الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

سيناريو الوقيعة ما بين الجيش والشعب والقيادة السياسية


هل يطيح الجيش بالرئيس مرسي؟
 نتوقع صدور بيان من الجيش
 لكي يوضح لنا فيه حقيقة التظاهرات بصفوفه


 نستغرب أن يخرج علينا من يحذرنا مما يسميه بغضبة الجيش تارة ،ويطلق عليه تارة أخري بتكشير الجيش عن أنيابه ،ويصل بهؤلاء الأمر أن يطل علينا أحدهم من فوق شاشة فضائية أمس لكي يبلغنا أن القوات المسلحة خرجت من بينها وحدات في تظاهرات عارمة ضد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي ،وذلك عندما أعلن عن إحالة المشير طنطاوي والفريق أول سامي عنان واللواء حمدي بدين إلي التحقيق بتهمة قتل الثوار ،ويتطوع بالقول أن القوات المسلحة لن تسمح لمرسي أن يضربها مرتين الأولي عندما أقال المشار إليهم والثانية عندما تم الإعلان – الكاذب- عن إحالتهم للتحقيق .
 وكُنا نتصور أن هذا الأسلوب أنهته الانتخابات الرئاسية الأخيرة عندما تأكد للكافة أن قواتنا المسلحة علي الحياد بين كافة المتنافسين ،وذلك علي الرغم من الإشاعات التي عمت مصر ،وتفيد بأن القوات المسلحة ستتدخل في تلك الانتخابات، من أجل إنجاح من أطلقوا عليه مرشحها وهو الفريق أحمد شفيق ،لكن الواقع أكد أن ذلك كُله أوهام، وأن الجيش لم يرشح أحد للرئاسة ،وأن قادته كانوا صادقين عندما أعلنوا أنهم سيسلمون السلطة للشعب وسلموها.
 لكن الآن يستغل الفلول تظاهرات واحتجاجات وأخطاء طبيعية واردة طالما نحن بشر في السياسات الحاكمة ،ويستغلون حق قانوني للرئيس ،يستغلون ذلك كُله لكي يعيدوا السيناريو القذر ،سيناريو الوقيعة ما بين الجيش وجانب مهم من الشعب من جهة ،والوقيعة بين الجيش والقيادة السياسية المنتخبة بشكل ديمقراطي تحت أشراف الجيش نفسه وبرضاه ،من الجهة الأخرى ،ومن هنا نحن نتصدى لهم ونكشفهم ،دفاعاً عن المؤسسات الديمقراطية والشرعية والجيش نفسه .
 ولا نعرف أية تظاهرات التي يتكلم عنها أحد المحللين العسكريين بدرجة رئيس تحرير، والتي نظمها ضباط الصف بالجيش – علي حد قوله - عندما تردد كذباً أن تحقيقات ستتم مع المشير طنطاوي وعنان وبدين ،لم نستمع من قريب أو بعيد أن تظاهرات تفجرت في القوات المسلحة ،والتي لايمكن أن تسمح بذلك أبدا بحكم تقاليدها ،وتعلم قيادات الجيش أن نوع من الاحتجاج داخله يقابل بمحاكمات عسكرية وإجهاض لذلك بالقوة .
 ولا نعرف كيف تسمح القوات المسلحة لهذا المشار إليه أن يخرج من فوق فضائية خاصة يملكها رئيس حزب سياسي أمس الاثنين لكي يروج لتلك المعلومات المغلوطة وغير الصحيحة ،وهو أمر يثير البلبلة داخل صفوف الجيش نفسه ،وهو نفس الشخص الذي كتب مقالا مؤخراً تحت عنوان "غضبة الجيش نحو قرارات تقاعد قيادات فيه بلغت السن القانونية" .
 وفي الحقيقة نحن لانفهم صمت الجيش في مواجهة تلك التصريحات وعدم إصداره أية بيانات تنفي حدوث تلك التظاهرات ،لا نفهم هذا الصمت إلا علي سبيل عدم الاطلاع عليها رغم بثها علي قناة شهيرة . مرة أخري نقولها بوضوح للحالمين أن يتخلصوا من حكم الإخوان خارج صناديق الانتخابات أنتم مخطئون ،صندوق الانتخابات هو طريقهم الوحيد للتغيير ،وأن القوات المسلحة المصرية لن تتخلي أبدا عن حماية الشرعية ،وإنها علي ولاء تام للسيد الرئيس المنتخب من الشعب ،وأن ما يتردد عن تظاهرات داخل صفوفها لا أساس له من الصحة ،لكون أن خير أجناد الأرض لن يتظاهروا ضد شرعية منتخبة من الشعب ،ويلتزمون بالضبط والربط .
 أما من يروجون أحاديث الإفك تلك بدون بينة أو دليل حول وجود تظاهرات بصفوف الجيش ضد محمد مرسي ،وأن الجيش غاضب من الرئيس ،وللأسف من بينهم محررين عسكريين ،نقولها لهم بوضوح أن الاتصالات بين الرئيس مرسي والمشير طنطاوي لاتكاد تنقطع وبين الرئيس والمشير علاقة حب واحترام متبادل ،وأن كل ما يقال هو بمثابة أضغاث أحلام فلا توجد تظاهرات داخل الجيش ،ولا هو غاضب لسبب بسيط أن كل التغييرات تمت بالتشاور مع قواتنا وتمت بموافقة قياداتها سواء كانت السابقة أم الحالية .
 ونتوقع صدور بيان من الجيش لكي يوضح لنا فيه حقيقة تلك التظاهرات بصفوفه التي تحدث عنها أحدهم في فضائية الحياة أمس ،أو تتم مساءلته علي ما قاله إن كان مخطئا.
 صلاح بديوي
•••••
البدوي: التخوين والتربص والتكفير
 آفات «أنهكت» شعب مصر.. و«النخبة» مشكلة مصر
"الاقتصاد المصري يتهاوي والاحتقان الفئوي يتصاعد والظلم الاجتماعي في ازدياد وكل فصيل لا يرى هذا المشهد إلا بمنظار مصالحه السياسية الضيقة"..الشعب المصري أنهكته المهاترات السياسية والمواقف التي يتبعها البعض للتخوين وتربص السياسيين بعضهم البعض، وحاله التخبط التي يعيشها المواطن الآن أثرت كثيرا علي المصريين ويجب التصدي لها من قبل القائمين علي شؤون البلاد.

ليست هناك تعليقات: