفاعلة، لا ريب فى ذلك، وهذا ما تؤكده سنن التاريخ وحقائق الواقع. وعلى الإسلاميين وأنصار الشرعية أن يكونوا رأس حربة فى الدفاع عن حقوق شعوب غافلة نائمة لا تدرك من حقيقة أمرها وما يجرى شيئا، وليتحمل هؤلاء الشباب والفتيات الصغار بدمائهم الزكية الطاهرة مسئولية وأمانة الدفاع عن أمة وشعوب منطقة بأسرها فى محطة تاريخية هى أصعب محطات التاريخ العربى والإسلامى.
  د.إبراهيم الديب