الجمعة، 25 يناير 2013

وماذا بعد..هل برحيل الرئيس ستحل مشاكل مصر؟ فليرحل الرئيس مرسى فورا.!


يامرسى …………… ارحل …. !!؟؟
صدق من قال أن الثورة المصرية
 أخرجت أفضل مافى الشعب وأسوأ مافيه أيضا..!
 وماذا بعـــد...!
 وهل إذا رحل الرئيس ورحل مليون رئيس يأتى من بعده!
..هل ستحل مشاكل مصر ..
إذا كان الأمر كذلك وهو ليس كذلك
.. فليرحل الرئيس مرسى فورا..!


وهذا يذكرني بقصة لقمان الحكيم عندما سأل ابنه أن يذبح له شاة ويأتي له منها بأفضل مافيها ففعل ثم جاء له بالقلب واللسان . ثم أمره ثانية أن يذبح له شاة أخرى ويأتي له بأخبث مافيها ففعل ثم جاء له بالقلب واللسان ….! فلما سأله عن سر ذلك الأمر , قال له القول المأثور المشهور : " ياأبتاه والله ليس أطيب منها إذا طابا وليس أخبث منها إذا خبثا..! * هذا هو حالنا اليوم . فالثورة من الناحية الايجابية فجرت فى الشعب المصرى كوامن الحنين إلى الحرية والتخلص من قيود العبودية وأغلال الماضى الجريح. وأزالت أشواك كثيرة زرعت فى حقل السياسة وكانت تدمى إقدام كل من يقترب منها بلا رحمة أو هوادة. كما إنها محت جينات الجبن والخنوع والخضوع من جسد هذا الشعب فلم يعد يقبل بغير الحرية طريقا والديمقراطية سبيلا. ولكنها على الجانب الآخر أسقطت ورقة التوت من على أناس كنا نحسبهم عقلاء حكماء ثوريين مناضلين..! ..... فإذا بنا نجدهم فوضويين مشاغبين مخربين أكثر منهم إصلاحيين. نعم الثورة أخرجت أفضل وأسوأ مافى هذا الشعب….!
 * وإن تعجب فعجب مانراه كل يوم من مظاهرات فى كل شارع وفى كل قرية وفى كل حى وفى كل مدينة بسبب أو بلا سبب. ومع أن الدستور يكفل للشعب حق التظاهرات والاحتجاجات والوقفات طالما يتم ذلك بالطرق السلمية وبهتافات الحناجر وليس بحد الخناجر…..! إلا إن الواضح أن هناك شرائح تصطاد فى المياه العكرة التى كثرت وطغت وعلت وسادت على المياه النقية فى نهر السياسية المصرية هذه الأيام…!
 * فإذا انكسرت ماسورة صرف صحي أوماسورة مياه فى إحدى الشوارع وعطلت حركة المرور, امتعضت الوجوه واسودت وخرجت عن المألوف وبدلا من أن يقوم الناس بعمل ايجابي لإصلاح هذا العطل المفاجئ والخلل الطارئ فتجد العشرات يجتمعون ويهتفون بحرقة وغضب: يامرسى …. ارحل …! يامرسى… ارحل….! ولامانع من التحلية بعد هذه الوجبة الدسمة بفاصل من الردح البلدى: " يسقط … يسقط … حكم المرشد…! " على أساس أن الرئيس هو المسؤول عن انفجار الماسورة والمرشد هو الذى كسر النافورة….؟
 * وإذا…" وماادراك مابعد إذا…!" وقف طابور من السيارات أمام إحدي البنزينات للتمويل وطال وقت الوقوف بسبب تهريب السولار والبنزين من كبار المسؤوليين الموالين للنظام السابق بل وتهريبه ورميه فى أعماق الصحراء نكاية فى الرئيس وانتقاما من هذا الشعب الذى انتخب هذا الرئيس , سرعان ما يتظاهر سائقو هذه السيارات ويهتفون بأعلى أصواتهم وحناجرهم: يامرسى... ارحل ... ! يامرسى ... ارحل...! ولامانع من أن الصبية الذين يعملون مع هولاء السائقين من باب المشاركة الوجدانية مع هولاء يصطفون فى الجانب الآخر من الطريق ويهتفون : يسقط ... يسقط.. حكم المرشد...! على أساس أن الرئيس هو المسؤول عن تلك الأزمة المفتعلة وان المرشد معه توكيلات حصرية للمنتجات البتر وكيماوية...!
 * وإذا وجدت بلطجية يحاصرون بل ويعتدون على المؤسسات الحكومية بسبب تقصير الأجهزة الأمنية وتواطؤ بعض قيادات الداخلية لإحداث حالة فوضوية ويصاب الناس بحالة من الفزع والخوف وهذا هو المطلوب إثباته...! تجد الموظفين يخرجون من مكاتبهم فى ثورة غضب لانهاية لها ويهتفوا غاضبين: ارحل... يامرسى....! ارحل .... يامرسى ... ...! ولامانع من بعض الذين يعملون بعقود مؤقتة أن ينتهزوا تلك الفرصة الذهبية التي قد لاتتكرر مرة أخرى , فتراهم يصطفون على جانبي الطريق يصرخون ويهتفون: يسقط .... يسقط ... حكم المرشد...! وكأن الرئيس هو وزير الداخلية المسؤول عن متابعة سير الأجهزة الأمنية والمرشد هو حكمدار المحافظة المعنية....! ؟
 * وإذا وجدت حادث قطار نتج عنه ضحايا أبرياء بسبب إهمال طويل ومديد منذ عشرات السنين فى منظومة السكة الحديد التى لم يتطور العمل فيها بل إن منظومة سير العمل فى هذه الهيئة يرجع لعهد المصريين القدماء...! وبدلا من أن يتظاهر بل ويطالب أهالي الضحايا بتطهير الوطن من بقايا النظام الفاسد , تراهم فى غضب لايحمد عقباه ولايعرف منتهاه يهتفون ويصرخون: يامرسى.... ارحل ...! ... يامرسى .... ارحل...! ولامانع من بعض المجاملات من بعض المتفرجين الواقفين فتراهم يقفون على الجانب الآخر من الطريق ويهتفون : يسقط.... يسقط ... حكم المرشد...! على أساس أن الرئيس هو رئيس هيئة السكة الحديد والمرشد هو سائق القطار....!
 * والسؤال الآن: وماذا بعد...! وهل إذا رحل الرئيس ورحل مليون رئيس يأتى من بعده...! هل ستحل مشاكل مصر ويعود الأمن والأمان لحضن الوطن , ويتوفر السولار وينخفض الدولار وتتوفر اسطوانات الغاز , وتنتهى البلطجة , وتتوقف حوداث القطارات , وتنتهى مشكلة البطالة فورا , ويتوقف انهيار العقارات وسقوط العمارات , ويسافر المواطن المصري من اسكندرية إلى أسوان وحيدا فريدا لايخشى إلا الله والذئب على الغنم...! ؟ إذا كان الأمر كذلك وهو ليس كذلك فليرحل الرئيس مرسى فورا..... ! ............
* يااولى الألباب:
*هل أصل مشكلتنا أننا نعانى من سقوط العقارات أم نعانى أولا من سقوط الأخلاقيات ....؟
* وهل لب معضلاتنا أننا نعانى من انهيار العمائر أم أننا حقا نعانى من انهيار الضمائر...؟
* وهل نحن بحق وحقيقة نعانى من أزمة فى فن الإدارة أم نعانى من ضعف فى صلب الإرادة...؟
* وهل نحن نعانى من شلل فى المرافق أم أننا نعانى فقط من تواطؤ المسؤول المنافق..؟
* وهل نحن نعانى من قلة الموارد الغذائية أم إننا فقط نعانى من خلل فى المنظومة القيمية والأخلاقية...؟
* وهل نحن بحق نعانى من كثرة حوادث القطارات أم من خلل فى الخطط والتصورات...؟
* وهل نحن نعانى من كثرة التمرد أم نحن فى حاجة ماسة إلى الإخلاص والتجرد...؟
* وهل نحن نعانى ونتألم من شدة الداء أم إننا نعانى من عدم جدوى الدواء..؟
* وهل نحن فى حاجة إلى إصلاح الثورة أم بحاجة إلى ثورة إصلاح جديدة..؟
* أين إذا مكمن الداء وموضع الخلل فى جسد هذه الأمة المترهل الواهن الضعيف..؟
* ياسادة : آن الأوان أن نغير ثقافتنا السياسية وممارساتنا الحزبية وسلوكياتنا الفردية وان نعطى لكل ذى حق حقه وان نحاسب المسؤول المباشر عن أي خطا أو جريمة تقع فى محيط عمله وفى دائرة مسئوليته . أما وإننا نطالب برحيل الرئيس .. اى رئيس لمجرد أزمة هنا أو هناك فهذا يعنى أننا لو جئنا برئيس بارع على كل ناصية شارع فلن تتحسن الأمور وفى فلك الفوضى الكل سيدور ...! الرئيس ... اى رئيس قد ياتى فى المستقبل لن يحمل على كتفيه عصا موسى يضرب بها بحر الخيرات فينفلق فيكون كل فرق كالطود العظيم من الانجازات والخيرات والمبشرات ثم يخرج لنا الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث....!
 * لست فيما سبق اعفي الرئيس تماما من مسؤوليته السياسية والأدبية تجاه مايحدث من مصائب فى مصر. ولكنى فقط ارفض تحميل الرئيس " أي رئيس " مسؤولية كل شئ يحدث فى هذا الوطن دون إلقاء المسؤولية على التنفيذيين المباشرين. إن المسؤولية تضامنية بين الرئيس والحكومة والشعب. فليتحمل كل فرد التبعات التى ألقيت على كاهله ولا يلقى أحدنا باللائمة على الآخر ويغسل كلتا يديه وينفض ثيابه من غبار المسؤولية...!
* يجب أن ترحل أولا وقبل كل شئ تلك الأفكار من الرؤوس والتى تنخر فى عظامنا كالسوس , وقبل أن نتظاهر ونحتج ونعترض حاملين الفؤوس على الأكتاف ودون أدنى تسويف أو التفاف....! ذلك قبل أن ننادى ونطالب برحيل أى رئيس انتخبه الشعب بلا تزوير أو غش أو تدليس . تلك رسالتي أوجهها إلى كل مواطن إنسان قبل أن تعم الفوضى و يصبح الوطن مجرد صفحة فى سجل النسيان...!...



ليست هناك تعليقات: