الأربعاء، 13 يونيو 2012

السلفيون يشوهون المشهد والقاعدة تهدد اليمن والصراع القبلى يحاصر ليبيا



ناهيك عن المشهد السياسى المرتبك فى مصر.
 صيف مشتعل بالاضطرابات فى بلدان الربيع العربى
.. السلفيون يشوهون المشهد التونسى .. 
والقاعدة تهدد اليمن «السعيد» 
 والصراع القبلى يحاصر ليبيا


يبدو أن شعوب البلدان التى انتصرت فى ثورات الربيع العربى العام الماضى، ونجحت فى الاطاحة بأنظمتها الديكتاتورية القديمة للمجىء بانظمة جديدة قد تلبى مطالب هذه الشعوب من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية، قد كتب على هذه الشعوب الا تتنفس الصعداء وتسعد بثمار ثوراتها التى دفعت فيها ارواح شهدائها، فإذا بها تعيش صيفا ساخنا هذا العام مشتعلا بالاضطرابات والتوترات السياسية الداخلية، والتى تعود اسبابها الى عدم استجابة الحكومات الجديدة بالفعل لطموحات شعوبها، أو نتيجة للانقسامات نتيجة للصراعات بين فلول الانظمة التى اطيح بها وبين من يدعمون النظم الجديدة.
ففى تونس حيث انطلقت الشرارة الأولى لثورات الربيع العربى تتواتر بين يوم وآخر اعمال الشغب وخروج مظاهرات تعارض سياسية الحكومة الجديدة ويهيمن مشهد صدامات السلفيين الإسلاميين مع الفئات الأخرى من الشعب ليشوه فرحة التونسيين بالعهد الديمقراطى الجديد، وذلك لمحاولة السلفيين فرض افكارهم وتعاليمهم المتشددة على الجميع، وأمس اندلعت اشتباكات بين الشرطة ومئات من السلفيين الذين أغضبهم معرض فني يعتقدون انه يهين المسلمين، واغلق السلفيون الشوارع وأشعلوا النيران في إطارات سيارات في منطقتي التضامن وسيدي حسين في العاصمة وقاموا برشق قوات الأمن بقنابل المولوتوف كما هاجموا إحدى المحاكم في سيدي حسين، وقد سبق للسلفين أن اشعلوا النيران فى محلات تجارية قالو انها تبيع سلعاً يحرمها الدين الاسلامى ، وأعلن خالد طروش وزير الداخلية التونسى امس عن اعتقال 46 شخصا أثناء محاولاتهم تخريب مقرات أمنية وإدارية في عدد من أحياء العاصمة.
وفى اليمن يتسبب الجنوب فى تهديد استقرار اليمن السعيد بعد رحيل عبدالله صالح، وتتواصل الاشتباكات فى الجنوب بين عناصر القاعدة والجيش النظامى فى هذ الجزء من البلاد، وبالأمس أعلن الجيش انه اصبح في وسط مدينة «زنجبار» عاصمة محافظة «ابين» الجنوبية، وانه قضى على مقاومة شرسة من مقاتلي القاعدة، لكنه تمكن من السيطرة على المدينة، وذلك بعد سيطرته على مدينة جعار المجاورة، فيما تنفجر بين الحين والآخر الغام زرعتها القاعدة فى المناطق التى تسيطر عليها فيما يتساقط القتلى والجرحى من الجانبين وكانت «زنجبار» قد سقطت بيد القاعدة في 29 مايو 2011، ولا تعد استعادة القوات اليمنية لزنجبار نهاية الصراع أو نهاية وجود القاعدة فى اليمن، فلا تزال عناصرها منتشرة فى مناطق أخرى. أما ليبيا فيسيطر عليها ومنذ مقتل القذافى الصراعات القبلية المسلحة، وذلك بين القبائل التى كانت موالية للقذافى، والقبائل التى دعمت الثورة فيما لم ينجح المجلس الانتقالى الوطنى فى تكريس وضع قوات الجيش والشرطة الجديدة التى شكلتها من الثوار، حتى تتحرك تلك القوات كفصيل واحد وعلى قلب رجل واحد لاقرار الأمن، ونزع السلاح من القبائل التى تدين بالولاء للنظام القديم، كما ان اداء المجلس الانتقالى واصلاحاته البطيئة لا تحظى بقبول شعبى كامل، يضاف إلى ذلك اصرار المجلس الانتقالى على محكمة اذناب النظام القديم، ومعظمهم ينتمون لقبائل كبيرة فى ليبيا. وهكذا يبدو المشهد غائما فى صيف عربى بالدول التى شهدت ثورات شعبية شهد لها العالم فى ربيع العام الماضى، ناهيك عن المشهد السياسى المرتبك فى مصر.

ليست هناك تعليقات: