الثلاثاء، 12 يونيو 2012

مناورات عربية غربية للتدخل العسكري في سوريا


لم يفعلوها من قبل حتى في مواجهة اسرائيل
 مناورات عربية غربية في تركيا 
للتدرّب على التدخل العسكريفي سوريا



انطلقت بقاعدة كونيا الجوية التركية مناورات "نسر الأناضول 2 - 2012" العسكرية، وذلك بمشاركة قوات جوية من السعودية والأردن والإمارات وباكستان وإيطاليا ومن حلف الناتو، بالإضافة إلى الدولة المستضيفة "تركيا" التي شاركت بجميع منظوماتها وأسرابها المقاتلة.يشار إلى أن هذه المناورات هي الثانية بعد مناورات "الأسد المتأهب" التي جرت في الأردن منذ ثلاثة اسابيع، ورأى فيها مراقبون ارتباطا وثيقا بالملف السوري وقال بيان نشر في العاصمة السعودية الرياض إن مناورات التمرين تتمحور على تنفيذ العديد من الطلعات الجوية التدريبية ضمن حملة جوية اشتملت على العمليات الجوية المضادة الدفاعية والهجومية وعمليات الهجوم الاستراتيجي وعمليات الحظر الجوي وعمليات الإسناد الجوي للقوات البرية.ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التكهنات بأن تركيا الجارة الشمالية لسوريا، وقوات الناتو وكذلك قوات عربية بقيادة السعودية قد أنهت استعداداتها، لوضع خططها بشأن زيادة الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد وصلت إلى حد الدعوة إلى التدخل لإسقاطه وفي مطلع يونيو - حزيران الجاري طالب المجلس الوزاري للجامعة العربية مجلس الامن بتطبيق خطة المبعوث الدولي والعربي للازمة السورية كوفي عنان عبر اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة بما يعنيه من إمكانية استعمال القوة الخارجية للفصل بين النظام والمعارضة.وكثفت دول في حلف الناتو ودول عربية تدعو إلى ضرورة رحيل نظام بشار الأسد كحل للأزمة السورية،في المدة الأخيرة من تدريبات قواتها الجوية العسكرية على سيناريوت تدخل في ظروف طبيعية وميدانية يقول خبراء إنها تشبه كثيرا ماهو موجود في سوريا وفي أواخر مايو-أيار الماضي، أنهت 19 دولة عربية وأطلسية تتقدمها السعودية والولايات المتحدة، في الأردن مناورات "الأسد المتأهب" الأكبر في الشرق الأوسط، بمشاركة 12 ألف عسكري.وتضمنت المناورات تدريبا على الحرب غير التقليدية، وكيفية التعامل مع هجمات الأسلحة الكيمياوية ومكافحة الإرهاب والتمرد، إضافة لتدريبات شرطية على مكافحة الشغب وأخرى تعاونت فيها منظمات مدنية دولية ومحلية على كيفية التعامل مع حالات الإنقاذ والتعامل مع موجات اللجوء الكبرى والمفاجئة.

ونقلت "سي إن إن" الأميركية عن مصادر عسكرية أميركية قولها إن هناك تدريبات خاصة جرت بين الجيشين الأميركي والأردني على كيفية التدخل لحماية أماكن داخل سوريا يوجد بها أسلحة بيولوجية وكيمياوية في حال انفلات الأوضاع هناك وفقدان الجيش السوري السيطرة عليها، وتدريب القوات الأردنية على التعامل مع مخاطر هذه الأسلحة إذا انتقلت للأردن وقالت إن هناك تدريبات على إمكانية تدخل قوات دولية خلال 18 ساعة لتأمين عشرين مكانا تحوي أسلحة غير تقليدية في سوريا خشية أن تسيطر عليها جماعات محسوبة على تنظيم القاعدة.وركزت "سي إن إن" على أن التدريبات شملت كيفية تعامل الأردن مع تدفق عدد كبير من اللاجئين دفعة واحدة، وربطت بينه وبين خشية الأردن من وصول دفعات كبيرة من السوريين للأردن هربا من بطش النظام، وتحدثت عن قلق يساور المسؤولين الأردنيين حيال إمكانية تدفق أعداد من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا للأردن وتمحورت فعاليات تمرين الإثنين ضمن مناورات "نسر الأناضول 2" على تنفيذ العديد من الطلعات الجوية التدريبية اشتملت على العمليات المضادة الدفاعية والهجومية وعمليات الهجوم الاستراتيجي وعمليات الإسناد الجوي للقوات السطحية والمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ التكتيكي والتدريب على عمليات التزود بالوقود جوّا.ويقول مراقبون إن الدول العربية والغربية المعنية والتي قررت حسم معركتها مع نظام الأسد إلى النهاية، تسعى إلى تكرار تجربة السيناريو العراقي في سوريا سواء بالتدخل المباشر أو فرض مناطق حظر الطيران تحت عنوان مناطق آمنة للسكان وجرى الحديث عن مناطق عازلة في شمال سوريا منذ أواخر السنة الماضية، لكن هذه السيناريوات ظلت مؤجلة على ما يبدو لإتاحة الفرصة للمجهودات السياسية ولتوفير الوقت اللازم لمثل هذا التدخل.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كشفت مصادر تركية مقربة من حكومة رجب طيب أردوغان عن خطة لإسقاط النظام السوري، تتم على مراحل وذلك بالتنسيق بين تركيا والجامعة العربية، وفي تفاصيل الخطة إعلان منطقة عازلة في شمال حلب بعمق 5 كيلومترات في المرحلة الأولى وستتوسع مساحة المنطقة العازلة فيما بعد وتتولى تركيا مراقبة تلك المنطقة وستتولى تركيا تطبيق الحظر الجوي وستساعدها الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وأمريكا.وقال مصدر مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، "إن فرض منطقة حظر جوّي فوق سوريا سيتم خلال اسابيع على ان يسبق ذلك إنشاء ممرّات إنسانية".وكانت لمنطقة حظر الطيران الذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا سنة 1991 شمال العراق وجنوبه بحجة حماية الأكراد والشيعة، دورا رئيسا في إضعاف نظام صدام حسين بعد قيام الأكراد في الشمال بإقامة كيان أشبه بالكيان المنفصل أو المستقل عن العراق ما مكن المعارضين له في ذلك الحين من القيام بنشاطاتهم ضد النظام بشكل أكثر أمنا، وهو ما أسهم في النهاية في القضاء على نظامه سنة 2003.وتشهد مناورات "نسر الأناضول" حضورا مكثفا لطائرات "إف 15" و"إف 16" و"إف 18" وطائرات التزود بالوقود من طراز "كي أي- 3 أ" وطائرات النقل من طراز "سي -130" بالإضافة إلى مشاركة تركيا بجميع منظوماتها وأسرابها المقاتلة.




ليست هناك تعليقات: