الأربعاء، 13 يونيو 2012

فوبيا التيار الإسلامي. فيديو



الإخوان لن يتغيروا إلا بالاعتراف بالخطأ لاتبريرة
 التحول السياسى فى خطاب حركة الإخوان المسلمين
وكيف خرجت الجماعة على خطاب حسن البنا



هذا الكتاب يرصد التحركات السياسية للإخوان المسلمين منذ عام 1971.. وحتى انتخابات عام 1987.. وتأتى أهمية هذا الكتاب فى أن هذه الشهادات التى يسجلها هنا بأمانة شديدة الكاتب الصحفى والمحلل السياسى الزميل «حسنين كروم» فى أن هذه الشهادات تأتى ممن شاركوا فى هذه التحركات من قيادات جماعة الإخوان المسلمين.. وغيرهم من قيادات الأحزاب السياسية.. وعدد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة فى عهد الرئيسين السادات ومبارك ممن تفاوضوا معهم.. ولأن هذه الفترة شهدت أهم وأبرز التحولات التى طرأت على نشاط الإخوان المسلمين السياسى.. والتى تفسر ما حدث بعد ذلك على الساحة السياسية.. وما يحدث الآن بعد أن أصبح لديها حزب سياسى علنى «الحرية والعدالة».. وهذه الشهادات قد تفسر أيضا جذور الانقسامات التى تعرضت لها الجماعة.. رغم أنها لم تؤثر فى قوتها لأنها اعتادت هذه الظاهرة منذ تأسيسها. ونبرز هنا أهم اللقاءات التى تمت من قبل قيادات الجماعة من مدير المخابرات العامة الاسبق.. والقائد العام للقوات المسلحة المشير عبدالحليم أبوغزالة.. للتوسط بين الجماعة والرئيس السابق حسنى مبارك.
ولأن كثيرين من شباب الثورة.. وشباب هذا الجيل لم يعاصروا تلك الأيام.. ولا يعلمون شيئا عن أسرار هذا التنظيم ولا علاقته بالسلطة المتذبذبة دائما.. لذلك فهم لا يعرفون سوى ما يملى عليهم من خلال أجهزة الاعلام (الموجهة).. لذلك حرصت «روزاليوسف» على أن تقدم عرضا أمينا لهذا الكتاب المهم الذى أهداه الكاتب الكبير «حسنين كروم» للذاكرة المصرية لعلها تنتعش من جديد. 
*عمر التلمسانى: الجماعة وُجدت للقضاء على الأحزاب التى هى شر وعدوان
1 ـ جماعة الإخوان وجدت للقضاء على الأحزاب
يستعرض الكاتب والمحلل السياسى حسنين كروم، عملية التحول السياسى فى خطاب حركة الإخوان المسلمين وكيف خرجت الجماعة على خطاب حسن البنا، الذى كان يرفض فى التأسيس الأول فكرة الأحزاب ويعتبرها خروجاً على أصل الشرع باعتبارها تغرس الفرقة بين أبناء الأمة، ويعتبر كروم أن انتخابات مجلس الشعب عام 1984 كانت عاملاً فاصلاً فى تاريخ الإخوان من هذه الزاوية حيث قرروا خوض الانتخابات على قوائم حزب الوفد للمرة الأولى وكان الأمر يعد أول خروج حقيقى على فكر المؤسس حسن البنا، الأمر الذى اضطر عدد من أقطابهم الى تسويغ الانتقال المفاجئ بالانقلاب على المرجعية وإن حاولت الأسباب تأويل الخطاب التأسيسى ما لا يحتمل.
وينقل كروم عن حسن البنا مؤسس الجماعة ومرشدها الأول ما يكشف عن عداء الجماعة الصريح لفكرة التعددية الحزبية، من ذلك رسالته إلى رؤساء وأمراء الدول الإسلامية يحدد فيها خمسين مطلباً تكفل صلاح أحوال المسلمين وعلى رأسها "القضاء على الحزبية وتوجيه قوى الأمة السياسية فى وجهة وصف واحد". ثم فصل البنا موقفه من مسألة تعدد الأحزاب فى خطابه أمام أعضاء المؤتمر الخامس للإخوان بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس الجماعة وفيه: "لقد أفسدت الحزبية على الناس كل مرافق حياتهم، وعطلت مصالحهم، وأتلفت أخلاقهم ومزقت روابطهم، وكان لها فى حياتهم العامة والخاصة أسوأ الأثر... وإذا لم تكن الظروف مواتية فى الماضى لتحقيق هذه الفكرة فإننا نعتقد أن هذا العام كان دليلاً على صدق نظرة الإخوان ومقنعاً لمن كان فى شك بأنه لا خير فى بقاء هذه الأحزاب. وسيواصل الإخوان جهودهم فى هذا السبيل، وسيصلون إلى ما يريدون بتوفيق الله، ويقظة الأمة، وتوالى فشل رجال الأحزاب فى ميادينها".
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما أوغر الإخوان المسلمون صدر السادات بعد أن أفرج عنهم عام 1974م ضد الأحزاب التى سمح بإنشائها من ذلك مقالة الدكتور عمر التلمسانى (هذا بيان للناس وبلاغ) فى مجلة الدعوة عام 1980م يقول:" وإذا كانت الأحزاب زالت من مصر حيناً، فقد عادت وبكل ما تحمله هذه الكلمة، كلمة أحزاب فى القرآن العظيم بصيغة الجمع... جاء يحوطها الشر والعدوان".
وهو بهذه العبارة يرى التلمسانى أن من مبررات وجود جماعة الإخوان المسلمين القضاء على الأحزاب التى هى شر وعدوان!!
لكن تغيير موقف الإخوان المسلمين بعد ذلك تماماً، حيث أعلنوا إيمانهم بالتعددية الحزبية لأن الإسلام لا يعارض وجودها بما فيها الأحزاب الشيوعية!!
وإذا كانوا من الناحية العملية قد برهنوا على ذلك بالتحالف مع الوفد وسعيهم للانضمام إلى حزبى الأمة والأحرار، فقد واجهوا نظرياً مشكلة تبرير الخروج على كفر الإمام حسن البنا بالنظام الحزبى.
ولكن سرعان ما وجدوا التبرير فقالوا بإن الإمام عارض أحزابا بعينها نشأت فى ظروف معينة ولها ممارسات خاطئة.
يقول المرشد عمر التلمسانى:إن الذى يقرأ ما كتبه الإمام حسن البنا، ورأى المرشد الثانى حسن الهضيبى وما ذكرته وما كتبته أكثر من مرة.. من يقرأ ذلك منصفاً يتبين له أن جماعة الإخوان المسلمين لا تنكر مسألة الأحزاب كفكرة وإنما انصبت المعارضة على الأساليب التى تتخذها للوصول إلى الحكم ، وهى أساليب لا يفكر فيها الإخوان أصلاً ولا تفريعاً"، ومما لا شك فيه أن بعض القيادات (أمثال عمر التلمسانى ومحمد حامد أبو النصر) آمنت بهذا التغيير بسبب ما عانته فى السجون والمعتقلات، بخلاف إدراكهم أهمية الديمقراطية فى توفير مناخ مناسب يهيئ للإخوان فرصة الاستقرار الحقيقى، وهو ما يتطلب الإيمان بالتعددية الحزبية والتخلى عن الانتهازية السياسية.
لكن هذا التغيير لم يشمل حتى الآن قواعد الإخوان وكافة قيادتهم، فالإيمان بالديمقراطية لم يتمكن من نفوسهم بعد، ولهذا فإن التغيير الإيجابى فى موقف الجماعة لن يستقر نهائياً إلا إذا قامت بنقد ذاتى لمواقفها وآرائها السابقة والاعتراف بالخطأ لا التبرير.
مبارك ساومنا على استئذان أمريكا وتغيير اسم الحركة ورفضنا 
فى هذا الفصل يقدم المؤلف لمحة عن محاولات الجماعة للتهدئة مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وصورة ضوئية من نص خطاب الإخوان إلى المخلوع حسنى مبارك بعد توليه الحكم، ورسالة صالح أبو رقيق وما انطوت عليه من أسرار اللقاءات التى دارت بينه مع مدير المخابرات العامة الأسبق فؤاد نصار، ومع المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة لمحاولة التوسط لدى الرئيس السابق مبارك لفتح قنوات اتصال قد تؤدى فى النهاية الى إنشاء حزب طالما سعت الحركة إليه.
واشتراط مبارك حصول الإخوان على موافقة الإدارة الأمريكية التى رفضت رفع الجماعة عن قائمة المنظمات الإرهابية.
ويبدأ الفصل بنص الحوار الذى دار بين قيادات الرعيل الأول للجماعة المستشار صالح أبو رقيق والمرشد العام حسن الهضيبى فى ليمان طرة عام 1970م والذى انتهى بموافقة الأخير على التهدئة مع الرئيس الراحل أنور السادات، وذلك بعد رحيل عبد الناصر الذى اعتبرته الحركة عدوها التاريخى. 
وينتقل المؤلف إلى تتبع تحركات أبو رقيق ولقائه مع محمود أبو وافية المقرب من الرئيس السادات حيث طلب منه التوسط لديه، فكان أن طلب السادات من أبو رقيق دخول انتخابات الاتحاد الاشتراكى، ونجح بالفعل فى الانتخابات، وبعد ذلك تعددت لقاءات أبو رقيق مع ممدوح سالم رئيس حزب مصر ورئيس الوزراء، ومحاولة إحياء جمعية البر والخدمات الاجتماعية.
إلا أن التلمسانى رفض التعاون مع الحكومة.. فانفصل أبو رقيق عن حزب مصر معللاً برفضه مشروع قانون الأحزاب الذى ينص على عدم قيام أحزاب دينية، ومعاقبة من يفعل مهما تستر تحت اسم جمعية أو جماعة أو هيئة أو وصف آخر. ثم يسرد أبو رقيق تفاصيل لقائه مع اللواء فؤاد نصار رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق وانه طلب إليه تسليم رسالته الى المخلوع حسنى مبارك بعد توليه السلطة. 
فطلب منه نصار أن يكتب ما يريد، وبالفعل كتب مذكرة طويلة (نشر المؤلف حسنين كروم نصها) وفيها طلب العودة الى نشاطهم والسماح بتأسيس حزب لهم، وبعد الكثير من المداولات طلب اللواء نصار من أبى رقيق العودة بعد تغيير اسم الحركة فرفضت الجماعة ذلك. ثم تقدم الشهادة تفاصيل لقاء آخر لأبى رقيق مع المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع عام 1982 الذى تعهد بنقل كل التفاصيل للرئيس، حسب الشهادة، ثم وعد بلقاء يبنهم وبين الرئيس غير أن هذا اللقاء لم يأت أبداً. ثم تقدم الشهادة تفاصيل لقاء مع اللواء فؤاد علام أحد أهم رجالات أمن الدولة المسئولين عن جماعة الإخوان المسلمين.
فى المقابل حصل المؤلف على شهادات معظم من أشار إليهم أبو رقيق كأطراف فى هذا الأمر، وبينهم اللواء فؤاد نصار الذى أكد صحة بعض المقابلات مع أبى رقيق وأنكر حدوث بعضها لكنه فى الإجمال يؤكد حدوث التفاوض وسعى الإخوان المحموم للحصول على منبر سياسى، أما اللواء فؤاد علام فقال إن اللقاء الذى زعمه صالح أبو رقيق لم يحدث إطلاقاً وقال إن مشكلة الرجل أنه كان متهماً من الإخوان بأنه كان عميلاً للرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولذلك يشكك علام فى قيام الإخوان بتفويض أبى رقيق فى مفاوضات على هذا المستوى، كذلك حصل المؤلف على شهادة من الدكتور محمود جامع أحد أقرب مستشارى الرئيس السادات، والذى جمعته صداقة مع المستشار صالح أبى رقيق أيضاً، الذى أكد أنه حضر أحد لقاءات صالح مع أبو غزالة فى منزل الأخير، حيث أبلغ أبا رقيق بأنه طرح على مبارك مسألة السماح بإنشاء حزب للإخوان فقال له إن ذلك سيسبب لنا مشكلة كبيرة، وقال نصاً:
" دعهم يتصلون بالأمريكيين ويقومون بجس نبضهم"، واقترح أبوغزالة، أن يقوم محمود جامع بهذا الاتصال، وانتهى الأمر برفض الإدارة الأمريكية إنشاء حزب للإخوان المسلمين، حيث كانت تصنف الحركة باعتبارها حركة إرهابية.
أحزاب المعارضة تخوض انتخابات 1978م على قائمة حزب الوفد
تضمن شهادة مأمون الهضيبى عضو مكتب الإرشاد بالجماعة مفاوضات الحركة مع عدد من الأحزاب السياسية بداية من حزب الأمة ثم الأحرار ثم الوفد والرغبة فى الترشح لانتخابات مجلس الشعب عام 1978 على قوائم أحدها. يقول الهضيبى:"بالنسبة لى لم أشارك فى أولى المفاوضات بين الإخوان والأمة، ولكنى علمت أن الأستاذ أحمد الصباحى رئيس حزب الأمة حضر إلى المرحوم عمر التلمسانى وعرض عليه رئاسة الحزب وأن يدخله أيضاً عدد من الإخوان المسلمين ولكن ذلك لم يتحقق.. وكانت المرة الثانية من الاتصالات بمبادرة منى، فاتصلت بالشيخ صلاح أبو اسماعيل والتقينا (بعد استئذان الأستاذ عمر التلمسانى) الصباحى فى مقر حزب الأمة ودار بيننا حوار دون الوصول إلى نتيجة. ثم دعانى الأخ الشيخ صلاح أبو اسماعيل للقاء الاستاذ مصطفى كامل مراد ودارت بيننا مفاهمات حول إمكانية التواجد فى حزب الأحرار، ولكن باءت المحاولات بالفشل رغم التجاوب الكبير من الأحرار... ومع الإعلان عن حل البرلمان عام 1978م طُرحت فكرة دخول الأحزاب والهيئات المعارضة جميعاً فى قائمة واحدة باسم حزب الوفد، ولكن قررت قيادة الوفد العدول عن هذه الفكرة. وقد بحثنا موقفنا وقدرنا أن أنسب الأوضاع المتاحة دخول الأحزاب الباقية عدا حزب التجمع ككتلة واحدة، وفعلاً ذهبت بصحبة الأخ صلاح شادى إلى مقر حزب العمل لمقابلة المهندس إبراهيم شكرى الذى أبدى ومعه أركان حزبه ترحيباً بالفكرة، وتم الاتفاق على الخطوط الرئيسية".
4 ـ الوفد ينفى استغلال الإخوان المسلمين ويؤكد على العكس
خول حزب الوفد الجديد رئيسه فؤاد سراج الدين بالتفاوض مع جماعة الإخوان المسلمين كما يقول إبراهيم فرج سكرتير الحزب، لكنه نفى فى شهادته ما تردد على لسان الإخوان بعد ذلك من قبول الوفد بالصفقة بغية الاستفادة من شعبيتهم والحصول على النسبة المطلوبة للتمثيل فى مجلس الشعب، مؤكداً عكس ذلك حيث كانت جماعة الإخوان أكثر استفادة من شعبية الوفد.
مستشهداً باقتصار الوفد على إضافة عدد قليل من الإخوان على قوائمه، مع التدقيق فى اختيارهم وفحص تاريخهم. كما أن عدد من فاز فى الانتخابات عن الجماعة لا يتجاوز ثمانية أشخاص بعضهم كان وفدى الأصل. كما أن الذى سبق وطلب هذا التنسيق هو المرحوم عمر التلمسانى، وقال بحب المدون فى سجلات الوفد:" أرجو أن يتيح الوفد لبعض الإخوان بالتقيد على قوائمه مع احتفاظهم بهويتهم كإخوان فإذا نجحت القائمة، كان الإخوان حتماً مع المعارضة الوفدية داخل المجلس يلتزمون بما يصدره الوفد إليهم من توجيهات بخصوص مسلكهم فى المجلس".
ويلفت إبراهيم فرج النظر فى شهادته الى رفض الإخوان ترشيح الشيخ صلاح أبو إسماعيل على القائمة التى تم الاتفاق عليها مع الوفد وطلب المرشد عمر التلمسانى من الوفد أن يرشحه على قوائمه إذا كان يرغب فى ذلك مؤكداً أن الرجل لا ينتمى للإخوان ولا يستطيع أن يدعى ذلك رغم أنه قاد الكثير من المفاوضات مع الحركة ومع الكثير من الأحزاب.
ولكن لم يقدر لهذا التحالف أن يستمر بعد أن اتضح للإخوان حرص الوفد على مبادئه وعدم المتاجرة بها. وسارع الإخوان إلى الانفصال عن الوفد بعد حل مجلس الشعب والدعوة إلى انتخابات عاجلة فى إبريل 1987م وتحالفوا مع حزبى العمل والأحرار.
وجاءت نتائج الإنتخابات لتؤكد حقيقة عدم استفادة الوفد من الإخوان فى انتخابات 1984م إذ جاء عدد الأصوات التى حازها الوفد فى انتخابات 1987 مساوياً للأصوات التى حازها فى انتخابات1984م.

السادة المرشحون: فوبيا التيار الإسلامي



ليست هناك تعليقات: