الخميس، 14 يونيو 2012

بطن البقرة ، الفساد وملياراته عالم آخر



بطن البقرة في اتظار حين ميسرة
 مش عارفين ندخل الحمام حرام نعيش كده
 فين الملايين اللي اتسرقت من البلد ؟




تحيطها أبراج سكنية فاخرة فى قلب مصر القديمة
.. صدق أو لا تصدق ..
رغم الثورة لازال رجال الأعمال يخططون للاستيلاء عليها
 ... 3500 أســرة ... 
تعيش في أحواش بلا مستشفي أو صيدلية أوماء أو كهرباء 
 حمام واحد لكل 10 أسر وحجرة واحدة لكل 10 مواطنين.

 الأهــالي يتهمون مذيعــا تليفزيونيـــا شـهيرا
 ..بالاستيلاء علي 7 ملايين من حقهم..



أسرة تعيش هنا فى بطن البقرة في منطقة مصر القديمة لا يهمهم من يكون الرئيس الجديد لكن ما يهمهم هو من سيخرجهم مما هم فيه فالثورة ، بالنسبة لهم ، أن تتحسن أحوالهم غير الآدمية وأن يدخل الصرف الصحي إلي منطقتهم وأن يجدوا قوت يومهم .
 ورئيس مصر القادم هو من يشعر بالغلابة في العشوائيات ويعيدهم إلي عالم الأحياء من جديد الاهالى سئموا من زيارة وسائل الاعلام الى منطقتهم واكدوا ان مئات الصحف ووسائل الاعلام المختلفة اتت إليهم وقامت بتصويرهم ولكن لا حياة لمن تنادى وهم لايكادون فهم الحياة السياسية ولا المصطلحات المتعارف عليها فى الوسط السياسى فالديمقراطية والحرية كلمات مبهمة المعني في بطن البقرة ، السكان هنا يبدون وكأنهم لاينتمون إلي عالم الأحياء ، ولكن تستفزهم أحاديث الفساد وملياراته ، في مجتمع يعيش فيه الملايين مثلهم ، بدون المقومات الأساسية للحياة الإنسانية ، يفترسهم الفقر ، والمرض والجهل . هنا ورغم أن المنطقة تقع في مصر القديمة ، خلف جامع عمرو بن العاص ، إلا أن الانتقال اليها يشعرك بأنك في عالم آخر .
من الشارع الرئيسى إلي مداخل ضيقة لاتسمح بمرور السيارات ، تستقبلك أكوام القمامة والروائح الكريهة ، في عالم أقرب إلي الموت منه إلي الحياة بيوت ، عشش يمكن أن تسميها زرائب - وهي آيلة للسقوط في معظمها ، بل سقط عدد منها بالفعل ، تعيش في كل حجرة منها أسرة مكونة من 7 أو 8 أفراد . 
بيوت تختلط فيها أكوام القمامة ، بترنشات المجاري ، والطيور بالحشرات التي شاركت السكان منطقتهم منذ عهد بعيد ومنازل عشوائية تمثل حجارة الجبل في كثير من الأحيان أحد جدرانها . هنا يعيش الاحياء مع الحيوانات في " أحضان " جميع أشكال التلوث ، فالمكان اسم علي مسمي ، فكأنك ولجت إلي أحشاء البقرة حجرات أقرب إلي المقابر تؤوي مطلقات ، وأرامل وكثير ورجالا أرزقية ، يعيشون اليوم بيومه ، يعملون في صناعة الفخار، الدباغة أو الخشب . أما السيدات فيخدمن في البيوت أو يبعن المناديل والآيات القرآنية في المواصلات ثم يعدن ببعض الخبز والخضراوات من سوق الفسطاط ليعدن بيعه في المنطقة . منطقة يختلط فيها الفقر المدقع بالأمراض ، الجهل بالبطالة وسوء الحال وفي أحيان أخري بأعمال العنف والبلطجة .
تابعوا أحداث الثورة ، ونزل بعضهم إلي ميدان التحرير فضولا أو رغبة في تغيير أحوالهم القاسية ، واليوم يتساءل الكثيرون عن موقف الثورة منهم حيث يعيشون فيما يشبه المقابر ، يفترشون أحضان الجبل ، ويتمنون ألا يطلع عليهم نهار اليوم التالى هذا هو حال الناس في منطقة بطن البقرة الواقعة فى أقدم أحياء القاهرة"مصر القديمة "،ذهبنا الى هناك ، عشنا معهم بعض الوقت ، وعايشنا مشاكلهم ورصدنا الحالة السيئة التى يعيشونها في تلك المنطقة التى يزيد تعدادها عن المليون نسمة . في بطن البقرة ، البيوت أحواش ، يقوم الأهالى باستئجارها ويشمل كل حوش 10 غرف تعيش داخل كل غرفة أسرة ، يبلغ إيجار الغرفة منها 100 جنيه شهريا ، ولا يمكن الحصول على الخبز المدعم ، وينتقلون لمكان آخر للحصول على الخبز ب25 قرشا للرغيف الواحد وكل حوش به حمام وحيد تستخدمه العائلات العشر ، وتشاركها فيه الحشرات لتصبح امراض الكلى والحساسية وكذلك الجلدية سمة أساسية لسكانها وكل صباح يصطف سكان الحوش لينتظر كل منهم دوره ليدخل دورة المياه المشتركة بين الصبيان والبنات ، أما المياه التي قليلا ما تصلهم فيحصلون عليها بعناء شديد ، حيث تنتقل السيدات والفتيات لمكان آخر تتوفر فيه المياه للحصول عليها ونقلها .
وفى بطن البقرة لا تخلو أسطح المنازل من السكان الذين يختبئون داخل أكشاك من الخشب أو الصاج تساندها القمامة من جهاتها الأربع ويدعو المشهد فى بطن البقرة للتقيؤ ، عندما ترى سيدة مسنة قد أعياها الإحباط وهى تأكل فى إناء لايقبل حيوان بالأكل منه وقد أحاطها روث الكلاب الضالة التى تشاركهم حياتهم ، كما يقضى الأهالى حاجاتهم فى الشارع بعد أن كسرت الألفة الناتجة من الظروف الواحدة التى يعيشونها حاجز الحرص والحذر .
فى البداية يكشف االمعلم يحيى حسن والشهير بالمعلم خميس الذي يعتبره اهالى المنطقة المتحدث الرسمى لهم عن محاولات عديدة من قبل رجال الأعمال لشراء منطقة " بطن البقرة " وهدمها واقامة الابراج السكنية عليها ، منها محاولة شركة المعادي للإنشاء والتعمير والتي كانت حسب قوله ستطردهم من ديارهم التي عاشوا وتربوا فيها قبل الثورة بالتنسيق مع المحافظ السابق فكانت ثورة 25 يناير حسب قول الأهالي نجدة لهم من التشرد والطرد كما فعلوا مع بعض قاطني "بطن البقرة "فمساكن الفسطاط استولى عليها النظام القديم بالقوة الجبرية ولم يتم تعويض الاهالى عن المساكن التى أزالها مسئولو النظام السابق وقاموا ببنائها وبيع الشقة بعد ذلك بما يقارب نصف مليون جنيه وحينها قام شريف العوضى رئيس مباحث مصر القديمة بإخلاء المنطقة بالقوة الجبرية بمشاركة المقاول العمومى طارق عبد الرءوف مقاول شركة المعادى للاسكان والتعمير..



والتى استولت على الارض وشيدت عليها عمارات الفسطاط الشاهقة وباعت الشقة بمبلغ وقدره وتركت الحكومة اهالى بطن البقرة يعانون التشرد والاهمال وأضاف اننا علمنا ان هناك اكثر من 2000وحدة سكنية خصصت لاهالى منطقة بطن البقرة والقرار عند المحافظ ولا نعلم عنها شيئا حتى الان وهناك ايضا نهب وسرقة للتبرعات التى تأتى لاهالى منطقة بطن البقرة فسمعنا ان مبلغ 7 ملايين جنيه تبرع بها احد رجال الاعمال للمنطقة عند احد مقدمى برنامج شهير يزور العشوائيات بزعم مساعدتها وفى الحقيقة لا نعرف اين ذهبت التبرعات وأيضا ما قام به احد رجال الاعمال من الاسكندرية والذى تبرع بمبلغ70 ألف جنيه لشراء عربة كسح للصرف الصحى بالمنطقة وفوجئنا بأن صاحب البرنامج الشهير استولى على نصف المبلغ والباقى لم نسمع عنه شيئاً رغم ان السيارة لا تساوى30الف جنيه وتعطلت بعد ثالث يوم من عملها فى الكسح وأشار أن الحكومة تمارس الآن خطة تشريد اهالى المنطقة لأن المنطقة يصل اليها وبالقريب منها كل مقومات البنية الاساسية من كهرباء ومياه وصرف صحى إلا أنها محرمة على اهالى المنطقة ويقول عمر قمر الدولة دهشان البالغ من العمر 70 عاما انه تعرض هو كثير من الاهالي إلي الاعتداء بالضرب والقنابل المسيلة للدموع من قبل رجال الأمن المركزي الذين قاموا بهدم العشش وطردهم منها بالإكراه وذلك قبيل اندلاع الثورة دون صرف أي تعويضات لهم وقام المحافظ ببيعها لاحدي شركات التعمير التي شيدت عليها الأبراج التي يصل ثمن الشقة بها لملايين الجنيهات ..
و يقول فتحي علام تاجر كرتون حيث يقوم بتدوير المخلفات وهي من المهن الاساسية التي تتميز بها منطقة بطن البقرة ان المنطقة تفتقر لوجود مخبز وهو ما يضطرهم لشراء رغيف الخبز بـ25 قرشا من خارج المنطقة وهو ما لا يكفي لسد حاجات اسر فقيرة دخلها لايتعدي الـ200 جنيه شهريا ، وعندما قام أحد التجار ويدعي الحاج إمام بيومي ببناء مخبز للعيش المدعم وحصل علي موافقة وزارة التموين توقف العمل به تماما بسبب عدم وجود عداد كهرباء فجميع أهالي المنطقة تمد لهم الكهرباء عن طريق عداد واحد فقط ، مما يتسبب في انقطاع الكهرباء يوميا بعد المغرب وهو ما يضطرهم للاتصال بالشركة ليغيثهم أحد ويقومون بجمع مبلغ لا يتعدي الثلاثين جنيها بكل شارع حتي يقبل الموظف تصليح العطل وهو ما يعتبره الحاج فتحي استغلالا وابتزازا لأسر اغلبهم يعيشون علي مساعدات اهل الخير
ويكشف محمود عبدالهادي ـ عامل باليومية عن عدم وجود مدرسة تستقبل أطفال المنطقة من طالبي العلم فمحمود لديه طفلان يضطر- لكي لا يفسد عليهما حياتهما ويهدر مستقبلهما - أن بان يعطيهما مصروفا يوميا قدره سبعة جنيهات ، كمصاريف للمواصلات التي يستخدمانها للذهاب إلي مدرستهما التي تبعد كثيرا عنهما ، ولم تنته المشكلة عند هذا الحد فيشتكي من مجموعات التقوية والتي يصفها بالجبرية فيقومون بإجباره علي دفع 25 جنيها شهريا لكل طفل من اولاده رغما عن انفه وعندما نشبت مشاجرة بينه وبين مدير المدرسة لانه لا يقدر علي دفع المبلغ بسبب ظروفه المعيشية المتدهورة هدده قائلا لو ما دفعتش ابنك هيرسب ويضيف فوزي كمال عبدالمعبود محروس عاطل والبالغ من العمر69 عاما القاطن بشارع الورشة انه يعيش في غرفة ضيقة للغاية لا يوجد بها حتي سرير للنوم لا يدخلها الماء ولا الكهرباء وليس لديه اي دخل مادي يستطيع من خلاله سد احتياجاته اليومية ويعيش فقط علي مساعدات أهل الخير وهو الأمر الذي إذا انقطع يوما عنه يجعله ينام بدون ان يتناول الطعام وكل ما يطالب به الحاج فوزي هو مشروع صغير أو حتي كشك يستطيع من خلاله كسب قوت يومه . 
ويشير حسنى محمدصديق ان المنطقة كان يوجد بها مستوصف طبي مشهر يلجأ له الأهالي عند الحاجة للعلاج يسمي مستوصف القديسة يوليان وهو مشهر ولكن غمرته المياه الجوفية حتي قاموا بردمه بالحجارة والتراب لتزداد معاناتهم في الحصول علي العلاج وعندما سألته عن وجود صيدلية وهي أبسط حقوقهم رد قائلا : إذا كانوا مش بيعاملونا كبني آدمين هيعملولنا صيدلية ، ونحن نطالب المسئولين بإعادة بناء المستوصف وتوفير العلاج مضيفا ان جمعية آفاق التي كانت تعتمد المنطقة عليها في توفير الخدمات توقفت عن العمل منذ سنة بسبب عدم وجود سيولة..
ويؤكد ان اهالى المنطقة مصابون بأمراض حساسية الصدر بسبب دخان الفواخيرالذى تسبب فى اصابة80فى المئة من السكان بمرض الربو وتقول سيدة حسن فرج ربة منزل وأم لثلاثة أطفال يعاني احدهم من تضخم في الكبد وعمره لا يتعدي الأربع سنوات وآخران يعانيان من صرع بالمخ لا تقدر علي تحمل اعباء علاجهم والتي تتعدي الـ500 جنيه شهريا حيث أن زوجها عامل نظافة ودخله الشهري لا يتعدي الـ200 جنيه وتضيف انها تقدمت بشكوي هي والأهالي إلي مديرية التعليم بمصر القديمة عن عدم وجود فصول او دروس تقوية للأطفال كما أن بعد المدرسة عن منازلهم اثر سلبا علي مستواهم الدراسي وجعلهم يرسبون مشيرة إلي تلوث المياه التي يعانون من اجل الحصول عليها فجميعهم يعتمدون علي صنبور مياه واحد فقط 
ويضيف عبدالله رجب 37 عاما عامل باليومية ان طفله الوحيد الطالب بالصف السادس الابتدائي يحتاج إجراءعملية لاستئصال اللوزتين منذ ست سنوات وهو الأمر الذي جعله يتغيب عن دراسته كثيرا مما جعله يرسب في امتحانات آخر العام وهو لا يستطيع الحصول علي تكاليف اجرائها لانه بخلاف ظروفه المادية يعاني من خشونة في الفقرات وعندما حاول تجديد التقرير الطبي بمستشفي حلوان لصرف العلاج رد عليه الموظف قائلا إن العلاج علي نفقة الدولة قد انتهي ! 
ويشيرعبدالخالق انور الشهيرببوجى30 عاما دبلوم زراعي إلي معاناته حيث إنه مصاب بمرض الذئبة الحمراء منذ ست سنوات وذلك بسبب البيئة الملوثة المحيطة به فلا يستطيع العمل بسببها لانه ممنوع من التعرض للشمس بأمر من الأطباء الذين ذهب إليهم لآخر مرة منذ خمس سنوات ولم يستطع الذهاب للعلاج ودفع مصاريف الكشف الطبي الذي يتعدي المائة جنيه بخلاف تكاليف العلاج فكل حلمه ان يعالج من مرضه حتي يستطيع العمل وكسب قوت يومه الحلال . ويضيف الحاج عبدالهادي طه 78 عاما وهو يجهش البكاء انه يعيش مع زوجته التي تعاني من شلل نصفي ولا يوجد له حتي معاش يستطيع منه الحصول علي الطعام فهو يعيش داخل غرفة متر وليس لديه ابناء يساعدونه وكل ما يتمناه الحاج عبدالهادي هو مبلغ شهري حتي وان كان 200 جنيه يستطيع بها علي حد قوله الحصول علي لقمة العيش .
وتستنكر نورا محمد ما قيل علي لسان البعض ونشرته احدي الصحف بأن ما يحدث في منطقة " بطن البقرة " ما يحدث بها يشبه كثيرا ما تضمنه فيلم "حين ميسرة معتبرة ذلك هي وباقي فتيات المنطقة إهانة كبري واعتداء علي شرفهن قائلة في غضب احنا غلابة نعيش علي جمع المخلفات وهو الأمر الذي جعل الكثيرات من الأهالي يمتنعن عن الحديث معنا خوفا من ان يتكرر نفس الأسلوب في عرض مشاكلهم والتجريح بهن الا بعد حديث طويل ووعد منا وفي نهاية جولتنا اكد جميع اهالي "بطن البقرة" تمسكهم بالمنطقة التي يعيشون فيها وأنهم لا يستطيعون تركها ولكن كل ما يطلبونه هو توفير المرافق والخدمات وتطوير منازلهم حتي وأن اضطروا لتغيير نشاطهم حتي يستطيعوا العيش فقط كبني آدمين ..!
وتسأل إيمان ، العائدة من جولة لبيع المناديل ببضع جنيهات لاتكفي غذاء بناتها الثلاث ، الشباب استشهدوا في الثورة بس الحاجة مارخصتش ؟ 
الطماطم بخمسة جنيه ، الزيت بـ 9 والبطاطس بـ 3 جنيهات ونصف احنا محتاجين نحس بالتغيير، تقاطعها كريمة لتقول احنا ماكلناش لحمة من ساعة العيد ، ماشي لكن كمان الطماطم والخضار حتي اجنحة الفراخ اللي كنا بنمشي حالنا بيها ، أصبحت بـ 7 جنيهات بدلا من 4، طب اللي دخلها كله 10 جنيهات تأكل عيالها إزاي ؟ 
دي مصيرها إيه بعد الثورة ؟ من ساعتها واحنا حالنا واقف ، مفيش بيع ولا شراء ، ويتساءل حسن عبد الحافظ الغلابة واقفة ومحدش بيشتري فواخيرنا ويقاطعه مصطفي مسعود قائلا احنا متفائلين بالثورة ، ده مشوار حلو بس لازم يهتموا بأحوال المناطق اللي زينا المهملة منذ سنوات طويلة منطقة شاسعة ، صدر لها قرارات ازالة منذ عشرين سنة ، لكنها لاتتم إزالتها ولاتدخلها الخدمات أيضا .
لأنها كما قرر لهم مسئولو الحي " تحت الإزالة " هو احنا مش بني آدمين ، تسأل سيدة عبدالغني ، أرملة تعيش مع طفليها في حجرة سقط سقفها . 
تبدأ معاناتها اليومية بطابور أمام دورة المياه الوحيدة في المنزل الذي يضم 9 أسر أخري . بعدها ينتظرون عربية إزاحة الترنشات ، تأتي أو لاتأتي ، رغم أن كل أسرة تدفع لها 20 جنيها أسبوعيا ، ولكن كثيرا ما يضطرون إلي اللجوء إلي ازاحتها بأنفسهم ، عملية غالبا ما يقوم بها الأطفال الذين يعاني معظمهم من أمراض الحساسية ، الكبد ، والتقيحات الجلدية ورغم ذلك يدفع السكان ايجارات من 50 إلي 150 جنيها في الشهر .
وتسأل علية : هى الثورة مش ح تنظف لنا المنطقة ، وتدخل الصرف الصحي ، حرام نعيش كده ، فين الملايين اللي اتسرقت من البلد ؟ البعض منهم يريد تملك الأرض التي استقروا فيها منذ عشرات السنين مثل خلف عبد الراضي ، الذي يردد أنا هنا منذ عام 60، ح ترموني فين ؟ هنا أكل عيشنا ، بينما يتمني آخرون الخروج من المنطقة اللا آدمية إلي عالم الأحياء .
آراء مختلفة لكن الجميع يؤكدون حقهم في النظافة ، والحياة الآدمية بدون ترنشات



وكما تقول صباح : إحنا مش عارفين ندخل الحمام علشان عربية ازاحة الترنشات ماجاتش بقالها كتير ، لأنهم خايفين من البلطجية ، وتقاطعها عفاف : احنا محتاجين حد تنقذنا ، أن نعامل كبني آدميين ، من حقهم يعيشوا في مكان نظيف وأن يجدوا قوت أولادهم . وتتسائل: لو اتغير الدستور ح ناخذ حقوقنا ؟ 
رشيدة ، كريمة ، حليمة ، أم منال ، تختلف الاسماء لكن المشكلات واحدة ، أرامل أو مطلقات يحصلن علي معاش قدره 120 أو 130 جنيها شهريا أو اعانات أهل الخير، ويقاومن من أجل استمرار البقاء في منطقة غير آدمية تفتقد كل مقومات الحياة والخدمات بدون عيادة طبية ، ولامدارس قريبة ، أو صيدلية تسعفهم عند الضرورة حياة شديدة القسوة تجعل من مشاهد الموت بسبب انهيار سقف أحد المنازل أو بسبب مرض شديد تحالف معه الفقر، مشاهد معتادة في المنطقة المهمشة . 
لكن اليوم الجميع بدأ يهتم بحقوقه ، وتصيح صباح : الثورة علمتنا محدش يسكت علي حقه ، لتروي أنها تشاجرت مع أحدهم النهاردة في طابور العيش لأنه أخذ مكانها . وتضيف طالبت بحقي وثار الجميع عليه ، وهو ما قام به محمود الذي يرفض استغلال صاحب " الزريبة " التي يعيش فيها مع أبنائه الأربعة وزوجته يقول : عايزنا نطلع أو يزود الايجار طب أجيب منين ؟ أرزقي يكسب يوم وعشرة لأ ومطلوب منه يدفع 150 جنيها ايجارا في حجرة يطفح ترنشها كل يومين ليحولها إلي مقبرة كريهة . ويضيف : مبسوطين من الثورة لكن عايزين حقوقنا ، حد يحس بينا .
أم اسماء عايزة بعد الثورة تخلص من البلطجية في منطقة الزرايب المجاورة الذين يهددون أبنائهم هناك وعند الجامع الذي يطلقون عليه " الدولاب " يبيعون المخدرات ويتشاجرون بالسلاح دون أن يوقفهم أحد ، أخاف علي بناتي ، خاصة هذه الأيام كنت ابعتهم يشتروا لي خضراوات من السوق أما الآن فزاد احساس عدم الأمان تقول أم اسماء التي تقف في كشك صغير تبيع فيه بعض الوجبات البسيطة لأهل المنطقة الذين يشاركونها مخاوفها علي الأبناء وشباب المنطقة ويحلمون باليوم الذي تمنحهم فيه الثورة حقوقهم الإنسانية التي أهدرت طويلا لازالوا يعانون من الاهمال وينادون جميعا بالتغيير فى حياتهم والنظر اليهم بعين الرافة والرحمة..


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


الجزيرة البث الحي | البث المباشر



ليست هناك تعليقات: