الاثنين، 4 فبراير 2013

وبدأت رحلة العذاب.. ما هو خطأى وما هي جريمتي؟ ,كيف أعود للحياة ؟



أبى ســـر تعـــاستى


بسم الله الرحمن الرحيم... والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد.. أحتاج للنصح وأرجو أن يتسع صدركم لقراءة مشكلتي.. وأرجو تفهم موقفي.. بداية أنا فتاة فى الثالثة والعشرين من عمرى فى السنة النهائية في الجامعة في إحدى كليات القمة بفضل الله على قدر من الالتزام ولكن أعيش في ابتلاءات متتابعة لدرجة أني أصبحت مريضة بالحزن.. ربما في الماضي كنت أعيش على أمل المستقبل الذي سيتغير فيه كل شىء أما الآن فلم أعد أستطع إخراج الحزن من قلبي... تبدأ مشكلتي منذ كنت طفلة لم أدخل المدرسة ومنذ بدأت أدرك الحياة كنت أعيش أنا وأمي وأختي فى بيت جدي وإخوالي لأن أبي كان مسافرًا يعمل بالخارج ومنذ بدأت أعي الدنيا وأنا أعلم أن أبي رجل سيئ تركنا بلا نفقة ولا أي رعاية فهو ينفق كل أمواله على المقاهي والقمار حتى أنه لا يملك المال الذي يرجع به إلى مصر وأهل أمي هم الذين ينفقون علينا ويربوننا.. ثم عاد أبي وأنا فى الصف الأول الابتدائي ولم نكن نرحب به فهو غريب عنا ولا نشعر نحوه بالود ونري أمنا لم تكن تريد العودة ثم وبإصرار الأهل عدنا معه وبدأت رحلة العذاب.. فهو كبير فى السن ليس بمتعلم طباعه سيئة لا يحسن التعامل معنا ولا مع أمنا لسانه ينغص به حياتنا.. كان مجرد دخوله المنزل عذاباً كنا نخافه جدًا ودائمًا سب وشتم لنا ولأمنا بدون أسباب أبدا ودائمًا مشاكل بينهما لأنه لا ينفق علينا أبدا والله الذي لا إله غيره كان جدي وأخوالي هم من يساعدوننا بالمال للملبس والعلاج ونحو ذلك، والله كل ليلة جمعة كانت مصيبة بالنسبة لي بسبب الشجار حتى يترك لنا أموالاً... كان لا يترك لنا إلا القليل جدًا لأجل الطعام.. كنت حتى أهرب من هذا العذاب اذهب لأبيت عند جدي فكان يمطرنا بلسانه ويتوعد لنا..
والله ولا أبالغ كانت الحياة جحيمًا بالنسبة لي والله أن ألمي شديد فلم أستطع أن أعيش حياة طبيعية فقد كنت أتنفس الأحزان.. وكان عند دخوله البيت لا يتركنا إن كنا نذاكر بل يسب حتى نقوم لنخدمه علمًا بأن أمي كانت تحضر له الطعام ولم تكن تقصر معه أبدًا والله رغم إساءته وكل شىء أمام أعيننا.. أذكر أني كنت فى ابتدائي حيث مسئوليتي هي المذاكرة وهو كان ينهرنا لأننا لا نستطيع الطهي وينعتنا دائمًا بالفشل ويتوعدنا بأننا لن نفلح أبدًا ونحو ذلك .. ربما ستقول هذه تفاهات ولكن لك أن تتخيل معنى أن نفتقد حب الأب ورعايته وتربيته بينما هو يعيش معنا ولا يفعل إلا تدميرنا ليل نهار ..حتى الأعياد لم تسلم من المشاكل والهموم على أي شيء وعلي كل شيء وكل فترة وأخرى يحتد الأمر، ونستغيث بجدي وأخوالي ويجتمع الجميع مع أبي ومناقشات وخناقات وهو لا يلين ولا يتغير، بل يزداد الأمر سوءًا...وفي هذه الأثناء ومنذ طفولتي كنت مرتبطة بالمسجد وحفظ القرآن والذهاب لدروس العلم على مدى سنوات دراستي وحتى وقت قريب ..
كنت مجتهدة ومتفوقة في دراستي منذ المرحلة الابتدائية، يشهد لي مدرساتي بالأدب والتفوق، كان هذا هو الشيء الذي أثبت فيه ذاتي ... اجتهدت في دراستي وبدا المرض النفسي في سنة أولى ثانوي، كنت حصلت على ترتيب ع المحافظة في الشهادة الإعدادية وفي أولى ثانوي أُصِبت باكتئاب شديد ولم أعلم أدخل علمي ولا أدبي، الأمر لم يكن حيرة طبيعية، فأنا كنت مريضة لا آكل ولا أشرب ولا أنام وسيطر عليّ خوف شديد وتوتر وهذه هي حالي كلما أمر بموقف مصيري في حياتي.. المهم وفقني الله والتحقت بالقسم العلمي.. صدقني المشاكل لا تنتهي حتى في أوقات امتحاناتي النهائية في الثانوية العامة كنت استيقظ من نومي - ولا زلت - على المشاكل والنزاع.. صدقيني لا أبالغ عندما أقول إني أتنفس الحزن فمع كل كلمة أسمعها تحترق أعصابي ويحزن قلبي.. الأمر مؤلم جدًا، فأمي تبكي وتتعذب وتهان ونحن نتألم لأجلها نعيش في ضغط نفسي.. وفقني ربي ودخلت كلية الطب.. وابتليت بإنسانة دمرتني بسوء معاملتها كانت رفيقتي من الصف الأول الثانوي حتى السنة الأولى فى الكلية كانت سيئة الطباع جدًا ظلمتني وآذتني كثيرًا حتى ابتعدت عنها بعد العام الأول لكني كنت قد ذقت الأمرين، لأنها كانت تعيش معي في حجرتي في السكن وكنت دائمًا فى حالة شكوى وبكاء واشتد اكتئابي حتى أصبحت لا أرى ما أذاكره ولا أفهم أي شيء من المحاضرات أنام كثيرًا ولا أمارس حياتي بصورة طبيعية.. ورغم ابتعادي عنها قد أبدلنى الله بصحبة طيبة حافظة للقرآن وتسير على الدرب الصحيح إلا إني أصبحت دائمًا حزينة أبكي كثيرًا وأي شيء يؤثر في أشعر باختناق دائمًا..المهم كل ذلك والحال فى البيت كما هو حتى اللحظة..فى السنة الخامسة ابتليت بأشياء ألمتني ونغصت عيشي آخرها تجربة خطبة بل عقد فشلت، ولم تتم وكانت الضربة التي أتت على البقية الباقية من الأمل والصبر اللذين عشت عليهما إلى هذه اللحظة....ويؤلمني كثيرًا أن أتحدث عن أبي هكذا وكم كنت أتألم عندما أسمع أخوالي يذكرونه بالسوء وحتى الآن وأنا أكتب هذه الكلمات ولكن أقسم بالله أن الأمر يفوق الاحتمال، ربما لم أستطع أن أصف حالي أو أن أوصل ألمي، ولكن ربي وحده الأعلم بما أنا فيه. لم يدفعني إلى كتابة هذه الكلمات إلا أني والله أشعر بحزن شديد لا ينتهي سيطر على قلبي وكياني.
حتى خطبتي كانت من أشد البلايا لأني صدقًا في أمس الاحتياج للحب والاحتواء، ومع ذلك ظلمت فيها جدًا وكانت نهايتها كالموت بالنسبة لي مع يقيني أنه لم يكن الزوج الذي سيعينني على الطاعة فهو لم يكن ملتزمًا... كنت أقول لنفسي المهم أن أجد فيه الثوابت كالمحافظة على الصلوات ونحو ذلك ثم سأكون بإذن الله عونًا له على الالتزام لأني لم يتقدم لي من يتوافر فيه الالتزام الذي أتمناه والتكافؤ الاجتماعي، في البداية كان أهلي يرفضون من ليس مكافئًا لي على الرغم من أني لم أكن اهتم إلا بالالتزام وأنا كنت أرفض من ليس ملتزمًا أما الآن فلم أعد احتمل الانتظار فماذا أفعل؟؟
حاولت أن أسأله عن صلاته وعلاقته بالقرآن، كانت إجابته إيجابية ولم يعترض أبدًا على منهجي في الالتزام...على الرغم أنه كان بعيد تمامًا عنه، كما اكتشفت بعد ذلك للأسف اكتشفت حتى تقصيره في الفروض بدأت أخاف كثيرًا لكني لم آخذ قرار بالانفصال أبدًا بل حاولت أن أرى الخير فيه فكلنا مقصرون ونحتاج للصحبة الصالحة لتعيننا على الطاعة هكذا كنت أقول لنفسي.. وأنا أحتاجه كثيرًا.. نصحته كثيرًا أن الصلاة هي أهم شيء لابد من إصلاحه حتى تنصلح حياتنا.. كنت أخاف أن أنفره من الطريق فحاولت باللين والرفق، وكنت أخاف أن أظلمه فأحيانًا كلما يكلمني يذكر الصلاة في كلامه فهو سيفعل كذا وكذا وسيصلي وأحيانًا أخرى لا يتذكرها !!.. احترت في أمره وكنت أحيانًا كثيرة لا أثق به فقد كان غامضًا... ومن حيث لا أدري حدثت مشاكل تافهة من ناحية أهله لا أعلم سببها كانوا متعجلين جدًا لإتمام الفرح على الرغم من أن الخطبة لم تتجاوز شهرين ولم يكن في الإمكان إنهاء جهازي في هذا الوقت؛ فأخبرهم أهلي بأن يكون الفرح بعد شهر آخر من الآن....وفي يوم أراد أن يقابل أبي ليحدثه في نفس الأمر فأردت أن أتناقش معه لأن أبي ليس في إمكانه أن يفعل ما يريده مع العلم أنه حتى لو كانت الأموال متوفرة فإن الوقت لا يكفي لإنهاء التجهيزات فالغريب أنهم كانوا مصرين على نهاية الشهر ولم يكن باقي إلا أسبوع تقريبًا..وفي هذا اليوم تعصب عليّ في الهاتف واتهمني بأنني رفعت صوتي عليه و....و... ولم أدري ما الذي يحدث..طلبت منه أن يهدأ ثم يكلمني فرفض، وقال إنه لن يقابل أبي على الرغم من أني أخذت له منه موعدًا....وفجأة جاء مع أبوه وأمه ولكنه لم يطلع معهم واعتذر بعمل مع أنه لم يكن كذلك لأنه جاء بمجرد أن أنهوا الكلام كان أسلوب والدته في الكلام مهينًا تقول (أنا هخدها بالجلابية اللي عليها) وعندما رفض أهلي ذلك وأخبروها أنهم سيجهزون كل شيء ولكن أمامنا شهر لم يهدأ لها بال ولم أعد أفهم أين المشكلة بالضبط؟؟...
 قالت والدته أنها لا تهتم في أسرتي إلا بأمي وأبي وأخواتي ولا يهمها أخوالي وقالت إنهم (مش هيفرقوا معاها) كان هذا أمامه فكان ردي أنها هتفرق لما شعرته من إهانة وتعدٍ بغير وجه حق فهذا ليس أسلوبًا فكانت هي الكلمة القشة التي قسمت ظهر البعير- فأخوالي هم من ربوني وهم أبائي - غضب مني جدًا وقاطعني لأكثر من يومين ولم يأت إلا عندما اتصل به والدي وطلب منه الحضور، حاولت أن أتفاهم معه، ولكن بلا فائدة ثم حاول أن يصالحني فلم استطع؛ لأني لم أعد أفهم ماذا يحدث؟؟...
 المهم في النهاية علمت أن والدته اتهمتنا بالطمع فيهم وعندما اتصلت بي لم أرد وجعلت والدتي ترد عليها أمي طيبة والله جدًا، ولا تعرف كيف تتصرف فأخبرتها أن تقول لها كل واحد يروح لحالة ردًا لكرامتي، وإذ فجأة أسمع أن والدته أخبرته بكلمة يعلم الله أني لم أقولها وهي (بلا قرف) وكان لابد من الانفصال؛ وفي أسرع ما يكون انتهي الأمر دون أن أدرك حتى ماذا يحدث.. لم يحاول أن يكلمني أو يسمعني أو يعاتبني.. لم أشعر أني كنت مرتبطة شخصيًا به، فلم أجده في حياتي أصلاً منذ بدا الخلاف.. ضاعت حقوقي أنهوا هم الأمر، وأخذوا كل شيء، ولم يسألني أحد ماذا أريد أو ماذا يحدث كان إجبارًا وقهرًا وعذابًا رهيبًا.. فماذا أفعل الآن في حياتي لجأت إلى الله بالدعاء..حاولت أن أعالج نفسي والله لكني الآن انتهيت لم يعد لدي طاقة وأكره ما أنا عليه وليس بيدي شيئًا أشعر بالألم فماذا أفعل؟؟ حياتي في بيتي تصيبني بالاختناق.. أصبحت مريضة ففي لحظات ظلم أبي أكرهه كثيرًا ولا أحتمل سماع كلماته وإهاناته فمع مرضي هذا لا أجد هدوءًا ولا راحة في البيت وعندما يصيبه أي شيء أتألم لحالة لأنه أصلاً رجلاً ضعيفًا في الحياة بالخارج ومع الناس فلماذا يفعل معنا هكذا؟..
تناقضات في مشاعري تدمرني كل شيء حولي في عائلتي يكربني هموم وأحزان ومشاكل...لا راحة ولا استقرار.. على الرغم مما حدث فأنا أحتاجه كثيرًا، وأتذكر ما كان بيننا من لحظات طيبة وأتمنى لو كانت حقيقية ودائمة فقد كان يغمرني بحب لا أدري هل كان حقيقة أم وهما، كان يقول لي إنني كل شيء في حياته.. تعلقت به كثيرًا فهو الارتباط الأول في حياتي ولكم كنت محتاجة إليه ..كان يملأ علىّ حياتي ووقتي.. مع أني كنت أتألم لتباعده فهو كان كتومًا في أمور كثيرة.. أشعر باحتياجي إليه يدمرني..كان يقول لي تمسكي بي (امشي ورايا وانتي مغمضة .. مش عايزين حد يفرق بيننا) ولما سألته ليه بتقول كده؟
يقوللي عادي !! .. لم أعد أعلم ما الصواب من الخطأ, لم أعد أعلم كيف أتصرف؟ ما هو خطأى وما هي جريمتي؟
حاولت أن أنجح وأن أعوض كل ما حرمت منه في حياتي معه من التفاهم والصداقة والهدوء لكني صدمت...لم أستطع أن أدافع عن نفسي ولا عن حقي ولا أن أبرئ ساحتي ..لماذا ضحي بي هكذا؟ هل كان يخدعني باهتمامه؟
فتصرفه جاء منافيًا لكل معاني الحب فهو حتى لم يلتفت إلى ولم يهتم لأي شيء كان بيننا.. دمرتني هذه التجربة وجرحتني.. ولا أستطيع أن أشفي منها إلى الآن.. لم أعد أثق بأحد لأعتمد عليه أو آخذ برأيه.. أشعر بوحدة تكاد تقتلني.. أرجوك ساعديني بنصيحة فأنا في كرب شديد..لا أستطيع أن أذاكر أو حتى أن أعيــش.. يسيطر على التفكير في الزواج وعذاب الانتظار وماذا لو لم يكن مقدرًا لي في هذه الفترة؟ فكيف سأستمر في الحياة؟...
أفكر في الزواج على أنه هو الحل الوحيد لكل آلامي لأني به سأغير عالمي وأخرج من بؤرة المشاكل لأعيش في هدوووء فهذه هي أغلي أماني ..البعض يراني مخطئة في تفكيري هذا ولكني أمتثل بحديث الرجل الذي قتل 99 نفسًا حيث قال له العالم اذهب إلى بلد كذا فإن فيها قومًا يعبدون الله فاعبد الله معهم: لذلك فأنا أفكر أن الزواج هو النجاة ولكنه لم ييسر لي فماذا بوسعي أن أفعل؟ كيف سأمارس عملي وكيف سأبني مستقبلي؟ بل كيف أعود للحياة اعتذر عن إطالتي وأرجو النصيحة.. رجاء أرجو ردًا عاجلاً وجزاكم الله خيرًا كثيرًا والسلام عليكم ورحمة الله..
 **(الحــــل) ....  حبيبتى أشعر معك بمعاناتك وألمك وتعايشت تماماً مع قصتك منذ كنت طفلة صغيرة, وعلى الرغم من أن رسالتك تتضمن أكثر من مشكلة تحتاج الواحدة منها لكثير من الوقت للحديث عنها إلا أننى سأجمل لكِ الحلول والنصائح لعلها تكون بارقة أمل لحياتك ومستقبلك, داعية الله أن يفرج همك ويصلح حالك ويسعدك باقى عمرك.. حبيبتى الغالية, أود فى البداية أن تضعى دائماً نصب عينيك حكمة جميلة أستمد منها أنا شخصياً الأمل فى حياتى, ألا وهى"دوام الحال من المحال".. وهذه مبدئياً فقط وحتى لا تنظرى لمشاكلك وعذاباتك تحت قدميك أو أن تكون نظرتك للأمور ضيقة, فعليك دائماً أن تنظرى نظرة بعيدة ومستقبلية أساسها التفاؤل والإقدام على الحياة, "فتفاءلوا بالخير تجدوه" إن شاء الله.. كما أود أن أبلغك تحياتى العارمة لشخصك وتقديرى الجم لإصرارك, على النجاح والتفوق, فبالرغم من كل هذه الظروف المعيشية والأسرية التى مررتى بها وخاصة مع أب به كل تلك الصفات المذكورة, وبعدها تصِلى إلى إحدى كليات القمة مثل كلية الطب, فضلاً عن حفظك للقرآن الكريم منذ الصغر, فهذا فى حد ذاته إنجاز كبير جداً يستحق التقدير, وليس لشخصك فقط بل "لأمك" العظيمة التى تحملت الكثير فى سبيل وصولك لما أنتِ فيه الآن, وتحياتى وتقديرى أيضاً لجدك وأخوالك الكرماء وجزائهم الكبير عند الله ـ تعالى ـ. وما ألمسه من خلال قصتك, أن بداخلك طاقة كبيرة تستطيعين بها التغلب على ظروف أكثر منها سوءًا, فلم هذه الحالة التى تنتابك عزيزتى من الإحباط وبهذا الشكل الكبير؟؟؟
حبيبتى تأكدى أن الطاقة التى بداخلك لازالت تعمل وعليكى أن تحركيها مرة أخرى, فلن تتحملى وتصبرى أكثر مما صبرتى طوال حياتك, اصبرِ على وضع والدك معكم فلن تستطيعى تغييره, ولكنها هانت والمتبقى من سنوات دراستك القليل, وبعد التخرج ـ إن شاء الله ـ ستتغير الأوضاع وستنخرطِ فى مجال العمل الطبى, ولن تكونى دائماً فى مواجهات مع سلوك والدك, وللعلم أنا أيضاً أشعر بأنه إنسان طيب من جملة أنتى ذكرتيها وهى عندما اتصل بخطيبك وانتظر مقابلته, فهو فى النهاية أب وتهمه مصلحة بناته, ولا أريدك يا دكتورة أن تضعى بمخيلتك أن الزواج هو الذى سيخرجك من هذه الأزمة النفسية والأسرية, إطلاااااقاً فربما إن كنت أتممت زواجك من خطيبك السابق, كانت الحياة معه أسوأ بكثير ووقتها ربما كانت مشكلتك ستكون أكبر بأطفال ليس لهم ذنب يعودون معك لحياة والدك القاسية, فماذا كنت وقتها ستفعلين؟؟؟..
 ما رتبته الأقدار لكِ عزيزتى هى خير هدية ولطف من الرحمن بك وبمستقبلك, وإن كان عليك من ـ وجهة نظرى ـ بعض الخطأ, فكان عليك أن تتحدثى مع خطيبك مباشرة هو ووالدته وتُبرئى نفسك من تهمة الجملة التى وصلتهم خطأ وعن طريق اللبس, وأن تثبتِ لهم أن تربيتك تمنعك من التلفظ بمثل هذه الألفاظ على الأقل إذا انقطع النصيب فلا تتركين ذكرى سيئة فى أذهانهم عنك وأنتِ مظلومة, ولكن قدر الله وما شاء فعل, وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم"... ولكن ثقى فى الله حبيبتى أن الله سيبدل كل حياتك إلى الأفضل وأرى لكِ مستقبل أجمل بكثير مما تتمنى وعليك أن تكون عندك نفس الثقة بالله وحسن الظن به ـ عز وجل ـ فكما أخبرنا فى حديثه القدسى "أنا عند ظن عبدى بى" فلا تيأسى من رحمته أبداً, فأنتى رغم ظروفك فى موضع قوة بكل المقومات التى تملكينها,"أهلك الطيبين, مؤهلك الدراسى, صحتك ....والكثير من النعم التى تؤهلك لأن يكون لك حياة عملية متميزة, وأيضاً حياة زوجية مع إنسان محترم يقدرك ويسعدك, فأنصحك حبيبتى الغالية ألا تتعجلى الزواج بمن لا يناسبك ويناسب مستقبلك الجميل.. فالذى سوف يخلصك من كل هذا الكرب بعد الله, هو عملك وليس رجلاً ربما يكون مصدر تعاسة أخرى, لا قدر الله, فكلما تريثتِ فى اختيار شريك حياتك كلما كان اختيارك أفضل وعلى أسس قوية وسليمة.. وعليك بالاستعانة بالله دائماً والقرب منه والمواظبة على الصلاة والدعاء بأن يخرجك مما تعيشين فيه من حزن, وأن يفرج كربك, ويرزقك بالزوج الصالح الذى تهنئين بالعيش معه, لكن لا للتعجل.. كما أوصيك بأن تستفيدى من تجاربك جميعا وخاصة السيئ منها, كمثل التى مرت بك مع زميلتك التى كانت تنغص حياتك, فلا تعطى الفرصة مرة أخرى لأى شخص أن تعانى منه نفسياً, وكان عليك أن تغيرى وضعك وأن تطلبى الإقامة مع غيرها, فتعلمى حبيبتى من أخطائك وتجاربك ولا تعطى فرصة لتكرارها فى حياتك.. وفى النهاية أنا معك وبجانبك إن احتجتى للنصيحة من أم أو أخت أكبر لك.




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛





ليست هناك تعليقات: