الجمعة، 11 مايو 2012

فلول الوطنى ومعركة النفس الأخير



من يحرق مصر ؟ 
 التنظيم السرى«جمال» و«عز» موازى لأمن الدولة وليس تابعاً له 
يضم 42 ألف بلطجى لحماية مصالح النظام السابق
 رجال أعمال «مبارك» يمولون عمليات الفوضى وتعطيل الانتخابات الرئاسية
 فلول نظام مبارك يدركون جيداً 
أن بقاء العسكرى فى مصلحتهم ويبعدهم عن شبح المحاكمات


 لا يمكن النظر إلى الحرائق المشتعلة فى مصر بمعزل عن النظام السابق، فالمشهد الذى وضعنا فيه مبارك ونظامه كان مليئاً بالسواد والعبثية وتفاصيل الصوره التى رسمها النظام المخلوع ببراعة شديدة تشبه مخلفات الحرب فى كل مكان، ففلول الحزب المنحل المنتشرين فى كل شبر جاهزون للانقضاض على الثورة وإشعال الحرائق فى البلاد وبعض رجال أعمال النظام السابق ينفقون بسخاء لتحقيق هذا الهدف. فلول الوطنى تلقوا أكبر صدمة فى الانتخابات البرلمانية الماضية، وطبق الشعب عليهم العزل السياسى وأبعدهم عن المشهد تماماً، رغم أن الأمل كان يراودهم فى تحقيق عدد كبير من المقاعد يمكنهم من استعادة النظام المخلوع ولكن ذلك لم يحدث فكان البديل هو الفوضي.
 فلول الوطنى يدركون حقيقة أن بقاء العسكرى فى السلطة يدعم بقاءهم وأن انهيار النظام بمجرد إعلان اسم الرئيس الجديد يعنى نهاية وجودهم، فهم يخوضون الآن معركة النفس الأخير للحفاظ على شرعية وجودهم ويسعون بكل قوة الآن إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية، خاصة أن الرئيس القادم من الممكن أن يفتح ملفات الفساد التى تم إغلاقها ويكشف تورطهم فى عدد من قضايا الفساد. ومن يتابع الأحداث جيداً يجد أن متغيراً مهماً أشعل الأحداث - كما يؤكد الدكتور أحمد يوسف أستاذ العلوم السياسية – وهو اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التى تعتبر نهاية المرحلة الانتقالية، وبمجرد إعلان اسم الرئيس القادم يعتبر نجاحاً للخطوة الأولى للثورة، وهو ما جعل الفلول يتحركون فى كل اتجاه لإفساد انتخابات الرئاسة، التى تدشن لمرحلة ما بعد نظام مبارك وتكتب نهاية من كانوا أحد أهم صناع الفساد..
 والأخطر كما يقول يوسف: إن فلول نظام مبارك يدركون جيداً أن بقاء العسكرى فى مصلحتهم ويبعدهم عن شبح المحاكمات،
فكان لابد أن يتحرك رجاله لإحداث اضطرابات فى البلاد لعرقلة الانتخابات القادمة فهم لديهم خريطة بالأماكن التى يمكن أن يحدث فيها اضطرابات ولديهم الأسلحة التى يمكن أن يشعلوا بها نيران الفتنة، وبالفعل نجحوا فى ذلك، خاصة مع عجز الداخلية للقضاء على الانفلات الأمني.
 وتوقع أحمد يوسف أن تتكرر حوادث الفتنة فى العديد من الأماكن، خاصة أن المزاج العام فى مصر غير منضبط، خاصة أن لدينا فى مصر الآن قطاعين أحدهما يؤمن بضرورة الثورة والبقاء فى الميدان، والآخر يطالب بالاستقرار والاكتفاء بما حدث من مليونيات، وكلاهما من الممكن أن يصطدم ببعضه فى الفترات القادمة لو استمرت حالة الانفلات الثورى قائمة.
 ويذهب الدكتور محمد الجوادى - أستاذ الاجتماع السياسى - إلى سيناريو آخر للأيدى الخفية التى تعبث بوحدة المسلمين والأقباط قائلاً: إن فلول الوطنى وراء ما يحدث ويبدو أنهم حصلوا على الضوء الأخضر للتحرك فساروا فى كل شبر لإحداث فوضي، خاصة أنهم يشعرون الآن بقوتهم ومدى تأثيرهم على الحياة السياسية فى مصر، خاصة أنهم أقوى من المجلس العسكرى الحاكم فى مصر الآن. وأضاف: أن رجال أعمال النظام السابق، الذين ارتبطوا بمصالح مباشرة مع نظام مبارك يمولون عمليات الفوضي، والنظام الحاكم فشل فى محاولة إبعادهم عن المشهد أو حتى الاستفادة منهم بشكل سياسى فشعروا بالتهميش فانطلقوا لإحداث الفوضى فى مصر .
 واعتبر «الجوادي» ان تنظيم جمال مبارك وأحمد عز الذى يضم فى قوامه 42 ألف بلطجى ليس بعيداً عما يجرى فى مصر الآن، فهذا التنظيم تم إعداده بعناية طوال سنوات حكم مبارك ليكون أداة الوريث فى وأد أى احتجاجات تحدث وإحداث فوضى فى البلاد عند اللزوم والحل هو استخدامهم فى وظائف تشبه الأدوار التى يقومون بها الآن مثل حراسة السجون والكنائس والأديرة إلى غير ذلك من الوظائف.
وأشار «الجوادي» إلى أن التنظيم السرى موازى لأمن الدولة وليس تابعاً له فكان كل وظيفته التى مازال يمارسها حتى الآن هى حماية الحزب الوطنى ودعم وجوده، وهذا الأسلوب كان يتبع فى الدول الشيوعية الديكتاتورية واستعان به النظام المخلوع وجمال مبارك لأهداف محددة.
 ويرى عبدالغفار شكر - وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى - أن الجزء الأكبر من الأزمة التى نعيشها وكان يمكن أن نقضى على الفلول وكل بقايا النظام السابق هو أننا بدأنا بالانتخابات البرلمانية أولاً، ولم نضع الدستور فى البداية، وبالتالى تداعيات هذا الخطأ تظهر الآن، التى قام باستغلالها البعض لصالحه، والخطأ الاكبر لكل المشاكل حتى فى حالة وجود الفلول هم الإسلاميون الذين اعتقدوا أن قدرتهم أكبر من أى قوي، والآن هم يدركون مدى الخطأ الذى ارتكبوه.
وأضاف أن القوى المدنية كلها متوحدة على موقف واحد لمنع انفراد الإسلاميين ومنع وجود الفلول والقضاء عليهم بكل الطرق.

ليست هناك تعليقات: